قيادي إصلاحي يترحم على "علي عبدالله صالح" ويذكر موقف بينه و عبدالمجيد الزنداني وقصة المزحة التي أضحكت الجميع    لا يجوز الذهاب إلى الحج في هذه الحالة.. بيان لهيئة كبار العلماء بالسعودية    عاجل: الحوثيون يعلنون قصف سفينة نفط بريطانية في البحر الأحمر وإسقاط طائرة أمريكية    دوري ابطال افريقيا: الاهلي المصري يجدد الفوز على مازيمبي ويتاهل للنهائي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر    أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله الراعي:50 خبيراً عسكرياً روسياً والطيارون السوريون قدموا مساعدات ايجابية لترسيخ النظام الجمهوري
قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 16 - 09 - 2008

لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
ظل الإرياني في القصر الجمهوري بالحديدة وكانت لديه بعض المتاعب الصحية كضغط الدم، وكان لا يجب البقاء في صنعاء لأجل الشرعية، وفي الحديدة كان أكثر حماية ويدير الأمور السياسية من هناك ويتم التنسيق بينه وبين صنعاء، وكان يذهب إليه عبدالسلام صبرة وحسن مكي والدكتور محمد سعيد العطار، ويقوم بالأمور السياسية من الحديدة وكذا يبعث برسائل للخارج ويستقبل بعض السفراء الذين يصلون إلى الحديدة، كان هناك حرص شديد على شخصه باعتباره يمثل الشرعية للجمهورية، كما أن عامل سنه وصحته لم يكن يساعده على البقاء في صنعاء، وكان الفريق حسن العمري يتحمل الأمور العسكرية.
صنعاء المحاصرة
كيف بدت صنعاء أثناء هذه الفترة؟
صنعاء كانت مفرغة تماماً لوجود جهود اللجان العسكرية في ترتيب مواقع أسلحة المدفعية، وكانت قد وصلت إلى هنا الطائرات المقاتلة وبعض الأسلحة من الاتحاد السوفيتي حسب الاتفاق الذي أبرم معهم أثناء زيارة الوفد برئاسة حسن مكي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية إلى موسكو.
وكان السوفييت ملتزمين بأن يقوم الطيارون السوفييت بالتغطية الجوية، طيارونا أبرزهم محمد شايف ومحمد ضيف الله وغيرهم كانوا موقوفين من الطيران من يوم تخرجهم وحتى قيام الحصار وجاء الطيارون السوريون لتدريبهم لمدة شهر حتى يستعيدون لياقتهم في الطيران، وحدث أن قام الطيارون السوفييت بمسح وضرب كل من كان في جحانة، فأحد الطيارين أخذ زاوية غير متوازنة فاصطدمت طائرته بمبنى الحكومة واشتعلت واحترقت وتحولت طائرته إلى حطام وركام وتحول هو إلى فحمة، وهذا من حسن حظنا، لأنه لو علم الطرف الآخر أن الطيار روسي وحصلوا على بطاقته فمن حقهم الاستعانة بطيارين آخرين ليضربوا مواقعنا، فلم يكتشفوا أو يعرفوا هوية الطيار القتيل.
وأتذكر أن السوفييت نصحوا بتغيير الاستراتيجية، فقد كان يوجد مستشار عسكري روسي في القصر الجمهوري وهو الجنرال «ليفتانيت مكسيموف» وكان مندوب القيادة العسكرية والسياسية السوفيتية في المجلس الجمهوري، قال السوفييت إن هناك مخاطر على الجمهورية لو عرفت القوى الامبريالية بأن السوفييت يقاتلون مما سيضع الجميع في موقف حرج، وقالوا إنه من المستحسن أن يعمل السوفييت في الخدمات الأرضية للطيران وهي عملية صعبة ومعقدة وتحتاج إلى طياريها، والجزائر يصعب التفاهم معها بسبب همها بالوضع الصعب في الجبهات السورية والأردنية والمصرية، فاقترح القاضي الإرياني أن ندق أبواب سوريا، ودعا بعض عناصر من قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي باليمن، وكلفت والرائد حمود العذري أن نحمل رسالة من القاضي الإرياني إلى الرئيس السوري نورالدين الأتاسي الأمين العام للحزب وإلى صلاح جديد الأمين العام المساعد والرجل القوي حينها في سوريا.
وفعلاً توجهنا إلى سوريا وأتينا ب01طيارين و5مهندسين أرضيين ودخلوا في القتال، كانوا يطلعون في اليوم من 4إلى5 طلعات، وكانت عندنا أيضاً طائرات «ميج71» وأخرى «ميج51» لتدريب الطيارين، وكانت تصل الطلعات في بعض الأوقات من 21إلى 51طلعة، وهذا تجاوز للسقف، لكن الموقف العسكري كان يحتم علينا هذا، وقد قاتل الطيارون السوريون قتالاً شجاعاً وساعدوا القوات المدافعة عن صنعاء مساعدة إيجابية، والكل يشهد بدور القوات الجوية السورية، وكان دور الخبراء السوفييت أن يجهزوا الطائرات على الأرض من حيث الوقود والرادارات والأبراج وغيرها.
كم كان عدد الخبراء السوفييت في تلك الفترة؟
وصل عددهم إلى 05خبيراً، وكان من الضروري وجود هذا العدد فالموقف تغير إلى مهمات أخرى، مثل استقبال الأسلحة والمعدات العسكرية السوفيتية التي تأتي إلى الحديدة عن طريق أسوان المصرية، بعد أن أقفل مطار صنعاء بداية الهجوم كونه كان في متناول أيدي الملكيين ومدفعيتهم.
بعد أن أمنا الطيارين استمرت المعركة، وجرى قتال شديد، وكان في صنعاء في حدود 57آلاف مقاتل مابين قوات مسلحة وأمن ومابين مقاومة وقوات شعبية، صمدوا صمود الأبطال وثبتوا ولم يتيحوا أية ثغرة للقوات الملكية وأبدوا بطولات خارقة، ورفع يومها شعار «الجمهورية أو الموت».
بعد وقت صار فتح طريق صنعاء الحديدة ضرورياً بالدرجة الأولى، لأن قواتنا التي جاءت عن طريق معبر وعلى رأسها العقيد حسين الدفعي والمقدم أحمد الرحومي والمقدم علي الشامي ومجموعة من الاخوان الضباط ومعهم مقاومة وقوات شعبية وبعض وحدات من الجيش النظامي، وصلت إلى نقيل يسلح وصعب عليها فتح طريق تعز صنعاء لأنها كانت مقطوعة من القبائل الملكية هناك، وتوجه الجهد إلى فتح طريق صنعاء الحديدة وهي الأهم لأجل إمداد صنعاء، حشد الشيخ أحمد عبدربه العواضي وكان بطلاً حقيقياً ومعه العميد عبداللطيف ضيف الله ويعاونهما المقدم أحمد المتوكل والشيخ أحمد علي المطري وآخرون قوة كبيرة في الحديدة، وهي القوات الشعبية برئاسة العواضي، وقام الشيخ العواضي وضيف الله والمتوكل بالتنسيق مع القوات الجوية للتحضير للهجوم الذي لم يتوقف إلا بالوصول إلى صنعاء، وكان يوم النصر.
وكانت قوات من صنعاء، ومجموعات من المظلات والصاعقة واللواء الخامس والعاشر قد انسحبت والتقت مع الفريق حسن العمري والمطري قرب «جسر يازل» الذي هدم بلغم من قبل الملكيين، وزحفت إلى صنعاء وأعلن الانتصار، واحتفل كل بيت من بيوت صنعاء بفك الحصار واعتبر يوم ميلاد جديد للشعب اليمني وكان ذلك يوم 02فبراير تقريباً.
على ماذا كان يركز الملكيون في هجومهم؟
ركزت القوات الملكية مدفعيتها الثقيلة تركيزاً رهيباً على مبنى الإذاعة، وقد بنينا إذاعة تحت الأرض وتعرضت مولدات الكهرباء للقصف بهدف إضعاف معنويات الناس، لكن كان الموقف عند المواطنين مختلفاً، فقد ارتفعت معنويات المواطنين والجنود بشكل كبير جداً.
