رغم قدم وانتهاء عمرها الافتراضي، واندثارها في معظم بلدان العالم حتى في بلد المنشأ «اليابان» إلا أن أول ما يلفت نظرك وأنت في مداخل محافظة حجة ويظهر أمامك بصورة جلية انتشار هذا النوع من سيارات الديهاتسو بألوانها المختلفة وموديلاتها المحصورة في «07-48». سيارات قديمة يدهشك اهتمام بعض مالكيها حد محاولتهم تحديثها شكلاً الأمر الذي يدفعك لركوبها بلهفة وعلى متنها ستعرف ما يميزها عن غيرها من السيارات. السيارة الأساسية للأجرة والمشاوير والتنقل الداخلي لمدينة حجة وضواحيها بلا أثر لغيرها من سيارات الأجرة الحديثة المعروفة في شتى المدن اليمنية.. يا ترى ما سر هذا التمسك بهذا النوع من السيارات من المواطن والمالك على السواء. وما سر الحفاظ عليها حتى الآن في هذه المدينة وضواحيها دون غيرها... «الديهاتسو..... سيارة الأجرة» ألوان مختلفة مربعة الشكل مرتفعة عن الأرض بحيث تجتاز المناطق الوعرة- تحتوي على مقعدين في الأمام- ومقعدين طوليين متقابلين في الخلف تتسع لسبعة أشخاص وثامنهم السائق كراسيها ليست بالحديثة. وعورة الطريق فهد على القاسم مالك ديهاتسو موديل 28م يعتبرها مصدر رزقه واستخدامها وحبه لها لأنها تتناسب مع مدينة حجة وضواحيها الوعرة ويرى أنه لا يصلح لهذه الطرق إلا هذا النوع من السيارات.. من جانبه اسامة ناصر الأعور صاحب سيارة ديهاتسو موديل «38» يوافق القاسم الرأي لطبيعة مدينة حجة وضواحيها ولا يصلح لها إلا هذا النوع من السيارات وأضاف :إنها اقتصادية في المحروقات الأمر الذي يجعل دخلها أفضل من غيرها من السيارات. قطع العادة عداوة خالد حميد أبو شوارب صاحب سيارة 28م يرى أن حب مواطني حجة وضواحيها للديهاتسو هو ما جعله يقتني هذه السيارة ويحافظ عليها مشيراً «إلى أن قطع العادة عداوة». فمن يمتلك غيرها ينظر الناس إليه أنه شخص مسؤول ويرفض المواطن استقلالها ويفضل انتظار سيارة الديهاتسو.. ملائمة لتضاريس المدينة مالك سيارة ديهاتسو 38م مظهرها يدل على الاهتمام المتزايد بها.. محمود جهلان وافق رأيه رأي أبو شوارب في حب المواطن لهذا النوع من السيارات واعتياده عليها لكنه أضاف :إنها «خدومة» للمنطقة لأنها جبلية وشوارعها ضيقة فهي تخدم منذ أعوام عديدة قبل مجيء الاسفلت لبعض المناطق والحارات سواء في المدينة أو ضواحيها في الجبال أو السهول وفي كل مكان وقد أثبت أنها قادرة على اجتياز كل الوعورات التي تواجهها. شغلها حر عبدالله الحملاني مالك سيارة 28م يبدو من شكلها أنها قديمة حديثة في مظهرها ورونقها اللافت للنظر بصراحة أنا معجب بها وحبيت أن استقلها وفعلاً استقليتها وبعد أن طرحت عليه بعض الأسئلة أجاب أنه يعتبرها واحداً من أفراد العائلة لذا هو يحبها ومهتم بها ولها سنين طويلة معهم ربما يعمر أكبر أفراد عائلته الذي تجاوز العشرين عاماً وأضاف :إن شغلها حر سواء للمشاوير أو الفرزة أو الانجيز إلى أي مكان فهي تتحمل السفر لكنه أشار أن عيبها فقط أنها بطيئة في السرعة. سيارة لكل العائلة اسماعيل الوزان يرى أن تمسك مالكها أولاً لأنها أكثر ملاءمة للمناطق الجبلية، تتميز بعزمها القوي ثانياً وهو الأهم أنها أصبحت عادة لسكان المدينة وضواحيها لأنها رفيقهم لأكثر من عقد، بالنسبة إليه هو يفضلها لأن سعتها جيدة وتتناسب مع العائلة عندما يريد السفر أو الذهاب برحلة إلى أي مكان من مناطق المحافظة. غير حضارية ويوافقه علي البعداني في الرأي لكنه أضاف :إن العصر عصر حداثة وحالياً أصبحت معظم طرق المدينة وضواحيها إما اسفلتية أو مرصوف فلماذا يظل مالكوها متمسكين بها خاصة وأن السيارات الأجرة الحديثة أكثر راحة للراكب. عادات وتقاليد عبدالله الشرفي محام يرى أن مرافقة سيارة لمالكيها أكثر من عقد من الزمن هو الذي جعل صاحبها يتمسك بها ويجد صعوبة في التخلي