فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يحث العلماء على تأصيل قيم المحبة في أوساط الشباب
حضر اللقاء التشاوري والإرشادي للخطباء والمرشدين والمرشدات
نشر في الجمهورية يوم 28 - 08 - 2008

على الخطباء اتباع الموعظة الحسنة في الدعوة لا أن يُكرّهوا الناس بدينهم
انتهجنا الديمقراطية ليختار عامة الناس حكامهم بدلاً من الانقلابات العسكرية
النجار : العلماء والمرشدون يؤمنون أن طاعة ولي الأمر واجبة وأن وحدة الأمة فريضة شرعية
بن دغر : على العلماء استشعار المسئولية الوطنية أمام الله فالدين يُسْرٌ ونصيحة
حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أمس، في قاعة الشوكاني بكلية الشرطة بصنعاء، اللقاء التشاوري الإرشادي للخطباء والمرشدين والمرشدات.
وقد ألقى فخامة الأخ الرئيس كلمة حيّا في مستهلها أصحاب الفضيلة العلماء، والإخوة المرشدين والخطباء، والأخوات المرشدات.. وقال: أهنئ علماءنا وشيوخنا وخطباءنا ومرشدينا وشعبنا اليمني العظيم بقدوم شهر رمضان المبارك، ونتقدم بالشكر للجهات التي رتبّت لهذا اللقاء التشاوري مع العلماء والشيوخ والخطباء والمرشدين والمرشدات للتشاور والتفاهم حول الخطاب الديني الإسلامي المتوازن المعتدل، والسبل الكفيلة بنبذ التطرف والغلو.
وأضاف: لا أجد مجالاً للحديث أكثر من فضيلة الإخوة العلماء الذين تحدثوا من قبلي في هذا اللقاء عن الغلو والتطرف وإقصاء الآخرين، وتأكيدهم أنه لا يجوز لأحدٍ أن يُقصي الآخر، ولا يجوز لأي إنسان أن يقصي الآخرين.
وتابع قائلاً: نعتلي على المنبر لنقول كلمة الحق ولو على أنفسنا، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة لأولي الأمر، ولا نتحول إلى شرطة تنفيذية في الشوارع، فالعلماء يقدمون النصيحة والإرشاد، يرشدون الناس في أمور دينهم ودنياهم، ويعلمونهم تعاليم الدين الحنيف الحقة، لأنه مازال هناك جهل يخيّم على البعض.
وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلاً: على العلماء والخطباء واجب كبير لتوعية الناس وتثقيفهم وتبصيرهم بقيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، فهو دين العدالة والحرية وليس الغلو والتطرف.
واستطرد قائلاً: وكما تحدث أحد المتحدثين، هناك من يعتلي المنبر ويوجه الشتائم والقدح لعامة الناس، ويظنون أن هذا عالم مُنصف، وأن الذي يتكلم بحرية ويتكلم بحق ونصح ووسطية وعلم يقولون هذا منافق للسلطة... وهذه نظرة قاصرة، وتعكس الجهل.
ومضى رئيس الجمهورية قائلاً: إن ما عانيناه خلال هذا العام والسنوات القليلة المنصرمة هو نتيجة للتعبئة الخاطئة والخطاب الديني المتطرف، وما حدث في حضرموت وصنعاء ومأرب هو نتيجة للخطاب الديني غير المسؤول الذي يكفّر كل الناس، ويعتبر من يسيرون على نهج الوسطية والاعتدال بمثابة منافقين... وطبعاً كل هذا نتيجة للتعبئة الخاطئة، ولو كان هناك خطاب ديني معتدل لما وصلنا إلى ما وصلت إليه الأمور من قتل للنفس البريئة في حضرموت ومأرب وصنعاء، فضلاً عن الاعتداء على مدرسة البنات الواقعة بجانب السفارة الأمريكية في صنعاء بالقنابل، والاعتداء على السوّاح، وإقلاق السكينة العامة.
وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن من يقدمون على ارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية المحرمة شرعاً، ومن ينتهجون الخطاب المتطرف لا صلة لهم بتعاليم ديينا الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة.
