أكد نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبوراس أن الحكومة ماضية وبهمة عالية في تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، خاصة ما يتصل بتطوير النظام السياسي والديمقراطي وتوفير الخدمات الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. وأوضح نائب رئيس الوزراء في الأمسية الرمضانية التي عقدت مساء أمس الأول بمحافظة حجة، بمشاركة قيادات السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية والسياسية بمحافظة حجة أن الحكومة أنفقت خلال العامين الماضيين 826 مليار ريال لتنفيذ مشاريع تنموية بعموم محافظات الجمهورية تركزت في مجالات الاسكان لذوي الدخل المحدود والطرق والاتصالات والكهرباء والصحة والسدود. وأشار إلى مضاعفة الحكومة لحجم الاعتمادات المخصصة لشبكة الرعاية الاجتماعية والتي تجاوزت في وضعها الحالي أربعين مليار ريال, قبيل اقرارها باضافة 700 ألف حالة جديدة وإنشاء العديد من الجامعات الحكومية في المحافظات ذات الاحتياج. واستعرض ابو رأس في الأمسية التي حضرها المئات من أبناء مناطق ومديريات حجة التطورات الجارية في تقوية النظام السياسي وتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار التي بدأت منتصف مايو الماضي بانتخاب المحافظين وسيعقبها انتخاب مدراء المديريات حالما يتم إنجاز مشروع التعديلات الدستورية والانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات.. وأوضح أن مشروع التعديلات الدستورية يستهدف تطوير السلطة التشريعية من خلال الاعتماد على نظام الغرفتين النيابية والشوروية وتحديد مدة دورتهما الواحدة بأربع سنوات.. الى جانب تعزيز استقلال القضاء ومكافحة الفساد وتشكيل لجنة المناقصات والمزايدات، بالإضافة الى الانضمام إلى برنامج الشفافية في انتاج النفط وتذليل الصعوبات التي كانت تواجه الاستثمار عبر اعتماد نظام النافذة الواحدة وتطوير علاقة اليمن مع الدول المانحة وتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية بتنفيذها خطة الانتشار الأمني وتطوير خفر السواحل وتعزيز قوة مكافحة الارهاب.. وفيما يتصل بتطوير الأدوات الديمقراطية عبر عن أسفه للوضع الذي خلصت إليه حوارات الأحزاب السياسية طيلة 14 شهراً بسبب الاشترطات المتعنتة من قبل بعض التكتلات السياسية التي أسقطت الرؤية التوافقية التي كانت نتيجة للتنازلات التي قدمها الحزب الذي يتمتع بالأغلبية البرلمانية ورئيس الجمهورية شخصياً. وأكد في هذا السياق مضي الحكومة على انجاز الاستحقاق الانتخابي في ابريل القادم وهو الموعد المحدد احتراماً للدستور والقانون وضوابط الديمقراطية وحرصاً على تقوية الأسس الديمقراطية التي تتمع بها اليمن وحظيت بإعجاب الدول الخارجية والمهتمة. وأوضح نائب رئيس الوزراء بأن باب الحوار مازال مفتوحاً بين شركاء الحياة السياسية شريطة الإيمان بأن صندوق الاقتراع الوسيلة الوحيدة للتبادل السلمي للسلطة، وعدم الانجرار الى إثارة الأزمات وإقلاق الأمن والسعي للحصول على مكاسب بطرق بعيدة عن الانتخابات التي من شأنها وأد الديمقراطية الحديثة.. وتطرق الى ما مثله قرار رئيس الجمهورية بايقاف نزيف الحرب في صعدة من حكمة تسعى الى زرع السكينة والطمأنينة وإحلال السلام .. مشيراً إلى توجيهاته للحكومة باعتماد عشرة مليارات ريال لإنعاش الخدمات التنموية وإعادة إعمار ما خلفته الحرب.. وأكد فشل المحاولات المدفوعة للنيل من الوحدة الوطنية والاساءة لأخلاق وقيم الشعب اليمني من خلال إعادة انتاج الأوهام الماضوية التي تهدد السلم الاجتماعي والوحدة .. وقال" إن تلك المحاولات أصبحت مكشوفة أمام أبناء الشعب"،.