التدخين:كحة بالليل مقرف بالنهار مقولة لأحد المدخنين أباً عن جد،كان يرددها على مسامع الخاص قبل العام-الصغير قبل الكبير- ويبدو أنه أستخلص هذه الحمة من درايته بأضرار التبغ والتمباك..مع العلم أنه كان مولعاً به حتى لحق بالرفيق الأعلى... كانت أمي ولا زالت تتأفف من دخان سيجارة أبي التي لا تفارق أصابعه الخمس ليل-نهار،بدعوى أنه يفسد الجو الصحي لبيتنا الصغير-مع أن أمي لا تلتقي عصراً بنسوان الحي إلا وصاحبة الساعة السليمانية(المداعة) متواجدة بقبضتها في ذلك الملتقى... حتى اللحظة لا زلت أتذكر أستاذ العلوم الذي كان لا يتوانى في منحنا نصائح عده بأضرار التدخين الذي كان يتحين وقت الراحة لا ليفطر بل لأن يدخن على مرى من طلابه!!. أحد الجيران رأيته يضرب إبنه-ضرباً مبرحاً- إقتربت منه وسألته-لماذا تضرب صغيرك أبن السابعة وفي الشارع؟- ردَّ غاضباً:أرسلته يشتري لي دخاناً- ولكنه تأخر- مع أن الدكان قريب- وحين خرجت أبحث عنه وجدته خلف البيت يدخن!!..وحينها تذكرت البيت القائل: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص وأذكر أن هناك آباءًً يفطرون في رمضان وفي المسجد بحبة سيجارة..! أعرف أحد الأطباء المختصين بأمراض الصدر والجهاز التنفسي لا يفتح عيادته ولا يمارس عمله الطبي إلا وباكت السيجارة في جيبه-مدخن مع مرتبة الشرف - أكثر من مرة:أشاهد المدخنين وهم يدخنون في الأماكن المغلقة والمفتوحة وفي المستشفيات وعلى الأرصفة وفوق الباصات وفي محطات البترول وفي الحدائق وتحت لافتات:ممنوع التدخين هنا..وحتى في الطائرات.... المدخنون يحاصرون كل مكان –ويشعلون لفاف السجائر على مرأى مِن الجميع،ويحرقون التبغ والتمباك أمام الصغار والكبار،... بالمقابل-الجميع ومَن يشاهدهم يتأثر طبعاً- فالزوجة تدخن لأن زوجها يدخن..والطفل يدخن لأن والده/والدته يدخن/تدخن..والطالب يدخن لأنه رأى معلمه يدخن في وقت الراحة،والحارس،والمريض يدخن لأن دكتوره يدخن أيضاً...الخ.. وحتى البعض أصبح مدخناً بتأثير ذلك المسلسل أو الفلم التلفزيوني لأن بطله يدخن... نحن نعيش في متناقضات عجيبة-وأمام صورةِ تجعل الواحد منا، يفكر بإشعال لفافة سجائر،تخلصه مِن الحيرة والقلق والضغط النفسي الذي يحاصرنا بمتناقضاتنا الأغرب مِن الخيال،مع العلم أن التحذير الصحي يقول:التدخين سبب رئيسي لأمراض القلب والرئة وتَّلف الشرائيين والقرحة و(السرطان).. فمتى يا ترى سنقلع عن التدخين مِن أجل صحة الآخرين؟!! لأننا حينها سنقول وبملء الفم: لا تنه عن خلقِ وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم