صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ الأحمر الوحيد الذي رفض تصفية القاضي الارياني
قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 21 - 09 - 2008

لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
حينها اجتمع مجلس الجامعة العربية وكان مهتماً كثيراً بضرورة إيقاف اطلاق النار وإنهاء المشكلة بين اليمنيين، وصدرت قرارات إيجابية، وكان من أهم النشطاء في الاجتماع هو عبدالعزيز بوتفليقة وزيرخارجية الجزائر حينها، فهو من وضع النقاط والحل وكان ساعياً بين الطرفين،حيث حدثت تأزمات بين عبدالله الأصنج وزير خارجية الشمال ومحمد صالح مطيع وزير خارجية الجنوب بسبب المناكفات بينهما، واقترح الاجتماع بأن ينسحب الأصنج ومطيع، وعين للحوار لجنة برئاسة راشد محمد ثابت عن الجنوب وأحمد الرحومي عن الشمال، وتوصلت إلى قرارات إيجابية جيدة. وأقر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بضرورة لقاء الرئيسين، وقبلت الكويت بهذا القرار ورحبت باستضافة علي عبدالله صالح وعبدالفتاح إسماعيل وتكون وفدان كبيران من شخصيات هامة ، سواءً في الشمال أو الجنوب، وانحصر الحوار بين الرئيسين، وطالت الفترة لمدة نصف شهر، وكانت النتيجة إيجابية، وكان يشرف على هذا الحوار دولة الإمارات والشيخ جابر الأحمد مباشرة. وكانت النتيجة المتمثلة في النقاط الثمان بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح إسماعيل، وهي البداية الطيبة بين الشطرين وانتهاء القتال والتحركات العسكرية من الطرفين سواء من الجبهة الوطنية الديمقراطية والوحدات المسلحة للشطر الجنوبي أو من القوات المسلحة والمقاومة الإسلامية في حينه، التي كانت تتبع الجمعية العلمية في المناطق الوسطى، وبدأ المسار الطبيعي لتحقيق الوحدة.
ماهي أبرز النقاط الثمان التي تمخضت عن قمة الكويت؟
كان من أهمها أن لارفع للسلاح بين الشطرين مهما تباعدت الآراء واختلفت وجهات النظر، وضرورة تنشيط لجان الوحدة وأهمها اللجنة الدستورية، وما انتهت هذه اللجنة من عملها حتى بدأت خطوات الوحدة.
كيف كانت أجواء العلاقة بين أعضاء الوفدين في اجتماعات الكويت؟
كانت علاقة حميمية، كان مثلاً مجاهد أبو شوارب وصالح مصلح لايفترقان، والشيخ سنان أبو لحوم كان مرحباً به من قبل الإخوان الجنوبيين بشكل كبير، كانوا يتناولون الغداء مع بعض ويخرجون ويسهرون مع بعض، وكانت اللقاءات ودية بين صالح وإسماعيل إلى أبعد الحدود، كانا يجتمعان منفردين من الثانية ظهراً إلى الثانية عشرة مساء.
هل كان هناك ثمة شعور بالنصر أو الهزيمة من هذا الطرف أو ذاك؟
لاشيء من هذا، كان هناك ترفع، والهزيمة لم تحصل لأحد وهذه الأفكار لم يكن محبذاً لها أن ترد أو تثار.
عاد الجانبان إلى قواعدهما، وحدثت تغييرات وبالذات إقالة عبدالفتاح إسماعيل بعد فترة، هل كانت القيادة الجنوبية غير راضية عن نتائج قمة الكويت؟
يقال والله يعلم، بالرغم من أن كافة مراكز القوى كانت موجودة في قمة الكويت وفي مقدمتها صالح مصلح، وقضية إقالة عبدالفتاح إسماعيل اعتقد ليست قضية اتفاقية الكويت فحسب، فهناك أشياء أهم وأكبر، وهذا يخص الإخوان في الحزب الاشتراكي لا أحب التحدث فيه.
بالمقابل هل كان الوضع طبيعياً في الشمال؟
قبل الناس هنا بالنتائج، وكان الرئيس صالح في حينه صاحب رأي قوي، والكل كان موجوداً، الشيخ سنان أبو لحوم، الشيخ مجاهد أبو شوارب ، كل مراكز القوى في الشمال كانت موجودة في قمة الكويت.
