مستشفى الشهيد علي عبدالمغني بمديرية السدة محافظة إب من أوائل المستشفيات فيها، تم افتتاحه عام 3891م كأول مستشفى في المنطقة ليغطي مايقرب من خمس مديريات أو يزيد كمديرية السدة يريم،النادرة، الشعر.. إضافة إلى بعض مناطق من محافظة إب.. كانت خدمات المستشفى فريدة من نوعها واستمرت مرحلة تطوره فترة قصيرة ليدخل بعدها دائرة الاهمال جعلت موظفي المنطقة يتساءلون عن أسباب تدهوره، مطالبين الجهات المختصة بعمل معالجات سريعة لوضع المستشفى.. الدكتور نبيل السلامي مدير المستشفى تحدث للجمهورية عن أسباب تدني خدمات المستشفى ومشكلات وصعوبات كثيرة تواجه طاقم العمل فيه. الأسباب التي تقف وراء تدني خدمات المستشفى مقارنة بما كان عليه عند بدء عمله في المنطقة؟ شهد مستشفى الشهيد علي عبدالمغني بمديرية السدة مرحلة تطور كبيرة نافست خدماته خدمات المستشفيات الأخرى في المحافظة حتى إن قوام المستشفى في ذلك الوقت قارب 44 طبيباً من كوريا الصديقة في مختلف التخصصات وفي مختلف الأقسام وكان يعمل على مدار ال 42 ساعة وكانت خدماته لاتضاهيها خدمات أي مستشفى آخر على مستوى المحافظة واستمر على ذلك فترة من الزمن شعر المواطن بالرضا التام عنه.. بعد هذه المرحلة التي مر بها خلال فترة هذه السنوات مر المستشفى بمرحلة صعبة دامت فترة طويلة تقهقرت خدماته كثيراً وذلك بسبب عوامل متعددة منها اختصار المنح الصحية التي كانت تقدم له وسحب البعثات الأجنبية من اليمن كما حدث في مستشفى خليفة ومستشفى متنة، بعدها بدأ تدهور المستشفى بشكل عام رغم أن المستشفى بني على استراتيجية عالية ليكون مستشفى مركزياً على مستوى محافظة إب وليغطي بخدماته أكثر عدد ممكن من مديريات المنطقة.. وكان للأسباب السابقة أن انعدمت التخصصات المطلوبة والتي تعد من أهم التخصصات الصحية،فمن 04 ممرضة هندية كانت تعمل في المستشفى إلى أن كاد العديد ينعدم تماماً، ومن 44 دكتوراً كورياً في مختلف التخصصات إلى 4 دكاترة أجانب ولبعض التخصصات حتى إن المستشفى في السابق وماقبل 5002م كاد يغلق تماماً،فخلال ثلاث سنوات تعاقبت عليه خمس إدارات كان مصيرها اليأس والفشل بسبب التدهور الخاص بالتخصصات التي كانت موجودة فيه وبسبب عدم التعاون من قبل الدولة ومن المواطنين ومن المشايخ في المنطقة،ومن المجلس المحلي، ولعدم إدراك هؤلاء جميعهم أن نجاح عمل المستشفى مرتبط بتعاونهم جميعاً. معالجات ماهي المعالجات التي تم وضعها لهذا الوضع؟ كانت هناك بعثة روسية وكانت وزارة الصحة قد أقرت في العام 6991م استراتيجية جديدة هدفت من خلالها إلى تغطية الحاجات الضرورية والهامة من التخصصات التي ترتبط بحياة المريض مثل الجراحة العامة وجراحة العظام والنساء والولادة والتخدير والانعاش هذه الخمسة التخصصات هي التخصصات الضرورية التي لابد أن تتوفر في أي مستشفى كان بغض النظر إن كان مركزياً أو غيره،خصوصاً في الأرياف لأن أغلب الحوادث في الأرياف إما حادث مروري أو تردٍ من مرتفع أو حالة عسر ولادة وبالتالي عملت الوزارة على توفير هذه التخصصات من أجل إنقاذ حياة المصاب،ومع مرور الوقت بدأ المستشفى يستعيد عافيته بعض الشيء خصوصاً مابعد العام 5002م وبتعاون ووقوف كل الشرفاء من أبناء المنطقة وأعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية ومحافظ المحافظة ودعم وزارة الصحة العامة والسكان إلى جانب إدارة المستشفى، الفضل في عودة المستشفى إلى تقديم خدماته الصحية ولو الشيء القليل مما كان عليه في السابق،إضافة إلى القرار الجديد لجعل مستشفى الشهيد علي عبدالمغني من المستشفيات المحورية في محافظة إب ليغطي المناطق الشرقية منها وهذا سيمكن المستشفى من أن ينال امتيازات في الدعم من قبل وزارة الصحة. تأثير لمس المواطن هذا في خدمات المستشفى؟ بعد مجيئنا إلى المستشفى بدأنا نطالب بأشياء كثيرة يحتاجها المستشفى سواء من أجهزة ومعدات أو كوادر صحية وكان عملنا في هذا الجانب أكثر من عملنا الفني وتمكنا خلال هذه الفترة أن نعيد لمستشفى الشهيد علي عبدالمغني ولو بعض ماكان عليه في السابق، لمسنا ذلك من خلال تزايد حجم التردد على المستشفى بنسبة 05% وزادت الايرادات المالية للمستشفى بنسبة 54- 07% مقارنة بالأعوام ماقبل 5002م. خدمات أخرى ماذا عن الأقسام والتخصصات العاملة في المستشفى؟ لدينا قسم الطوارئ التوليدية الذي عملنا على المتابعة والمراجعة له إلى أن تم افتتاحه قبل عام وثلاثة أشهر وهو الآن يعمل على مدار ال 42 ساعة رغم أنه مازال بحاجة إلى كوادر لكنا نحاول أن يقدم الخدمات المطلوبة منه في حدود الامكانيات المتاحة،كذلك قسم الطوارئ العامة الذي قمنا بتهيئته وتحسينه بالأدوية الإضافية التي يشتريها المستشفى ويقدمها للمرضى إلى جانب الأدوية المقدمة من الدولة،كما عملنا على توفير الأجهزة والمعدات الهامة للعناية المركزة كجهاز التنفس الصناعي الذي تزامن توريده للمستشفى مع توريده جهاز التنفس الصناعي لمستشفى الثورة بإب،كما تم تهيئة غرفة عمليات جديدة إضافة إلى الغرفة السابقة وتم توفير جهاز تخدير جديد وحديث بقيمة 93ألف دولار، إلى جانب توفير كل معدات وتجهيزات غرفة التشنجات الحملية التسمم الحملي إضافة إلى ربط المستشفى بشركة ايسكوا للغازات من أجل توفير غاز الاكسجين بصورة اسرع وأضمن مما كان عليه في السابق،حيث كان يعتمد على الدعم الشعبي الذي كان في معظم الأحيان ينقطع الاكسجين على المستشفى أكثر من أسبوعين بسبب أي حادث قد يحدث،وهناك أيضاً جهاز أشعة جديد مع جهاز التحميض الصناعي بقيمة 04 ألف دولار وتوفير جهاز الأشعة التلفزيونية إلى جانب الجهاز السابق سيتم توزيع جهاز للطوارئ التوليدية للنساء وآخر للطوارئ العامة، كذلك المختبر تمكنا من توفير أجهزة له من أجل أن يتمكن من تقديم خدمات الفحوصات التي تقدم في معظم المستشفيات ماعدا الفحوصات الكبيرة والعميقة إلى جانب جهاز تخطيط القلب ثلاثة أجهزة،وغيره الكثير والكثير. مطالب ماذا عن التخصصات التي يفتقر إليها المستشفى وكيف تتعاملون مع حاجتكم لها الآن؟ هناك العديد من التخصصات التي يفتقر إليها المستشفى منها عدم توفر الكادر المتخصص الكامل كتخصص الباطنية والعيون والمسالك البولية وأنف وأذن وحنجرة وقد طالبنا ببعثة أجنبية متكاملة بالتخصصات المطلوبة كتخصص العيون والأنف والاذن والحنجرة والمسالك البولية إضافة إلى قسم الباطنية وإن شاء الله سيتم إنجاز هذا الطلب قريباً وسنتمكن عندها من تقديم أفضل الخدمات الطبية لمواطني المنطقة كما اننا نفتقر إلى تخصص التخدير والانعاش وتخصص نساء وولادة فالموجود الآن غير كاف ،إلى جانب عدم توفر الكوادر الوسطية لتغطية الأقسام المختلفة كقسم النساء وقسم العناية المركزة فقسم النساء به 4 قابلات وهن يقمن