وتابع: علينا أن نوعّي الناس بدينهم ومبادئه وقيمه الصحيحة، فهناك أيضاً فساد سياسي وفساد أخلاقي، وعلينا أن نوعّي الناس من على المنابر أن يتجنبوا الفساد السياسي والأخلاقي، وأن يحرص علماؤنا على أداء دورهم الإرشادي والتنويري في المجتمع من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى جانب نصيحة ولي الأمر.
وقال: على الجهات المعنية أن تقوم بواجباتها في الحكومة وأجهزة الأمن عندما تشاهد الرذيلة في أي مكان، وعلينا أن نوعّي الناس وأن نبلغ تلك الجهات، وعلى الجهات المعنية أن تقوم بواجبها.
وأردف قائلاً: جميع هؤلاء العلماء الأجلاّء، وهذه الكوكبة العظيمة، ينتهجون منهج الوسطية والاعتدال، وقد عبّر عن هذا الكثير منهم، ومعظمهم شباب ناصح واعٍ، فعلينا أن نخاطب الناس، وأن نحببهم بالإسلام، ونغرس قيمه ومبادئه العظيمة في عقولهم وقلوبهم.
داعياً الخطباء والمرشدين إلى اتباع الموعظة الحسنة في الدعوة والإرشاد... وقال: لا نكرّه الناس بدينهم، بل يجب أن نحبب الإسلام في قلوبهم اقتداءً بما معناه «يسّر ولا تنفّر، ولا تكفّر الناس».
وأضاف: إن خطبة الجمعة عبارة عن لقاء لهذه الأمة أو لقاء للناس ليتشاوروا، ويتحدث الخطيب عما يعانيه المجتمع وعن واجب الفرد والجماعة نحو الأمة، وما هو المطلوب من الجميع تجاه المستجدات.
وتابع فخامته: نعم هناك ظواهر فساد يجب أن نتحدث عنها، الفساد ليس مالياً وإدارياً فحسب، ولكن هناك أيضاً فساداً سياسياً وفساداً أخلاقياً، علينا أن نتحدث مع الناس بصراحة وبزهدٍ عن ذلك... فقد يرتفع الصوت لكن ماذا وراء الصوت؟ ما الهدف من رفع صوتك؟ بماذا خاطبت الناس؟
وقال: نعم نريد أمناً واستقراراً، نريد تنمية، نريد أن نوحّد بين أمتنا لا نفرّق، نوحّد صفوفنا وكلمتنا، نعمل من أجل توطيد أمن واستقرار البلد، فالتنمية لا تأتي إلا في ظل أمن واستقرار، فإذا فُقد الأمن والاستقرار لا تنمية.
وخاطب المرشدين والخطباء قائلاً: عليكم واجب عظيم وكبير.. وأنا أتحدث الآن مع هذه الكوكبة لا أعنيهم فقط، ولكن أتحدث من خلالكم إلى أفراد المجتمع الذين يستمعون إليكم، فما أجمل الخطيب عندما يشد انتباه الناس في المسجد بخطاباته، ولن يتأتّى ذلك إلا عندما يكون الخطيب فاهماً مُعِداً لخطبته.
وأضاف: هناك خطباء في بعض المساجد عندما يخطبون يُكفرون الناس ويشتمونهم، ويدخلون في أعراض الرجال والنساء، وهذا لا يجوز فهذه بمثابة ابنتك أو أختك أو أمك، وعليك احترامها في كل الأحوال، وأن لا يقتصر ذلك على أيام الانتخابات، حيث يأتون إلى المرأة ويخطبون ودها.
وتابع: هذه أمك، وهذه أختك، هذه نصف المجتمع، لو لم تكن موجودة لما وُجدت أنت.
وأضاف: يقولون: صوت المرأة عورة... فهل ما تكلمت به الأخت هدى اليافعي عورة؟! وهل عندما ترفع المرأة صوتها وتخطب خطاباً دينياً يعتبر ذلك عورة؟! إن من يعتقد ذلك هو العورة.
وقال: المرأة تخطب خطاباً دينياً، تخاطب وتوعي النساء والبنات بدينهن، وكلامها مقبول، وهي مرشدة واعظة بشيء جيد، تقيم حلقات الدرس، وتقيم الخطابة والندوات، هل كلامها عورة؟! أي فكر ينكر ذلك هو العورة.
