الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آل البيت..إشكالية المصطلح وأباطيل الاستغلال "الحلقة الأولى"
نشر في الجمهورية يوم 25 - 07 - 2008

لعلي لا أكون مبالغاً أو مجانباً للصواب إن قلت: إن مصطلح «آل البيت» هو من أكثر المصطلحات التي استغلها أهل الأهواء وتستر بها أهل الباطل الذين أساءوا أول ماأساءوا إلى من يزعمون محبتهم وموالاتهم من أهل البيت.
ومع الأسف الشديد فقد نجح أهل الغلو من المتشيعين لآل البيت في نشر الإرهاب الفكري في الأمة بحيث أصبح الحديث عن «آل البيت» له مساراً واحداً، وهو مسار المدح والثناء والإغراق في الحديث عن الفضائل حقيقية كانت أو متوهمة ومن خرج عن هذا المسار وحاول أن يتناول موضوع «الآل» بموضوعية وتجرد اتهموه بالنصب «عداوة أهل البيت» وبالكفر!
والمتأمل في الأبحاث والدراسات التي كتبت عن «آل البيت» سيجد أنها في الغالب الأعم لاتخرج عن نوعين:
النوع الأول: دراسات وأبحاث وكتابات تنطلق من رؤية مذهبية وعنصرية مغالية وتعتمد على التأويل المتعسف للنصوص الصحيحة، وعلى الروايات الباطلة، والأحاديث المكذوبة والقصص الموضوعة، والمتأمل في هذا النوع من الدراسات يجد أنها تختزل الدين كله في أشخاص بعينهم، وتقوم بتوظيف مصطلح «آل البيت» توظيفاً مذهبياً وسياسياً وعنصرياً يجافي الحقيقة، ويتنافى مع مبادئ الإسلام، وروح الشريعة.
وهذا هو حال أغلب الدراسات والأبحاث والكتابات الشيعية عن «آل البيت »إن لم نقل إنها كلها كذلك.
النوع الثاني: دراسات وأبحاث واقعة تحت تأثير الإرهاب الفكري الذي يجرم كل من يقترب بموضوعية وعقلانية من موضوع «آل البيت» وهذا النوع من الدراسات ينطلق من منطلق دفاعي، غايته التأكيد على محبة الآل، وعلى مكانتهم، وعلى أن أهل السنة والجماعة هم الذين يتولون الآل ويحبونهم على الحقيقة وليس غيرهم، وهذا النوع من الطرح هدفه قطع الطريق على المزايدين في محبة الآل من الشيعة، لكن نقطة ضعف هذا النوع من الأبحاث والدراسات أنها تجبن عن مواجهة أنواع التوظيف العنصري والسياسي والمذهبي لمصطلح الآل، ربما فراراً من تهمة النصب!
وهذا هو حال أغلب الدراسات والأبحاث السنية عن آل البيت.
وهذه الدراسة التي أقدمها لقرائي اليوم تخرج عن ذلك الحديث المألوف والمتكرر لدى السنة والشيعة عن آل البيت وهدفي منها وضع النقاط على الحروف، وسأتناول فيها قضيتين:
الأولى: بيان المقصود بآل البيت، وتحقيق القول في هذه المسألة، وإزالة اللبس والغموض من حولها.
الثانية: كشف زيف التوظيف العنصري والسياسي والمذهبي لمصطلح آل البيت, وهذا أوان الشروع في تحرير وبيان القضية الأولى.
آل البيت..إشكالية المصطلح أم مشكلة الهوى؟!
وقبل الشروع في الحديث عن آل الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان من هم، أود التنبيه إلى أن الخلاف في تحديد «الآل» قد ارتبط بالتوظيف العنصري والسياسي والمذهبي لمصطلح الآل، فالشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلاً يصرون على حصر مفهوم الآل في ولد فاطمة رضي الله عنها وعلى وجه الخصوص في ذرية الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهذا الحصر له أسبابه ودوافعه المرتبطة بالتوظيف العنصري والسياسي والمذهبي لمصطلح الآل لديهم، ولذلك هم يرفضون دخول بني العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الآل، لأن دخولهم في الآل سيحرم الشيعة الاثنا عشرية من فوائد التوظيف الحصرية: عنصرياً وسياسياً ومذهبياً لمصطلح الآل وسيعود عليهم بالنقض في أصول مذهبهم.