بهذا العمل تطوعاً منهن ومن المفترض أن يكون لدينا 61 قابلة رغم أن الدولة ممثلة بالصندوق لم تقصر في هذا الجانب وقامت بتدريب 02 قابلة لكن لم يتم توظيفهن إلى الآن،إلى جانب نقص الكوادر البشرية لتخصص أطفال وخدج بالنسبة لقسم الأطفال.. وفي هذا الجانب قمنا بتدريب بعض الكوادر خاصة الكوادر التي نحن بأمس الحاجة لتخصصاتها وبسبب عدم توفر القدرة للوزارة أن توفرها لنا مثل كوادر نسائية للعمل في قسم النساء لذلك قمنا بتدريب بعض الكوادر النسائية في صنعاء للعمل في هذه الأقسام مما كان له التأثير الكبير في ازدياد عدد المترددات من النساء على المستشفى بعد أن كن يتحرجن من الدخول له بسبب أن الذي يعمل على هذا الجهاز أو ذاك رجل، إلى جانب تدريب بعض الكوادر على الاسعافات الأولية لداء الكلب وغيره. نواجه صعوبات ماذا عن شكاوى البعض حول الخدمات الصحية المقدمة من قبل المستشفى؟ أي نقص يراه المواطن أو تقصير هو ناتج عن عدم توفر المتطلبات التي ذكرتها لك من تخصصات وغيرها والمواطن يظن أنه تقصير من جانبنا، فنحن تواجهنا الكثير من الصعوبات من تخصصات وغيرها،أما نحن فنحن نقدم الخدمات الصحية ونحاول أن يشعر المتردد على المستشفى بمدى التغيير الذي نحاول أن نوجده في خدمات المستشفى بعد أن شهد المرحلة السابقة تدهوراً كبيراً فيه. نشاط ماهو الجديد لديكم؟ قمنا بتوفير بعض الأجهزة من أجل تطوير عمل العناية المركزة في المستشفى كجهاز الصدمات وجهاز الانعاش بالبخار وجهاز التقطير وهي من الأجهزة الهامة للعناية المركزة إلى جانب جهاز مراقبة المريض «المنتول» ولكن للأسف رغم وجود كل هذه الأجهزة إلا أن القسم لم يتم افتتاحه إلى الآن بسبب عدم توفر الكادر المتخصص وعدم توفر الكوادر الوسطية المتخصصة في هذا المجال،ورغم كل هذا نقوم بعمل العناية المركزة ولكن ليس بالشكل المطلوب وحسب الامكانيات المتاحة.. ومن المؤمل أن يتم افتتاحه قريباً إن شاء الله تعالى،كما أن لدينا من الأنشطة ماهو سنوي والمتمثل بعمل المخيمات والنشاطات العلمية التي نقوم بها حيث نستغل معرفتنا الشخصية من أجل إقامتها فيتم استضافة بعض الدكاترة من صنعاء وغيرها إلى المستشفى لتقديم الخدمات المختلفة للمواطنين في المنطقة،وهذا العام نحن بصدد إقامة المخيمات خلال شهر أغسطس إن شاء الله وفي هذا المقام لايسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم معنا في هذا العمل لإنجاحه،إلى جانب ما ذكرت لك سابقاً مطالبتنا بالبعثة الأجنبية بتخصصات كاملة التي سيتم توفيرها قريباً إن شاء الله إلى المستشفى. غياب الحراسة الأمنية صعوبات أخرى تواجهكم؟ المشكلة الرئيسية هي عدم توفر الحراسة الأمنية الرسمية فالموجودون لدينا الآن هم من المتعاقدين والمستشفى كما يعلم الجميع في منطقة ريفية ويحتاج إلى الحراسة الأمنية الرسمية بصورة مستمرة،رغم مطالبتنا بذلك أكثر من مرة ورغم توجيهات محافظ المحافظة لتوفير ذلك، إلى جانب عدم توفر وسائل النقل فلا يوجد معنا سوى سيارة واحدة هي سيارة الاسعاف ونقوم بعمل كافة الأعمال بها من إسعاف ومتابعة للأعمال الإدارية الخاصة بالمستشفى في صنعاء وغيرها،كما أن العاملين في مجال نظافة المستشفى هم عمال متعاقدون وعددهم 31 متعاقداً نقوم بدفع مستحقاتهم من ميزانية المستشفى التشغيلية ونتمنى تثبيتهم وعدم تحميل المستشفى هذه النفقات.