محافظة شبوة تعد من المحافظات اليمنية الغنية بالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية والحضارية البارزة لدول قديمة مثل حضرموت، وقتبان وأوسان، ولعل من الأماكن البارزة وفق ما تشير إليه المراجع لبعثات التنقيب على الآثار، والمجسدة للحضارة اليمنية هي شبوة القديمة الواقعة في مديرية عرمان وهجر كحلان في بيحان وفي مديرية عسيلان وهجر حنو الزرير بمديرية عين، إضافة إلى وجود أكثر من 90 موقعاً أثريًا على مستوى عموم المحافظة. الصحيفة التقت بالأخ/خيران محسن الزبيدي مدير عام فرع الهيئةالعامة للآثار والمتاحف بالمحافظة والذي تحدث بدوره عن أبرز ماتكتنزه المحافظة ومديرياتها من معالم أثرية ومواقع تاريخية وغيرها من المواضيع التي تقرأونها في الآتي: متاحف ومدن تاريخية في بداية حديثنا كيف تسلطون الأضواء على أبرز المعالم التاريخية والأثرية بالمحافظة؟ طبعا محافظة شبوة من المحافظات الكبيرة والتي تزخر بالعديد من الآثار والمتاحف، حيث يوجد بها متحفان في عاصمة المحافظة والآخر في مديرية بيحان العليا.. ونحن الآن بصدد إنشاء متحف ثالث في مدينة تمنع التي كانت عاصمة الدولة القتبانية ومحافظة شبوة ذات مساحة كبيرة تكاد تكون ثاني أكبر محافظة في الجمهورية من حيث المساحة وتضم في جوانبها ثلاث حضارات قديمة هي مملكة حضرموت وعاصمتها مدينة شبوة ومملكة أوسان وعاصمتها في مرخة وأيضاً مملكة قتبان ،وعاصمتها تمنع في مديرية كحلان وهذه الدويلات تركت وراءها إرثاً حضارياً كبيراً جداً من حيث المنشآت ومن حيث المدن والقرى وغيرها من السدود وقنوات الري لإصلاح الأراضي وكذا النقوش ولمخربشات وما إلى ذلك فيما يتعلق بالتاريخ القديم بالإضافة إلى ماتركته تلك الدويلات الثلاث في شبوة إلى جانب دولة اليزنيين التي كانت من المدن المهمة وكانت مدنهم الرئيسة في مديرية نصاب وتحديداً في وادي عبدان، الذي توجد به كثير من المدن ناهيك عن دور الحميريين وما اعتراهم من تعاقب حضاري في هذه المنطقة والتي استمرت منذ فترة ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية وهناك بعض المخلافات وبعض المباني التي تعود إلى عصور الإسلام.. ولعلنا نجد أن أهم طرق رئيسة على مدى العصور القديمة هي طريق اللبان التي يمتد من ميناء قنا في بئر علي وهو الميناء التاريخي بالنسبة لدولة حضرموت ويمتد عبر شبوة ثم تمنع ومأرب وثم الجوف «معين» ثم يصل شمالاً باتجاه غزة في فلسطين. المسوحات الأثرية ماذا عن أعمال التنقيبات الأثرية وما شملتها من مسوحات؟ هناك بعض التنفيبات الأثرية والمتمثلة في تنقيبات البعثة الأثرية الفرنسية والتي استمرت من عام 1975م 2002م أظهرت من خلال 14 موسم حفريات كثيراً من النتائج والدلائل التاريخية المهمة جداً، والتي سدت بعض الفجوات في تاريخ اليمن القديم، وقد صدرت مجموعة كتب من قبل بعثة التنقيب تلك في محافظة شبوة المدينة، وبعثة التنقيب في القصر الملكي شغر، وفي معبد الإله سين في معبد المدينة في بعض القبور والبيوت الموجودة هناك.. إضافة إلى التأكد من بعض