وسوف يلاحظ القارئ من خلال هذا البحث أن الخلاف في تحديد من هم الآل لم يكن بسبب غموض النصوص الشرعية المتعلقة بالآل أو عدم وضوح دلالتها، بل كان بسبب الهوى والعصبية المذهبية.
التعريف بأهل البيت والآل والعترة
ثبت في النصوص الشرعية ثلاثة ألفاظ متقاربة في المعنى وهي:« أهل البيت » و «آل محمد» و «عترتي» فأما لفظ أهل البيت ففيه قول الله تعالى:« إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» سورة الأحزاب:33».
وقوله صلى الله عليه وسلم:« وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» «رواه مسلم ح: 8042» وغير ذلك من الأحاديث.
وأما لفظ الآل ففيه أحاديث عديدة منها قوله صلى الله عليه وسلم :«إن الصدقة لاتنبغي لآل محمد» رواه مسلم ح: 2701 وقوله صلى الله عليه وسلم كما في دعاء التشهد:« اللهم صل على محمد وعلى آل محمد» رواه البخاري «0913» ومسلم «504».
وفي لفظ العترة قوله صلى الله عليه وسلم: «وعترتي، أهل بيتي» رواه أحمد والترمذي والطبراني والحاكم وغيرهم وهو في السلسلة الصحيحة للألباني: 1671.
ولنبدأ أولاً بالتعريف بهذه الألفاظ الثلاثة من حيث دلالتها اللغوية:
1 أهل البيت: أهل بيت الرجل هم أسرته وعشيرته الأقربون «1» قال الراغب: الأصل في أهل الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب وتعورف في أسرة النبي عليه الصلاة والسلام مطلقاً إذا قيل أهل البيت لقوله عز وجل: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» سورة الأحزاب:33، «2».
2 الآل:
آل الرجل بمعنى أهله، وقد ذهب البعض إلى أن أصل كلمة «آل» أهل قلبت الهاء همزة ثم سهلت، ولهذا إذا صغرت الكلمة رجعت إلى أصلها فيقال في تصغير آل: أهيل «3».
وقال في مختار الصحاح: «آل الرجل: أهله وعياله، وآله أيضاً أتباعه» «4».
3 العترة: وأما لفظ العترة فيراد به أولاد الرجل وعشيرته الأقربون، قال في مختار الصحاح:« عترة الرجل: نسله ورهطه الأدنون» «5».
وقال ابن فارس «عترة الرجل: رهطه الأدنون ماضيهم وغابرهم، ويقال: بل العترة أقرباؤه من ولده وأداني بني عمه» «6».
الخلاصة: والخلاصة أن هذه الألفاظ الثلاثة متقاربة في المعنى، وإن كان في بعضها من الزيادة ماليس في المعنى الآخر، فلفظ «الآل» وإن كان يشترك مع لفظ «الأهل» في معناه إلا أنه يمتاز عنه بكونه لايضاف إلا إلى معظم فيقال: آل فلان للتعظيم، بخلاف لفظ الأهل فإنه يضاف إلى المعظم وإلى غير المعظم فيقال: أهل البيت، وأهل البلد، وأهل الفقير، ولايقال: آل الفقير، مثلاً «7».
وأما لفظ العترة ففيه التنصيص على معنى البنوة إضافة إلى معنى القرابة كما سبق معنا.
يقول الإمام ابن الأمير رحمه الله : فهذه ثلاثة ألفاظ: آل محمد، أهل البيت، عترتي، كلها تطلق على شيء واحد، فهي ألفاظ مترادفة في المصدر ومتخالفة في المفهوم، فالمفهوم مختلف والذي يصدق عليه متحد، ونظيرها أسماء السيف مثلاً يقال له : الصارم، والمخذوم، والمهند، وغيرها فهي ألفاظ تصدق على شيء واحد هو السيف، ومفهوماتها متغايرة» «8».