من كان المسؤول الأول عن إصدار الأوامر العسكرية أثناء الحصار؟
الفريق حسن العمري، وهو قاتل بنفسه كجندي، وتعرض لمخاطر كثيرة وعندما يقاتل في جبهة من الجبهات كان يحرج المقاتلين جميعاً، حيث كان هناك حرص على عدم تعرضه لطلقة أو للقتل، كان شجاعاً وجندياً من الجنود، وأتذكر في معركة «الجميمة» أننا كنا في المحور الرئيسي «الرونة»، حيث كان هناك ثقل كبير على هذا المحور، وكان القائد اللواء حمود الجائفي ويعاونه العقيد حسين الدفعي ومحمد الخاوي ومعنا قوات من المدفعية فجاء العمري حوالي الساعة السابعة مساء لدعمنا، لأنه كان مرابطاً بكتيبة في محور غضران الفرس وادي رجام ومعه مابين 0304عسكرياً، من حرسه وبعض الحرس الجمهوري، وما أن تقدم العمري إلى الأمام حتى وقع في كمين يبعد عنا بحوالي 0203متراً تقريباً، فحماه المرافقون واحتمى وراء صخرة، وقتل في هذه اللحظة «القرس» شقيق ناصر الكميم وجرح اثنان، وظللنا طوال الليل في قتال لأجل إنقاذه وسحبه إلى الخلف وتمت عملية الانسحاب بسلام، كانت ليلة محرجة، وهكذا كان الفريق حسن العمري يضعنا في الكثير من المواقف، يغامر ويتقدم دون أن يضع في الحسبان العدو وكمائنه، ونجا من الموت بأعجوبة في أكثر من معركة وموقع.
ماهي أبرز المعارك التي شهدتها مرحلة الحصار؟
معارك عيبان، حيث شاركت فيها كافة الوحدات، في مقدمتها المظلات والصاعقة واللواء العاشر، كان الملكيون يركزون على احتلال عيبان بالدرجة الأولى واحتلال جبل«براش» وكانت المعارك شديدة على هذا الجبل لأنه لاقيمة لنقم دون براش، فكانت المعارك مركزة على عيبان وبراش فإن سقط هذان الموقعان سقطت كافة المواقع الأخرى.
أي السفارات بقيت في صنعاء أثناء الحصار؟
ظلت 3 سفارات أثناء الحصار فقط، السفارة السورية وعلى رأسها السفير يحيى المحاميد والسفارة الجزائرية وكان القائم بأعمالها عمر بن الشيخ، وطاقم السفارة صمد ولم يخرج من صنعاء، والسفارة الصينية فقد صمد طاقمها وثبت كالمدافعين، أما بقية السفارات الأخرى فقد خرجت من صنعاء إلى تعز وبقيت هناك إلى مابعد الحصار، فيما انتقل الدبلوماسيون والخبراء السوفييت من صنعاء إلى الحديدة وكانت معهم طائرتان«انتينوف» وكانوا يتوقعون سقوط صنعاء بيد الملكيين ولم يكونوا متفائلين بالنصر.
كيف كان يتم التنسيق بين السوفييت والقيادة اليمنية؟
عن طريق السفارة السوفييتية بالحديدة ووجود الخبراء العسكريين الروس هناك، وكنا في القوات الجوية ننسق معهم باستمرار، حيث كانت تصل في اليوم 03طائرة«انتينوف» محملة بالأسلحة والذخائر والمدرعات من مطار أوديسا السوفيتية إلى أسوان المصرية ومنها إلى مطار الحديدة.
دعمنا السوفييت دعماً كبيراً، كانت تأتي المدرعة الواحدة وهي جاهزة عليها الرشاش، وكانت هناك مجموعة من الخبراء العسكريين الذين ساعدونا على فك الحصار، فقد دعمنا السوفييت بحوالي 03مدرعة، وكانت في تلك الفترة تعتبر شيئاً كبيراً وكافية و02 مدرعة 4*4
هل كان هناك اجماع بين القوى السياسية المختلفة على مواجهة الحصار، أين تبدت ملامح التلاحم في تلك الفترة؟
في حصار السبعين يوماً تلاحم اليمنيون تلاحماً كلياً، في اتفاق فاق أي خلاف سياسي أوعسكري، وبقي كل شيء مبنياً على التفاهم والحوار، مع وجود بعض الشروخ الحقيقية التي تم تلافيها في آخر مرحلة من الحصار.
