استنكر خطباء الجمعة أمس العملية الإرهابية التي حدثت أمام السفارة الأمريكية بصنعاء الأربعاء الماضي وأودت بحياة ستة من جنود الأمن وخمسة من المواطنين الأبرياء إلى جانب ستة من منفذيها.. فضلاً عن ما ألحقته من أضرار مادية وما أحدثته من فزع لدى المواطنين، وماسببته من إقلاق للسكينة العامة للمجتمع في هذا الشهر الكريم. وأجمع الخطباء في خطبتي الجمعة أمس على أن هذا العمل الإجرامي ترفضه الشريعة الإسلامية السمحاء التي كفلت حق المُعاهد في المأمن في ديار المسلمين، كما أن قتل الأبرياء من المسلمين حرمه الله تعالى في سائر الشهور.. فكيف بمسلم أن يقدم على ارتكابه في شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك.. وقالوا :" هذا العمل يعد من الكبائر التي أمر الإسلام بتجنب الوقوع فيها أو المشاركة في ارتكابها كونها استهدفت أنفساً وأموالاً حرم الله الاعتداء عليها بقوله تعالى: " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق "، وهو تحريم بمقتضى الخلق، بغض النظر عن دين أو جنس أو لون أو موطن. وأوضحوا أن العاملين في السفارة الأمريكية ينتمون إلى دولة بيننا وبينها عهد، ودماؤهم وأموالهم معصومة بذلك العهد، وجميعهم دخلوا إلى أرض اليمن بموافقة من السلطة المختصة، وهم آمنون بأمان الله والدولة ولا يجوز لمواطن أن يعتدي عليهم .. وأكدوا أن الاعتداء على نفس معصومة اعتداء على البشرية جمعاء، عملاً بقوله تعالى: «من قتلَ نفساً بغير نفسٍ فكأنما قتلَ الناسَ جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»... وأشاروا إلى أن هذه العملية وأمثالها لا تعدّ جهاداً في سبيل الله، بل جرائم تغضب الله تعالى، وتُوجب عقاب مرتكبيها. كما أكد الخطباء أن من قاموا بتفجير أنفسهم في هذه العملية وأمثالها عاصون لله، مستحقون لعقابه، لأنهم قاموا بقتل أنفسهم... «من قتلَ نفسه بشيء عُذّبَ به يوم القيامة»، حديث شريف. وأشار الخطباء إلى أهمية التوعية السليمة بتعاليم الدين الإسلامي البعيد كل البعد عن الغلو والتطرف والإرهاب، وأهمية تربية الأبناء التربية الصالحة... مشددين على أهمية تكاتف كافة الجهود الوطنية لمواجهة مثل هذه الأعمال التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والإضرار بمصالح الوطن وعلاقاته الخارجية، وتسيء إلى ديننا الإسلامي الحنيف.