من هم آل البيت؟
حين ننظر في مجموع الأدلة الشرعية الواردة في «الآل» سنجد أنها تتوافق مع ماسبق وذكرناه من معان لغوية للفظ «أهل البيت» و«الآل» و«العترة» فإن تلك الألفاظ بمجموعها تدل على: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وذريته وبني عمومته وأتباعه على دينه.
وفيمايلي بيان ذلك:
أ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من آله:
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من آله بدلالة الكتاب والسنة، أما الكتاب فقوله سبحانه:« وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً* واذكرن مايتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً» سورة الأحزاب: 33 43».
فالخطاب في الآيات كله لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أشكل على البعض تذكير الخطاب في قوله:« إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» والحقيقة أنه لا إشكال لأن تذكير الخطاب إنما هو باعتبار لفظ «الأهل» كما قال سبحانه:« قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد» «هود: 37» والخطاب في الآية انما هو لسارة زوجة ابراهيم الخليل عليه السلام، وهذا تفسير للقرآن بالقرآن وهو أعلى مقامات التفسير.
وقد ذهب ابن عباس وعكرمة وعطاء وسعيد بن جبير إلى أن أهل البيت المذكورين في الآية هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة «9».
وساق الإمام الطبري في تفسيره بسنده عن علقمة قال: كان عكرمة ينادي في السوق:« إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة «01» وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت» قال: نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، قال عكرمة: من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم «11».
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الخطاب في الآية وإن كان لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لايختص بهن، بل هو يتناولهن، ويتناول غيرهن من أهل البيت «21».
ومن الأدلة على أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هن من آله ماثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه علم الصحابة أن يصلوا عليه في التشهد بقولهم: «اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته»رواه البخاري «9633» «0636» ومسلم «704».
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:« إن الصدقة لاتنبغي لآل محمد» رواه مسلم «2701» وأزواجه ممن حرمت عليهن الصدقة، فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة: أن خالداً بن سعيد بعث إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ببقرة من الصدقة فردتها وقالت: «إنا آل محمد لاتحل لنا الصدقة» المصنف «80701» «71563».فإذا تقرر هذا فالعجب ممن يدعي موالاة الآل،وهو يطعن في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،ويعلن عداءه وبغضه لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن!
ب بنو عمومته من آله صلى الله عليه وسلم:
وهم بنو عبدالمطلب،ويدل لذلك أدلة منها:
مارواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال:قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً،بماء يدعى خُمّاً،بين مكة والمدينة،فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال:«أما بعد،ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب،وأنا تارك فيكم ثقلين:أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور،فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال:« وأهل بيتي» أذكركم الله في أهل بيتي» قال حصين:،ومن أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟قال:نساؤه من أهل بيته،ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.قال:ومن هم؟قال هم:آل علي،وآل عقيل،وآل جعفر،وآل عباس.
قال:كل هؤلاء حرم الصدقة؟
قال: نعم» رواه مسلم «8042».
وروى مسلم في صحيحه أن عبدالمطلب ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب ذهب هو والفضل بن العباس بن عبدالمطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبا منه أن يوليهما على الصدقة ليصيبا من المال مايتزوجان به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الصدقة لاتنبغي لآل محمد»،ثم أمر بتزويجهما من الخمس.رواه مسلم «2701».
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى إلحاق بني المطلب والامام الشافعي من بني المطلب ببني عبدالمطلب واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قسم لبني المطلب وبني هاشم من خمس خيبر وقال:«إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد» رواه البخاري «0413».
ج ذريته صلى الله عليه وسلم من آله:
ومن الأدلة على دخول الذرية في الآل قوله صلى الله عليه وسلم:«اللهم صل على محمدٍ وأزواجه وذريته» رواه البخاري «9633» ومسلم «704».
وكذلك مارواه مسلم في صحيحه «4242» عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مُرّحل،من شعر أسود،فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه،ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال:«إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت» «الاحزاب :33».