عنها خاصة وهي مجربة وأفضل من السيارة التي لا يعرفها ولهذا ما زال هناك تمسك شديد بها... تنافس محمد الأشول يوافق البعداني في رأيه بأن العصر ليس عصر هذه السيارة وقال: إن معظم المدن اليمنية تتنافس في اقتناء السيارات الحديثة ومدينة حجة وضواحيها ما زالوا متمسكين بهذه السيارات والتي أصبحت ميزة لهم لكل وافد للمحافظة.. علي عبدالله الحمزي مزارع من أبناء مديرية مبين المجاورة لمدينة حجة يفضل ركوب الديهاتسو ويعارض بشدة استبدالها لأنه اعتاد عليها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وأضاف: إنها رخيصة فى أجرتها تطاوعها الطرق الجبلية والمناطق الوعرة وهي تتسع لركوبها أكثر من الموديلات الحديثة. عوائق وصعوبات محمد حمود الفقيه صاحب سيارة موبايل 08م يرى أن الصعوبات التي تواجههم،صغر مدينة حجة وكثرة سيارات الديهاتسو مما أصبح يؤثر في حق الكثير من أصحابها ويوافقه الرأي حسن حميد الحملاني صاحب سيارة 28م وأضاف: لايوجد انتظام في الفرزات التي استحدثت مؤخراً حيث إن بعض السائقين لديهم أصحاب من المرور في فرزات أخرى أكثر شغلاً ويسمحون لهم باستخدام هذه الفرز أما قاسم حيدر صاحب سيارة 28م فيرى أن أبرز الصعوبات عدم العدل في تنظيم الفرز فهناك فرز تحتوي على أكثر من خمسين سيارة وبعضها لايوجد بها إلا حوالي عشر سيارات وأضاف :إن الموتورات وضيق الطرق وعدم وجود أماكن لوقوف السيارة أثناء نزول الراكب هي من أبرز الصعوبات التي يواجهها وذلك جعل صاحب المرور يستغل ذلك بقطع القسائم أو اعطائه حق ابن هادي والذي جعل منه مردوداً يومياً للدخل لبعض رجال المرور.. وفيما يتعلق بتوفر قطع الغيار يؤكد مالكو السيارات الديهاتسو أن قطع غيارها إما تشليح من السيارات المنتهية أو استخدام قطع غيار الديهاتسو والتي تتناسب مع قطع غيارها بحسب موديلاتها أما قطع الغيار الجديدة نادرة للموديلات 38- 48م ولكنها باهظة الثمن وتتساوى أسعارها مع أسعار السيارات ذات الموديلات الحديثة بعد عام 5002م. أرقام وإحصائيات .. والمرور غائب تشير الاحصائيات بحسب مالكي السيارات أن عدد سيارات الديهاتسو بمدينة حجة والمديريات المجاورة لها «من هذا النوع» تقريباً حوالي «ألف وخمسمائة سيارة» معظمها من موديلات عامي «38 و48م» موزعة على عشر فرز أبرزها «المدينة قدم المدينة مبين إلى جانب الشوارع الفرعية والحارات الداخلية للمدينة. ورغم أننا كنا نتمنى من الجهة ذات الاختصاص «المرور» أن تعطينا إحصائية دقيقة عن عدد تلك السيارات في المنطقة إلا أننا فوجئنا بمماطلة استمرت أكثر من أسبوع انتهت بالرفض عن الادلاء بأي تصريح عن تلك الأرقام«ربما أن المرور لايمتلك أي أرقام أو إحصائيات عن مجمل هذا النوع من السيارات أو غيرها .. وبهذا نقدم العزاء للجهة التي نتمنى لها العافية مع الأيام القادمة».. هذا إلى جانب أن مالكي تلك السيارات بحسب من التقيناهم بأن المرور لم يعمل خلال الفترة الماضية على تنظيم عملية السير في المدينة «مركز المحافظة» ما أدى إلى تزايد زحمة السير في شوارعها الضيقة،الأمر الذي جعل قيادة المحافظة ممثلة بالمهندس فريد أحمد مجور محافظ المحافظة يتدخل بشكل مباشر منذ الوهلة الأولى لوصوله محافظاً للمحافظة قبل حوالي عام من خلال توسيع مداخل المدينة وسفلتة ورص الشوارع والحارات الداخلية وتنظيم عملية البيع في الطرقات وإيجاد الحلول المناسبة من خلال توفير الأسواق المناسبة، وتوجيه المرور بتنظيم عملية الفرز وتوفير وسائل المواصلات إلى كافة الحارات لتسهيل عملية التنقل،الأمر الذي لاقى ارتياحاً كبيراً من قبل مالكي السيارات والمواطنين على السواء متمنين للأخ المحافظ مزيداً من النجاحات والعطاء المتواصل في سبيل النهوض بالعملية التنموية والخدمية بالمحافظة في كافة المجالات.