تواصلت مساهمة الشعراء والأدباء والابداع الأدبي اليمني لمقارعة ممارسات الأئمة الطغاة والمستعمرين فظهر العديد من الشعراء الذين قدموا عطاءاتهم الأدبية والثقافية لإذكاء روح الحماس الوطني فولدت القصيدة الغنائية والوطنية ولعبت دوراً تحريضياً في أوساط الجماهير أذكت جذوة كفاحها ونضالها التحرري فقد اعتبر الاستعمار البريطاني الاغنية الوطنية من الممنوعات المحرم مزاولتها مثل قصيدة الشاعر اليمني الكبير لطفي جعفر امان التي يقول فيها: أخي كبلوني وغل لساني واتهموني بأني تعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي .فيما لعبت المؤسسات الثقافية دوراً مهماً في تجسيد المصالح الاستعمارية التي تحاول بشتى الطرق افساد عقول البسطاء وابعاد الجماهير عن النضال الحقيقي. ففي المجال الثقافي والأدبي والصحفي مثلت الارهاصات الأدبية والثقافية المبدعة شعلة مضيئة فيما كان للصحافة اليمنية في الشمال والجنوب دور هام وأصبحت منبراً لأدبائنا اليمنيين لخلق العطاء الأدبي الناضج لمد الثورة اليمنية والمناضلين بالفداء والصمود والنصر ومن هنا فقد صور الأدب اليمني في مرحلة التحرر الوطني الأدوار النادرة والواقعية للحركة الوطنية تصويراً عميقاً بوصفه السجون الأمامية والاستعمارية البشعة وما عاناه الشعب اليمني في الشمال والجنوب من تمزق وفقر مدقع واضطهاد رهيب فكانت كثير من الاضاءات والاشراقات تلتمع بين آونة وأخرى لتضيئ جوانب اللوحة الكئيبة والصراعات الخفية والواضحة والتي أكدت أن جماهير الشعب اليمني تخوض كفاحاً نضالياً بطولياً ضد اعدائها لتسمو عاجلاً أو آجلاً بانتصارها المحقق حتى وإن بدا في أول الأمر بسيطاً ثم تجدد نضال الشعب اليمني وظهر احساس الكثير من أدباء ومفكري شعبنا معبرين في نتاجاتهم الأدبية مقدمين النفس رخيصة في سبيل عزة وكرامة شعبنا اليمني فالفكر لا يمكن فصله عن الواقع وما يقال عن عموم الأدب والفكر يقال أيضاً عن الفن باعتباره جزءاً من التعبير الفكري والتصوير الحي والخلاق للثورة والوحدة والديمقراطية .فقد صور الأدب اليمني الهزائم التي منيت بها الحركة الوطنية والثورية في الشمال والجنوب تصديراً مؤثراً وفروسياً واصفاً السجون الأمامية والاستعمارية بالقمع والهيمنة.