الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    عناصر الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا وتختطف موظفا في العاصمة الموقتة عدن    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله الراعي:الثورة في الجنوب دخلت منعطفات خطيرة والصقور بدأوا بالمفاهيم الماركسية واعتنقوا الاشتراكية
قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 17 - 09 - 2008

لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
الفصل الثالث عشر
العلاقة مع الجنوب
كيف بدت صورة التعاون والتآزر بين اليمنيين شمالاً وجنوباً عند اندلاع الثورة، وكيف كان الدعم؟
القضية اليمنية واحدة، ففي الشمال كان هناك نظام إمامي كهنوتي متخلف وفي الجنوب نظام استعماري ظالم وسالب لثروات البلد إلى آخره، لهذا فإن الحركة الوطنية اليمنية واحدة منذ الأربعينات في القرن الماضي. بعد نكسة حركة 84 هاجرت الحركة الوطنية اليمنية من الشمال إلى عدن، وكانت عدن الحاضنة العظيمة للحركة الوطنية عموماً، وفي مقدمتها الاتحاد اليمني وجمعية اليمن الكبرى وتبنت صحف«صوت اليمن» وصحيفة«الفضول» وسخرت كل صحفها من«فتاة الجزيرة» وغيرها لدعم الحركة الوطنية. كانت عدن حاضنة للأحرار قبل حركة 84 وبعدها للحركة الوطنية والوطنيين جميعاً بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم حتى ثورة 62 سبتمبر 26 وكانت دائماً المأوى.
وأعطيك مثلاً، الشهيد الثلايا عندما حاول أن ينجو بروحه إلى أين كان يتجه؟، كان اتجاهه إلى عدن المستعمرة البريطانية والحاضنة الوطنية ولم يكتب له التوفيق وكتبت له الشهادة.
إذن يعود الفضل لعدن في كل الانتصارات للثورة اليمنية الواحدة، فعندما اندلعت ثورة 62 سبتمبر عام 2691 دعمت الجنوبيين ليقوموا بثورة 41 أكتوبر في العام 3691، ودعمتهم بكل ثقلها، وأنشئت وزارة شؤون الجنوب وأسس فيما بعد مكتب شؤون الجنوب. كانت الجبهة القومية تقود الثورة المسلحة ، فيما كانت جبهة التحرير تنتظر الوعدالبريطاني وقرار الأمم المتحدة للاستقلال الذي سيأتي في 76 بديهياً حسب ماالتزمت وأقرت به وزارة المستعمرات البريطانية في حينه. الجبهة القومية سبقت الجميع واستفادت بالذات من دعم سكان الريف، وبدأت من هناك وأشعلتها ثورة شاملة في الشطر الجنوبي بأكمله، والجمهورية في الشمال دعمت الجنوب، وأنا ممن لعبوا دوراً في ذلك مع مجموعة من الإخوان أتذكر منهم الأخوة محمد الخاوي، حمود بيدر، حسين شرف الكبسي ومجموعة من ضباط الثورة. وكنا نتعامل مع محمد البيشي وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع هادي، كون الجبهة القومية لم يأتها دعم من الخارج، عكس جبهة التحرير التي كانت تلقى دعم مصر، فيما بعد جاءها دعم مصري وسوري، كما كنا ندعم القومية من خلال سيف الضالعي بكل الأسلحة وكان محور الدعم عبر إب-قعطبة- الضالع. كان المصريون يدعمون أيضاً الجنوبيين في مختلف الجبهات، دربوا قوات الجبهة القومية وكان مقرها في تعز، جاء مراراً جورج حبش ونايف حواتمة، وكانت القيادة التاريخية للجبهة القومية موجودة في تعز، وكان التدريب يتم في منطقة الحوبان.