ودعا المواطنين الى القيام بواجباتهم إزاء دعم التنمية والدفع بعجلة الاقتصاد الوطني نحو الأمام عبر التكاتف في مواجهة الأفكار التي تدعو لتثبيط التقدم الديمقراطي والسياسي وازالة المفاهيم الخاطئة التي تخلف الأعمال الارهابية .. لافتاً الى دور الأجهزة الأمنية في مواجهتها والقضاء عليها كما بينت ذلك العمليات الأخيرة في محافظة حضرموت.. من جانبه تطرق وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم راصع الى توجهات الحكومة لايجاد الحلول المناسبة للمشاريع المتعثرة في مختلف المجالات وتفعيل مستوى الخدمة التي تقدمها الأجهزة التنفيذية للمواطنين.. ودلل على ذلك باعتزام الحكومة تنفيذ مشروع الطاقة الخامس بكلفة 150 مليون دولار قريباً لحل المشاكل الناتجة عن تدهور خدمة الكهرباء في ثمان محافظات من بينها حجة بالاضافة الى تنفيذ مشروع الربط الشبكي باجل وبني حسين ابتداءً من يناير القادم.. وعلى الصعيد الصحي في المجالين الانشائي والكادر الفني قال أن وزارته أعادت العام الماضي تجهيز 63 وحدة صحية في المحافظة وعلى السلطة المحلية ادراج مشاريع تشييد المراكز الصحية ضمن موازنتها"... مشيراً الى أنه سيتم إنشاء مركز للاورام السرطانية بمحافظتي حجة واب فور الانتهاء من المرحلة الأولى لتشييد المراكز في محافظات تعز والحديدة وحضرموت وعدن.. وفيما يتعلق بالكادر الفني أشار الى أنه يتم توزيع الدرجات الوظيفية المعتمدة بعدالة على كل المحافظات وأن العام القادم سيتم توزيع أجهزة طبية حديثة ومتطورة على جميع المرافق الصحية في المحافظات بما في ذلك حجة.. فيما استعرض وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال الجبري المشاريع الجديدة التي استحدثتها مؤسستي الاتصالات والبريد في حجة والتي تضمنت التوسعة في الخطوط الهاتفية وانشاء وتحديث أكثر من 19 محطة بث تتبع شركة "يمن موبايل" للهاتف النقال.. وقال نائب مدير عام الطرق الريفية نبيل الحيفي أن وزارة الاشغال استوعبت توجيهات رئيس الجمهورية السابقة باعتماد 40 مليار ريال لتمويل مشاريع الطرق التي تربط جميع المديريات بعاصمة المحافظة حجة ضمن خطة استثنائية تنتهي بحلول 2012.. وأوضح أن هذا العام تم اعتماد مليارين ريال لتنفيذ مشروع طريقي الامان الشغادرة بنى العوام والثاني يربط مناطق عاهم ووشحة بمدينة حجة ستعلن مناقصتيهما اليوم الاثنين.. ملفتاً إلى اعتماد العام القادم 11 مليار ريال لنفس الغرض الذي حددته الخطة.. وكان محافظ حجة فريد أحمد مجور قد القى كلمة استعرض فيها ما تشهده المحافظة من نهوض نوعي على مختلف الأصعدة .. مبيناً أن البرنامج الاستثماري للسلطة المحلية تضمن 632 مشروعاً خدمياً وتنمويا بتكلفة تقديرية تجاوزت 5 مليارات ريال.. وقال" بلغ إجمالي الإنفاق على