أكثر ما لفت انتباهي عند زيارتي الأخيرة لمصر العربية في شهر يونيو وهي الزيارة الثالثة هو انتشار المطاعم اليمنية التي تقدم وجبات رائعة منها المندي الشبواني، والمضبي الحضرمي، والسلتة الصنعانية، أي وجبات من عموم اليمن.. وكذا الإقبال الكبير لهذه المطاعم من المصريين واليمنيين المقيمين، وكذلك السياح العرب، خاصة وأن هذه الفترة هي الموسم السياحي في مصر حيث تشهد هذه المطاعم منافسة شديدة لاستقطاب الزبائن. وقد قرأت بأن تسجيل اسم حضرموت كعلامة تجارية بمصلحة التسجيل التجاري قد أثار جدلاً كبيرًا في مصر وأهمها مطاعم المندي حيث أشعل تسجيل إدارة العلامات التجارية اعتراض احد أصحاب تلك المطاعم بمدينة الجيزة (حضرموت فيصل) على موافقة إدارة العلامات التجارية بتسجيل اسم حضرموت على احد المطاعم الواقعة في شارع وادي النيل لكون حضرموت علامة. ووصف المدعي موافقة العلامات التجارية على التسجيل بأنها تمت بدون وجه حق، وهي معركة ما زالت مستمرة في غمرة اتساع وشهرة المطاعم اليمنية. وقد تشرفت بتناول الوجبات اليمنية في ثلاث مطاعم يمنية منها المطعم اليمني في الدقي ومطعم العمودي حضرموت ومطعم وادي حضرموت في المهندسين، وقد أعجبني كثيرا الوجبات وكذلك نظافة المطاعم الثلاثة وحسن المعاملة وأكثر ما أثار انتباهي هو وجود قائمة الأسعار بحيث تعرف مسبقا ما تستهلكه حسب قدرات جيبك.. والحقيقة الأسعار هي مناسبة إذا ما تمت المقارنة بالمطاعم العربية الأخرى. وقد تحدث الأخ أيمن العولقي صاحب مطعم وادي حضرموت حول عدد المطاعم اليمنية المتواجدة في القاهرة حيث أشار إلى وجود ستة مطاعم يمنية حقيقية، أما المطاعم الأخرى التي تسمى ب"اليمنية" هي ليست لها علاقة بفن المطبخ اليمني ولا بالوجبات التي تقدمها، فهي تقليدية مثل العديد من المطاعم المتواجدة في العالم.. والملاحظ أيضا أن يافطة الإعلان لمطعم وادي حضرموت يحذر من التقليد وأنه ليس له أي فرع آخر في القاهرة.. وقد أصبحت ظاهرة انتشار المطاعم اليمنية واسعة.. وعند تواجدي في الفندق لاحظت العديد من الأفراد يوزعون الدعايات للمطاعم اليمنية، وكذا استعدادهم لتقديم الخدمات المباشرة طوال الأربعة والعشرين ساعة. ولذلك كل من يزور مصر عليه التأكد من حقيقة المطاعم اليمنية..! كما إن المطاعم اليمنية منتشرة أيضا في سوريا؛ وهنا يجد السياح العرب والأجانب الذين يزورون مصر وسوريا فرصة كبيرة بأن يتعرفون عن قرب على المطبخ اليمني. وهي تعتبر بادرة رائعة بأن يقوم أبناء المهجر بنشرها في كل بقاع العالم.. ولا ننسى أبدا قوة ومكانة المطبخ اليمني بأنواعه في دول الخليج.