يحتفل شعبنا اليمني يوم غد الأربعاء الرابع عشر من أكتوبر 2009م بالذكرى السادسة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وانطلاقتها الجبارة والجسورة من على قمم وجبال ردفان الشماء بقيادة الجبهة القومية، هذه الثورة العظيمة التي شكلت الرديف الأساسي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر العملاقة 1962م ومثلت الأساس المتين لخلاص الشعب اليمني في الجنوب والشمال من نير الاستبداد والعهد الاستعماري البغيض والتخلف والتمزق وأثبت منطق التاريخ تلاحمهما الكفاحي الجماهيري على دروب انتصار الأهداف الوطنية والاجتماعية لنضال الجماهير اليمنية في الشمال والجنوب. ومن هنا فقد تأكد مطلقاً دون أدنى شك أن استراتيجية الثورة اليمنية مرتبطة عضوياً بواحدية الثورة اليمنية سبتمبر 1962م وأكتوبر 1963م كوحدة توجت بنجاح وحدة الأرض والشعب والإنسان اليمني وبالتالي تحقيق الأهداف المرحلية التاريخية لشعبنا اليمني والحركة الوطنية، وهذا الترابط الجدلي بين الثورتين العظيمتين كان تمهيداً مباشراً لتطور النضال الشعبي والحركة الوطنية ضد الاستقلال والاستبداد والصلف الكهنوتي الإمامي والهيمنة والظلم الاستعماري. لقد جسد شعبنا اليمني على مدى أربع سنوات الملحمة البطولية النادرة لانتصار الثورة وتحقيق الاستغلال السياسي في الثلاثين من نوفمبر 1967م وتقديم الآلاف من الشهداء البواسل صورة مشرقة ومضاءة للوحدة الوطنية الحقيقية وقدموا أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة فداء للثورة والوحدة والاستقلال الوطني، فهذه المواقف الوطنية عمقت بحق من دنياميكية مسيرة الثورة اليمنية وحمايتها من الأخطار المحدقة بها والوصول إلى الأهداف المنشودة في الحرية والديمقراطية والوحدة والسلام وأهمها الوحدة اليمنية راسخة الجذور التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو 1990م التي تعتبر من أعظم أهداف الشعب اليمني ماضياً وحاضراً ومستقبلاً والتي أسهمت على مدى تسعة عشر عاماً في إفراز تجليات ديمقراطية متميزة والتعددية وحرية الصحافة وحرية التعبير والمناخ الديمقراطي. إن جماهيرنا اليمنية التي ناضلت في عموم الوطن اليمني الكبير من أجل حماية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر الخالدتين في ستينيات القرن الماضي لا زالت تمثل الدرع الواقي والحارس الأمين لكافة المكتسبات والإنجازات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي تحققت باتجاه تحقيق المشروع النهضوي وبناء الدولة اليمنية الحديثة، وفي هذا الإطار كان للإبداع الفكري والثقافي والأدبي في وضوح الرؤية تجاه دور الجماهير في وحدة الأداة الفاعلة والمؤثرة وتضامن الشعب اليمني، هذا ما ساعد في جلاء ووضوح صورة الأدب اليمني تجاه مسيرة الثورة والوحدة اليمنية ولعب الأدب اليمني دوراً مؤثراً في جلاء الصورة الحقيقية وأسهم في وصف السجون الإمامية والاستعمارية وما يعانيه الشعب اليمني من تمزق وفقر مدقع واضطهاد رهيب وما يقال عن الأدب والفكر والثقافة يقال أيضاً عن الفن اليمني باعتباره جزءاً من الإبداع الفكري، موضحاً حقيقة الأعداء وأساليبهم الملتوية في نهب واستغلال البلاد والتحكم برقاب أبنائها البسطاء المعدمين. وكشفت الصحافة اليمنية جانباً هاماً ومضيئاً من مسيرة الثورة اليمنية وأحس كثير من الأدباء والكتاب اليمنيين بدورهم الإبداعي النوعي فثاروا على الوجود الأجنبي محرضين الجماهير على إشعال نيران الكفاح للقذف بهذا النير من على كاهلها إلى حيث ينبغي أن يكون في مزبلة التاريخ وظهرت الأعمال الأدبية زاخرة بالأشعار والكتابات المتنوعة التي توحي بالوقوف مع تضامن الشعب اليمني ولكن كثيراً من الإضاءات الثورية كانت تلتمع بين آونة وأخرى لتضيء جوانب اللوحة الكئيبة وتؤكد أن جماهير الشعب اليمني تخوض كفاحاً نضالياً بطولياً ضد أعدائها ولم تذهب هدراً صيحات الأدباء والكتاب والصحفيين المبدعين فقد حركت إبداعاتهم وكلماتهم الثورية الحازمة في الجماهير فهبت ثورة مسلحة ضد المستعمرين الغاصبين تمثلت في انتصار ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين وما تلاها من تطورات لتلم أجزاء اليمن الواحد وتجمع الأشلاء المبعثرة ليظهر الوجه الجميل لليمن الموحد السعيد. إن شعبنا اليمني يمر في الوقت الراهن بتحديات ومخاطر تستهدف منجزاته الديمقراطية والاقتصادية والتنموية، الأمر الذي يستدعي من كل الشرفاء والمناضلين لم الصفوف وتوظيف الطاقات والإمكانات للحفاظ على ما تحقق في الخارطة السياسية والاقتصادية وجعل خيار الحوار المسؤول والهادف مسألة جوهرية لما من شأنه تواصل مسيرة البناء والتنمية والبناء الهرمي لتجربتنا الديمقراطية وجعل ملامسة واقع التعليم والثقافة وتوفير وسائل بناء ذهنية أبنائنا وشبابنا عبر التركيز إلى الارتقاء بالجوهر الثقافي والأدبي والفني والمسرحي.