وعندما اشتعلت الثورة في الجنوب زاد الدعم أكثر وأكثر في كل مراحل الثورة بالشمال، حتى تم الاستقلال، والشمال بدوره تلقى دعماً كبيراً جداً من الجنوب قبل الاستقلال وبعده. الحرس الوطني الذي وصل تعداده إلى04 ألف مقاتل من أين أتى؟، صحيح أن المواطنين والشباب في الشمال انخرطوا في الحرس الوطني، لكن الأعداد الكبيرة كانت تأتي من الشطر الجنوبي. كان هناك مكتب خاص في عدن، وكانت مهمته استقبال المتطوعين وتجهيزهم بما يحتاجونه من معدات وملابس وبعثهم إلى تعز لتدريبهم تدريبات عسكرية أولية قبل إرسالهم إلى صنعاء وهنا تجرى لهم بعض الدورات على مدافع الهاون«B82» والأسلحة الخفيفة والمتوسطة ويبعثون إلى المعارك.
أولى الوجبات الكبري بعد الثورة وقبل التواجد العربي المصري كانت من الحرس الوطني، ذهب مالايقل عن 09% في المعارك ضد الملكيين، وفي مقدمتها المعركة الشرسة القاسية التي أكلت بقايا وحداتنا العسكرية التي جمهرت في أرحب، لكن الجيش اليمني بعد الثورة غاب وانتهى إذ عاد كل إلى قبيلته، لأن تركيبتهم تركيبة قبلية ولم يبق أحد إلا الضباط، لم يقاتل إلا هم وصف الضباط ومدرسة الإشارة، وبعض وحدات من الجيش كوحدة«النامونة» التي دربها جمال جميل العراقي وتولى قيادتها الشهيد أحمد يحيى الثلايا. هؤلاء الذين كانوا متوجهين مع الثورة، فخرجوا وخرج الحرس الوطني ومعهم بعض الوحدات التي تشكلت من منطقة يريم ومحافظة إب، خرجوا إلى أرحب وكان يقود هذه الحملة الشرسة الملازم حمود بيدر وكانت معارك طاحنة، ،ووصلت القوات إلى «بيت خيران» وانتصرت لكن بعد تضحيات كبيرة من الحرس الوطني، وكانت هذه المعركة، أول وجبة دسمة للعدو. وهكذا كان الدعم من الإخوان في الجنوب، وظلوا يدعموننا بأرتال من المتطوعين وجيشوا كل المناطق في الشطر الجنوبي، وجاءت القبائل من تلقاء نفسها، كان رجال القبائل يفرون من السلاطين ويلجأون إلى الشمال للمشاركة في القتال ضد الملكيين، وفرت بعض الوحدات من الجيش المعروف ب«الليوي» بعد الثورة مباشرة بضباطها وصف ضباطها ومعداتها ووسائل النقل، وانضمت إلى الجيش الجمهوري وقاتلت في أكثر من محور. كان شعور الجميع في الشمال والجنوب على السواء أن الثورة واحدة، والأهم في هذا الموضوع أن نسبة كبيرة من الحرس الوطني هم من أبناء المغتربين الذين كانوا يأتون من كل أنحاء العالم، من أمريكا وبريطانيا والشرق الأفريقي، وكانوا من الجامعيين والمتعلمين، أعرف أشخاصاً استشهدوا في المحابشة من الحرس الوطني كانوا جامعيين، تخرجوا من جامعة أكسفورد ومن جامعات في السودان، وكانت عدن هي الحاضنة، يأتون إليها ثم يبعثون إلى صنعاء.
