صدم الشارع الرياضي برحيل نجم القيادات الرياضية والشخصية الأبرز على مايزيد على خمسة عشر عاماً فجأة اختارت الإرادة الالهية لمشيئة الله ولحكمة أرادها في التوقيت الذي اختاره ليودعنا علي الأشول مبتسماً في مطار صنعاء قبل نصف ساعة عن مغادرته للتشيك لغرض مواصلة العلاج حسب مانصحه الأطباء بعد أن كان قد غادرنا قبل مدة وجيزة إلى قاهرة المعز ويبدو بأن الحالة كانت قد تطورت لانتشار السرطان وتفاقم المضاعفات التي حدثت في زمن يتنكر أهله للأوفياء والمخلصين، فقد أبينا إلا أن نكتب بعض الكلمات الخرقاء التي نعلم مقدماً بأنها لاترتقي لحجم علي الأشول ولكنها مجرد محاولة حتى لانكون مع دائرة المتناسين أو المحرجين من تناول سيرة علي الأشول فالبعض حسب قوله قال بأن الاشادة بعلي الاشول ستثير حنق البعض والواقع يفرض التوافق ومرضاة من هم على قيد الحياة. مسيرة مضنية نعم كانت مسيرة علي الأشول مضنية سواءً لاعباً مع ناديه وحدة صنعاء الذي قدم لنا لاعباً متميزاً كانت له «كارزما» خاصة توحي بأنه رجل قيادي من طراز نادر ولذلك كانت شخصية علي الاشول القيادية تضفي على عشقه كلاعب فبدأت ملامح شخصيته تظهر في منزله ومع فريقه وفي مقر عمله الذي جعلته يتجاوز كل العوائق ويحرز ما أنجزه من تفوق وبوقود التفاني والإخلاص والإرادة وصل إلى منصب وكيل وزارة الأشغال ولم يؤثر تيهه بالحياة الرياضية على التزاماته الأسرية وترؤسه لأكبر واتعب اتحاد هو اتحاد الكرة.. اللعبة الشعبية التي لا تقبل الهفوات ولا يقبل الجمهور قبل الإعلام الرياضي أي هفوة أو إخفاق وما كان أحزنها واتعبها عندما كانت المنتخبات والدوري يفتقدان للدعم المادي السخي وتفاعل التجار مع تفاعلات الواقع الرياضي والذي برز إبان تأهل ناشئنا إلى كأس العالم وما تلاها. دعم شحيح ووقت ترؤس الأشول للاتحاد كان الدعم للأندية أو ميزانية الدوري أو ما يمنح من مخصصات لدعم المعسكرات واللقاءات الودية شحيحاً وعدم وجود المعسكرات الخارجية والبنية التحتية الشبه معدمة في الماضي لعبت دوراً مهماً في عدم الظهور بالمستوى الذي يليق بقيادة محنكة كعلي الاشول الذي فتح أبواب للعلاقات مع الخليج وغيرها وكانت علاقاته وراء تواجدنا وحضورنا آسيوياً واللقاءات أو المعسكرات الخاطفة التي كانت تحدث هنا أو هناك بمجهود شخصي من الأشول والذي كان يستغل علاقاته لمصلحة المنتخب. الأشول المبتسم ورغم ما كان يحدث من اخفاقات فقد كان البعض يصل بالنقد إلى الاستهداف وشخصنة الاتحاد والانتكاسات من علي الأشول وبالغ البعض في الإسفاف والإساءة والتندر غير المؤدب ورغم ماكان يتلقاه كان يقول أن نقدم على الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل ولمصلحة اليمن لاضير من كل ما يقال وكان يفهم غلطاً وبأنه متمسك بالكرسي وحتى عندما تكالب الجميع وأعلنوا ضرورة اقصائه من اتحاد الكرة لم يهتز ولم يهرب كالآخرين وظل يواجه حتى يوم الاقتراع الشديد المنافسة والذي جندت يومه الإمكانيات الهائلة ضد علي الأشول ورفض أن يكون نائباً وفضل أن يخسر من الصندوق ويرحل وفعلاً خرج سعيداً بالنتيجة رغم أنه يومها لم يحصل إلا على اثنين وستين أو أربعة وستين صوتاً إلا أنه كان سعيداً بالنتيجة ولم يطعن ويستغل علاقاته الآسيوية والعربية ولم يطالب بالتدخلات ولم يتقول بما حدث يومها من حكاوى وخزعبلات خارجياً وتكيف مع حياته وعمله وظل كما عرفناه يصارع ألم الواقع الذي تجرع مرارته وتنكر له وآلام المرض الخبيث الذي كان يحوك خيوطه وينتشر ببطء ولم يشعر به إلا بعد فوات الآوان لإرادة الله ولأمر اختاره رب العباد. فاجعة مدوية نعم رحل علي الأشول ولازالت فاجعة رحيله مدوية بين أهله ومحبيه ومن عرفوه شهماً وفياً ورجل مواقف يخطف الأضواء عند أي حضور منحه الله ميزة خص بها عباده ومنحه حب من يعرفونه ويقتربون منه ويتأثرون بأسلوبه القيادي فلم يجرح أحداً ولم يتعمد الوقيعة بأحد في ظروف مرت بها الكرة اليمنية والتباينات والانشقاقات التي حدثت في فترة لانود العودة لها أو فتح سيرتها. البقاء لله نسلم لله أمرنا ونقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون» ويرحم الله علي الأشول ولن نطالب هنا بإقامة بطولة أو لقاء يذهب ريعه لأسرته، فالأشول أكبر مما سبق وسيظل متربعاً في عروش القلوب إلى ماشاء الله.