كانت قيادة المقاومة ممثلة من كافة الأحزاب والقوى الوطنية الحزبية وغير الحزبية، وكانت تمثل قمة التلاحم.
مشاركة المرتزقة
متى شعرتم أن الجمهورية كانت على وشك السقوط؟
لم يتسلل هذا الشعور إلى قلوبنا أبداً، لقد كان ايماننا بالثورة وصمود الجمهورية كبيراً جداً، رغم التكالب العسكري، وحتى بعد سحب القوات العربية إثر العدوان الامبريالي الصهيوني على الأمة العربية في عام 7691م لقد كان شعبنا بخير ومثقفونا وطلابنا كثر وحصلت تحولات اجتماعية وثقافية كبيرة، وكانت انجازات وتنمية قد بدأت تتحقق، وبدأ المواطن يلمس فائدة من الثورة والجمهورية.
لهذا صمد المواطنون في صنعاء في حصار السبعين أمام الهجوم الكبير من قبل اعداء الثورة، فقد كانت صنعاء محاطة بالأعداء من كل جهة، كان محمد بن الحسين قد وصل إلى حدة والغادر إلى ميدان السبعين وسقطت«النهدين» في يد الملكيين، وكل ما يحيط بصنعاء كان ملكياً.
هل جاءت لحظات شعرتم معها أن الملكيين اقتربوا من اسقاط صنعاء؟
في احداث السبعين يوماً، بعدما وصل الملكيون وضربوا على صنعاء،وكان ولاء الكثير من أبناء صنعاء للملكية، ولسوء حظهم أنهم ضربوا من الأماكن التي أمامنا، من حدة وعيبان، وضربوا على مدينة صنعاء وقتل الكثير، حصل تذمر وتحول الناس هنا إلى مؤخرة تموينية لكل جنودنا المقاتلين، من مقاومة وجيش شعبي وقواتناالمسلحة، كانوا يضربون ليل نهار بالدانات الكبيرة ومدافع 021والهاون، وكان معهم خبراء بلجيكيين وخبراء مرتزقة من عدة بلدان.
هل كان يساندهم خبراء من بلدان عربية واسلامية؟
نعم، كان هناك من الأردن وباكستان وايران.
متى كان التدخل الايراني والأجنبي عموماً؟
مباشرة بعد الثورة ب3أشهر، وبالذات بعد تواجد القوات العربية المصرية.
من كان المتدخل الأول، ايران أم الأردن أم باكستان؟
كانت الأردن ثم ايران وباكستان والأخيرة مدت الملكيين بالخبراء والمدربين لتدريب المرتزقة والملكيين، ووصل الأمر بالاسرائيليين أن يتدخلوا، وأنزلوا جنودهم في شمالي صعدة وهم من اليهود اليمنيين الذين هاجروا عام 84م.
وساطة اثيوبية للتصالح مع السعودية
ماذا عن الوساطة الاثيوبية بين اليمن والمملكة العربية السعودية، كيف جاءت الفكرة وماذا تمخض عنها؟
الزيارة إلى اثيوبيا كانت الأولى لرئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن الارياني بعد أن تحمل مسئولية رئاسة المجلس، وكانت الزيارة تهدف في الظاهر إلى الاطلاع على أحوال المهاجرين والمغتربين اليمنيين هناك لكن الحقيقة كانت تستهدف شيئاً مهماً في تلك المرحلة ولم يتم الافصاح عنها في حينه كانت المهمة في الزيارة تتمثل في طرح المشاكل والتحديات التي تتعرض لها اليمن وأوضاعها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع المملكة العربية السعودية على الامبراطور الاثيوبي هيلا سلاسي والطلب منه التوسط لدى الملك فيصل بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية حينها لإنهاء القضية وحلها بشكل جذري، وذلك لما تربط الرجلين من علاقات شخصية جيدة.