بحكم عملك في الكويت ومشاركتك في بعض جلسات القمة، ماالذي تتذكره من مواقف وطرائف حدثت بين الرجلين في تلك الفترة؟
كانت الجلسات تتخللها الكثير من النكات ، وكان عبدالفتاح إسماعيل يحب النكتة وعلي عبدالله صالح يجيد النكتة بأسلوبه المعروف وساعدت النكات على تلطيف وتليين النفوس، والأجواء. كانا يقفان في الممر لمدة 01 دقائق وأحياناً 51 دقيقة ويتبادلان خلالها النكات، وسرد بعض القضايا الجانبية، وكنت أسمع وأشاهد هذا أثناء تواجدي هناك. ولم أحضر الجلسات الثنائية إلا عندما كانا يريدان مني شيئاً معيناً، أما الاجتماعات الرسمية فكانت اجتماعين فقط أحدهما في الافتتاح والآخر في الاختتام.
الفصل الثامن عشر
حركة 13 يونيو وظهور الحمدي
كيف جاء ظهور الرئيس الحمدي وقيام حركة 31 يونيو؟
كان هناك طرفان، طرف يسعى للبناء والتنمية وتسوية العلاقة مع المملكة العربية السعودية وطرف بدأ يعد بهدوء وسرية تامة للتخلص من الرئيس عبدالرحمن الإرياني، الذي لايمكن باستمراره رئيساً أن يتحقق له مايطمح إليه في الداخل والخارج ، وظهر قليلاً وبهدوء في قرارات وتوصيات ضباط القوات المسلحة والأمن التي تضمنت سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالذات وترديها، وضرورة الإصلاح الشامل،ثم انتشرت تسريبات أخرى بأن الرئيس الإرياني أصبح مسناً وغير قادر على الاستمرار في الرئاسة، وظهرت الفلاشات بعد زيارة الرئيس عبدالرحمن الإرياني غير المريحة للطرف الثاني الممثل في الشيخين عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبو لحوم ومن يتبعهما من سياسيين تقليديين وعسكريين.
مع أن الرئيس الإرياني كان يتمتع بعلاقة متينة ومرضية مع القوى الجديدة والصاعدة والمثقفة من حزبيين وغير حزبيين وكان يمثل ملتقى لجميع الأحزاب المثقفة والمختلفة، وكانت القوى الصاعدة والجديدة تجد في شخصه الأمان والاستقرار خاصة وأن له رضا شعبياً شاملاً باعتباره رجل الحكمة والتبصر والتأني، ويكره الاقتتال والدم.
هل كان خروج ضباط القوات المسلحة والأمن بالتسريبات عن حالة الرئيس عبدالرحمن الإرياني مقصودة؟
لم يكن للضباط في القوات المسلحة والأمن أي سوء نية تجاه الإرياني، كما لم يكن أحد يعلم نوايا الشيخين اللذين هما من أقوى المقربين إلى الرئيس عبدالرحمن الإرياني، ويعتبرهما من أصدق خلاصه وأعوانه، وكذلك الجماعة العسكرية القيادية التي أمن بوجودها على رأس القوات المسلحة والأمن من أي انقلابات عسكرية أو كثافة للقوى الحزبية، وكانت هذه الجماعة تعبر عن ولائها المطلق له، ممثلة بوحدات الاحتياطي العام والصاعقة والمدرعات.
