وضع مأساوي هو مايمكن أن يوصف به وضع غرف الإنعاش في عدد من المحافظات .. ورغماً عن النية المسبقة لبحث أوضاع أقسام الانعاش..إلا أن واقع الحال جعل السياق يتجه إلى غرف الإنعاش لا أقسامه وذلك لعدم وجود أقسام إنعاش حتى الآن..ماذا عن غرف الإنعاش في المستشفيات الحكومية؟ مامدى توفر الاحتياجات والمستلزمات الخاصة بها؟ ماالمطلوب لتعزيز كفاءتها؟ وهل يحق لنا التخوف من أن تتحول من غرف «إنعاش» تقدم العناية الطبية الفائقة إلى غرف سيطلق عليها تندراً أو هو مايطلق عليها حالياً غرف «إن» «عاش» نتيجة وضعها الحالي. وضع يؤكد د.العبد ربيع باموسى مدير مكتب الصحة بمحافظة حضرموت أن وضع أقسام الانعاش في المستشفيات العامة بحضرموت حالياً أفضل من السابق حيث توفرت بعض التجهيزات وتحسن مستوى أداء الكادر مع العلم أنه يوجد مستشفيان حكوميان عامان في المحافظة هما مستشفى ابن سينا ومستشفى الشحر، لايزال تحت التأسيس. إشكاليات ويشير إلى أن ثمة إشكاليات عديدة لاتزال تعترض أقسام الإنعاش في محافظة حضرموت وقال: هناك إشكاليات متعددة منها ماهو متعلق بتوفير المستلزمات والأدوية ممايضطر المريض أو عائلته لدفع قيمتها على حسابهم مع الإشارة لبعض مساهمات وجهود فاعلي الخير ومن الإشكاليات كذلك عدم وجود خبرات في مجال التنفس الاصطناعي والكادر المتخصص، المؤهل صاحب الخبرة في مجالات التخدير والإنعاش، أضف إلى ذلك ضآلة الإمكانيات والميزانية الخاصة بالمستشفيات وأقسام الإنعاش. رؤية للتطوير وتعزيز الكفاءة وفيما يخص رؤيته للتطوير وتعزيز كفاءة أقسام الإنعاش يحددها د. باموسى بالقول: يجب إعطاء الاهتمام الكافي وفي كل محافظة لأقسام التخدير والإنعاش والطوارئ حيث كلها حلقات مترابطة ينبغي تطويرها وإيلاؤها الاهتمام الأكبر من قبل وزارة الصحة، أضف إلى ذلك ضرورة توفير الأدوية الخاصة بأقسام الانعاش وفيما يتعلق بهذا الأمر يمكن الإشارة للمعاناة التي يتسبب فيها نظام اللامركزية في وزارة الصحة وإجراءات المناقصات لبعض الأدوية ومنها الأدوية الخاصة بأقسام الانعاش والتي تصل إلينا بعد سنة كاملة ممايستدعي إعطاء صلاحيات لمكاتب الصحة في المحافظات لتوفير بعض الأدوية وخاصة الأدوية المستعجلة. توفير الامكانيات لتحسين الخدمة ويضيف د.باموسى: الواقع كذلك يفرض الاهتمام بالكادر الطبي الخاص بأقسام الطوارئ والإنعاش والتخدير عن طريق التدريب والدورات التدريبية والتحفيز له مادياً ومعنوياً وبما يعزز كفاءته، اضافة لإنشاء أقسام خاصة لما بعد الجراحة العامة «حالات ماقبل الإنعاش»، ومع الضرورة لتوفير إمكانيات وميزانيات خاصة للأقسام السابقة بمافيها أقسام الإنعاش وتوفير كامل احتياجاتها بما يضمن فعلاً أن نطلق عليها خدمة متطورة أي «خدمة ثالثية». غرف لا أقسام عبدالملك السياني مدير مستشفى الثورة العام بتعز قال: يمكن القول بوجود ثلاث غرف للإنعاش في المستشفى وفي هذه الغرف مازلنا نحتاج لأجهزة ومعدات عديدة وضرورية، وحيث إن سؤالك كان عن أقسام الإنعاش فيمكن القول بعدم وجود أقسام إنعاش بمعنى أقسام إنعاش فالموجود هو غرف للإنعاش فقط. تأهيل..كادر..وأدوية وفيما يخص الإشكاليات الحاصلة في غرف الإنعاش بالمستشفى قال السياني: لاتزال الكوادر بحاجة للتدريب والتأهيل ولانزال نحتاج لطبيب متخصص بالإنعاش وفي حين أن بعض الأدوية متوفرة إلا أن البعض الآخر لايزال غير متوفر. قسم في كل مستشفى واختتم السياني بالقول: فالضرورة تفرض وجود قسم للإنعاش في كل مستشفى وأن يكون مجهزاً بالأجهزة والمستلزمات وبالكادر كذلك. 61 سريراً د.