وأضاف: أنا لستُ عالماً، ولستُ فقيهاً، ولستُ خطيباً، أنا سياسي أتحدث معكم وأحمّلكم المسئولية، ونحن على استعداد لأن نسمع منكم نصائحكم ورؤاكم ونتعاون مع بعض، علماء ومسئولين... وأوجه الجهات المعنية في الحكومة وفي الأمن أن يتعاونوا مع العلماء في متابعة القضايا التي تهم المجتمع والناس.. خاصة وأن بعض الخطباء منصفون وزاهدون ويتبعون القضية من جذورها ولا يلتفتون إلى القيل والقال.
داعياً الخطباء والمرشدين إلى تقديم الخطاب المقبول من خلال توخي الحقيقة.
وقال فخامة رئيس الجمهورية مخاطباً الحضور: أنا متأكد أن الكثير منكم زاهدون وفاهمون وعارفون... ونحن قادمون على شهر رمضان المبارك، وعلينا أن ندعو الناس إلى تعميق وحدتهم الوطنية وإيجاد الألفة والمحبة والإخاء ونبذ الكراهية والشتائم والبغضاء، علينا أن ندعو الناس للأخذ بأيدي الفقراء، ليس للشهرة كما يفعل البعض حينما يتصدقون ويطعمون في رمضان من أجل الشهرة... وأنتم أيها العلماء عليكم تعريف طريقة الأخذ بأيدي المعدمين والفقراء، وما يتطلبه تقديم الصدقة من سرية، هذا إذا ما أراد المتصدق أو المحسن فعل الخير والقبول عند الله، وليس استعراض قدراته والاختيال بأنه قدّم كم كيس أرز، أو كم وجبة عشاء للشهرة والقول بأن التاجر أو الميسور الفلاني قدّم تغذية لكذا وكذا من المعدمين فهناك عدة طرق وأساليب بكيفية تقديم الصدقة.
وأضاف: كذلك الزكاة، يجب دعوة وحث الناس على إخراج واجباتهم الزكوية وتسليمها إلى الدولة، لأن الدولة تقوم بواجب عظيم، سواء ببناء المعاهد والمدارس والجامعات والمستشفيات، أو تقديم مساعدات والضمان الاجتماعي، وشق الطرق... أكدوا للناس بالحجة والدليل القاطع أن الزكاة تطهير للنفس والأسرة والأولاد، وأنها فريضة إلى الدولة، فالحكومة هي من يقوم ببناء المسجد والمدرسة والمستشفى والجامعة ومعالجة المرضى... فعلى العلماء والخطباء حث الناس من خلال خطاب معتدل يتقبّله المستمعون، وحثهم على دفع الزكاة لأنها تعود بالخير لعامة الناس.
وأشار فخامته إلى أن النظام الإمامي المتخلّف كان حكمه قائماً على الزكاة فقط... ولم يستفد منها المعدمون بشيء... فيما الدولة الآن تدفع المليارات للضمان الاجتماعي للفقراء في كل المحافظات، وتحرص على توفير المدارس وتعليم الأولاد وإيجاد الكتاب.
وتساءل: من أين كل هذا؟ لابد من مال، ونقول للذين يتحدثون عن النفط: إن اليمن كانت تنتج من النفط 480 ألف برميل يومياً منذ 1984م، واليوم تناقص وتهاوى واستنزفناه وأصبح الإنتاج حوالي 315 ألف برميل، حصة اليمن منه 215 ألف برميل، فيما 100 ألف برميل تذهب للشركات العاملة في مجال النفط، والعائدات التي تحصل عليها اليمن تشيد بها المدارس والجامعات، وتشق الطرقات، وتبني الجسور، ويصرف على الجيش والتربية والتعليم والأمن... وكل هذا من عائدات النفط، في حين يعتقد البعض أن عائدات النفط تُصرف للجيوب.. وإنما هي في الحقيقة تُصرف لتنمية البلد.