هل استشرت للانضمام للمعدين للانقلاب على الرئيس الإرياني؟
أجري معي حوار بهذا الشأن من قبل شخصيتين عزيزتين ومهمتين لالتحاقي بالتنظيم المعد للحركة، وفي إحدى الجلسات معهما تبين لي أن قوى خارجية تقف وراء هذه الحركة، وبعدها بين لي العقيد حسين المسوري الذي نفته الحركة وعينته سفيراً في القاهرة بأن الدكتور عبدالكريم الإرياني، ابن أخ الرئيس الإرياني قبل الحركة بيومين تقريباً كان في لقاء مع القائم بالأعمال الأمريكي، وأنه أي الدكتور عبدالكريم كان على علم بالحركة ضد عمه. وفي آخر لقاء بالأخوين أبلغتهما بأن القاضي عبدالرحمن الإرياني لايحتاج تغييره إلى هذه التجهيزات السياسية والتنظيمية والعسكرية، وأنني شخصياً مستعد لإقناعه بالاستقالة والبقاء في بيته أو ترحيله إلى البلد العربي الذي يرغب فيه،وذلك لحسن علاقتي به من قبل أن يستلم السلطة، أي من مؤتمر عمران، إلا أن هذا الرأي لم يعجب المعدين للحركة، وحينها قدمت استقالتي من الأركان وعينت ملحقاً عسكرياً في موسكو، وقد صارحت الإخوان بعدم رغبتي في الانضمام للحركة. بعد فترة تصاعدت حساسية بين الرئيس الإرياني عبدالرحمن والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، مما تسبب باستقالة الرئيس الإرياني وسفره إلى سوريا، فتبعه وفد كبير من مختلف الشرائح، على رأسه المقدم إبراهيم الحمدي نائب القائد العام، والذي كان يمثل هذا الوفد عملية ضمانة وهمية للقاضي الإرياني فتمكنوا من إقناعه بسحب الاستقالة وتنفيذ كل شروطه وأنه سيعود بعد مشاركته في مؤتمر القمة الذي سيعقد بالجزائر.
وقد وصلت مع السفير حسين الدفعي من موسكو نحمل رسالة شفهية من رئيس مجلس الوزراء الكسي كوسيجين ومن وزير الدفاع المارشال جريشكو إلى شخص الرئيس عبدالرحمن الإرياني تنصحه بضرورة البقاء بالرئاسة ، وأن هناك مؤامرة خارجية تمس سيادة اليمن وتزعزع الأمن بالمنطقة وأمن البحر الأحمر، وهذا شيء يعتبره السوفييت مهماً بالنسبة لهم.
وتعهد السوفييت بدعم الإرياني وقالوا له إنهم وافقوا على إرسال الصفقة العسكرية التي عقدها معهم عند زيارته لموسكو عام 0791، وسلموا لنا، أي السفير الدفعي وأنا نص الاتفاقية لنسلمها له شخصياً، وقالوا له في الرسالة إنهم يعتبرونه صديقاً للاتحاد السوفيتي، فارتاح الرئيس عبدالرحمن لهذا الموقف واقتنع بالاستمرار. وقد قمت مع السفير حسين الدفعي بمقابلة الرئيس حافظ الأسد وشرحنا له الموقف بالتفصيل وطلبنا منه لما يربطه بالرئيس عبدالرحمن الإرياني من علاقة شخصية طيبة إقناعه بالاستمرار سلامة لأمن واستقرار سيادة اليمن. وبالفعل قام بما طلبنا منه وسافر مع الرئيس عبدالرحمن الإرياني على طائرة واحدة للمشاركة في مؤتمر القمة بالجزائر.
لكن الأمور في صنعاء كانت مختلفة، بخاصة لجهة الطرف المنادي بإقالة الرئيس الإرياني؛ فقد كان من الواضح أنه يعد عدته للإطاحة بالرئيس؟
نعم، فبعد وقت لم يدم طويلاً نفد صبر قوى التغيير فترك الشيخ عبدالله صنعاء وقدم الرئيس الإرياني استقالته من رئاسة الجمهورية، وقدم الشيخ الأحمر استقالته من رئاسة مجلس الشورى وكذلك فعل الشيخ سنان أبو لحوم الذي قدم استقالته كمحافظ للحديدة إلى المقدم إبراهيم الحمدي نائب القائد العام، حيث أصبحت القوات المسلحة هي الشرعية بعد الاستقالتين للرئيسين القاضي عبدالرحمن الإرياني والشيخ عبدالله الأحمر. ولعدم وجود القائد العام ورئيس الأركان العقيدين محمد الإرياني وحسين المسوري ومحمد أحمد نعمان في مهمة إلى العراق وغيرها من البلدان تمت الحركة وهم خارج اليمن، حيث أعلنت حالة الطوارئ والاستنفار في القوات المسلحة والأمن، وتشكل مجلس قيادة من 51 عضواً تقريباً على رأسهم المقدم إبراهيم الحمدي نائب القائد العام، وغادر القاضي عبدالرحمن الإرياني صنعاء في جو مشحون بالتوتر إلى مدينة تعز، ومنها غادر إلى دمشق، حيث ودع رسمياً من قبل رئيس مجلس القيادة المقدم إبراهيم الحمدي والدكتور حسن محمد مكي وأعضاء مجلس الوزراء وكبار القادة السياسيين.