? نقض دعوى حصر الآل في علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهما:
ادعى الشيعة عموماً أن آل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين وذرية الحسنين فقط، وتجاهلوا الأدلة التي تقضي بدخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبني عمومته وأتباعه على دينه في الآل،وقد استدلوا لذلك الحصر بأدلة،تكلفوا وتعسفوا في الاستدلال بها، وتلك الأدلة هي:
1/استدلوا بقول النبي صلىالله عليه وسلم:«وعترتي، أهل بيتي» .
قالوا:والعترة في اللغة هم أولاد الرجل،فثبت بهذا أن المراد بأهل البيت ولد فاطمة البتول «31» .
وهذه دعوى باطلة، والهوى فيها ظاهر، والكذب مجاهر، وقد سبق معنا أن العترة هم العشيرة الأقربون، ويدخل فيهم بنو العم، قال ابن فارس:«عترة الرجل رهطه الأدنون... ويقال بل العترة:أقرباؤه من ولده وأداني بني عمه» «41».
وقال ابن منظور: «وعترة الرجل أقرباؤه من ولد وغيره» «51».
ثم إن هذه الدعوى بحصر الآل في الذرية تنقلب على الشيعة، فإنهم مجمعون على أن علياً من الآل، فكيف يكون من الآل وهو ليس من الذرية فإن قالوا إنه دخل في الآل بدليل خاص، قيل لهم وكذلك يقال في الأزواج وبني العم والأتباع: دخلوا في الآل بدليل خاص، ولا فرق بين مخصص ومخصص، وهذا إلزام.
2/ واستدلوا أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم عن علي وفاطمة والحسن والحسين في حديث الكساء:-
«اللهم إن هؤلاء أهل بيتي» رواه الترمذي «1783» عن أم سلمة، وقال: حديث حسن،ورواه أحمد في المسند «6/403.323».
قالوا: فهذا يفيد الحصر والقصر على هؤلاء المذكورين،فيكونون وحدهم أهل البيت «61».
والجواب عن هذه الدعوى من وجهين:
الأول:إذا كان قوله صلى الله عليه وسلم:« اللهم إن هؤلاء أهل بيتي» يفيد حصر أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين، فما الذي أدخل ذرية الحسن والحسين في الآل؟!
لاشك أن مفهوم الحصر يخرج الذرية من الآل،فإن قالوا:دخلت الذرية في الآل بدليل آخر،قلنا كذلك القول في الأزواج وبني عبدالمطلب والأتباع،ولافرق،وهذا إلزام.
الثاني:أن التخصيص قد يأتي لبيان الأولوية لا للحصر،وقول النبي صلى الله عليه وسلم عن علي وفاطمة والحسن والحسين:«هؤلاء أهل بيتي» هو لبيان الأولوية لا للحصر، وهذا مما لاينازع فيه أهل السنة،ولذلك نظائر في كلام النبي صلى الله عليه وسلم مثل:مارواه مسلم في صحيحه «8931» أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال:« هو مسجدكم هذا»، لمسجد المدينة.
هذا مع أن الآية الكريمة:«لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه» «التوبة:801»،إنما نزلت في مسجد قباء، ولذلك فهي تتناول مسجد قباء قطعاً،لكن لما كان مسجد المدينة لايقل عن مسجد قباء،بل له الأولوية من صفة:«أسس على التقوى»،قال النبي صلى الله عليه وسلم قوله ذلك لبيان الأولوية لا التخصيص «71».
ومثل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الكساء:« اللهم هؤلاء أهل بيتي» مع أن الآية إنما نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:« إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت»،ولذلك فهي تتناول أزواج النبي قطعاً، لكن لما كان علي وفاطمة والحسن والحسين ممن تتناولهم الآية من باب الأولى، قال النبي ذلك لبيان الأولوية لا للتخصيص. .وكذلك ما رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني في السلسلة«273» عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر وقال:« ياعائشة استعيذي بالله من هذا«يعني القمر» فإنه الغاسق إذا وقب». .والغاسق هو الليل،قال تعالى :«أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل»«الإسراء :87»،وهذا قول أكثر
alsalahi73@hot mail.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.