وأضاف: يقولون: عندنا نفط لكن لا نعرف أين يذهب؟ يعتقد البعض أننا نوزع عائدات النفط فلوساً، لكننا في الحقيقة نسخرّها لشق الطرق وبناء المدارس والمستشفيات والجامعات والمعاهد وتعليم الشباب والشابات ومعالجة المرضى، وهذه هي عائدات النفط وعائدات الضرائب والجمارك، وكلها تعود لمصلحة عامة الناس.
وتابع فخامته: أملي في الخطباء المرشدين والمرشدات أن يقوموا بدور إيجابي فاعل في خدمة المجتمع، فما حدث في حضرموت من أعمال تخريب إنما هو نتيجة للجهل، وكذلك ما حدث في صعدة من تخريب وإزهاق أرواح، واقتراف جرائم نتيجة للجهل أيضاً، فلو كان هناك نشاط وخطاب ثقافي وديني معتدل لما حصل ما حصل، بمعنى أن نقول لمن يقومون بذلك من خلال الخطاب المعتدل: إلى أين ستذهب بهذا العمل التخريبي؟ فأنت بهذا العمل حرمت الطلاب من الدراسة، وهدمت المزارع، وأزهقت أرواح الأبرياء من الجيش والأمن والمواطنين، وهدمت المساكن، لماذا؟ ما هو هدفك؟
وقال فخامة الأخ الرئيس: نحن انتهجنا نهج الشورى والديمقراطية بحيث يختار عامة الناس حكامهم وقيادتهم، ولا يصل أحد إلى السلطة على ظهر دبابة، في حين أن كثيراً من المغفلين يراهن على الفوضى وقطع الطرقات والإعلام غير المسؤول، ويعتقد أنه سيأتي للحكم على ظهر دبابة.
وأضاف: البلد توحّد منذ 18 عاماً، والألفة والمحبة والإخاء والتنمية بين أبناء الشعب اليمني الواحد هي السائدة، ويتجسد ذلك في القصيدة التي تقول أبياتها بما معناه إن دوعن تعانق صنعاء، وصنعاء تعانق عدن... فقد صرنا أسرة واحدة، ومن نعم الله علينا أنه لا توجد بيننا طوائف، نحن أمة مسلمة.
وتابع قائلاً: تشير الدراسات الأولية، التي أعدتها اللجنة الوزارية التي تم تكليفها بالنزول إلى صعدة لحصر الأضرار وما يتطلبه إعادة الإعمار، إلى أن تكاليف إعادة الإعمار والبناء تصل إلى عشرة مليارات، وقد وجّهنا رئاسة الوزراء باعتمادها، وتم بالفعل اعتمادها لإعادة إعمار ما خلّفه الجهل، وما خلّفه التخلف، عشرة مليارات غير العتاد العسكري والأرواح التي أزهقت ظلماً وعدواناً، وهذا المبلغ لإعادة إعمار المساكن والمرافق العامة.
وقال: أنا أخذتُ قراراً بالسلام، أخذتُ قراراً صعباً، وأعطيت الأوامر بإيقاف الحرب، فوقفت الحرب، وجاء السلام، نعم أوقفنا الحرب، ليس جبناً ولا خوفاً من قلة إمكانيات، فنحن بحمد الله إمكانياتنا كبيرة، وجيشنا قوي، والناس يقدمون أرواحهم من أجل الثورة، من أجل الجمهورية، من أجل الوحدة، من أجل الأمن والحرية لا من أجل أشخاص، ولا من أجل الرئيس، نقدم أرواحنا فداءً لتربة هذا الوطن... نحن سنعيد إعمار ما خرّبته الحرب، هذا قدرنا كما عملنا في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد حرب صيف 94م، أعدنا إعمار ما خلّفته حرب صيف 94م وأصدرنا قرار العفو العام.. وعاد الناس إلى أعمالهم وبيوتهم، كثير من القيادات التي عادت بعد أحداث 1994م الآن تتبوّأ مناصب في قمة القيادة، وتتحمل مسئولياتها، وهم من أشرف وأنظف الناس، وفي مقدمتهم الأمين العام المساعد الدكتور أحمد بن دغر... هكذا نحن مع السلام والاستقرار ومع التنمية، ونرحب بالرأي والرأي الآخر، الرأي المسؤول، فالابتزاز والصفقات مرفوضة... متمنياً للمشاركين في اللقاء التوفيق والنجاح.
