عزيزي وأخي وصديقي علي الأشول.. أكتب عنك ودموعي تختلط بحبر مدادي وتمحي حروف الحزن والمأساة والألم أكتب وأعرف مقدماً بأني تلميذ خائب أمام تميزك ووفائك وأخلاصك يا أحسن الرجال وأشجع الرجال وأكرم الرجال أكتب عنك وأنا مرتاح البال، لأن من سيقرأون سطوري لأول مرة لن يتهموني بالنفاق لك أو بأني أود الحصول على سفرة كما حدث في كتابتي عنك أيام قمة المنافسة على انتخابات اتحاد الكرة عندما فاز المخلص محمد عبداللاه القاضي ولم يحالفك الحظ وحسمت الأمور للقاضي فاتهمت بأني اختار الرفيق الخطأ عندما انحزت لك وكنت مع بقائك في اتحاد الكرة الذي اعطيته ريعان شبابك وأحلى سنوات عمرك المضيئة بالألق والتميز. نعم اختارك المولى وأنت على مشارف السفر إلى تشيك سلوفاكيا لغرض السفر للعلاج رحمة بك «قدر الله ماشاء فعل» ولكنك باقٍ معنا كظل لا يتركنا صباحاً ومساءً بعيداً عن انعكاس أشعة الشمس وضوء القمر. أكتب عنك اليوم والمواقف والشواهد تختلط أمامي وتهتز الرؤى وأترنح في مكاني لا أدري هل أكتب وأظهر ما أكتبه للعلن أم احترم مكانك ومنزلتك في نفسي ونفوس محبيك كون ما أكتبه وماسأكتبه يظل مجرد ترهات وكلمات جوفاء لا ترتقي لمنزلتك واعترافي هذا يبين حجم مكانتي واعترافي بأن كتابتي أدنى ماتستحقه يا أوفى الرجال. واستميحك عذراً واعتذر لك عن ماكتبته في بعض اختلافاتي مع ماكان يحدث أو لما حملناك من انتكاسات كان الآخرون هم المسئولين عنها ولكننا حملناك المسئولية لأننا كنا لا نرى أحداً في اتحاد الكرة أو عند كل مشاركة إلا علي الأشول لأن شخصيتك وحضورك كانا يطغيان ويلغيان ماسواك كنت تعمل وتعترف بمجهود غيرك وتقرب الأوفياء وتنبذ الضعفاء والمترددين والخانعين. علي الأشول أكتب بحرقة تمنعني من كتابة كلمات قد تؤخذ من زاوية تسيء الفهم عن كاتب السطور ودورك ومكانتك التي ستبقى في نفوسنا. صدقنى لم أشعر بما شعرت به عند تلقي نبأ وفاتك في مطار صنعاء إلا عندما وصلني خبر وفاة والدي في قاهرة المعز ولم نستطع يومها احضار جثمانه فدفن في مصر مما جعلني أحب مصر واشتاق لزيارتها واتعلق بها كحب المغرم بمغرمته والعاشق بمعشوقته والأبن الذي لا يرى في كل من في العالم شيئاً يعوضه عن نظرته لأمه التي يعتبرها أهم من كل العالم وأغلى من كنوز الدنيا. نعم أقف حائراً وحشرجة صوتي تعيقني من الحركة أو اختيار القرار الصائب واختيار الكلمات الأنسب بمصابنا ومصاب أهلك ومحبيك وكل من عرفوك واقتربوا منك وعرفوا من أنت ومن هم الآخرون الذين لم يعطوك حقك ولم ينزلوك المنزلة التي أنت أهل لها «سلام عليك يوم ولدت ويوم عشت ويوم تبعث حياً» «إنا لله وإنا إليه راجعون» ورحمك الله يا علي الأشول ياصديقنا وأخانا ورمزاً لمن عملوا في سنوات الجدب وكانوا أكبر من كل المصاعب والمعاناة ودفعهم حبهم ووطنيتهم للعمل لمصلحة القطاع الشبابي والرياضي بدافع وطنيتك النادرة في زمن ندرة الجواهر ومعادن الرجال التي لا يجود الزمن بمثلها .. ويا كل القطاع الشبابي والرياضي اقرأوا على روحه الفاتحة وادعوا له بقلوب مخلصة ورحمة الله تغشاك ياعلي الأشول.