المشاريع الجاري تنفيذها خلال السبعة الأشهر الأولى من العام الجاري 2008م مليار و161 مليون ريال، مقابل 370 مليون ريال لنفس الفترة من العام الماضي 2007م، بنسبة زيادة بلغت 315 بالمائة، كما بلغت المشاريع المنجزة 165 مشروعا ، بكلفة مليارين و230 مليون ريال، إضافة إلى المشاريع الجاري تنفيذها في مختلف القطاعات والتي بلغت 137 مشروعاً بكلفة مليارين ريال، الى جانب المشاريع قيد التعاقد والمناقصات وعددها 300 مشروع".. ونوه مجور بأن محافظة حجة حظيت في مجال الكهرباء على 5 ميجاوات لمحطة كهرباء مدينة حجة وتوفير بعض المولدات لتعزيز الطاقة في بقية مديريات المحافظة ، ويجري العمل أيضا في بناء محطة تحويل مدينة الأمان لخدمة مديريات نجرة ، بني العوام الشغادرة ، بكلفة تزيد عن مليون دولار، وأما من الناحية الاستراتيجية فيجري حالياً إجراء مناقصة شبكة التوزيع من بني حسن بتمويل البنك الاسلامي وتستفيد منها نحو اربعة عشر مديرية ، وإعداد مناقصة مشروع خط النقل بين محطة باجل الرئيسية وربطها بمحطة بني حسن في عبس بكلفة 29 مليون دولار.. وقال المحافظ "أن مشاريع السلطة المحلية الجاري تنفيذها وقيد المناقصة وإعداد الدراسات ، تزيد عن عشرين مشروعاً حيوياً ، وبكلفة تفوق 20 مليار ريال ، وفي مقدمتها مشاريع الطرق الريفية التي من ابرزها شق سفلتة مشروع ( طريق حجة _ كشر ) بطول مائة وسبعة كيلومترات ' بكلفة( سبعة مليارات ) ريال تمويل صندوق التنمية السعودي والبنك الإسلامي ومشروع إعادة تأهيل طرق ( حجة - الخشم ) بطول واحد وستين كيلومتراً وبكلفة تزيد عن 650 مليون ريال ، ومشروعي طريق ( الظاهر عين علي شرس ، وطريق قدم حجة شرس ، بطول عشرة كيلومترات ، وبكلفة مليار ريال بتمويل مشروع الطرق الريفية".. وأضاف مجور " هناك مشاريع على صعيد تنفيذ توجيهات فخامة الاخ رئيس الجمهورية بشأن تخصيص 40 مليار ريال لتمويل الطرق الريفية ، حيث بادرنا الى إعداد خطة ( ماستر بلان ) وتنفيذها على مدى اربع سنوات بحيث يتم البدء في تنفيذها بداية العام القادم 2009م، وكذا على صعيد البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية فقد تم متابعة موضوع جامعة حجة واستصدار القرار الجمهوري بهذا الشأن ، وحصلت المحافظة على ثلاثمائة وحدة سكنية للشباب وذوي الدخل المحدود بكلفة مليار و399 مليون ريال ، وهناك العشرات من المشاريع المركزية قيد التنفيذ والمناقصة والدراسة في مجالات الشباب والآثار والثقافة والتعليم الفني والجامعي ، وفي مجالات الزراعة والمياه وحماية واستصلاح الأراضي ، تتجاوز تكلفتها 20 مليار ريال.. وركزت مداخلات المشاركون في الأمسية على أهمية مضاعفة المشاريع التنموية لتغطية الاحتياجات الخدمية لمواطني عزل ومديريات محافظة حجة ابرزها في مجالات الصحة والسكان والتربية والتعليم العالي والثقافة والكهرباء وقطاعي الطرق والاتصالات.ودعت المداخلات الى ضرورة الاهتمام بالمعالم الأثرية المعرضة للانهيار والتي هي بحاجة الى ترميم وتجهيزها للاستغلال الاقتصادي ومعالجة الإشكالات الادارية والمالية والتي خلفتها عمليات تنفيذ الاستراتيجية للاجور والمرتبات وخاصة منح العاملين في قطاعي الصحة والتعليم بدل طبيعة عمل.