هل تغيرالدعم الجنوبي لثورة سبتمبر بعد استقلال الجنوب عام 7691 أم أنه بقي على وتيرته؟
بعد الاستقلال استلمت الثورة البلاد وهي معدمة، كما هو الحال في الشمال عقب الثورة لادولة أو مؤسات، ربما في عدن كان أحسن بعض الشيء، لكن في الأغلب لا دولة ولاجيش ولااقتصاد ولاموارد أو دخل في الإدارة البريطانية قبل الاستقلال، وتم توجيه هذه الكوادر لبناء الدولة، وهناك كانت الحيرة، فالإعلان عن قيام دولة في الجنوب جاء في وقت عسير على الثورة في الشمال وهو حصار السبعين. وأتذكر أن القيادة في الشمال تشاورت في الأمر، بخاصة بعد أن وصل إلى صنعاء وفد من عدن برئاسة محمد علي هيثم وقابل محسن العيني، وقد أتى محمد علي هيثم بقرار من القيادة العامة للجبهة القومية، وذلك قبل الاستقلال بأيام يقول فيه إن الجبهة ستعلن قيام جمهورية اليمن الجنوبية«فقط» دون«الشعبية»، لأن الاتفاق قبل الاستقلال مع قحطان الشعبي والقيادة العامة على أساس أن الثورة واحدة،وبمجرد الاستقلال يعلن الانضمام، فجاء الاستقلال في وقت عصيب على الشمال، فوافق القاضي عبدالرحمن الإرياني والإخوان جميعاً وذهب وفد برئاسة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إلى عدن لإعلان التأييد، وكان حينها وزير شؤون الجنوب عبده عثمان محمد.
وكانت ثمة ضرورة بالنسبة للشمال أن تبقى دولة اليمن أياً كان اسمها لتحافظ على امتداد الجمهورية العربية اليمنية، وعلى الرغم من الظروف الصعبة للإخوان في الشطر الجنوبي الاقتصادية والعسكرية ،إلا أنهم بعثوا بباخرة مساعدة عبارة عن معدات عسكرية خفيفة وتموينات وملابس وأشياء أخرى إلى الحديدة وعلى متنها محمد البيشي الذي جاء وأبلغ القاضي الإرياني بهذه المساعدة. هناك إشكاليات بسيطة حصلت في قضية الدعم فقد كان الإخوان في الجنوب يريدون تسليم تلك المساعدة للمقاومة الشعبية، لكن الرئيس الإرياني والفريق حسن العمري رفضا هذا الشرط، وقالا تسلم إلى القيادة والكل سيقاتل، سواء المقاومة الشعبية أو الجيش، وفي الأخير سلموها للقيادة وعلى رأسها العمري وعبدالرقيب عبدالوهاب. أمد الإخوان في الجنوب إخوتهم في الشمال بقدر ظروفهم وإمكانياتهم، ونشأ كيان الدولة في الجنوب وفك الحصار وانتصرت صنعاء، وبدأت العلاقات بين الشطرين بين مد وجزر لفترة طويلة حتى 27، عندما طلب مجلس الشورى في الشمال الوحدة بالسلم أو الحرب، كما أقر مجلس الشورى في حينه، ونشبت تلك المعركة المؤلمة، الغالب فيها خاسر، والخاسر نادم.
وكانت حرب 2791 طريق الفريقين إلى القاهرة لإبرام الاتفاق بين رئيسي الحكومتين حينها علي ناصر محمد عن الجنوب ومحسن العيني عن الشمال، وكانت اتفاقية القاهرة السلم الأول للمضي في الطريق الصحيح لإعادة تحقيق الوحدة بين الشطرين.
هل تقبل الطرفان الاتفاقية أم رفضاها؟
الإخوان في الجنوب تقبلوا هذه الاتفاقية بالارتياح وكانوا راضين عنها، فهم قيادة جماعية وحزب حاكم والقرار جماعي، أما في الشمال فكانوا غير مرتاحين للاتفاقية تماماً، باستثناء الرئيس عبدالرحمن الإرياني ، فالقيادة العسكرية والقبائل والقوى السياسية كانت غير مرتاحة أبداً.