كلمة بن دغر
وكان الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع الفكر والثقافة والإعلام والتوجيه والإرشاد الدكتور أحمد عبيد بن دغر ألقى كلمة رحب في مستهلها بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، وحضوره هذا اللقاء الذي يجمع نخبة من علماء اليمن وخطباء المساجد والمرشدين والمرشدات، الذين حضروا لتدارس واقع الخطاب الديني وآفاقه وموضوعاته وقضاياه ومستقبله.
وقال بن دغر: إن ما يشغل بال المهتمين بالخطاب الديني مسلمين كانوا أو غير مسلمين هي ظاهرة الغلو والتشدد التي برزت في بنية الخطاب الديني بطابعها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
مؤكداً إجماع المفكرين الإسلاميين وعلماء العصر أن هذه الظاهرة لا صلة لها بجوهر الإسلام والدين، وتثير كثيرًا من البلبلة والفوضى في التفكير، وتدفع إلى كثير من الممارسات المتسمة بالعنف تجاه الآخرين بما فيهم أهل العقيدة ذاتها وأحياناً أهل العقيدة والمذهب والفرقة الواحدة.
وأشار في هذا الصدد إلى سلوك المجموعات الإرهابية المتطرفة التي أصابت المجتمع بأضرار كثيرة.
وقال بن دغر: إن هذا الأمر يتطلب من العلماء والشيوخ والمتعاطين جميعاً مع الخطاب الديني وعلى وجه خاص الخطاب الموجه إلى المراهقين والشباب التبصر والروية، واستشعار المسئولية الوطنية أمام الله تعالى، فالدين يُسر والدين النصيحة.
وأضاف: إننا في اليمن نفتخر أننا دائماً أصحاب رسالة إسلامة، أخذنا الإسلام على عاتقنا في بداياته الأولى، ومضينا به إلى أمصار كثيرة وجعلناه بإرادة المولى عقيدة للملايين من البشر في شرق الكرة الأرضية وغربها بالتي هي أحسن وأقوم.
وأكد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام أن نجاح اليمنيين في نقل رسالة الإسلام للعالم اعتمد على التسامح والصدق في المعاملة والقدوة الحسنة، باعتبار العقيدة الإسلامية في جوهرها نزوعاً لا ينضب نحو التسامح الذي هو قيمة عقيدية وطريق أمثل للتعامل مع وقائع الحياة على ما فيها من تنوع واختلاف في المشارب الدينية والمذهبية، وهو فضيلة أخلاقية ووازع فكري يلبي حاجة المجتمع خاصة عندما تبرز التناقضات الاجتماعية أو الدينية أو العرقية.
وقال: إن الإسلام بالنسبة للشعب اليمني كان ولا يزال أساس تكوينه الفكري والروحي، وهو بمبادئه وقيمة الأخلاقية الرفيعة مثل ضمير الأمة وعقلها ومنطلق بنائها الوطني، وهو الإسلام ذاته الذي يقبل على التجارب الإنسانية بعقل مفتوح وروح متحفزة للاستفادة من تجارب الآخرين.
وأضاف: كما أنه الإسلام الذي يتفاعل مع القيم الإنسانية الكبرى بما هي قيم تستند إلى الحرية واحترام الحقوق بما فيها الحقوق الفردية ويعترف بالديمقراطية سبيلاً للحكم والإدارة والوصول إلى السلطة، كما أنه الإسلام ذاته الذي يدعونا صباحاً مساءً للدفاع عن وطننا وشعبنا وتاريخنا وإنجازاتنا في الثورة والجمهورية والوحدة التي تتعرض اليوم لحملة ظالمة.
وتابع بن دغر: إنه الإسلام الذي يوحدنا ويجمع شتاتنا ويحمي استقرارنا وأمننا، حيث يمارس المسجد دوراً في الحفاظ على قيمنا الدينية، ويعلو من شأنها في الوقت الذي يمارس دوراً آخر في الحفاظ على نظامنا الوطني الديمقراطي وخياراتنا للتقدم والتطلع نحو مستقبل أفضل.
