المسح الأثري المصاحب بداية أعمال المسوحات الاستكشافية للثروات النفطية والمعدنية له أهمية كبيرة للحفاظ على كثير من المواقع الأثرية التي لاحصر لها في محافظة شبوة التي تزخر بالعديد من المعالم الأثرية التي لاحصر لها ولا عدد،وفي المقابل فإنها أيضاً تزدحم بأكبر الشركات النفطية التي تقوم بكثير من الأعمال الاستكشافية لحقول النفط والغاز دون الاهتمام بالآثار والمواقع التاريخية..مما دفع المهتمين لدراسة أهمية المسوحات الأثرية من قبل الشركات النفطية فماهي النتائج لهذه المسوحات في ضوء التفاعل الجاد للدولة والسلطات المحلية في هذه القضية وغيرها من القضايا الأثرية التي أجاب عليها الأخ خيران محسن الزبيدي مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار و المتاحف بمحافظة شبوة. حضارة إنسانية عريقة .. محافظة شبوة من المحافظات المهمة تاريخياً واقتصادياً،ففي عصور ماقبل التاريخ لدينا كثير من المستوطنات والقبور .. وفي العصور التاريخية لدينا شبوة عاصمة دولة حضرموت في مديرية عرماء وتمنع عاصمة دولة قتبان في مديرية عسيلان وهجر أبو زيد والناب عاصمة دولة أوسان في مديرية مرخة،وهذه الدويلات أتت من خلال التجمعات السكانية الكبيرة في الفترات السابقة،وخلقت لنا كثيراً من المدن والقرى والسدود والنقوش والقبور وغيرها مما خلفه الإنسان الأول في تلك الفترات،فلا يكاد يخلو أي شعب ولا جيل ولا واد إلا وفيه أثر خلفهُ الأوائل منذ مايقارب من 000.04 سنة والتي وجد فيها الإنسان في ربوع هذه المحافظة،وفي التاريخ الحديث فإن محافظة شبوة تحتضن أكبر تجمع لشركات النفط سواء في مجال المسح الزلزالي،أو حفر آبار للنفط سواءً من جنة في عسيلان إلى مأرب ثم ميناء التصدير على البحر الأحمر،أو من العلم شبوة إلى النشيمة على بحر العرب وكذلك أنبوب الغاز صافر جنة شبوة إلى بلحاف. شركات بلا رقيب وأضاف الزبيدي مستطرداً في سياق حديثه: نلاحظ هنا بأن الشركات النفطية تعمل وتمسح وتحفر وكأن ليس عليها رقيب إطلاقاً،وعندما رفعنا الكثير من التقارير والرسائل،وطلبنا أن يكون ممثلو الآثار موجودين مع تلك الأعمال التي تقوم بها الشركات ولكننا واجهنا الرفض وعدم التدخل فيه،حتى ولو كان في سبيل الحفاظ على تراثنا ومعالمنا التاريخية،ورغم كل المتابعات والمراسلات مع الجهات ذات العلاقة إلا أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف سواء الفرع في المحافظة، أو الديوان لم تجد رداً واضحاً حول هذا الموضوع،مع العلم أن في محافظة شبوة الكثير من الشركات المتعددة والمتنوعة،وتعتبر الشركة اليمنية للغاز المسال الشركة الأولى من بين الشركات العاملة في مجال النفط والغاز التي عملت ومن الوهلة الأولى على إيلاء عناية خاصة بحماية الآثار ودراستها والحفاظ عليها،ونحن في فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف نقدم شكرنا وتقديرنا للجهود المبذولة من قبل الشركة في هذا الجانب. جهود رائعة وعن ماقامت به الشركة اليمنية للغاز المسال قال: حتى نكون منصفين فإن الشركة قامت بتنفيذ الأعمال الأثرية قبل البدء بأي أعمال أخرى،ووفقاً لذلك فقد تم في الآثار مايلي: تعاقدت الشركة مع المعهد الألماني للآثار والمعهد الفرنسي للآثار وبترخيص من الهيئة العامة للآثار والمتاحف،وتحت إشراف فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالمحافظة وتم مسح خط أنبوب الغاز من صافر وحتى بلحاف بطول 320 كيلو متراً،وتم تسجيل أكثر من 171 موقعاً أثرياً ومعلماً تاريخياً،ورفعت تقارير مفصلة حول هذا الموضوع،وماهي الإجراءات المتبعة في حماية هذه المواقع،والتي ينبغي على الشركة اتباعها أثناء تنفيذ الحفر للأنبوب. - وبترخيص من الهيئة العامة للآثار والمتاحف وبناءً على طلب شركة الغاز،وبالاشتراك مع المعهدين،وتحت إشراف الهيئة تم التنقيب في بعض المواقع في ظاهرة باحقينة للقبور البرونزية،وعمل دراسة