تحتفل محافظة عدن يوم غدٍ الأحد بتكريم نحو ثلاثين موجهاً وموجهة من رواد التوجيه التربوي في المحافظة، الذين أفنوا أعمارهم في سلك التربية والتعليم، وأسهموا من خلال خبراتهم وتجاربهم في تطوير وتحسين هذا القطاع الهام والحيوي الذي يعوّل عليه الوطن الكثير من الأماني والأحلام..(حتى يستمر العطاء التربوي) شعار الحفل الذي يرعاه الدكتور عدنان الجفري محافظ محافظة عدن، والدكتور عبدالله النهاري مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة.. الشعار السالف الذكر إنما يعبر عن التقدير الذي يكنّه قياديو مكتب التربية في عدن وإدارة التوجيه في المكتب للرواد الأوائل من حملة العلم ومؤسسي النهضة التعليمية والتربوية في المحافظة، لأدوارهم الجليلة في خدمة هذا القطاع.. ويعبر كذلك عن استعداد قيادة التربية وإدارة التوجيه لدعم كل سائر في درب العطاء حتى يظل سيل العطاء متدفقاً عبر الأجيال..(الجمهورية) واكبت سير الاستعدادات الجارية للحفل، والتقت عدداً من قياديي مكتب التربية وإدارة التوجيه، وخرجت بالاستطلاع التالي: صُنّاع النجاح الدكتور عبدالله النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم في المحافظة - أشار إلى أن الرواد الأوائل من التربويين في عدن تمكنوا من صناعة نجاحاتهم ونجاحات قطاع التربية من خلال تحويلهم للفرص المحدودة التي نالوها إلى قصص من النجاح والتفوق، انطلاقاً من إيمانهم بقواهم الكامنة التي قادتهم إلى بناء حياة جديدة. وقال: الإنسان المؤمن بقواه الكامنة، ومكانه المرموق، والفرص المحدودة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد. مشيراً إلى أن المرونة لا تعني الضعف، بل تعني أن نكون أقوياء مع مرونتنا، كشجرة مثمرة تعطي الخيرات، تنحني لكنها لا تنكسر. ووصف الدكتور النهاري ضمناً رواد التوجيه في عدن قائلاً: معظم الناس يفعلون الأشياء لأنه واجب عليهم أن يعملوها، أما السابقون فهم أولئك الذين يعملون الأشياء وهي بعد ليست واجبة عليهم. حبال التواصل باقية مدير إدارة التوجيه التربوي بمكتب التربية والتعليم في عدن الأستاذ عوض محمد عبدالله باشطح، قال عن هذه الاحتفالية: إن إدارة التوجيه التربوي بجميع منتسبيها بل بجميع التربويين يقفون اليوم إجلالاً وإكباراً في هذه الاحتفالية لكوكبة من الموجهين التربويين ممن أفنوا زهرة حياتهم خدمة للتربية والتعليم عامة، وصالوا وجالوا في الميدان التربوي وفي مجال التوجيه خاصة. مضيفاً: إننا إذ نلتقي في هذه المناسبة يسرنا أن نسجل لهم أسمى آيات التقدير والعرفان لكل ما قدموه في السنوات الخوالي خلال فترة خدمتهم التي شهدت إبداعات جمّة ونشاطات مميزة، واتسم بها واقعنا التربوي والتعليمي في هذه المحافظة، فنحن - هنا - لا نودعهم بل نقول لهم: عهداً علينا أن تظل حبال التواصل فعّالة ومستمرة ومتجددة مادامت عروقنا التربوية تنبض بالحياة وتتدفق فيها دماء التطوير والتحديث في ساحتنا التربوية التعليمية. وتمنى باشطح - في ختام تصريحه - أن تكون هذه الفعالية تقليداً سنوياً ترعاه السلطة المحلية، ويتبناه مكتب التربية والتعليم، وتنفذه إدارة التوجيه التربوي في المحافظة. شاكراً كل من أسهم في إقامة الفعالية وسعى لإنجاحها. رد الجميل رئيس شعبة العلوم بإدارة التوجيه التربوي الأستاذ دبوان غالب سالم، أكد أن هذا التكريم يأتي كرد جميل لأولئك الكوكبة من الموجهين الأجلاء الذين حملوا رسالة العلم والتنوير، وأسهموا بشكل فاعل في تخريج شخصيات اجتماعية ونخب وطنية نراهم اليوم في مراكز مرموقة في وطننا الحبيب، تقلدت أكبر المناصب، وخدمت البلد بفضل أولئكم الرواد الأوائل في هذه المحافظة الذين زرعوا في الجميع حب الوطن وسمة العطاء وثقافة البناء. مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها شعبة التوجيه والمناهج وإدارة وموجهو مكتب التربية والتعليم بعدن في الترتيب لهذا الحفل، وعدم إغفال صانعي التربية والتعليم في المحافظة. روّاد التغيير الأستاذ التربوي عبدالرحمن الصهيبي وصف أوائل الموجهين المكرمين بأنهم كانوا بحق رواداً للتغيير الذي نعيش في نعمته اليوم.. وأبى إلا أن يقول بضعة قصائد قال إنها إلى كل صاحب فكر تنويري.. جال الخيال فداعب الأقلاما ومضى يسطّر لوعةً وهياماً وتزاحمت لغة الخيال بخاطري شعراً ونثراً خطبةً ومقاماً أنا إن كتبت فلست أوفي حقه لكن عذري شاعراً قد هاما ماكان شوقي مفرطاً في حبه مذ قال (قم) صار الجميع قياماً من هاهنا من أرض حمير بيتنا الي من الكبير وثغره البسّاما نهدي تحيتنا لكل موجهٍ أرسى بأرضي خطة ونظاما شموس العلم أما الأستاذ أحمد فرج، فوصف المكرمين بأنهم شموس للعلم، أضاءت عدن واليمن في واقع كان يغزوه الظلام من كل مكان.. وأنشد في ذلك قائلاً: حب العلوم له في القلب أركان يمم فؤادك حيث العلم يزدان بالعلم كنّا إمام العالمين فسل حضارة الغرب قد كنا، فهل كانوا؟ فشمسنا سطعت عليهم فانجلى ظلامهم فمشى بالنور إنسان أيا عدن رددي ورددي علناً ما أجمل العلم للهامات تيجان حيي المشاعل حيي اليوم مجدهم ما نال مجداً مدى التاريخ كسلان يا دهرنا هاهنا حط الرحال فقد جاءت شموع غدت يوماً لها شأن على آثارهم تكريم الرواد الأوائل من حملة التنوير في عدن ليس سوى قطرة في بحر الوفاء والسير على ما ساروا عليه.. فالتكريم لا يعني شيئاً لو لم نقتفِ آثار من أسسوا وبنوا نهضة عدن، وجعلوها عبر السنين مركزاً للعلم والتنوير على مستوى اليمن والجزيرة العربية.