تعتبر آفة المخدرات وتعاطيها من المشاكل الأساسية التي تواجه شبابنا في العصر الحالي ، ووفقاً لآخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد المدمنين على المخدرات في الوطن العربي حوالي 10 مليون مدمن ويبلغ متعاطوه إضعاف العدد السابق ، ويتوقع زيادة الاعداد نتيجة لانخفاض أسعار المخدرات وزيادة معدلات البطالة والإحباط لدى الشباب وهناك تزايد مستمر في انتشار جرائم العنف الأسري وذلك بسبب الإدمان على المخدرات مما يشكل تهديداً كبيرا لأمن وسلامة واستقرار المجتمع ، ومن المخزي أيضا أن الإدمان وتعاطي المخدرات زاد بشكل كبير بين الفتيات وهذا ما يشكل خطراً على زيادة وانتشار الجريمة الأخلاقية ، وهناك كذلك انتشار بين المسجونين في السجون ،وأصدرت الأمم المتحدة بيانها قبل سنوات أكدت فيه أن الجهود الحكومية التي بذلت حتى الآن لا تستطيع القضاء على أكثر من 30 %من إجمالي المخدرات المعروضة ، وان المخدرات سلعة تقوم على العرض والطلب ولا تقوم على العرض فقط ، ولأن استراتيجية الحكومات تقوم على ضبط العرض فقط فهي استراتيجية غير كاملة ولا يمكن محاربة المخدرات إلا بتكامل الجهود الحكومية مع الجهود الشعبية والمدنية من خلال قيامها بالتوعية اللازمة لإيقاف الطلب . وحقيقة أن الجهود المبذولة من الجانب الحكومي وأجهزة الشرطة والجهات المختصة غير كافية وغير قادرة على تحقيق نتائج ملموسة سواء في إقناع الأصحاء من الشباب ليتجنبوا هذه الآفة أو إقناع المدمنين بأن يبدأوا ببرنامج العلاج ، وذلك ليس بعدم كفاءة هذه الأجهزة ولكن بسبب أن المشكلة اكبر من أن يقوم جهاز أو إدارة أو حكومة ما ، وإنما يحتاج الأمر إلى مشاركات بين هذه الجهات جميعها ومع الجهات الشعبية والتطوعية . ونظراً لذلك فقد شكلت مجموعات شبابية في 14 دولة عربية لتنفيذ برنامج ( حماة المستقبل ) والذي تنفذه خمس جهات دولية وهي شرطة دبي والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة ومكافحة المخدرات ومؤسسة رايت ستار العالمية والذي يرأس مجلس أمنائها الأستاذ عمرو خالد ومنظمة الصحة العالمية مكتب الشرق الأوسط لمكافحة الجريمة والمخدرات ومؤسسة منتار العالمية ، ويهدف هذا المشروع إلى المحافظ على أغلى ثروة وهبها الله لأمتنا وهم أبناؤنا شباب الجيل الصاعد الذين هم أمل المستقبل وكذلك من كارثة المخدرات التي أصبحت تنتشر كالسرطان المدمر بين الشباب ويسعى هذا المشروع إلى إيجاد جيل من الشباب مدرك لخطورة المخدرات من خلال نشر الوعي والتوعية بالوقاية من المخدات في المدارس والجامعات والنوادي وأماكن التجمعات . فريق حماة المستقبل الذي يهدف إلى رفع مستوى الكم المعرفي عن أضرار آفة المخدرات وكذلك رفع الوعي الأسري واستثمار طاقات الشباب في تعزيز العلاقات الإيمانية في تطويرها والنهوض بالطاقات البشرية وبالإضافة إلى تعزيز دور الأسرة في الوقاية من المخدرات . حملة حماية كان أحد الأنشطة المتميزة للفريق والذي جاء استجابة للأستاذ / عمرو خالد وللشباب في الوطن العربي من خلال برنامج “ الجنة في بيوتنا “ . ومع أن ظاهرة المخدرات في اليمن لا تمثل حجماً كبيراً من المشكلة التي تعاني منها دول الجوار ، إلا وكان لشباب “ حماة المستقبل “ دور وجهد كبير في التعريف بالمخدرات في المجتمع اليمني وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية منها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد وعدد من المنظمات المدنية المثيلة . وقد كان لهذه الحملة الأثر الكبير في نفوس الشباب وتحريك الطاقات بالعمل الدوؤب في خدمة الوطن وكان لها نتائج مثمرة في ظهور عدد من حالات الإدمان التي ترغب بالعلاج ولكن لم تجد الدعم اللازم لذلك . ومن الأنشطة الملموسة في هذه الحملة انه تم طباعة ما يقارب 32 ألف ملصق تحت شعار ( غير حياتك وحياتهم ) وتم توزيعها على المحافظات والأماكن المختصة والمهمة لتوصيل الرسالة وكذا على تاكسي لشركة “ راحة “ وتم النزول إلى المدارس والمعاهد والجامعات وكذا المساجد ، وقد بلغ عدد المحاضرات التي القيت خلال الخمسة الأسابيع من الحملة ما يزيد عن خمسمائة محاضرة واستفادوا من هذه المحاضرات ما يقارب تسعة آلاف وثمانية وثمانين شخصاً . [email protected]