علمية, ونتائجها إيجابية،ورفعت بذلك تقارير مفصلة،وكل الملتقطات التي عثر عليها أثناء هذه العملية تم إيداعها متحف عتق وكانت مدة العمل حوالي 25يوماً. - استقراراً لدعم الشركة في البحث والتنقيب،وبترخيص من الهيئة العامة والآثار والمتاحف،وتحت إشرافها عمل الفريق نفسه على تنقيبات المستوطنات الزراعية الحضرمية في دربس،والفريق يضم كل التخصصات الأجنبية واليمنية، ونتج عنه دراسة أخرى علمية، وكل ذلك كان بطلب من شركة الغاز وتمويلها وسلمت كل المعثورات إلى متحف عتق واستمر العمل حوالي 28 يوماً. - بترخيص من الهيئة العامة للآثار وتحت إشراف الفرع اشترك الفريق الأثري للشركة مع فريق من الهيئة في تنقيبات أثرية لبعض القبور البرونزية والتي تقع في مكان حفر الأنبوب وتم توثيقها ودراستها وتصويرها ونقلها وأودعت كل المعثورات في متحف عتق، وهذا العمل استغرق حوالي 25 يوماً بتمويل من الشركة كما ضمنت هذه الشركة الكثير من حملة المؤهلات العلمية، واستضافتهم للعمل لديها في مجال الآثار وهم الثابتون في العمل أثناء حفر خط الأنبوب وتقع عليهم مراقبة الآثار وحمايتها، أما فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف فقد طلبنا أن يكون لنا مندوبون يمثلون الهيئة العامة للآثار والمتاحف فقد طلبنا أن يكون لنا مندوبون يمثلون الهيئة في الرقابة أثناء العمل من الجانب الحكومي إلا أن هذا لم يتم الموافقة عليه من قبل الشركة وأوكلت المهمة إلى موظفيها ونحن بدورنا ومن خلال العمل معهم في فترات مختلفة نثق بهم جميعاً في حرصهم على الآثار كونهم من ذوي المؤهلات العلمية في مجال الآثار والمتاحف من جامعة صنعاء. لامبالاة وفيما يخص الشركات الأخرى العاملة في محافظة شبوة أوضح بالقول: أما الشركات الأخرى سواءً الشركات العاملة في المسح والتنقيب عن النفط أو في مجال الحفر فإنها لم تكلف نفسها إطلاقاً الاهتمام بالآثار والمواقع الأثرية في المساحة المعطاة لها من وزارة النفط فيما عدا شركة الاستكشاف النفطي أويل سيرتش «يمن» المحدودة والتي لجأت إلينا مشكورة بطلب مسح المربع الخاص بالشركة «3D» في الحنك، وشبوة القديمة والمناطق المجاورة وقام فرع الهيئة العامة للآثار واخصائيو آثار من الديوان وتحت رعاية الدكتور عبدالله باوزير رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمسح كامل للمربع وتم تسجيل أكثر من ستمائة معلم وموقع أثري في هذا المربع ووضعت المخارج التي يجب أن تتبعها الشركة في الحفاظ على هذه المعالم، وتم تسليم التقرير الخاص بهذا الموضوع، مع كل الإحداثيات الخاصة بتلك المعالم إلى الشركة الأم والشركة المنفذة لمشروع المسح الزلزالي لهذا المربع، وسلم للأخ محافظ المحافظة، وكذا رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف للاطلاع على ما يقوم به فرع الهيئة من أعمال للحفاظ على المواقع الأثرية الواقعة في مربعات تلك الشركة، حيث قدمت الهيئة نموذجاً سريعاً جداً وعلى مدى 17 يوماً انجز الفريق كافة العمل، ويسمح للشركة بالمسح وفق برنامجها وكان يرافق فريق الآثار مهندسون من الشركة للتعرف على تلك المواقع ليتم تجنبها وعدم العبث بها ومن خلال الشركة اليمنية للغاز وشركة سيرتش اللتين قدمتا نموذجاً جيداً نأمل من الشركات النفطية الأخرى الاقتداء بهاتين الشركتين والوصول إلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف سواء في الديوان بصنعاء أو فروع الهيئة في المحافظات، وسوف نقوم بتسهيل كافة الإجراءات ونعمل على تبيان أي آثار أو معالم تأريخية لتلك الشركات ليتم تجنبها والحفاظ عليها والاسهام من قبل الشركات لعمل الحفريات الأولية لدراسة هذه المواقع من قبل الهيئة العامة للآثار والمتاحف.. واختتم حديثه شاكراً بالقول: لايسعنا إلا أن نقدم شكرنا وتقديرنا للشركة اليمنية للغاز وشركة سيرتش للتجاوب الإيجابي مع الهيئة ونأمل تلافي أي قصور لخدمة الحضارة اليمنية.