التنقيبات الأثرية في المباني الواقعة خارج سور المدينة والتي كان يسكنها كبار القوم من التجار والأمراء الذين يحكمون البلاد وعامة الناس من المزارعين والعمال والحرفيين القاطنين خارج سور المدينة الرئيسي ومن خلال دراسات عدة أجريت عن مدينة شبوة تبين بأن الإنسان عاش فيها من قبل فترة طويلة جداً لما يقارب 40 ألف سنة استمر من خلالها تواجد الإنسان وقد أجريت دراسات حول سور المدينة نتج عنها وعن بعض الكتب حفريات من قبل البعثة اليمنية الروسية المشتركة في ميناء قنا علي، على مدى عشرة مواسم وهناك البعثة الأوروبية عملت خلال موسمين على تحديد الكثير من المعالم والبيوت والمعابد والطرق التي تصل إلى حصن الغراب ما كان يسمى عليها سابقاً وعثرت على خارطة للموقع والذي يحتوى على أكثر من مئة بيت بالإضافة إلى أنه تم اشراك الإيطاليين في عمل الحفريات والمسح الأثري داخل الموقع خلال موسمين غير أنهم لم ينهوا ما بدأوا به من أعمال تمثلت أيضاً مسحًا أثريًا تحت الماء وتحديد الأرصفة للميناء وعددها ثلاثة أرصفة وإلى جانب بعض القطع الأثرية التي تم نبشها من داخل البحر.. أما في إطار تمنع فقد أجريت حفريات وفي بيحان ما تم عمله من قبل البعثة الأمريكية لبعض المواقع في إطار المدينة «نميع» وتم العمل على أساس أنه يستمر التوقيع مع الايطاليين لمواصلة الحفريات في سوق شمر وهو السوق الرئيسي للمدينة حيث كشفت عن عدد من المنازل بالإضافة إلى القانون التجاري القتباني الذي يوجد هناك إلى جانب معبد رئيسي في الجهة الشمالية الغربية المحاددة للبوابة الشمالية لمعبد الإله. أما بالنسبة للعمل الأثري بمديرية مرخة المقر الرئيسي بالنسبة للأوسانيين فقد كان هناك اتفاق مع البعثة الألمانية للعمل في هذه المواقع حالت دون تنفيذها ظروف اجتماعية معقدة وتوقف عمل التنقيب الأثري هناك. نبش ونهب الآثار تتعرض تلك المواقع الأثرية والمعالم التاريخية في أحايين كثيرة للنهب والنبش من قبل تجار الآثار ترى ماذا عملتهم بشأن ذلك؟ الأماكن الأثرية المهمة جداً في المحافظة تتعرض لبعض الأعمال التخريبية والنبش والنهب من قبل مهربي الآثار حيث نحاول بقدر الإمكان تجنب ذلك، وما يتم عرضه من قبل المواطنين يتم شراؤه من خلال فرع الهيئة وتودع بعد ذلك داخل المتاحف في الوقت الذي تم فيه الحفاظ على مبان أثرية بالتعاون مع المجالس المحلية بالمديريات التي يوجد بها مواقع أثرية أذ نقوم بحمايتها وكل يعمل من محله في الحفاظ علىها كونها ثروة حضارية وارثًا تاريخيًا يتطلب منا جميعاً أن نبذل جهوداً كبيرة في سبيل صيانتها وحمايتها من الطمس والعبث والنهب. مشاكل وصعوبات ماهي أبرز المشاكل والمعوقات التي تواجهونها بفرع الهيئة؟ المشاكل ليس لها حصر على الإطلاق حيث نعاني في الفرع من عدم وجود وسيلة مواصلات إلى جانب شحة الإمكانات المالية فقد يصل اعتمادنا إلى عشرة آلاف ريال وتعلم بأن أقرب موقع للمحافظة يبعد عشرات الكيلو مترات ولكن مع شحة هذه الإمكانات لا نستطيع الوصول إليه والقيام بأي دور اسعافي لحمايته والحفاظ وعليه