عرف الإنسان منذ القدم أهمية الدم للحياة.. وأنه إذا فقد الكثير منه يكون قد عرض حياته للخطر فماذا يفعل تجاه طفل تجرى له عملية جراحية وفي حاجة إلى نقل دم؟ وما شعوره إذا رأى فتاة في عمر الزهور تعاني من مرض سرطان الدم؟ أو شيخاً طاعناً في السن يعالج من آثار حروق شديدة وفي احتياج إلى نقل الدم؟! صحيح أن طرق العلاج تتطور باستمرار وكثير من العمليات تجرى يوميا وتستدعي نقل دم للمريض.. لكن أن تنقذ حياة شخص ما بتبرعك بالدم شيء آخر له وقفة.. وقفة نفهم من خلالها أهمية تبرع الإنسان بدمه من الناحية الصحية والجسدية ولأهمية التبرع دعا أطباء اختصاصيون في اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي تحتفل به بلادنا مع سائر دول العالم في ال14من يونيو من كل عام .جميع المواطنين الذين يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و 60 سنة، للتبرع بالدم لإنقاذ حياه آلاف الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه في كل لحظة.. وبهذه المناسبة حث أمين عام الجمعية اليمنية للتبرع الطوعي بالدم الدكتور عبدالرحمن أحمد المصباحي أصحاب فصائل الدم المختلفة وخاصة النادرة منها إلى التبرع بالدم باعتباره واجب إنساني يسهم في إنقاذ حياة المحتاجين له، مبينا أن عملية التبرع بالدم في المراكز المتخصصة، تتم تحت ضوابط معينة لضمان سلامة وصحة المتبرع قبل كل شئ حيث يمر المتبرع بمجموعة من الفحوصات للتأكد من استطاعته للتبرع دون المساس بسلامته.. لافتا إلى غياب ثقافة التبرع بالدم في مجتمعنا إلا في الحالات الطارئة المتعلقة بأحد الأقارب أو الأصدقاء، بالرغم من أن كمية الدم القصوى التي يمكن سحبها من المتبرع تقدر ما بين (450 500) ميلليتر أي ما يعادل 12 في المائة من إجمالي كميات الدم في جسم الإنسان البالغ الذي يزيد وزنه عن 50 كيلو جراماً (والتي تقدر بحوالي خمسة لترات من الدم).. ويعوض جسم المتبرع الكمية المسحوبة من الدم خلال فترة قصيرة وبدون أن يشعر بأي وهن، وتؤكد الدراسات على ضرورة التبرع بالدم كل ثلاثة أشهر، لما فيه من فوائد صحية، حيث يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة، ويزيد من نشاط الدورة الدموية.. كما يسهم التبرع بالدم في التقليل من نسبة الحديد بالدم الذي يؤدي ارتفاعه إلى احتمالية الإصابة بالجلطة إذا صاحب ذلك ارتفاع في نسبة الدهون بالدم، وكذا التقليل من نسبة الهيموجلوبين لدى الأشخاص المصابين بالارتفاع الدائم فيه مما يقلل من احتمالية اصابتهم بجلطات دموية .. وينقذ التبرع بالدم حياة العديد من المرضى المصابين بعدد من الامراض الفتاكة، والمصابين بالحوادث المرورية، والكوراث الطبيعية، وكذا الذين يخضعون لعمليات جراحية كبرى كعمليات القلب المفتوح ونقل الأعضاء وغيرها من العمليات المصحوبة بنزف شديد، ومرضى سرطان الدم والمصابين بفقر الدم (الأنيميا) الذي يعد من أكثر الأمراض انتشارا في العالم حيث يصيب سنويا أكثر من 400 مليون شخص.. كما أن الدراسات الأولية تشير إلى أن 4،5 في المائة من عدد السكان في اليمن قد يكونوا حاملين للصفة الوراثية المسببة لداء تكسر الدم (الثلاسيميا) ،الذي يحتاج المصابون به إلى نقل دم كل 21 يوماً. ماهي كمية الدم المتبرع بها سنوياً ؟ بينت بعض الدراسات في الدول الغربية ان هناك حوالي ثمانية ملايين متبرع بالدم سنوياً . وفي الولايات المتحدة الامريكية ، تم التبرع بحوالي 15 مليون وحدة من الدم سنة 2001م . بينت إحدى الدراسات في الولايات المتحدة الامريكية انه في كل عام تقريباً هناك حاجة الى حوالي 38000 وحدة من خلايا الدم الحمراء . الاشخاص المحتاجون لتلقي او استقبال الدم هم : • ضحايا الحوادث المرورية والحرائق . • المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية كبرى كعمليات القلب المفتوح ، ونقل الاعضاء ، وغيرها من العمليات المصحوبة بنزف شديد . • الاشخاص الذين يعانون من سرطان الدم او غيره من الاورام . • الاشخاص المصابون بفقر الدم المنجلي او الثلاسيميا . من هم الاشخاص الذين يمكنهم التبرع بالدم ؟ للتبرع بالدم بعض الشروط لا بد من توافرها في المتبرع ، كأن يكون ذا صحة جيدة ، قد تجاوز السابعة عشر من عمره ، ولا يقل وزنه عن خمسين كيلوغرام ، وان يخضع لفحص طبي يبين خلوه من بعض الامراض . بينت الإحصائيات ان قليلاً جداً من الاشخاص الذين يمكنهم التبرع بالدم يتبرعون به فعلاً ، وان اكثر المتبرعين هم من الرجال المثقفين ذوي الدخل الجيد والذين تتراوح اعمارهم ما بين الثلاثين الى الخمسين . يعوّض الجسم السوائل المتبَرّع بها خلال اربع وعشرين ساعة . اما بالنسبة لخلايا الدم فتأخذ وقتاً اطول ليتم تعويضها ، فالخلايا الحمراء مثلاً لا تُعوّض تماماً إلا بعد مرور ثمانية اسابيع على عملية التبرع ، ولذلك لا يُنصح بإعادة التبرع بالدم إلا بعد مرور شهرين من التبرع الاول . الاشخاص الذين لا يمكنهم التبرع بالدم : هناك بعض الاشخاص لا يمكنهم التبرع بالدم إما بشكل مؤقت او بصفة دائمة ، وذلك كما يلي : أولاً : الموانع المؤقتة للتبرع بالدم : 1. الاشخاص الذين سبقت لهم الإصابة بذبحة صدرية خلال سنة من التبرع بالدم . 2. الذين أصيبوا بمرض الملاريا خلال السنوات الثلاث الماضية 3. الاشخاص الذين زاروا منطقة موبوءة بالملاريا خلال السنة الماضية . 4. من تم نقل دم إليه او أخذ أحد مكونات الدم خلال السنة الماضية . 5. من أجريت له عملية وشم خلال السنة الماضية . 6. من تعرض لعملية جراحية في القلب خلال السنة الماضية . 7. من تعرض لمصاب بالتهاب الكبد خلال السنة الماضية. 8. الشخص المصاب بوعكة صحية او ارتفاع في درجة الحرارة يوم التبرع . 9. من تناول مضاداً حيوياً قبل يوم الى ثلاثة ايام من التبرع. 10. السيدات الحوامل او اللاتي تعرضن لإجهاض خلال الاسابيع الستة الماضية . ثانياً : الموانع الدائمة للتبرع بالدم : 1. الاشخاص الذين سبق لهم استخدام المخدرات عن طريق الوريد . 2. الاشخاص الذين يمارسون اللواط او العلاقات الجنسية المحرمة . 3. الاشخاص الذين سبق لهم استقبال حقن مركزة لعوامل تخثرالدم . 4. الذين وجدو أثناء إجراء الاختبارات المعملية ان لديهم فحصاً إيجابياً لتحليل التهاب الكبد من النوعين( ب و ج ) وتحليل (H I V ) اي الايدز . عملية التبرع بالدم : - يُطلب من المتبرع الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بتاريخه الطبي . - يخضع المتبرع لفحص سريري شامل ، يتضمن قياس العلامات الحيوية كالنبض والحرارة وضغط الدم . - تُجرى بعض التحاليل المخبرية الضرورية كمستوى الخضاب ( الهيموجلوبين ) ، وبعض التحاليل للتأكد من سلامة الدم . - يشعر المتبرع ببعض الالم أثناء إدخال الإبرة ، مماثل لألم الوخز والحقن . - يستمر التبرع حوالي 10-15 دقيقة يكون المتبرع مستلقياً فيها على سرير مريح . - يُنصح المتبرع بالاستمرار بالاسترخاء لمدة دقائق بعد انتهاء التبرع ، وبعدها يتناول كوباً من العصير وبعض البسكويت . - من الطبيعي الشعور بالتوتر والقلق قبل التبرع وخاصة للمتبرع للمرة الاولى ، ويمكن التخلص من هذه المشاعر بالسؤال والاستفسار عن التبرع من الطبيب المسؤول او غيره من الفريق الطبي . - يُنصح بالإكثار من شرب السوائل خلال الساعات الاربع والعشرين بعد التبرع . - لا بأس من التبرع بالدم أثناء الدورة الشهرية . - يُنصح بعدم إعادة التبرع قبل مضي شهرين من التبرع الاول .