عثمان حسين البيضاني مدير مكتب الصحة بمحافظة الحديدة أشار إلى واقع غرف الإنعاش في المحافظة بقوله: بالنسبة لغرف الإنعاش في محافظة الحديدة فلدينا مستشفى العلفي والثورة والسلخانة ففي مستشفى الثورة يوجد غرفة انعاش بثمانية أسرة وفي مستشفى العلفي غرفة بثمانية أسرة كذلك. الأدوية كإشكالية قائمة دورات تأهيلية هي التي تم عقدها لعدد من الكوادر كما أن الأجهزة قد تكون كلها متوفرة؟ اضافة لسيارات الاسعاف حسب د.عثمان إلا أن الأدوية مازالت إشكالية قائمة. لكن الأدوية قد لاتتوفر بشكل كاف وفي الوقت المناسب مع العلم أن غالبية المرضى الذين يستدعي الأمر دخولهم إلى غرف الإنعاش في المحافظة ذوو أوضاع بائسة مالياً ونحن نحاول قدر الاستطاعة أن نوفر لهم الأدوية التي يحتاجونها. توسع وضع بائس هو الحاصل في عدد غرف الإنعاش بمحافظة الحديدة والبالغ عدد أسرتها «61» سريراً وإزاء ذلك يقول البيضاني: أرى أن يتم التوسع في غرف الإنعاش وأن تكون معزولة في أقسام خاصة بالمستشفيات وأن يتم توفير الأجهزة الضرورية لها وبطاقهما الطبي. وعد وزاري وفيما يتعلق بإشكالية الأدوية الخاصة بالإنعاش وتأخرها كغيرها من الأدوية بسبب مركزية شرائها من قبل وزارة الصحة والمطالبة بإعطاء صلاحيات لمكاتب الصحة في المحافظات لشرائها قال د.البيضاني: نحن تحدثنا مع الأخ الوزير حول محافظة الحديدة وقد وعد مشكوراً بأنه سيتم في القريب العاجل تحويل ميزانية الأدوية للمحافظة ليكون لها الاستقلالية في شراء الأدوية. وحول مقترح إقامة مؤتمر طبي خاص بالإنعاش يقول البيضاني: بالنسبة للمؤتمر الطبي فهو مهم وذلك للنتائج المترتبة كتحسينها لمستوى الأداء في هذا المجال. مرضى وفقراء ويختتم مدير عام مكتب الصحة بمحافظة الحديدة بالقول: هناك إشكالية أخرى تواجهنا وهي أن غالبية المرضى فقراء وهو مايستلزم توفير الأدوية لهم دون تأخير وفيما يخص هذا الأمر فقد قمنا بإعطاء الصلاحيات لمديري المستشفيات بالصرف المجاني لهؤلاء المرضى وذلك من الأدوية التي توفرها الوزارة وفي حال عدم توفر بعض الأدوية فنحن نقوم بتوجيه مديري المستشفيات لشرائها من الدعم الشعبي الذي نتحصل عليه. برنامج سابق لتطوير أقسام الإنعاش الخضر ناصر لصور مدير مكتب الصحة بمحافظة عدن قال: دائماً مانربط أقسام الطوارئ بأقسام الإنعاش وبالنسبة لنا في محافظة عدن كنا قد قدمنا برنامج عمل لتطوير أقسام الطوارئ في بداية العام المنصرم ولكن تم تنفيذ الجزء البسيط منه بتوفير سيارتي إسعاف وكان المفترض عشر سيارات حسب وعد فخامة رئيس الجمهورية، وفيما يتعلق بأوضاع أقسام الإنعاش في المستشفيات العامة بمحافظة عدن فأحب الإشارة لوجود قسم طوارئ وغرفتي إنعاش، كل غرفة تتسع لسرير واحد وذلك في مستشفى الجمهورية وكذا قسمي إنعاش باطنية بسبعة أسرة وإنعاش الجراحة بستة أسرة في المبنى الرئيسي وحالياً بدأنا بتوفير التجهيزات الخاصة بأجهزة التنفس الاصطناعي منها أربعة أجهزة تنفس اصطناعي في إنعاش الباطنية وجهازين في إنعاش الجراحة ولكنها غير كافية. احتياجات ملحة وبحسب د.الخضر مايزال هناك ضرورة ملحة لاحتياجات أساسية لأقسام الإنعاش منها مايتعلق بأجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة الصدمات الكهربائية ومنها مايتعلق بتوفير الأدوية الهامة وكذا سيارات الاسعاف. رؤية بثلاثة محاور وهنا يقدم د.الخضر رؤيته المختصرة لتعزيز كفاءة أقسام الإنعاش موضحاً بأن الرؤية تتمثل في ثلاثة محاور هي كفاية الموازنة والأجهزة والتأهيل للكادر، وداخل اطارها يمكن الإشارة إلى ضرورة التوفير للأدوية عن طريق مكاتب الصحة في المحافظات وبالتخفيف من مركزية وزارة الصحة مع تحميل مكاتب الصحة في المحافظات كامل المسئولية وأن تتم المتابعة عبر وزارة المالية أضف إلى ذلك الرفع للميزانية الخاصة بالأدوية الإسعافية والمزمنة، وختاماً تمكين إقامة ورشة عمل تشترك فيها وزارة الصحة والمجالس المحلية ومكاتب الصحة في المحافظات ومنظمات صحية دولية مانحة لتحديد وبلورة رؤية أوضح وبما يضمن الوصول للجودة في أقسام الإنعاش. إمكانيات بلا كادر!! في محافظة الجوف الوضع جد مختلف عن بقية المحافظات وإلى ذلك يشير د.