ونوه إلى أن فخامة الأخ الرئيس أدرك منذ بداية عهده المكانة التي يحتلها الدين في وجدان الأمة، وأدرك أهمية الخطاب الديني في حماية الوطن والذود عن إنجازات الشعب، فاهتم به كما اهتم بالعلماء والشيوخ وخطباء المساجد.
كلمة يحيى النجار
إلى ذلك أشار رئيس دائرة التوجيه والإرشاد بالمؤتمر الشعبي العام الشيخ يحيى النجار إلى اهتمام فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - المتواصل بالخطباء والمرشدين ورعايته الدائمة لهم باعتبار الكثير منهم من ثمار عهده المبارك.
ونوه إلى أن هذا الجيل من الخطباء والمرشدين قد نهلوا من العلوم الشرعية النافعة في القرآن والسنة والتفسير والحديث والفقه واللغة العربية في حلقات العلم، ويدعون إلى الله على بصيرة وحكمة وموعظة حسنة، وتربّوا على اللين والوسطية والاعتدال... منطلقين من قوله تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً».
وقال الشيخ النجار: إن هؤلاء الدعاة والمرشدون يؤمنون أن طاعة ولي الأمر واجبة، وأن وحدة الأمة فريضة شرعية وضرورة حتمية، وأن الولاء الوطني ولاء لله، وأن حب الوطن من الإيمان، ولا يفرطوا بحفنة من تراب الوطن أو ذرة من رماله، كما يؤمنون أن من يتآمر على الوطن أو يحاول تشويه سمعته أو العمالة مع أعدائه، فإن واجب الأمة الوقوف صفاً واحداً في وجهه إلى جانب الدولة.
وأضاف: إن هؤلاء الدعاة يؤمنون أن أمن الوطن واستقراره لا يتقصر على الدولة والأمن والجيش، بل إنه واجب على كل فرد في هذا البلد، فالأمن ضرورة لحياة الناس وعبادة الله، وإن من يحاول زعزعة الأمن والسكينة العامة فإن الواجب يحتم على الجميع الوقوف يداً واحدة وصفاً واحداً لمواجهته.
وأكد أن هذا الجيل من الدعاة يؤمنون باليسر والتيسير. ويعلمون أن الغلو في الدين عاقبته وخيمة. ويعتقدون جازمين أن مكان الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المسجد وحده ومنبره، وأن هناك شرطة آداب وأمناً لتغيير المنكرات، والأخذ على أيد المجرمين بالقوة.
ولفت إلى ضرورة توطيد وتعزيز العلاقة بين السلطة والعلماء كما كانت العلاقة متلازمة بينهما منذ القدم، فلا سلطة دون علماء، ولا علماء دون سلطة، وأن الواجب على العلماء التعاون مع السلطة والنصيحة لها والإشارة عليها.
وقال: إن العلماء يؤمنون أنهم مواطنون وأن طاعة ولي الأمر واجبة ما لم يأمر بمعصية.
وتمنى أن يخرج هذا اللقاء برؤية تجسد روح الوسطية والاعتدال والتسامح الديني حتى يجنب البلد كل مكروه ومكيدة وتآمر.
في حين تحدث خطيب وأمام الجامع الكبير بصنعاء الشيخ أكرم عبدالرزاق الرقيحي بكلمة عن الخطباء أوضح فيها ما آل إليه حال الأمة من تضعضع وهوان وتكالب من الأعداء إلى جانب تنازع أبنائها وغفلتهم في فهم حقيقة الدين... وأشار إلى حاجة الأمة الإسلامية لمراجعة خطوتها وتصحيح مكان الخلل ومواضع الزلل.
وبيّن أن هذا اللقاء التشاوري الذي يضم أهل العلم والإرشاد والوعظ والتوجيه يجسد استشعارهم للمسؤولية تجاه أوضاع الأمة والدعوة إلى الله وإشاعة نور الإيمان وإحياء تعاليم الإسلام السمحة في السلوكيات والتعاملات ونشر المحبة والمودة بين أبنائها ومجتمعاتها.
وقال: يجب أن يستشعر الدعاة إلى الله عظمة الواجب الموط بهم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وتحقيق القصد في نفع الناس وإرشادهم إلى الخير، كما يجب أن يستشعروا أن رسالتهم هي تقريب الناس إلى ربهم وتزيين الإيمان في قلوبهم، وتشويقهم إلى رحمة الله وجنته بالترغيب والتبشير لا الترهيب والتنفير.