لماذا كان عدم الرضا هذا من قبل القبائل والقيادة العسكرية في الشمال؟
لم يأخذوا الوحدة بجدية، كانوا يريدون الوحدة باللغة والصيغة التي يفضلونها في حين كانت اتفاقية القاهرة تتضمن إيقاف الحرب وفتح الحدود وسحب الحشود مسافة 01 كيلومترات إلى الخلف. وقد أقيل محسن العيني عن الحكومة بعد الاتفاقية كترجمة لعدم قبول تلك الأطراف للاتفاقية،لكن الإرياني تابع خطواته فأتبع اتفاقية القاهرة ببيان طرابلس، وحدث اللقاء بينه وبين الرئيس سالم ربيع علي«سالمين»، فصدر قرار بإنشاء لجان الوحدة التي استمرت 01 سنوات وهي في حوارات، وكانت أهم اللجان هي اللجنة الدستورية، فإن نجحت قربت الوحدة وإن تأخرت في مهمتها تأخرت الوحدة، لهذا كانت الخطوة الكبرى في عام 09 لإعادة تحقيق الوحدة بعد نجاح اللجنة الدستورية في مهمتها.
الفصل الرابع عشر
محطات دامية
شهدت العلاقة بين الطرفين الممتدة من 2791 وحتى العام 0991 الكثير من المحطات الدامية، فما أبرز هذه المحطات برأيك؟
مابين 27 حتى 09 سادت العلاقات بين الطرفين الكثير من المطبات والاشتباكات والخلافات السياسية والمهاترات الإعلامية وزرع الألغام المتبادلة وأنشئت الجبهة الوطنية الديمقراطية والجبهة الإسلامية المضادة وانتهت الأمور بمعركة 97، وعقد لقاء الكويت بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح إسماعيل أسفر عنه ماعرف ب «النقاط الثماني» التي كانت دعماً لبيان طرابلس واتفاقية القاهرة. ورغم هذا حدثت ثمة اشكالات من يوم التوقيع على اتفاق الكويت حتى قيام الوحدة، كانت هناك مناوشات بين الجبهة الوطنية الديمقراطية والجبهة الإسلامية وحصلت الاشتباكات والمهاترات الإعلامية إلى آخره حتى 09 بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وماتعرض له كل شطر من الشطرين من ظروف داخلية، اقتصادياً وسياسياً، الجنوب دخل الوحدة مع علي عبدالله صالح بقناعة، وكان كل طرف يعتبر الوحدة المخرج من كل المعاناة في الشطرين.
لو رجعنا قليلاً إلى الخلف، عند استقلال الجنوب، هل تعتقد أن الصقور في الجبهة القومية تمكنوا من الثورة وحرفوها إلى حد ما عن الخط المرسوم لها؟
بعد فترة وجد تيار اليسار بزعامة عبدالفتاح إسماعيل وتيار مسار القيادة العامة للجبهة القومية بقيادة فيصل عبداللطيف وجدا نفسيهما وجهاً لوجه، وفيصل عبداللطيف يعد من رجالات العرب البارزين، ويأتي في مقام جورج حبش وغيره من رجالات حركة القوميين العرب، وكانت اليمن في حاجة ماسة له. كان فيصل وقحطان الشعبي وسيف الضالعي ومجموعة ماتعرف ب«مجموعة طائرة الدبلوماسيين» يمثلون الاتجاه القومي في الجبهة القومية، لكن جاء اليسار واستولى على الجبهة، فقام بالمحاولة الأولى وفشل وهرب رموزه إلى تعز، ثم استأنف المحاولة الثانية وتطور اليسار إلى حركة ماوية، نسبة إلى الزعيم الصيني ماو تسي تونج، وكان يمثل الاتجاه الماوي في الجبهة القومية الرئيس سالم ربيع علي«سالمين».
من هنا دخلت الثورة في الجنوب منعطفات خطيرة وبعد ذلك بدأوا بالمفاهيم الماركسية واعتنقوا الاشتراكية العلمية وتقاربوا فيما بعد مع حزب الطليعة الشعبية الذي كان يمثل حزب البعث واتحاد الشعب الديمقراطي الذي يمثله عبدالله باذيب وقام بعد ذلك في السبعينات التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية، ومن ثم الحزب الاشتراكي اليمني، وقد كانوا أصحاب فكر واحد، والاتجاه القومي التقليدي قد انتهى.
هل دعمت صنعاء الخط المناوئ لليسار داخل الجبهة القومية؟
صنعاء كانت مع الاعتدال باستمرار، أي مع الخط القومي طيلة المرحلة، سواء أيام القاضي عبدالرحمن الإرياني أو ما لحقه من رؤساء.
في فترة الحمدي شهدت العلاقات بين الشطرين نوعاً من التحسن، إلى ماذا يعود ذلك برأيك؟
كان التحسن مع جناح الرئيس سالمين بالذات، لو أن التحسن كان عاماً لما كانت العلاقة مشخصنة بين سالمين والحمدي.
سالمين والغشمي
ذكرت في الحوارات السابقة أن هناك علاقة خيطية بين الرئيس سالمين وأحمد حسين الغشمي، رغم أن الأخير توجه إليه تهمة المشاركة في اغتيال الحمدي؟
في السياسة لا توجد مواقف ثابتة، وقد أصبح الطرفان مرتبطين بجهات خارجية، وأتذكر أنني نصحت الغشمي وقلت له: «لا تستعجل في حوارك مع سالمين» وذلك عندما كلفني بحمل رسالة إلى الرئيس سالمين، تتضمن لقاءات وتفاهمات وموضوع المعتقلين من بعض القوى الشمالية من حرب 27، وحوارات تمتد إلى علاقة خاصة كتنسيق بين الشطرين، وكانت هذه العلاقة معدة ومنسقاً لها من الخارج، في حين كان هناك تناقض كبير، فقد جاء سالمين ليشارك في تشييع جثمان الحمدي في صنعاء، نزل من طائرته بقوة تصل إلى سريتين من القوات الخاصة، وهو الذي تفاهم مع الغشمي فيما بعد، وكانت هذه الأشياء سبباً في نهايتهما، حيث أدرك الطرف الآخر في الحزب الاشتراكي مايدور بينهما فرتب عملية الحقيبة الدبلوماسية التي أدت إلى مقتل الغشمي في الشمال ثم الاقتتال مع سالمين وإعدامه في نهاية المطاف في عدن.
القيادة في الجنوب كانت تعتقد أن الشمال يريد أن يضم الدولة الوليدة ضماً وليس عبر المفاوضات؟ هل هذا الشعور كان قائماً حينها؟
أيام الرئيس الإرياني وما قبله المشير عبدالله السلال وحتى أيام الحمدي لم يرد شعور الاحتواء أبداً، هذه الأمراض جاءت فيما بعد.
استقطابات دولية
كانت هناك استقطابات دولية في اليمن، فطرف في الجنوب وآخر في الشمال، برأيك هل هذه التدخلات، إضافة إلى الشخصيات السياسية العربية التي دخلت كأطراف في الصراع في الجنوب أسهمت في اندلاع الحروب الكثيرة بين النظامين في كل من صنعاء وعدن؟
لعبت هذه الاستقطابات والشخصيات العربية دوراً كبيراً في هذا الجانب، وصل إلى التفجير والاقتتال، كل مشاكل اليمن وحروبه واقتتاله كانت تأتي دائماً من الخارج، فلا أحد يريد لليمن سواء شماله في حينه أو جنوبه، وإلى اليوم، أن يستقر ويبني دولة وتنمية ويعيش حياة آمنة وكريمة ومستقرة، ولكن للأسف الشديد هناك قابلية عند اليمنيين للتكيف مع هذه التدخلات، جورج حاوي مثلاً كان السبب في تفجير الموقف في أحداث 31يناير 68 التي قصمت ظهر اليمن كلها وأكلت خيرة رجالات اليمن، لعب حاوي دوراً سلبياً عندما نقل مواقف متناقضة بين علي ناصر محمد والطرف الآخر وكان يتناقض في طرحه مع كل طرف، وهذا كما علمنا من الاخوان أنفسهم بعد زيارتنا لهم عقب أحداث يناير ووصول علي ناصر محمد إلى تعز مهزوماً.
هل التقيت بعلي ناصر بعد هذه الأحداث؟
لم التق به ولم أره إلا مرتين أو ثلاث مرات طيلة فترة وجوده في الشمال حتى قيام الوحدة، وزرته مرة واحدة في دمشق.
