تتميز محافظة شبوة عن غيرها من محافظات الجمهورية بزراعة النخيل .. حيث تعد من المحافظات المزدحمة بهذه الأشجار السامقة ، وفي فصل الصيف من كل عام وحين تبلغ درجة الحرارة أوجها تتجمع محاصيل البلح الحمراء والصفراء في أسواق هذه المحافظة المتعددة كسوق عتق وجول حبان وجول الريدة وعزان ورضوم وكذلك خورة وبيحان ، ويتزاحم الناس بشدة خلال هذا الموسم الخصب مرددين الأهازيج التي تناسب طقوس هذا الموسم .. (الجمهورية) طافت في مزارع وأسواق هذه المحافظة وخرجت بالحصيلة التالية : محصول مبير البداية كانت مع سالم عوض محمد صاحب مزرعة نخيل الذي تحدث بالقول : }} في الحقيقة فإن النخيل هي مصدر رزقنا الوحيد ، ونحن نرعى هذه الشجرة السامقة حتى يأتي فصل الصيف فنستخرج منها ثمار البلح الشهية التي تختلف نوعيتها بين الحمراء والصفراء .. والأولى أغلى من الأخيرة لأنها أحسن مذاقاً ، كما أن شجرة النخيل تستنفد الكثير من المياه حتى تدر بمحصول كبير . مناطق زراعة النخيل ويضيف سالم في سياق حديثه : }} تعد خورة التابعة لمديرية مرخة من المناطق المزدحمة بالنخيل ، وكذلك مديرية بيحان العليا والسفلى ، بالإضافة إلى مديرية ميفعة ، كما أن مديرية رضوم تكاد تحتل المركز الأول من حيث عدد أشجار النخيل ، حيث تنتشر بكثافة في منطقة عين بامعبد ، وبقية مناطق المديرية المترامية الأطراف ، ومن ضمن المديريات المشهورة بزراعة النخيل مديرية الروضة ، حيث تغرق قرية الغيل في وادٍ من النخيل والأنهار الجارية ، وكذلك منطقة لهية ، كما أن حبان وان كانت أقل المناطق زراعة لهذه الشجرة المباركة إلا أنها تحاول أن تنمي هذه الزراعة خصوصاً في وادي حبان الخصب ، ولو أن هناك تشجيعاً من قبل الدولة على هذه الزراعة لأصبحت محافظة شبوة بمساحتها التي تصل إلى خمس وسبعين ألف كيلو متر مربع من أولى المحافظات في الجمهورية في انتاج النخيل ، وإن شاء الله يكون هناك تشجيع ودعم للمواطنين حتى يكثروا من زراعة هذه الشجرة. بداية الموسم المواطن علي مرشد حزام التقيته في سوق مدينة عتق وهو يروج لبضاعته الطازجة بحنجرته المتحشرجة ، فتحدث بالقول : }} مازلنا في بداية الموسم ، والاقبال لشراء البلح لا بأس به ، لأنها لم تصل إلى مستوى النضج المطلوب ، والحمد لله ماشي الشغل ، لولا محصول الحبحب المتراكم الذي يزاحمنا مع ارتفاع درجة الحرارة ، ويأكل رزقنا ، وحين سألته من أين أتى بهذه الكمية الكبيرة من البلح أجاب : أتيت بها من مركز خورة ، مع العلم أن بلح خورة من أجود الأنواع على الإطلاق ، حيث يطلق عليه في مناطق أخرى ب(مناصف العدة) ، وله فوائد كثيرة تختلف عن بقية المحاصيل ، حيث يعد هدية الصيف ، وهنا في محافظة شبوة يتبادلونه فيما بينهم كهدايا لها قيمتها ، واختتم حديثه بالقول : - كما قلت لك فإن الموسم مازال في مقدمته ، وهناك الكثير من النخيل التي لم تحصد ثمارها ، وإن شاء الله خلال الأيام القادمة سينزل إلى السوق أجود الأنواع. الشجرة