وأضاف: كما يجب على الدعاة أن يستشعروا عظمة المهمة الملقاة على عاتقهم في الدعوة للإسلام الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال عقيدة وعبادة وسلوكاً ومنهجاً بعيداً عن الابتداع والتكلف والتشدد والتطرف.
ولفت إلى أن هذا الأمر يستلزم إعادة النظر في منهجية الخطاب الديني والقائمين عليه وتعريف الشباب المتحمس للدعوة بأحكام الشريعة ومعرفة حقيقة أهداف مختلف الجماعات الدعوية وسلامة مقاصدها، لأن الكثير من الشباب ينشدّون إلى الجماعات الدعوية بدافع الحماس، فلايتورعون عن انتهاك المحارم والمعاصي والجرائم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
ودعا الرقيحي إلى بسط الرقابة والإشراف على مراكز الإرشاد والتعليم وإيجاد القنوات والآليات القادرة على استيعاب الشباب وتبصيرهم بجسامة المسؤولية الملقاة عليهم في الدعوة إلى حفظ ثوابت الدين والأمة واحترام دماء الناس وحقوقهم وأعراضهم وحفظ وحدة المسلمين وعدم زعزعة استقرارهم وأمنهم وتعزيز وحدة المجتمع وأمن الوطن واستقرار البلاد، وأن هذه الثوابت خطوط محترمة وثوابت مقدسمة بعيدة عن كل خلاف ونزاع.
وكانت مستشارة وزارة الأوقاف الشيخة هدى اليافعي، قد ألقت كلمة المرشدات... فيما ألقى الدكتور المهدي محمد الحرازي كلمة عن المرشدين، واعتبرت الكلمتان هذا اللقاء هو دافع جديد للعلماء والمرشدين والخطباء لأن يكونوا سفراء لدين الله، لا يخافون في الله لومة لائم في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكم بين الناس بالعدل، وتجسيد مبدأ «إنما المؤمنون إخوة».
وبينت الكلمتان أن العلماء ورثة الأنبياء كلّفهم الله بالبيان والبلاغ لما امتنّ عليهم بنعمة العلم والمعرفة والإدراك.
وتطرقتا إلى ما ابتليت به الأمة من موروث الخلاف البغيض الذي استهلك طاقات أبنائها، وقطع العلاقة فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الحكام من جهة ثانية.
وشددت اليافعي والحرازي على ضرورة تنبيه علماء اليمن لعلاقة التكامل بين العلماء والحكام وهو التكامل بينهما لأن الحاكم يحرس الدنيا بالدين وهو صمام أمان المجتمع به يحفظ الله على الناس أمنهم واستقرارهم.
وتناولت الكلمتان أهمية تأهيل الخطباء والمرشدين ليسلكوا طريقهم التنويري في المجتمع من رجال ونساء.. مشيرين إلى أن شعباً تفقهت نساؤه، وتفنن بالدعوة إلى الله وُعّاظه، لا شك أن هذا سيكون شعباً عالج داءه، وامتلك دواءه بعد أن عمل على تمكين المرأة من أسباب القوة والعلم والتفقه في الدين.
وأشادت الكلمتان بالجهود الخيّرة التي بذلها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - في سبيل رفع راية اليمن واليمنيين في توحيد هذا الوطن والقيام بالمساعي الحميدة للحفاظ على وحدة الأمة وتعزيز العمل الإسلامي المشترك.
وألقيت في الحفل قصيدة شعرية للشاعر المرشد أحمد عباس المتوكل، تناولت أهمية نهج الوسطية والاعتدال في الاسلام وما يجب أن يكون عليه العالم المسلم والمرشد والخطيب، وتحدثت عن الوحدة الوطنية وفضلها على أبناء الشعب اليمني وعظمة الإنجازات التي تحققت للوطن في ظل القيادةالحكيمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.
حضر اللقاء رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، ووزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار، وأمين عام رئاسة الجمهورية عبدالله البشيري، وعدد من المسؤولين والمهتمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.