ماذا قال لكم الطرف الحاكم عند زيارتكم لعدن بعد هذه الأحداث، ماذا كانت رؤيتهم؟
قالوا إنهم فوجئوا بما حدث، لقد كانوا غير متوقعين لما قام به علي ناصر في قاعة اجتماع المكتب السياسي وقتل الرجال والإعدامات وتفجير المواقف واقتتال الجيش، حيث بلغ عدد الضحايا 01آلاف مواطن، وسكان بعض المناطق شرب من مياه البحر، وتقاتلوا بالهوية وانقصم ظهر الحزب وهو يعاني من آثارها حتى الآن، فبصمات هذه الكارثة لا تزال ماثلة حتى اليوم ليس على الحزب الاشتراكي فحسب، بل على الحركة الوطنية في عموم الوطن وحركة التحرر في الوطن العربي والعالم الثالث، فقد كان الحزب الاشتراكي يمثل حاجة متقدمة في الحياة السياسية.
كيف تعامل النظام مع الشمال مع هذه الأحداث؟
عندما كان حيدر العطاس في الهند أثناء وقوع الأحداث، وكان وقتها رئيساً للوزراء حذر الجميع من مغبة التدخل لصالح أي طرف في الجنوب، وكان يقصد الشمال، وقبل هذا أعلن الاتحاد السوفيتي نفس ما أعلنه العطاس، في الوقت نفسه انسحب الجيش الذي كان مع علي ناصر إلى الشمال وكذلك مؤيدوه، وما كان على الشمال إلا أن يتخذ موقف الدعوة إلى الهدوء والاستقرار والوحدة ولملمة الجراح، وإلى إعادة بناء الدولة في الجنوب.
من قابلتم في عدن أثناء زيارتكم لها؟
قابلنا علي سالم البيض وكل أعضاء المكتب السياسي وكان ذلك بعد شهر من أحداث يناير، وكنت ضمن وفد رأسه يحيى العرشي وزير الدولة لشؤون الوحدة في ذلك الوقت، والانطباعات التي خرجت بها من هذه الزيارة أن الاخوان فوجئوا بما حصل، كانوا غير متوقعين أن يحصل هذا من علي ناصر محمد، وغير متوقعين من أنصار علي ناصر أن يكونوا مشاركين معه في موضوع الدم والقتل والتصفيات الجسدية، جاءوا ليحضروا اجتماع المكتب السياسي، والذي كان خائفاً أو متهيباً أو متوقعاً لشيء مالم يحضر الاجتماع، الذي ذهب ضحيته علي عنتر وصالح مصلح وعبدالفتاح إسماعيل وعلي شائع هادي وآخرين.
وبحسب الرواية فقد جاء مرافق علي ناصر وأطلق عليهم الرصاص، ونزل عبدالفتاح إسماعيل بالحبال من النافذة وصعد الدبابة إلى آخر فصول المأساة.
كان الكثير من القيادات في مكاتبهم، مثلاً محمد سعيد عبدالله «محسن» كان في مكتبه في وزارة الإسكان، وقد هرب من الباب الخلفي، محمود عشيش لا أعرف إلى أين ذهب، قتلوهم في الشوارع والطرق، الذي كان متوقعاً أن عليه مؤامرة أخذ حذره، لكن استطاعوا لملمة موقفهم ولملمة الحزب والجيش وإعادة بناء الدولة.
هل زرتم الموقع؟
نعم، وكانت الدماء لاتزال موجودة وآثار الرصاص والكراسي المكسرة، حصلت اشتباكات رهيبة في قاعة المكتب السياسي، ورأينا النافذة التي نزل منها علي سالم البيض وعبدالفتاح إسماعيل، كان شيئاً مرعباً، زرنا محافظة أبين التي كان محافظها محمد علي أحمد ورأينا في منطقة خنفر غرفة بناها هذا المحافظ استخدمت كسجن للكثير من قيادات الحزب الذين كانوا يعارضون من ضباط وحزبيين وجرى رش هؤلاء بالرصاص من قبل جماعة علي ناصر محمد، ورأينا بقايا الدماء والآثار.