وفعلاً تمت الاستجابة من قبل الامبراطور هيلا سلاسي للطلب المقدم من الرئيس عبدالرحمن الارياني، وكانت البداية الجادة في الحوار مع المملكة باتجاه حل قضية اليمن وانهاء الاقتتال والخلافات والصراعات السياسية بين البلدين، وهذا هو أهم ماخرجت به الزيارة.
متى تمت الزيارة؟
تمت الزيارة في العام 8691م أي بعد انتهاء حصار السبعين يوماً، وبعد نحو عام من تسلم الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني مقاليد السلطة على اثر انقلاب حركة 5نوفمبر.
لماذا كان اللجوء إلى الامبراطور هيلا سلاسي واعتباره وسيطاً جيداً؟
كان الامبراطور الاثيوبي ذا سمعة جيدة في علاقاته الخارجية، وكان له وزنه الكبير في تحالفاته مع الآخرين، كان يتمتع برضا كافة الأطراف في منظمة الوحدة الافريقية، كما كان وامبراطوريته يحظيان باحترام كبير على المستوى الدولي كان ذلك من جهة ومن جهة ثانية كانت علاقاته جيدة بالمملكة العربية السعودية وبالذات مع الملك فيصل، حيث كان هناك تفاهم دائم وتشاور وتنسيق على مستوى العلاقات بين البلدين وعلى المستوى الدولي.
كنا ندرك أن الامبراطور هيلا سلاسي الأكثر قبولاً لدى المملكة العربية السعودية وأكثر اطمئناناً إليه، فعلى الرغم من الوساطات السابقة إلا أن السعودية كانت تطمئن كثيراًإليه وإلى اثيوبيا أكثر من الاطمئنان إلى وساطة دولة أخرى وقد جاء التوجه اليمني إلى الامبراطور سلاسي بعد فهم العلاقات بينه والملك فيصل كعلاقة شخصية وكعلاقات ثنائية.
من كان وراء فكرة الذهاب إلى أديس أبابا، هل هو القاضي الارياني نفسه أم كانت أفكار آخرين؟
المبادرة كانت من القاضي عبدالرحمن الارياني، ولقيت استجابة من قبل الآخرين.
ما الذي دار بين الرجلين في المحادثات، وهل حضرتم جزءاً منها؟
الزيارة كما قلت سابقاً كان لها وجهان الأول خاص ومعلن وهو الاطلاع على أوضاع اليمنيين في اثيوبيا وبحث العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية وأمن البحر الأحمر وغيرها، والثاني وهو الأهم ولم يعلن حينها ويتمثل في البحث عن حلول للأزمة بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
ولم يحضر الجلسات الثنائية بين الرجلين أي أحد، بمن فيهم وزير الخارجية حينها الأستاذ أحمد قائد بركات، فقد كانت الجلسات بين الرجلين خاصة وسرية، ولم يطلع على نتائج هذه المباحثات أحد والمعلومات التي نتحدث عنها اليوم لم نعلم بها في صنعاء إلا بعد انقضاء وقت من الزيارة، ومفادها أن القاضي الارياني طرح قضية اليمن على الامبراطور هيلا سيلاسي، على أن يطرحها الأخير على الملك فيصل بن عبدالعزيز والمسئولين في المملكة العربية السعودية.
ماهي القضايا التي علمتم فيما بعد أن الرئيس الارياني طرحها على الامبراطور الاثيوبي هيلا سلاسي؟
تمحورت في قضية واحدة وتتمثل في ضرورة انهاء الاقتتال في اليمن وسلامة العلاقات السياسية والاعتراف بالنظام الجمهوري والسعي لأن تكون المنطقة هادئة وآمنة، وبالذات في منطقة البحر الأحمر وأكد الرئيس الارياني للامبراطور الاثيوبي موقف اليمن من أن النظام الجمهوري نظام لايصدر والثورة اليمنية لأهلها وغير قابلة للتصدير إلى أية جهة، وأكد أن هذا الأمر يخص اليمن، واليمن حريصة على سلامة علاقتها بالمملكة.
