حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة - أمس، ومعه الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - الاحتفال بتخرج الدفع الجديدة من الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والأمنية، الذي أقيم بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة، العيد ال46 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، والعيد ال45 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، والعيد ال41 للاستقلال يوم الثلاثين من نوفمبر. وفي الاحتفال، الذي بُدئ بآي من الذكر الحكيم، ألقى الدكتور رشاد العليمي - نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن - كلمة نيابة عن فخامة الأخ الرئيس، قال فيها: إن تخرج الدفع الجديدة من طلبة الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والأمنية، الذين يشكلون إضافة نوعية للقوات المسلحة والأمن التي تشهد كل يوم إنجازاً جديداً وتطوراً نوعياً في مختلف المجالات.. وحيّا نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن المتخرجين، وقال: إن ما يبعث على الفخر والاعتزاز ما شهدناه اليوم من حيوية وعنفوان قدمه هؤلاء الشباب المتخرجون الذين نحييهم وهم يسيرون بمثل تلك الخطوات الواثقة والسواعد القوية التي تحمل معنى الإصرار والعزيمة على تحقيق الأهداف والغايات الوطنية المنشودة. وأضاف الدكتور العليمي: إننا في هذا اليوم نجدد لفخامة الرئيس القائد ولشعبنا اليمني الأبي، بأن القوات المسلحة والأمن ستظل كما هو العهد بها اليد الفولاذية بيد الشعب، تحمي مسيرة الثورة والجمهورية، وتصون الوحدة في حدقات أعينها، وتهيء الأجواء والمناخات المناسبة لمسيرة الديمقراطية والتنمية، وستتصدى بكل القوة لكل محاولات عرقلة مسيرة البناء الوطني، غير مكترثة بما يصنعه المأزومون من عراقيل بهدف زعزعة الأوضاع ليتسنى لهم تمرير وتنفيذ مآربهم وأهدافهم الذاتية والأنانية على حساب الوطن ومصالحه العليا. وأشار إلى أن قواتنا المسلحة والأمن شهدت عبر مسيرة بنائها وتحديثها وتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية أشواطاً متقدمة وإنجازات نوعية، تمثلت في رفدها بالعديد من الإمكانات والتجهيزات الفنية والقتالية الحديثة وفي مختلف التخصصات والتشكيلات. وأكد نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن أهمية تواصل الجهود والبناء لتعزيز جاهزية القوات المسلحة والأمن في ضوء كل المتغيرات والمعطيات وما يشهده البناء العسكري والأمني من تطور مستمر، ليكون ذلك إضافة جديدة في مسيرة البناء النوعي الحديث في قواتنا المسلحة والأمن بمختلف تشكيلاتها وصنوفها البرية والبحرية والدفاع الساحلي والجوية والدفاع الجوي أو في مجال خفر السواحل وحرس الحدود وفي المجال الأمني بصفة عامة.. وقال: يأتي كل ذلك تجسيداً لأهداف الثورة اليمنية الخالدة في بناء جيش وطني قوي وأمن مقتدر قادر على النهوض بمسؤولياته الوطنية وأداء كل الواجبات بكفاءة واقتدار وفي كل الظروف. صخرة صلبة وتابع قائلاً: لقد أثبتت الأحداث أن القوات المسلحة والأمن هي الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل أوهام الحالمين والواهمين بإعادة عجلة التأريخ إلى الوراء أو المساس بأمن الوطن واستقراره وسلامه الاجتماعي، وأنها صمام أمان المسيرة الوطنية وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والثقافية والاجتماعية وغيرها. وأشار إلى أن هذه المؤسسة الكبرى ظلت هدفاً لسهام الحقد من قبل كل أولئك الذين ألحقت بهم وبمشاريعهم التآمرية الخاسرة الهزيمة تلو الهزيمة، ولقّنتهم الدروس في كيفية الدفاع الباسل عن الوطن وصيانة أمنه واستقراره ووحدته الوطنية ومكاسبه وإنجازاته. الوطن في أمان واطمئنان وقال: إن من