يعيش المتزوجون مبكراً حالة من الاضطرابات النفسية المتعددة والمتزايدة يوماً بعد آخر..حيث قد يكتشف الطرفان عدم تناسبهما لبعض ولكن يكون ذلك بعد فوات الأوان بمعنى حين يكون بحوزتهم طفل أو أكثر..!ليبدأ مع ذلك مسلسل البحث عن طرق لفك الارتباط التي ترمي بثقلها على مسار حياة الطفل..وفي أحايين أخرى تجبرهم الظروف على المواصلة تحت سقف بيت آيل للسقوط في أية لحظة..! زواج الأطفال أو الزواج المبكر جريمة يتحملها الآباء في درجة أساسية من يتعجلون في تزويج أبنائهم دون أدنى اهتمام بكثير أشياء تأتي على رأسها جودة الاختيار المناسب..ومن بعد ذلك تأتي تهيئة الظروف المناسبة لأن يعيش المتزوجون حديثاً حياة مستقرة من خلالها يسعيان لفهم بعضهما وتأسيس قواعد ينطلقون منها لبناء أسرة هي في أحسن الأحوال غير مترابطة ثقافياً.. مؤخراً أكدت إحدى الدراسات أن ظاهرة زواج الأطفال في اليمن أكثر انتشارا بين الفتيات القاصرات من الفتيان الذكور..الدراسة قد تكون محقة،ولكن ثمة كثير من الذكور هم ضحايا الزواج المبكر ويعيشون حياة هي أقرب للمأساوية منها للحياة الطبيعية.. الدراسة الصادرة عن مركز دراسات وأبحاث النوع الاجتماعي بجامعة صنعاء كشفت أن نحو52% من الفتيات اليمنيات تزوجن دون سن الخامسة عشرة خلال العامين الأخيرين، مقابل 7% من الذكور.. الدراسة أكدت أن نسبة حالات زواج الطفلات تصل إلى65% من حالات الزواج،منها 70% في المناطق الريفية،وفي حالات لا يتجاوز عمر الطفلة المتزوجة الثماني أو العشر سنوات كما تقول الدراسة.. في الآونة الأخيرة خفت نجم هذه الظاهرة ولم يعدمشاعاً كما كان سابقاً،وقد اتفق كثيرون على ضوء ما توصلت إليه الدراسة على أن هذه الظاهرة هي الآن أقل انتشارا من السابق.. ومع ذلك فإن الأرقام المرصودة حديثاً تبين أن المشكلة مازالت مستمرة وراسخة خاصة في الأرياف..وغالباً ما يتخذ قرار الزواج الآباء وكبار السن بينما المعنيون بالزواج يظلون مخفيون حتى يلتقوا دون سابق إنذار،فالآباء وكبار السن كما قلت سابقاً هم من يحددون الزوجة للابن والزوج للبنت دون إعطاء طرفي الزواج حق الاعتراض أو الاختيار وخاصة البنت.. وكشفت الدراسة عن فجوة عُمرية كبيرة بين الزوجين.وأن أغلبية من استطلعت آراؤهم في الفئة العمرية أقل من 18سنة رأت أن سن الزواج الأنسب للفتاة هو بين 15-16 سنة،وللفتيان بعد حصولهم على العمل أو توفير المهر الخاص بالزواج. وحسب الدراسة تتضافر عدة أسباب وعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية للوقوف خلف ظاهرة زواج الأطفال في اليمن؛من أهمها القيم الاجتماعية التي تنظر إلى الزواج المبكر باعتباره صيانة من الانحراف.