مدير آثار شبوة : نناشد المختصين العمل على حماية الآثار من العبث لقاء - شفيع محمد العبد مازالت خرائب دويلات يمنية قديمة «قتبان، حضرموت وأوسان» وآثارها شاهد عيان على عظمتها ومكانتها.. إلا أن الناظر لواقع تلك الآثار يصاب بخيبة أمل بسبب قدرتنا على إجادة فن العبث وطمس التاريخ، بينما الآخرون يحسدوننا على الثروة الأثرية الموجودة بين أيدينا ولم نحسن استغلالها. فبدلاً من تحويل تلك المناطق إلى محميات أثرية، نجدها مفتوحة على مصراعيها أمام تجار «الآثار» ومهربي التاريخ مقابل فتات من الدولارات وحفنة من الريالات. وتمتاز محافظة شبوة بآثارها الضاربة في عمق التاريخ القديم والمرتبطة بدول قتبان وحضرموت وأوسان ذات الشأن في تاريخ اليمن القديم قبل الإسلام.. فدولة قتبان قد اتخذت من «تمنع» عاصمة أولى لها، ثم هجر بن حميد «ذات غيلم» عاصمة ثانية، كما أن دولة أوسان اتخذت من مرخة السفلى «هجر ابوزيد - هجر الناب» عاصمة أولى، ومن «يشبم» عاصمة ثانية، وكانت ميفعة هي العاصمة الأولى لدولة حضرموت وشبوة القديمة هي العاصمة الثانية ومن أبرز مدنها «هجر البناء، هجر بريره، نقب الهجر» بالإضافة إلى الميناء الأساسي ميناء قنا. ولمزيد من تسليط الضوء حول الآثار في محافظة شبوة.. التقينا الأخ خيران محسن الزبيدي مدير عام الآثار والمتاحف بالمحافظة.. تعدد البعثات الأثرية حدثنا عن طبيعة عمل البعثات في المحافظة وأماكن عملها ؟ - بداية أوضح بأنه يوجد في المحافظة عدد من البعثات الأثرية التي تتنوع مهامها ومناطق عملها حيث إن المحافظة حبلى بالآثار ذات القيمة التاريخية، فالبعثة الايطالية الفرنسية تعمل في «تمنع» العاصمة الأولى لدولة قتبان من عام 9991م وحتى الآن. ومن أبرز اكتشافاتها، اكتشاف جزء من سوق المدينة «سوق شمر» وقد اهتمت بشكل خاص بمايسمى ب«ساحة السوق» وقد كشفت عن مجموعة من القوانين المنظمة للسوق العالمي في تمنع، وهذه القوانين قد تم إقرارها من قبل الملك «شهر هلال» نهاية القرن الخامس وبداية القرن الرابع قبل الميلاد، من بينها القانون التجاري القتباني في وسط السوق، كما أن حملات التنقيب الخمس «0002-4002م» قد مكنت البعثة من تسليط الضوء على عشرة من البيوت أو القصور ذات الملكية الخاصة والتي كشفت عن ضخامة وحجم المباني والتخطيط العمراني لمدينة تمنع، وهذه البيوت لم يبق منها سوى أساساتها الحجرية نتيجة لضخامتها، كماعثرت البعثة في عام «9991- 0002م» على أساسات المعبد الكبير والذي كان يسمى «بيت يشهل» وهو مخصص لعبادة الآلهة «أثيرت» وهي من الآلهة الرئيسية للمدينة. وكذا المعبد الرئيسي للمدينة للإله «عم» وهناك خلاف حوله هل هو معبد أم قصر أم انه يضم الاثنين معاً. بالإضافة إلى مقبرة «حيد بن عقيل» المقبرة القتبانية. كما أن البعثة الأثرية الفرنسية قد عملت 41 موسم حفريات في شبوة القديمة منذ عام 6791م وقد أصدرت ثلاثة كتب حول الآثار في مدينة شبوة القديمة بالإضافة إلى تنقيبات في «هجر امذيبية» في وادي ضراء بمديرية نصاب لمدة موسمين بالاشتراك مع بعثة أمريكية. وأيضاً البعثة الأثرية الايطالية «فرنسية - ايطالية - روسية » فالبعثة الروسية عملت اثني عشر موسماً في ميناء «قنا» وهو من موانئ دولة «حضرموت» ويطل على المحيط الهندي وبني على انقاضه ميناء «بئر علي»، وكان «حصن الغراب» هو الحصن الحارس لميناء «قنا» وكان الحصن يقوم على مرتفع يطل على المدخل الجنوبي للخليج الذي أقيم فيه الميناء المذكور، وقد نقبت البعثة في سبعة مواقع. أما البعثة الفرنسية فقد عملت لمدة موسمين نقبت خلالهما في المعبد الخارجي وعملت خارطة للموقع. وكانت البعثة الايطالية قد عملت موسمين للمسح الأثري تحت الماء واكتشفت ثلاثة أرصفة للميناء. وضع متاحف شبوة بماان المحافظة تحتوي على عدد من المناطق الأثرية.. إلا أنها بالمقابل تفتقر للمتاحف ماذا عن وضع المتاحف فيها ؟ - يوجد في محافظة شبوة متحفان «متحف عتق - متحف بيحان» ومتحف عتق كماتلاحظ مغلق بسبب اعمال الترميم والتوسعة للمتحف، حيث بدأت عملية الترميم والتوسعة منذ «03-01-7002م» ومازالت مستمرة وهي على نفقة الصندوق الاجتماعي للتنمية بمبلغ وقدره «01 ملايين ريال». ويحتوي المتحف على عدد كبير من القطع الأثرية. أما بالنسبة لمتحف بيحان فهو مغلق منذ أكثر من ثمان سنوات بسبب قدم المبنى وعدم استيعاب الغرف للقطع الأثرية الموجودة فيه والتي تفوق الألف وخمسين قطعة أثرية. وأجدها فرصة هنا لمناشدة جهات الاختصاص بضرورة العمل على ترميم متحف بيحان، لمايمثله من أهمية في حماية القطع الأثرية التي يحتويها. ضعف الوعي بأهمية الآثار نسمع عن عمليات تهريب للآثار، وعبث بالمواقع الأثرية.. ماحقيقة ذلك ؟ - ياأخي نتيجة لغياب الحراسات الأمنية عن المواقع الأثرية وعدم حمايتها، وضعف الوعي بأهمية الآثار كل ذلك ساهم في عملية العبث بالآثار، ومن أكثر المناطق تعرضاً للنبش بهدف المتاجرة بمافيها من آثار هي «هجر حنو الزرير في مديرية عين - هجر لجيه وهجر الناب في مرخة العليا - مقبرة حيد بن عقيل في عسيلان». على أن بعض المواطنين ونتيجة لغياب الوعي ونظراً للظروف المعيشية الصعبة فإنهم ينبشون المناطق الأثرية ويأخذون مايحصلون عليه ومن ثم يقومون ببيعه بهدف سد حاجتهم لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة.. على ان مديريتي عين ومرخة العليا هما أكثر المناطق عرضة للعبث بالآثار. حدثنا عن مشاركة آثار شبوة في المعارض التي تقام خارج الوطن ؟ - مشاركتنا تكاد تكون في مختلف المعارض التي تقام في الخارج، ومن أهمها مشاركتنا في المعرض الدولي للحضارة اليمنية الذي أقيم في باريس في معهد العالم العربي عام 7991م وينتقل بين الدول الأوروبية وأمريكا حتى عام 5002م، حيث شارك متحف عتق ب«83 قطعة» ومتحف بيحان ب«01قطع». كما شاركت المحافظة في متحف المتاحف بباريس ب«21 قطعة». وشاركت أيضاً في معرض الحصان العربي في باريس ب«3قطع» والقطع الأثرية المشاركة عبارة عن «أواني - نقوش - تماثيل - الأسلحة القديمة». وبنهاية الفترة المخصصة للعرض يتم إعادة جميع القطع إلى أماكنها في المتاحف. هل تعرضت متاحف شبوة لعمليات نهب ؟ - نعم حدث هذا قبل حوالي عشر سنوات حيث تم فقدان مايقارب «83 قطعة أثرية» من متحف بيحان ومازالت مفقودة كما فقدت قطع أثرية من متحف عتق وقد تم إعادة جزء منها. السلطة المحلية لم تقم بشيء كيف تقيم اهتمام المجلس المحلي بالمحافظة بالآثار ؟ - السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمجلس المحلي أكان السابق أو الحالي لم تقم بشيء تجاه ظاهرة العبث بالآثار والمتاجرة بها. برغم اطلاعهم على أوضاع الآثار وافتقارها لمقومات الحماية.. ونناشدهم بضرورة الاضطلاع بواجبهم تجاه حماية المناطق الأثرية.. من خلال تعيين الحراسات الأمنية لتلك المناطق بمايضمن حماية الآثار من العبث والضياع. أبرز الصعوبات ماهي أبرز الصعوبات التي تعترض عملكم؟ - تعترض عملنا عدد من الصعوبات يمكن إيجازها في الأتي: ضعف الموازنة التشغيلية المعتمدة للآثار والمتاحف بالمحافظة. وعدم وجود وسيلة مواصلات للمكتب. وعدم اعتماد درجات وظيفية خدمية لتشغيل المتاحف وحراستها أمنياً.. وكذا غياب الإمكانية لتعيين حراسات على المواقع الأثرية التي تتعرض للعبث. عدم تأثيث المتحفين. «متحف عتق، متحف بيحان». وضعف دور المجالس المحلية بمافيها مجلس المحافظة في القيام بواجبها تجاه حماية الآثار.