المستغرب أن نجد هناك من بعض القوى من يسعى لحرمان أفراد القوات المسلحة والأمن من ممارسة حقوقهم الدستورية والمشاركة في الاستحقاق الديمقراطي الكبير المتمثل في الانتخابات. واستطرد: إن مسيرة الوطن ستواصل خطاها الواثقة في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، غير عابئة بكل الأصوات الناعقة بالخراب والمساعي الخائبة لصنّاع الأزمات، فالوطن بخير وفي أمن وأمان واطمئنان، وإن الذين يفتعلون الأزمات، ويقولون زوراً: إن الوطن في أزمة... لن ينجحوا في مساعيهم، فليس هناك من أزمة سوى في عقولهم ونفوسهم المآزومة بالأحقاد والضغائن والأوهام. وأضاف الدكتور العليمي: ليس من حق أي أحد أن يتحدث باسم الوطن أو جزء فيه، فالوطن ممثل بمؤسساته الدستورية والتنفيذية والقضائية... والحزبية ليست غاية في حد ذاتها لكنها وسيلة من أجل بناء الوطن وتحقيق تقدمه. داعياً الجميع إلى أن يجعلوا منها وسيلة للبناء والتطور والنهضة، وأن يمارسوا الديمقراطية بمسؤولية وطنية في إطار الالتزام بالدستور والقوانين النافذة في البلاد. واختتم قائلاً: نهنئ المتخرجين، باسم فخامة الرئيس القائد، ونشد على أيديهم... متمنين لهم النجاح في مهامهم المستقبلية لما فيه خدمة الوطن.. كما نشكر قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان ووزارة الداخلية والكليات والمعاهد والمدارس وهيئات التدريس على ما بذلوه من جهود في سبيل إعداد هذه الدفع المتخرجة. كلمة نائب رئيس هيئة الأركان وكان نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون التدريب والمنشآت التعليمية اللواء علي سعيد عبيد، قد ألقى كلمة، أكد فيها أن القوات المسلحة والأمن تعتبر إحدى المنجزات العظيمة للثورة اليمنية، وتكمن أهميتها الكبرى في كونها حزب الوطن، والحارس الأمين للشرعية الدستورية. وقال: إنه في عهد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح استكملت القوات المسلحة والأمن بُنيتها العسكرية والتنظيمية إعداداً وتدريباً وتسليحاً. مشيراً إلى أن القوات المسلحة والأمن تعتبر الحصن المنيع الذي تتحطم على صخرته الفولاذية كل المؤامرات والمحاولات اليائسة، الهادفة إلى العودة بالوطن إلى ما قبل الثورة والجمهورية، وما قبل الوحدة والديمقراطية. مؤكداً أن جماهير الشعب اليمني وقواتنا المسلحة والأمن لن تسمح بأن يحوّل البعض قضايا الحقوق والحريات الديمقراطية السياسية والحزبية والإعلامية والحريات المدنية، من وسائل عامة للتحديث والتغيير السلمي إلى معاول هدم للتجربة الديمقراطية، ووسائل للتآمر على الوطن وتمزيق وحدته الاجتماعية والدينية والوطنية. وقال: لا غرابة في أن تتحوّل الديمقراطية في يد دعاة الفتن والقوى الإرهابية وأعداء الوحدة والثورة والديمقرطية إلى وسائل للإساءة بالوطن وتجربته الديمقراطية... ولكن الأغرب والأخطر من أن تستثمر الديمقراطية لأهداف تآمرية وغير وطنية. مؤكداً أن النجاح والمجد لن يتأتّيا إلا من خلال الوسائل الديمقراطية المشروعة، لا من منطلق القفز على الديمقراطية. ونوّه اللواء عبيد إلى أن مثل هذه الممارسات، وإن كان الهدف منها عرقلة تنفيذ برنامج فخامة الرئيس الانتخابي وتوجهاته نحو الإصلاح السياسي والإداري بأبعاده الوطنية التنموية الشاملة من خلال التعديلات الدستورية، إلا أنها تنطوي على مخاطر وطنية جسيمة، مهددة لثوابت الوطن وأمنه ووحدته واستقراره. وقال: إن القوات المسلحة والأمن تدرك بأن التسامح والعفو فضيلة تدل على قمة الشجاعة وذروتها، وإن على كل من أساء للوطن والشعب أن يدرك بأن ذلك ليس ضعفاً بل قوة وثقة بالنفس. وأضاف نائب رئيس هيئة الأركان العامة: إن شعبنا اليمني بمؤسسته الوطنية الدفاعية قد شبَّ عن الطوق، وإن الهيئة الناخبة صاحبة القول والفصل في التداول السلمي للسلطة... مؤكداً