الفصل الخامس عشر
انقلاب نوفمبر
كيف انطلقت التحركات لانقلاب الخامس من نوفمبر والإحاطة بالرئيس عبدالله السلال؟
قبل العدوان الصهيوني الأمريكي على الدول العربية عام76 كان عندنا توجه لإقناع الجمهورية العربية المتحدة بمراجعة موقفها في اليمن، وذلك من خلال عدة قنوات سواء من قناة الجمهورية العربية السورية أو من قناة جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، حيث كان بيننا تفاهم، كان هدفنا أن تتمكن الدولتان من إقناع الرئيس جمال عبدالناصر، وفعلاً أقنعوه بعدم تسليم المعتقلين في القاهرة إلى صنعاء للمحاكمة والإعدامات، أن يتم تغيير الرئيس عبدالله السلال، لأن المعلومات لدى عبدالناصر عن اليمن، المرسلة من الجانب العسكري الذي كان المسؤول عنه المشير عبدالحكيم عامر وشمس بدران وزير الحربية في حينه كانت معلومات خاطئة، والتقارير السياسية والموقف السياسي الذي كان يعده ويقدمه السادات عن حقيقة الأوضاع في اليمن كان غير صحيح.
وكان لن يتم ذلك إلا من أقرب أصدقاء عبدالناصر المتحالفين معه من العرب، وكان في حينه الوضع السوري لصالح يسار البعث الذي لم يكن بينه وبين عبدالناصر أية عقدة، كنا نأمل أن يتم الاتصال ليتم إقناع الرئيس جمال عبدالناصر بإعادة النظر في كل شيء نحو اليمن، لكن فوجئنا بعدوان 76وتغيرت الأمور والخارطة السياسية كلها في مصر وسوريا واليمن أيضاً، فقد استجدت ظروف جديدة، فكان عند مصر قضية احتلال سيناء وقناة السويس، وكان لدى سوريا احتلال الجولان، وظهرت أمامنا في صنعاء تحديات كثيرة وكبيرة، كنا مجتمعين بمنطقة خمر وسط مطالبات بضرورة تغيير الأوضاع في صنعاء، دخلنا مصممين على التغيير، كان البعض يقول لندخل إلى صنعاء لنرى ماذا عند المصريين وعند السلال وننتظر عودة القاضي عبدالرحمن الإرياني وبقية رفاقه من القاهرة للاستئناس بآرائهم، وبالذات رأي الإرياني.
وهكذا تم الدخول إلى صنعاء، كان معنا 4آلاف مقاتل من حاشد مع المشايخ الآخرين الفارين كل دخل بأفراده، ووصل تعداد القبائل في صنعاء إلى 8 آلاف مقاتل، وقبل ذلك وتحديداً في اليوم التالي من تقديم الرئيس عبدالناصر لاستقالته، خرج المشير السلال بنفسه يقود مظاهرة كبرى في صنعاء تأييداً للرئيس جمال عبدالناصر ومطالبته بسحب استقالته، عندما وصلنا استقبلنا استقبالاً جيداً من المشير السلال في منطقة الحصبة وكان معه ابنه المقدم علي السلال، وذهبنا في موكب كبير من الحصبة إلى مقر القيادة العربية وهناك استقبلنا قائد القوات العربية في مكتبه وكنا مع عبدالله بن حسين الأحمر وعبدالله الطيب ومجاهد أبوشوارب، ودخلنا في حوار.
طرح طلعت حسن أننا أمام ظروف مرة وعلينا أن ننسى الماضي، وأمامنا ماهو أخطر وأكبر وهو العدوان الذي تم على الأمة العربية، وأنتم يايمنيون يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم، لأننا سننسحب من اليمن، وكان بعض القوات المصرية قد بدأ بالانسحاب، كما طالب بوحدة الصف الجمهوري وغير ذلك، خرجنا أمام القبائل والجماهير التي احتشدت لنلقي الكلمات، ألقى طلعت حسن كلمة ترحيبية بنا وبالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والقبائل التي دخلت صنعاء، ثم ألقى المشير السلال كلمة طيبة، كما طلب الشيخ عبدالله وآخرون مني أن ألقي كلمة نيابة عنهم، فألقيت كلمة ارتجالية في مبنى القيادة العربية التي هي وزارة الدفاع حالياً.
ماذا قلت في الكلمة حينها؟
تكلمت عن مخاطر المرحلة وضرورة تجاوز الماضي فنحن والأمة العربية في خطر يتمثل في العدوان الصهيوني الإسرائيلي الامبريالي، وأن علينا لملمة الجراح وإغلاق الملفات وفتح صفحة جديدة، وإذا كنا حقيقة نحب عبدالناصر ونقدر تضحيات الجمهورية العربية في اليمن، فعلينا أن نوحد صفوفنا ونبني دولة وقوات مسلحة وندافع عن الثورة والجمهورية، وهذا أكبر دعم لمصر وللرئيس جمال عبدالناصر في مواجهة عدوان 76، ثم ذهبنا مع المشير السلال في موكب واحد، وتوزع رجال القبائل في صنعاء وتناولنا الغداء في منزل السلال، ودار بيننا حوار ودي يدعو إلى إقفال الماضي ونسيان الجراح.
اتفقنا على أهمية مواجهة التحديات القائمة والتفكير بمستقبل اليمن، لأن القوات العربية منسحبة، وكان الأهم لدينا هو الدفاع والضمانة لاستمرارية الثورة وانتصار وتثبيت النظام الجمهوري، وأول خطوة في هذا الاتجاه هي أن يوجه طلب من المشير السلال مباشرة إلى الرئيس جمال عبدالناصر بإطلاق من هم في السجون بالقاهرة وسرعة وصولهم إلى اليمن وعلى رأسهم القاضي عبدالرحمن الإرياني، وحينها كنا قد أبلغنا الجماعة في القاهرة بضرورة الإسرارع بوصولهم وكل من كان من الخارج.
هل تتذكر أبرز الشخصيات التي كانت محتجزة في القاهرة؟
كل أعضاء المجلس الجمهوري والحكومة كانوا محتجزين، ماعدا القاضي عبدالرحمن الإرياني، والقاضي عبدالسلام صبرة واللواء حمود الجائفي وحسين الدفعي، أما البقية وهم الأكثرية فقد اعتقلوا، القيادة العسكرية والأمنية كلها اعتقلت، الحكومة كلها معتقلة، المجلس الجمهوري كله معتقل، إضافة إلى المعتقلين في الداخل من علماء وضباط ومشايخ ومدنيين وموظفين.
كيف جرى اعتقالهم في القاهرة؟
ذهبوا متذمرين من عودة المشير السلال، لعلك تتذكر الإشكال الذي قلنا عنه بعودة السلال والاعتصام العسكري وخروج القوات العربية ب04دبابة من القيادة العربية إلى المطار، حماية للمشير السلال من محاولة اغتياله، في الوقت الذي كنا كضباط وسياسيين ومدنيين معتصمين في المدفعية، رافضين عودة السلال.
هل كانت هناك فعلاً خطة لاغتيال السلال؟
لا، كنا نطالب بعودته من حيث أتى.
إذاً كان جميع القادة والوزراء معتقلين في القاهرة، فكيف كانت تدار البلد؟
شكلوا حكومة برئاسة المشير السلال، فعندما عاد السلال من القاهرة قاعد الضباط من عسكريين وأمنيين وحل الحكومة كلها، وكانت برئاسة الفريق حسن العمري، وحل المجلس الجمهوري، وبقي رئيس جمهورية.
هل يعني هذا أن صيغة المجلس الجمهوري ألغيت؟
ألغيت صيغة كل الشرعيات الموجودة في الكيان، وأنشئ كيان آخر بموافقة مصر، فقد كان السلال رئيساً للجمهورية ورئيساً لمجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة. *يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.