لقد قامت الحضارة اليمنية القديمة في جانبها الزراعي على ركيزتين أساسيتين هما إنشاء المدرجات الجبلية لحصار مياه الأمطار وإقامة السدود والحواجز لتنظيم مياه السيول الجارية في الوديان والاستفادة منها في ري الأراضي الزراعية وتقليل مخاطرها وأضرارها. ويعتبر التعاون الجماعي والتلاحم الاجتماعي والإحساس بالمسئولية والمصالح المشتركة الأساس في قيام تلك المنشآت وحصانتها والسبب الرئيسي لانضباط ونجاح إدارة وتوزيع المياه وفاعلية أنظمة الري قديماً. اهتمام الحكومة بمنشآت الري ومن المعروف أن الحكومة اليمنية قامت خلال العقود الماضية بانشاء الكثير من منشآت الري بالسيول في العديد من وديان البلاد الرئيسية .. وتولت مشروعات وهيئات التنمية الزراعية مسألة تخطيط وتنفيذ وتشغيل منشآت الري ودون مشاركة أو مساهمة فاعلة من قبل المزارعين. ومع مرور الوقت .. حصل تدهور سريع لمنشآت الري وفي عمليات توزيع مياه السيول وبالتالي تدهور إنتاج الزراعات المعتمدة عليها نتيجة عدة أسباب أهمها : النقص المستمر في المخصصات المالية للتشغيل والصيانة. معالجة تدهور منشآت الري ومن أجل معالجة التدهور في قطاع الري بالسيول ولضمان استمرارية عمل منشآته استدعت الحاجة إلى قيام جهد حكومي وأهلي ينصب في اتجاه ترميم منشآت الري الحالية وتمكين المزارعين تدريجياً من تولي مسؤولية تشغيل وصيانة منشآتهم المائية .. ويعتبر النهج في المشاركة هو الأساس الذي بني عليه مشروع تطوير الري والمرتكز الرئيسي لتنفيذ نشاطاته الزراعية والتنموية. تحسين فاعلية المنشآت وتكمن أهمية مشروع تطوير الري التابع لوزارة الزراعة والري في أنه يهدف إلى تحقيق التالي : ? تحسين فاعلية منشآت الري وكفاءة توزيع واستخدام مياه السيول في الوديان اليمنية وذلك من خلال ترميم وتطوير هذه المنشآت وإدارتها بمشاركة المزارعين.. ? زيادة الانتاجية الزراعية ودخل المزارعين وذلك من خلال تنفيذ برامج إرشادية زراعية مكثفة .. بالإضافة إلى أن المشروع اعتمد تنفيذ على العديد من المبادئ أهمها: المشاركة الفاعلة لكافة المزارعين في جيمع مراحل، التخطيط والتصميم والترميم وتشغيل وصيانة منشآت الري ، ومساهمة المزارعين في تكلفة الترميم وكذلك أعمال التشغيل والصيانة وتنفيذ أعمال ترميم وتطوير منشآت الري مشروطاً بالتأسيس المسبق لجمعيات مستخدمي المياه ، وكذا تحمل المزارعين تدريجياً مسئولية دفع تكاليف التشغيل والصيانة لكل منشآت الري الخاضعة لهم ما عدا الحواجز الرئيسية. نشاطات .. أخرى والجدير بالذكر أن لمشروع تطوير الري جملة من النشاطات الرئيسية .. وهي كالآتي: ? ترميم وتطوير منشآت الري وتنفيذ أعمال حماية الوديان من أضرار السيول وإصلاح الطرق الزراعية وتعزيز المشاركة الفاعلة لجميع المزارعين في تخطيط وتصميم وترميم وتشغيل وصيانة منشآت الري. ? تأسيس وتقوية تنظيمات مستخدمي المياه على مختلف مستويات منشآت الري لتصبح ذات استقلال إداري ومالي .. ونقل مسئولية تشغيل وصيانة منشآت الري تدريجاً من الحكومة إلى جمعيات مستخدمي المياه .. وكذا تقديم الدعم والمشورة الفنية لمؤسسات الدولة المعنية بموضوع المياه والري وغيرها من النشاطات.