أوضح الدكتور عبدالله عبدالله الشماحي أن أبرز مايهدد الكيان الإسلامي المعاصر هو التوصيف السني أو الشيعي في الأمة الإسلامية، والذي يحمل دلالة دينية مرتبطه بالعقيدة. وقال الشماحي - الباحث في شئون المذاهب الإسلامية في محاضرة له بمركز «منارات» مساء أمس حول «الأمة الإسلامية بين الشورى والمذهبية»: إن هذا التوصيف الديني هو نتاج غياب القراءة التاريخية المتفحصة للعوامل والظروف المحيطة، مضيفاً بأن الانقسام الشيعي السني لم يكن انقساماً دينياً وإنما انقسام ذو طابع سياسي، مالبث أن وظف في فترات تاريخية لاحقة للتعبير عن منازع اجتماعية واقتصادية وفكرية، ليتلون بعدها بثوب ديني، نراه ماثلاً أمامنا اليوم من خلال أشخاص ومظاهر وطقوس. مشيراً إلى أن توقف آلية تفعيل الشورى، والتي كانت سمة للفترات التاريخية التي تلت فترة الخلافة الراشدة قد لعبت دوراً رئيساً في الصراع على السلطة في الوسط الإسلامي، الأمر الذي أدى إلى صعود أمراء متنفذين اعتبروا أنفسهم حكاماً لشعوبهم، حولوا الشعوب إلى أجراء لهم يستغلون جهدهم وينهبون ثروات أوطانهم.. وأضاف في سياق محاضرته بأن الأمة الإسلامية اليوم تعاني من أزمتين هما غياب الآلية الحقيقية لممارسة الشورى، والتي تكفل التداول السلمي للسلطة بعيداً عن حلبات الصراع.. كما تعاني من تكريس غياب الآلية الحقيقية لممارسة الشورى، وذلك بإيلاج الأمة في متاهة الحق الإلهي المدعي لطبقة من الناس. وأكد الدكتور الشماحي في ختام محاضرته بأن المذاهب الدينية المتعددة ليست إلا رؤى فقهية متعددة ومتنوعة بتعدد وتنوع الزمان والمكان، لذلك المذاهب ليست تعبيراً عن شخصية وهوية الأمة أو الوطن الذي تظهر فيه، منوهاً بأن المذاهب كانت بالأمس آلية لفهم الدين وممارسته، والمجاميع الفقهية وأمثالها اليوم تقوم بهذا الدور، ولكن من خلال رؤية أوسع تتجاوز الحدود الإقليمية والجغرافية الضيقة، وقال : إذا كانت الأمة بالأمس محتاجة إلى آليات لتفعيل الشورى، فهي اليوم قد عرفت آليات، علينا أن نسعى لتطويرها، والاستفادة من تجارب العالم من حولنا ولكن من خلال هويتنا وخصوصيتنا.