حاتم علي أبو حاتم مدير مكتب الصحة بالمحافظة قائلاً: يوجد في الجوف غرف عناية مركزة واحدة في مستشفى برط العنان والأخرى في مستشفى الأمومة والطفولة ويمكن القول بأنهما غرفتا إنعاش فهما مزدوتان بالاحتياجات ولكنهما لايعملان بالشكل المطلوب فلدينا التجهيزات ولكن ينقصنا الكادر. أدوية ولكن!! ويشير أبو حاتم أن وزارة الصحة تبذل جهداً كبيراً في توفير الأدوية الخاصة بالإنعاش ولكنها ليست الأدوية المطلوبة التي نحتاجها في المستشفيات والمراكز الصحية وياحبذا لو تم منحنا صلاحيات في هذا الجانب. تأهيل الكادر احتياجات أساسية هي مايطالب بها مدير مكتب صحة الجوف والتي يحددها بتوفير الكادر الحقيقي الذي سيعمل على مدار الساعة وكذا تدريبه وتأهيله كغيره من مديري مكاتب الصحة في بعض المحافظات يؤيد أبو حاتم إقامة مؤتمر طبي خاص بقطاع الإنعاش مبرراً ذلك بالقول:المؤتمر سيساعد في معرفة الجديد كما أن المنظمات الطبية الدولية المانحة ستساهم في توفير الأدوية. غرفة ب «8» أسرة د.أمين محمد علي حبيش مدير عام مكتب الصحة بمحافظة المحويت أشار إلى الوضع الحالي لغرف الإنعاش بالمحافظة بالقول: توجد غرفة إنعاش في المستشفى الجمهوري وإن شاء الله يتم التوسع في المستشفيات الأخرى وذلك لضرورة غرف الإنعاش، كونها تتعلق بالحالات الحرجة وكما سبق فالمستشفى الجمهوري فيه غرفة إنعاش تحتوي على ثمانية أسرة وفيها أجهزة مراقبة وكادر طبي ويتم فيها مراقبة الحالات بعد العمليات الكبرى أو العمليات الحرجة. لا وجود للأجهزة المتطورة وأضاف حبيش: لاتوجد أجهزة متطورة ولكن الموجود هو الأجهزة الضرورية كالمونيستور وغيره وفيما يتعلق بالأدوية فيتم توفيرها عن طريق برنامج الامداد الدوائي وهي الأدوية الأساسية للإنعاش وهناك مبلغ مالي محدد للأدوية الخاصة بغرفة الانعاش في المستشفى الجمهوري بالمحافظة. صلاحيات لشراء أدوية الإنعاش ويضم د.أمين حبيش صوته إلى مقترح إعطاء صلاحيات لمكاتب الصحة في المحافظات لشراء الأدوية المستعجلة والأدوية الخاصة بالإنعاش مبرراً ذلك بالقول: إذا قامت الوزارة باعطاء هذه الصلاحيات فهي من الأولويات وذلك لأن الأدوية الخاصة بالإنعاش تأخذ وقتاً طويلاً من بدء إنزال المناقصات بصورة جماعية وتوريدها وإلى المحافظات فإذا تم إعطاء صلاحيات لمكاتب الصحة في المحافظات فسيكون وصولها أسرع للمرضى. غرف إنعاش في المديريات ويحدد د.حبيش أبرز الاحتياجات الحالية للمحافظة فيما يتعلق بالجانب الإنعاشي.. أن يكون هناك وجود لغرف إنعاش في كل مستشفى يتم افتتاحها في مديريات المحافظة تحتوي على الكادر الطبي والمستلزمات الأساسية والأجهزة. توسيع رؤية القيادات ويؤيد مدير عام مكتب الصحة بمحافظة المحويت المقترح الخاص بإقامة مؤتمر طبي واسع خاص بغرف الإنعاش وقال أضم صوتي إلى مقترح الزملاء وذلك لأجل توسيع الرؤية في أذهان القيادات المحلية وإدراجها في خطط السلطة المحلية بالمحافظات. تحويلة..خارج نطاق التغطية خمسة أيام متتالية كانت الأيام التي حرصت فيها على التواصل مع كل من د.يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان وماجد يحيى الجنيد وكيل الوزارة لقطاع الرعاية حيث كان تلفون الأول يحيل المكالمات الواردة إلى التحويلة فيما كان الثاني خارج نطاق التغطية أو لا يجيب إذا كان غير مغلق..يمكن القول بأن الأسئلة لاتزال موجهة لكليهما.