أنها لا تؤمن بالشعارات والمزايدات وإنما بالعمل والإنجاز. مجدداً باسم منتسبي مؤسسة القوات المسلحة والأمن العهد والوفاء... مؤكدين أنهم سيقفون بالمرصاد وبكل ما أُوتوا من قوة أمام كل من يثير الفتن والقلاقل وأعمال الفوضى في محاولة بائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الخلف. كلمة المتخرجين فيما ألقى الطالب عبدالله ناجي جيد - من كلية الشرطة - كلمة باسم المتخرجين، أشار فيها إلى أنه من حسن الطالع تزامن الاحتفال بتخرج الدفع العسكرية مع تهيؤ اليمن للاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية. معتبراً ذلك فرصة سانحة لتحية قائد مسيرة الوطن وباني نهضة أمتنا وشعبنا فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال: يا فخامة الرئيس.. إن هؤلاء المقاتلين الذين يقفون اليوم بشموخ وعزة الوطن، رافعين هاماتهم لتسامق السماء، متسلحين بالعلم والمعارف العسكرية، ليؤكدوا لفخامتكم بالقول والعمل وبالسلوك والممارسة أنهم سيقفون طوداً شامخاً وحصناً حصيناً دفاعاً عن قيم الثورة والوحدة، ولن نتردد لحظة عن التضحية والفداء في سبيل رسوخ وثبات وحدة الوطن والوقوف أمام كافة التحديات في مختلف الظروف. وأضاف: نؤكد أننا سنكون عند حسن ظن قيادتنا السياسية، محافظين على مستوى الجهازية التي تؤهلنا للذود عن مكتسباتنا في كل الظروف والأحوال، وأننا سنكون عند سمو رسالتنا في الدفاع عن السيادة الوطنية وعن الخيارات الاستراتيجية للشعب، كما نتعهد باقتفاء خطا من سبقونا من إخواننا وآبائنا الشهداء على درب التضحية والفداء، وسوف نتصدى بكل حزم للدسائس والمؤامرات التي تُحاك ضد وحدة الوطن وأمنه واستقراره. قصيدة شعرية كما ألقى الشاعر الطفل علي أحمد العفيف قصيدة شعرية نالت الاستحسان. الاستعراض العسكري عقب ذلك جرى استعراض عسكري للمتخرجين من الدفع الجديدة من الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والأمنية، وهي الدفعة 43 من الكلية الحربية، والدفعة 19 من الكلية البحرية، والدفعة 25 من كلية الطيران والدفاع الجوي، والسابعة طيارين، والدفعة السابعة من المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي، والدفعة الثانية جامعيين من كلية الشرطة، والدفعة السادسة من متخرجي معهد الموسيقى العسكرية، والدفعة الثالثة شرطة نسائية. وقد عكس العرض العسكري المستوى المتقدم الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة والأمن في مسيرة بنائها وتحديثها، وما تلقاه منتسبو هذه المؤسسة الوطنية الكبرى من تأهيل وتدريب رفيع وقدرات قتالية وأمنية متطورة تمكنهم من أداء واجباتهم، وتحت مختلف الظروف والأحوال.. كما أبرز البناء النوعي العالي الذي ارتكزت عليه مسيرة البناء لقواتنا الملسحة والأمن وتعزيز قدرتها الدفاعية والأمنية. توزيع الجوائز وجرت بعد ذلك مراسم تسليم القيادة بين الدفع المتخرجة والدفع التالية، وتم إعلان النتائج وتوزيع الجوائز على أوائل المتخرجين والمتخرجات، كما تم إعلان قرارات الترقية وأداء قسم التخرج من قبل الدفع المتخرجة.. حضر الاحتفال - الذي اختتم بالسلام الجمهوري - رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، ورئيس المحكمة العليا، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي عصام السماوي، ومستشارو رئيس الجمهورية: القاضي محمد إسماعيل الحجي، الدكتور حسن محمد مكي، عبدالعزيزالمقالح، والوالد المناضل عبدالسلام صبرة، والوزراء وأعضاء مجلسَي النواب والشورى، ومناضلو الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 من أكتوبر، وقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع والقيادات النسائية والشبابية، ومراسلو مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية.