لاستقراء واقع الخدمات الإسعافية الأولية، ومدى توفيرها، ومستواها وأبرز إشكالياتها، ومايتوجب لتعزيز وتطوير مستوى أدائها، استطلعنا آراء عدد من مديري مكاتب الصحة في عدد من المحافظات. إعادة نظر : د. عبدالناصر الكباب مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز تحدث بالقول: يجب إعادة النظر في فهم الجهات المعنية للخدمات الإسعافية حيث إن الثقافة السائدة تجاه الخدمات الإسعافية يتم التعامل معها كقسم طوارىء، أو قسم إسعاف ملحق في مستشفى، ووصول حالات وإسعافات بطريقة بدائية جداً، ثم إحالتها، بينما الأصل أن يكون هناك مراكز خاصة بإسعاف الطوارىء مجهزة بكافة متطلباتها الاستقبال، الرقود، العمليات، الأجهزة التشخيصية، المختبرات، وكذلك أطباء مناوبين، وحتى الأقسام المتواضعة الموجودة كأقسام طوارىء تعاني تدني الطاقة الاستيعابية فمثلاً تستوعب عشرين حادثا وهذا يقل أضعافاً مضاعفة عن الواصلين المحتاجين للعناية، وذلك في ظل عدم وجود اعتبارات خاصة لاقسام الطوارىء، لا في الموازنات الخاصة بالمستشفيات، ولا الكوادر الخاصة بالمستشفيات في ظل النمط العام، لذلك يبقى واقع أقسام الطوارىء واقعا متواضعا وضعيفا. إنشاء مركز طوارئ واصل الكباب حديثه بالقول: في محافظة تعز طرحنا على المحافظ السابق صادق أمين أبو رأس إنشاء مركز طوارىء متخصص، وهي الفكرة التي أتت من الفريق الطبي الألماني في مستشفى الثورة، وتم في تلك الأيام اعتماد موازنة استثنائية، والآن يتم بناؤه في مستشفى الثورة العام، وسيكون هذا المركز عبارة عن مستشفى متكامل يتعامل مع الحالات الإسعافية المتوقع حصولها من خلال الإحصائيات الموجودة، ومن خلال مجمل الحوادث التي حصلت في السنوات الماضية، ويجهز القسم بالكوادر والمستلزمات الخاصة به للاختصاصات التي تحصل عادة، ومجهز بغرفة عمليات إن لم تكن غرفتين ثلاثا، ومجهز بقسم العناية المركزة، فلا يخرج المريض من مركز الطوارىء إلى أقسام رقود أخرى داخل المستشفى إلا لاستكمال العلاج. احتياجات وزاد على ماسبق بالقول: وعندما نتحدث عن إنشاء مركز طوارىء فإنه يحتاج إلى تجهيز سواءً في البنية التحتية “بنية ثابتة، متحركة “ نفقات تشغيلية خاصة به، إلى مستشفى، ولكنه مخصص للإسعافات. الطاقة الاستيعابية واختتم الكباب حديثه بالقول: يجب التفكير بالطاقة الاستيعابية، ونوعية الحوادث من خلال ما سبق من إحصائيات وبيانات ومعلومات متكررة نستطيع تحديد نوعية الحوادث، ونوعية المرض الذي يصل إلى أقسام إسعاف الطوارىء، وهذان العنصران هما اللذان سيساعدان في تحديد الطاقة الاستيعابية من حيث توسعة الفراغات “بنية تحتية، تجهيزات ثابتة، تجهيزات متحركة” وما يتعلق بالعنصر المهم “الكادر” إشكالية عامة أما د. الخضر ناصر لصور مدير مكتب الصحة بمحافظة عدن، أشار إلى عمومية مشكلة الإسعافات الأولية “أقسام الطوارىء” على مستوى محافظات الجمهورية. وقال: الإشكاليات عديدة كقلة الميزانية التشغيلية لأقسام الطوارىء، وكذلك عدم تمكن الكادر، والذين بدأنا قبل شهرين بانتداب مجموعة منهم لتدريبهم، وتأهيلهم في مركز حمد الطبي بدولة قطر في مجالات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الحالات الحرجة. احتياجات وفيما يتعلق بالاحتياجات التي يرى مدير مكتب الصحة بعدن ضرورة توفرها للرقي بالإسعافات الأولية قال: من أبرز الاحتياجات الأساسية هي الكادر وتدريبه، والموازنات التشغيلية الكافية، وكذلك تحديد أماكن إسعاف هذه الحالات في كل مستشفى. لا توجد خدمات إسعافية في محافظة الجوف الوضع مختلف نوعاً ما حيث يوجد كادر ضئيل إلا أنه لا يعمل في مجال تخصصه، أما كثير من المرافق الصحية في المحافظة فلا توجد فيها خدمات إسعافات أولية وطبية أو علاجية، وهو ما دعا مكتب الصحة بالمحافظة إلى مراجعة استراتيجية، وفي هذا الصدد يقول أحمد حزام مساعد مدير عام مكتب الصحة بمحافظة الجوف: المنشآت الصحية الموجودة سواء كانت مراكز أو وحدات صحية لم يتم بناؤها على أسس صحيحة، فالمركز الصحي يتم إنشاؤه وفقاً ل”50”ألف نسمة ككثافة سكانية تقريباً، أما الوحدة الصحية فحسب كثافة سكانية ل “5”آلاف نسمة، لكن في الجوف تم بناء المرافق الصحية بعشوائية، والأهداف لا تخدم الرعاية الصحية؛ ولهذا أصحبت مباني شكلية، وأصبحت عبئاً كذلك. لا تقدم خدمات راقية أما في محافظة صعدة فبالرغم من وجود مستشفيين في مركز المحافظة وثمانية مستشفيات ريفية و”15”مركزا صحيا و|103”وحدات صحية إلا أن غالبية هذه المنشآت الصحية، لا تقدم خدماتها بشكل كاف بسبب تأثرها بأحداث الحرب السابقة. ويقول د. حنبوش حسين مدير عام مكتب الصحة بصعدة: هناك بعض المراكز الصحية تعرضت للنهب من قبل الحوثيين، وهي فعلاً بحاجة لإعادة تعزيزها وتجهيزها. إعادة تجهيز وأضاف حنبوش: لذا فإن الاحتياجات الحالية هي تجهيز وتأثيث المراكز والوحدات الصحية، التي تعرضت للأضرار؛ نتيجة الحرب من ناحية الأسرّة، المختبرات، غرف الإسعاف وغيرها. قصور في الخدمات بالرغم من حصول شيء من التطور في الخدمات الصحية، والخدمات الإسعافية في محافظة حجة، إلا أن التطلع لخدمات أفضل هي ما تحتاجه المحافظة حسب د. عادل المؤيد مدير عام مكتب الصحة بحجة الذي أكد أنها ستنعكس بشكل إيجابي على تقديم الخدمات الصحية والإسعافية. المؤهل سواءً من حيث العدد أو النوعية، ولا يزال هناك احتياج لكادر طبي وكادر تمريضي متخصص في مجال الإنعاش، وهناك حاجة كذلك لاستمرار التدريب للكادر الطبي والتمريضي لتطوير مهاراته في هذا المجال، وبما يمكنه من التعامل مع التكنولوجيا والتجهيزات الخاصة بتقديم الخدمة بما في ذلك خدمات الطوارىء الإسعافية. تدريب وتأهيل وحول ما يمكن أن يساعد في تعزيز خدمة الإسعافات الأولية في إطار المحافظة قال المؤيد: نتطلع لافتتاح مركز الطوارىء الإسعافية، والذي يتم الآن تجهيزه، وسيتم تشغيله، ورفده بالكادر اللازم بعد اعتماد الميزانية اللازمة لتشغيله، كما أننا سنركز في خطتنا للعام الجاري على الخدمات الإسعافية، والكادر من ناحية العدد والتأهيل والتدريب، وتحسين نوعية الخدمة المقدمة، وذلك بالتعاون مع كل الشركاء والمعنيين سواءً كانوا في قيادة وزارة الصحة أو السلطة المحلية. ورغماً عن رفد محافظة حجة خلال العام 2010م بمعدات طبية بما فيها الخاصة بخدمات الطوارىء الإسعافية بأكثر من “300” مليون ريال، ومعدات أخرى بقيمة “40”مليون ريال لرفد المستشفيات في المحافظة خلال العام القادم، إلا أن القصور لا يزال حاضراً في الخدمات الإسعافية الأولية. الكادر الطبي ويضيف المؤيد : القصور يتركز في جانبين أساسيين أولهما التجهيزات ابتداءً من سيارات الإسعاف، وأجهزة الإنعاش في أقسام الطوارىء بالمستشفيات وغيرها من المستلزمات والتجهيزات اللازمة. ويزيد: أما الجانب الثاني فيتصل بالكادر البشري حيث نعاني عجزاً في الكادر، وبالذات الكادر الطبي والصحي. واختتم مدير مكتب الصحة بمحافظة حجة حديثه بالقول: إن شاء الله سيشهد العام 2011م تحسنا كبيرا في هذا الجانب وصولاً لتحقيق ما نصبو إليه من خدمة أولية مناسبة وملائمة للمواطنين، وبالذات خدمات الإسعاف الأولي المنقذ للحياة. إمكانيات أدوية ومستلزمات د. عثمان البيضاني مدير مكتب الصحة بمحافظة الحديدة، أشار إلى أبرز الإشكاليات المتعلقة بخدمة الإسعافات الأولية بالمحافظة قائلاً: الإشكاليات عديدة سواءً المتعلقة بالإمكانيات والكادر الطبي التخصصي، أو المستلزمات التشخيصية والأدوية. أما التدريب للكادر الطبي التمريضي، وتحسين مهاراته في مجال الإسعافات الأولية، وتوفير المكان المناسب والأدوية والأجهزة وبقية المستلزمات التشخيصية، فهي ما يؤكدها البيضاني في حالة الرغبة بتطوير وتعزيز الخدمات الإسعافية الأولية. ويختتم مدير مكتب الصحة بمحافظة الحديدة بتشديده على الجهات المعنية بالقول: يجب أن يكون هناك حلقة تواصل وأدوار تكاملية ما بين وزارة الصحة، والمجالس المحلية لتعزيز، وتطوير واقع الخدمات الإسعافية الأولية.