المباركة عبدالله أحمد العاشلي من المهتمين بزراعة النخيل والاهتمام بها قال بفخر : }} لو أن بلادنا تستعيض النخيل بدل القات ، لأصبحنا من أكبر الدول العربية في انتاج البلح والتمر ، وسوف يكون اقتصادنا من الاقتصادات القوية والعملاقة ، مع العلم أن الري الحديث يوفر اقتصاداً في الماء وزيادة في نمو هذه الشجرة المباركة ، فهي على عكس القات الذي يستنفد المياه العذبة ، وأضاف في سياق حديثه : - طبعاً تنمو هذه الشجرة بسرعة في المناطق الحارة ، ويصل طولها إلى أكثر من اربعة أمتار ، كما أنها تحتاج إلى خمس سنوات من العناية حتى تنتج محصولها الأول ، ويضع الفلاحون الأوعية البلاستيكية أسفل النخلة ، ثم يتسلق شخص مشدود الساقين ليساقط ثمار البلح على تلك الأوعية ، وهناك طريقة أخرى يتم انزال القتب فيها بحبال حتى يجنبوه تناثر حباته، ثم اختتم حديثه بالقول : إنني آسف كثيراً على صحراء شبوة المترامية الأطراف ، والتي تحتل أغلب مساحة المحافظة ، في انها لم تستغل بعد ، فلو أن هناك استغلالاً حقيقياً لها واستزرعت ليس بالنخيل فحسب ، ولكن بشتى المحاصيل الزراعية كالبرتقال والحبحب وغيره ، بالإضافة إلى القمح وغيره فصدقني أننا لن نحتاج إلى الاستيراد من أي دول أخرى .. وسوف نعتمد على مانزرع ، والحمد لله فإن بنك التسليف التعاوني الزراعي برئاسة الأخ علي سيف المغلس قد بدأ يخطو خطوات جادة في تشجيع المواطنين عل زراعة الحبوب ، حيث كما علمت تم اعتماد سبعين مليون ريال في المشروع لزراعة الحبوب ، وهناك قروض أخرى ميسرة غرضها مساعدة المواطنين في استثمار الأراضي الشاسعة لما يعود بالفائدة لهم. خدمات زراعية متوفرة في الختام كان لابد من الالتقاء بالأخ علي سيف المغلس مدير بنك التسليف التعاوني الزراعي الذي تحدث بالقول : }} هناك خدمات زراعية تقدمها فروع البنك في المحافظة وتتمثل هذه الخدمات بتقديم القروض الزراعية والتي منها المشروع الوطني لزراعة الحبوب للحد من الاستيراد والتأمين الغذائي المحلي بقيمة سبعين مليون ريال، ولكن مع الأسف هناك عدد من المشاكل التي تواجهنا منها : ٭ التمترس في الطرق أحياناً التي لا تمكننا من متابعة المشاريع الممولة ، والحجج الشرعية التي يراد رهنها لمنح القروض غير الموثقة وتكاليف التوثيق عالية ، وهناك قروض في هذا الجانب متعثر رصيدها من العام 1992م بمبلغ أربع وخمسين مليون ريال لم يتم سدادها ، ومنها لدى مسؤولين يفترض أن يكونوا قدوة لصغار المزارعين ، ونحن نتعرض لاحراجات عندما نقوم بمتابعة المقترضين الصغار الذين يحتجون بالمقترضين الكبار ، ونحن على استعداد لمساعدة المواطنين في الجانب الزراعي ليس على مستوى زراعة النخيل ولكن في كافة المحاصيل ، بشرط أن يستمروا على ذلك ، وقد بلغت القروض الزراعية بقيمة (33.000.000) مليون ريال ، وهناك قروض زراعية للبنك وعددها تسعة بقيمة اثنين مليون ريال ، وإن شاء الله سوف نقطع خطوات متقدمة في الجانب الزراعي.