متى تحركت عجلة المبادرة وبدأتم تلمسون نتائجها؟
كانت هذه البداية التي نضجت القناعة لدى السعوديين، وخاصة لدى الملك فيصل بتغيير وجهة نظرهم نحو اليمن.
الفصل الثاني عشر
أحداث أغسطس
وقع شرخ كبير بعد الحصار، ويتمثل في أحداث أغسطس 86التي شهدت الفتنة الطائفية، ماذا تتذكر عن هذه الأحداث؟
بعد فك الحصار والانتصار، أتى دور القوى التقدمية في الساحة، الممثلة بالقوى الحزبية، وأبرزها في تلك الفترة حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي وطلائع الماركسيين، في الوقت الذي بدأ التخوف يسود أوساط القوى المشيخية والسياسية التقليدية من البديل السياسي وخاصة بعد تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني واستلام الجبهة القومية السلطة في عدن، بدأت القوى المشيخية تضع «الدبابيس» وتنصب الكمائن أمام القوى الجديدة التي صعدت بعد الانتصار في السبعين يوماً، وأوقعوا فيما بينها، تارة باسم الحزبية وتارة باسم الشمالية والجنوبية وتارة أخرى بموجة الطائفية.
والحقيقة أن جميعهم كانوا خائفين من الجيش بمن فيهم القاضي عبدالرحمن الإرياني، وكانت القوى الوطنية التقليدية عموماً خائفة من القوات المسلحة، صحيح أنها تحسب حساب الأحزاب التي كانت تنشط بسرية في تلك الفترة، لكنها كانت خائفة من تواجد هذه الأحزاب والقوى في الجيش وتحديداً حركة القوميين العرب والبعث، فعملت على خلق المشاحنات في صفوف هذه الأحزاب، فكانوا يقولون كلاماً لطرف وكلاماً آخر للطرف الآخر، أي أن هذه القوى لعبت لعبة سياسية ذكية، ونحن كنا نعتبر الصراع داخل القوات المسلحة صراعاً حزبياً، وهم أعدوا له صراعاً طائفياً، وتمت الأحداث المؤلمة، وهذه كانت البداية التي قصمت ظهر القوى التقدمية في شمال الوطن، والتي أثرت عليها حتى اليوم، تم التصادم والقتال الشديد، وكانت 3 أيام سوداء، ضربت الأطراف ببعضها البعض بقسوة، الأطراف من هذا، أنه في إحدى الليالي كان قاسم منصر يريد أن يهجم على براش ونقم، فتبادلنا المعلومات عبر اللاسلكي، فتوجهت مدافعنا وأسلحتنا إلى قاسم منصر حتى هزمناه ودفعناه لأن ينسحب إلى وادي بريان، همنا كان الجمهورية ونسينا خلافاتنا داخل الجيش، لكن بعد ذلك قصمت ظهورنا، ضربنا، واعتقلنا بعضنا البعض، وتم في الأخير إدانتنا كقتلة.
كيف جاء تطويق الأحداث؟
جمعوا كل القيادات في القوات المسلحة وكل من هو تقدمي في القصر الجمهوري، ورحلونا إلى الجزائر، حمل العميد حسين الدفعي رسالة من القاضي عبدالرحمن الإرياني إلى الرئيس الجزائري هواري بو مدين، لكن الجزائر رفضت استقبالنا، لم ندخل صالات المطار إلا بصعوبة، وكان هناك المرحوم الحاج محمد الأسودي سفيراً، وصحب الكثير من المرحلين عائلاتهم معهم، كنت حينها عازباً، فقد أبلغونا هنا قبل الرحيل أن الجزائر قد أعدت لاستقبالنا بالسيارات، وكان هذا كله كذباً وهراءً، فالجزائر لم تكن تعلم بوصولنا إلا عندما نزلنا من الطائرة في مطارها، ومنعتنا من الدخول وقعدنا 42ساعة مع العائلات والأطفال المرافقين في المطار، حتى سمح لنا بالدخول وبحثنا عن أماكن للسكن حتى وجدناها بصعوبة، والبعض نام في الشوارع مع أولادهم، ووجد الأسودي فندقاً أخلاه كله لعائلات إخواننا، ونحن توزعنا مابين مبنى السفارة وهنا وهناك، قبل ذلك فتح الدفعي الرسالة الموجهة من الإرياني إلى الرئيس الجزائري، ومضمونها كان شيئاً رهيباً يدخلنا السجن ويعدمنا، واتفقنا جميعاً على أن يتم مقابلة الرئيس هواري بومدين وتسليمه الرسالة، وفعلاً سلمه الدفعي الرسالة ومعه السفير الأسودي.
وأثناء تسليم الرسالة، قال هواري أبومدين «كان من المفروض أن يحاكموا، أن تحاكمهم الحكومة في صنعاء وتدخلهم السجون إذا كانوا مجرمين، أنا غير مسؤول عنهم، وعلى كل حال هم قاعدين عندنا كمواطنين عرب» وقال: «أنا لست مدير السجن، يكفي التجربة مع جمال عبدالناصر عندما اعتقل أعضاء المجلس الجمهوري والحكومة والقيادة اليمنية كلها ووضعهم في السجن» انتظرنا شهراً ونصف شهر، فلم تكن هناك استجابة من صنعاء، وفي الجزائر كنا إخواناً وأحباباً، كل منا ينتقد الآخر، وكنا نادمين على ما حصل، وكلنا نتحمل المسؤولية، وساد في هذه المدة التفاهم بين الطرفين وشعرنا بأن مؤامرة دبرت علينا جميعاً ونحن استجبنا لها دون الإحساس بها وبأبعادها الخطيرة، ثم انتقلنا إلى القاهرة بنفس الروح واللغة والقناعة الواحدة، وكان يوجد هناك عبدالرحمن البيضاني والشيخ أحمد عبدربه العواضي فاجتمعوا بكل طرف على حدة، وكان في هذا طابع طائفي فالشماليون اجتمع بهم على حدة والجنوبيون على حدة، وكانت صنعاء قد اعتمدت لنا سقفاً مالياً لكل واحد منا وللشقق والعائلات، وبدأنا الحوار على أساس أن تكون عودتنا قوية، فالجيش قد دحر منه كل الاخوان والمواقع الأمامية قد احتلت من قبل أبناء المشايخ، هنا بدأت المشيخة تدخل الجيش، أي «قبلية الجيش» ونشط الاحتياطي العام الذي كان على رأسه إبراهيم الحمدي، ولم يبق أحد في الجيش إلا أبناء المشايخ.
من حينها بدأ أبناء المشايخ يدخلون الجيش واحتكر هذا على العاصمة، منهم بيت أبولحوم والحمدي الذي بنى له مركزاً قوياً وأيضاً حسن العمري إلى آخره، وعندما عدنا إلى صنعاء لم يتمكن الواحد منا من العودة إلى الجيش إلا بصعوبة، وفي مواقع هامشية، مع مراعاة أننا شماليون، وكانت العودة بعد الأحداث بشهرين ونصف.
الشرارة الأولى
لكن كيف كان اندلاع الشرارة الأولى للأحداث، وماهي أسبابها؟
بدأ التصعيد على أساس تطرف الاخوان الحركيين، الذين بدأوا يشعرون بأن الجيش عبارة عن قوة رجعية وأن السلطة رجعية وليست تقدمية، خاصة أن النشوة زادت عندهم بعد استقلال الجنوب والإعلان عن قيام جمهورية اليمن الجنوبية واكتمال بناء الحزب الثوري الديمقراطي وتوسعه في الجبش وخارجه، فبدأت المناكفات واشتدت الأزمة بين الأطراف داخل الجيش، حينها شكلت لجنة على رأسها حسن مكي ومحسن العيني وحمود بيدر لاحتواء الموقف، الحكومة كلها من مسؤولين وشخصيات تحركت لتسوية الخلافات والحوار مابين الدولة والاخوان في الصاعقة والمظلات كونهم متمردين عليها، بحكم انتمائهم لحركة القوميين العرب.
هل يعني هذا أن حركة القوميين كانت مسيطرة على الصاعقة والمظلات؟
كان لها تأثير، أصيب منتسبوها بشيء من الغرور والنزق، باعتبار أن لهم دولة في الجنوب والحزب الديمقراطي موجود في الشمال، وكان هناك خلاف مرير بين حركة القوميين العرب والبعثيين، كان الواحد يتربص بالآخر ليقتله، كان جار الله عمر يتربص بي وأنا أتربص به، وجماعة القوميين يتربصون بنا ونحن نتربص بهم، الخلاف كان انعكاساً للوضع القومي بين البعث وحركة القوميين العرب في المراكز، عند زيارة الوفد، وبينهم حسن مكي وحمود بيدر والعيني وآخرين للصاعقة تم احتجازهم في المعسكر، فاشتدت الأزمة كثيراً وبدأ الهجوم من قبل المظلات في «شعوب» بمدافع الهاون على مقر القيادة واستشهد بعض الضباط والجنود، وبدأنا نشعر بأن الأزمة تحولت إلى مواجهة.
قبلها كانت المواجهة قد نشبت عندما وصلت صفقة الأسلحة بين كتيبة الدبابات وكتيبة الصواريخ في الحديدة، بدأت المناكفة والمشاكسة، لكن بعد ذلك جرى حل وسط بأن يأخذوا الصواريخ ونحن نأخذ الدبابات، وتحركوا بالصواريخ إلى المطار في ميدان السبعين ولم يتمكنوا من الضرب بها، بل كانوا يضربون صنعاء بالهاون، نحن تحركنا سريعاً، ركزنا الضرب على مقر الصاعقة ومقر المظلات، بعد ضرب شديد هرب منهم من هرب، وسجن من سجن، وسجن مدنيون وعسكريون من حركة القوميين العرب، وكان في مقدمة المعتقلين عبدالعزيز عبدالولي وعبدالله الخامري وجار الله عمر ومجموعة أخرى، وبعد ذلك طلبونا إلى القصر الجمهوري وحجزونا ورحلنا إلى الجزائر.
مع أي طرف كان يقف عبدالله الراعي؟
كنت مع كتيبة المدرعات.
والعمري مع من كان يقف؟
العمري كان محايداً.
من كان رموز الطرف الثاني؟
عبدالرقيب الحربي من كبار الضباط من حركة القوميين وعبدالرقيب عبدالوهاب لم يكن حركياً، كان طيباً وجار الله عمر كان من ضباط الشرطة ومحمد عبدالسلام منصور.
وأنتم من كان أبرز رموزكم؟
أبرز الرموز كان علي سيف الخولاني وعزالدين المؤذن من قادة المدرعات والنقيب عبدالرحمن حمزة والرائد يحيى الدفعي والمقدم عبدالله الراعي وكلنا متشددون.
من جمعكم بالقصر الجمهوري؟
ذهبنا لنجتمع برئيس المجلس الجمهوري فطوقونا، وعدد الذين رحلنا إلى الجزائر كان في حدود 52ضابطاً من الطرفين، وكان عندهم خطة لترحلينا، يقف وراءها الشيخ سنان أبولحوم ومحمد أحمد نعمان والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
وأين كان القاضي الإرياني من هذه التطورات؟
القاضي الإرياني لم يكن يريد جيشاً فهو ضد العسكرة، على الرغم من أنه كان يجاملنا، كان يريد الانقلاب على القوات المسلحة فوجد فيها قوى وطنية تقدمية، وكان ينظر إلى الحزبية نظرة شمولية وأنها خيانة.
هل فوجئتم بقرار ترحيلكم إلى الجزائر؟
نعم وأعاد القرار إلى الذهن قرار عودة السلال عندما ذهبت الحكومة وقيادة المجلس الجمهوري والقيادة إلى مصر وتم اعتقالها هناك وأودعوا في السجن الحربي بالقاهرة كان قرار الترحيل إلى الجزائر مفاجئاً، وقد هربت من القصر الجمهوري إلى البيت، وهدد أخي وأسرتي إذا لم أسلم نفسي فسيتم اعتقالهم جميعاً، مما اضطررت للعودة إلى القصر وتسليم نفسي والسفر مع المجموعة إلى الجزائر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.