وباستقالة الرئيس عبدالرحمن الإرياني أصبح المجلس ملغياً تقريباً، وكذا استقالة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كانت تعني تجميد مجلس الشورى، وكان من أبرز أعضاء مجلس القيادة الأستاذ محسن العيني الذي كان سفيراً بلندن قبل الحركة، والذي كان يعتبره القاضي عبدالرحمن الإرياني ابناً له؛ فقد شكل حكومة برئاسته بدلاً عن حكومة حسن محمد مكي الذي عين مديراً لجامعة صنعاء. وكان المقدم يحيى المتوكل قبل الحركة سفيراً بالقاهرة وأنا بموسكو عند سماعي بخبر الحركة وعلمي بخلفياتها وأسبابها، وبعثت ببرقية للشيخين عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبو لحوم أبلغتهما فيها أنهما خسرا القاضي عبدالرحمن الإرياني واستعجالهما بتكليف المقدم إبراهيم الحمدي لرئاسة مجلس القيادة.
ونظراً لأن هذه البرقية عرضت على المقدم إبراهيم الحمدي وأعضاء المجلس، فبعد أسابيع وصلت إلى السفير حسين الدفعي برقية تهديد ووعيد موقعة من المقدم أحمد الغشمي عضو مجلس القيادة يقول لي فيها إن القيادة تتابع تحركاتي ونشاطي، وأنه إذا لم أتوقف ستتخذ ضدي العقوبات الصارمة. وعندما عدت حجزت مع عائلتي وأولادي في مطار صنعاء لمدة 6 ساعات، ثم أتاني المقدم محمد خميس ليفرج عني بنفسه، وأكد لي أن لاصلة له بالحادث وأن أوامر خاصة من المقدم إبراهيم الحمدي صدرت مباشرة إلى المسؤول الأمني بالمطار للإفراج عني. بعدها كانت لي لقاءات ودية وأخوية مع رئيس مجلس القيادة وعرض علي عدة أعمال بالداخل والخارج، إلا أنني ظللت عند موقفي الذي يعلم به قبل قيام الحركة وظللنا على علاقة مستمرة خاصة بعد أن تغيرت استراتيجيته وقناعته ومضى في خط جديد للحركة.
على أي أساس بنيت موقفك في رسالتك للشيخين؟
من معرفتي بخلفية وخفايا حركة 31 يونيو 47، والنشاط الخارجي ورؤية الجوار لأوضاع اليمن حاضراً ومستقبلاً.
لكن لم يكن ذلك تشكيكاً بوطنية الحمدي؟
لا، أبداً، فقد كنت أشعر أنهم حملوا الحمدي عبئاً ثقيلاً، وكنت أشعر في داخلي أو هكذا أتصور أن الحمدي لن يستمر معهم في المسار إلى نهايته وهم لن يتركوه.
الموقف الدولي
هل نستطيع القول إن اللعبة الدولية بدأت في تلك اللحظة، لاحظنا من خلال حديثك أن السوفييت كانوا يحثون القاضي الإرياني على البقاء في منصبه، أين كان يكمن الصراع وأين كانت مصالح السوفييت في عدم مغادرة الإرياني؟
كان السوفييت يرون في بقاء القاضي الإرياني ضمانة لاستقرار الأمن في اليمن، وأن تبعية اليمن للخارج لن تتم في عهده، وأنه صديق أمين وشخصية وطنية ومؤمن بالاستقلالية لبلده وسيادة القرار الذي تتخذه قيادة هذا البلد، وكانوا يعتبرونه صديقاً للاتحاد السوفيتي. وأتذكر أن رئيس الوزراء السوفيتي الكسي كوسيجين قال:” أبلغوا القاضي الإرياني أنه في قائمة أصدقاء الاتحاد السوفيتي”، وكانت قضايا البحر الأحمر والقرن الافريقي في حسبان السوفييت في تلك الأيام.
لكن ماذا عمل السوفييت لتأمين بقاء الإرياني؟
لقد أفرجوا عن صفقة الأسلحة التي عقدها القاضي الإرياني عام 0791 من دبابات ومدفعية وصواريخ، وهي الصفقة التي أوقفت عندما حصل القتال بين شطري اليمن عام 27، أرسلوا صفقة الأسلحة كلها، وسمعنا من المارشال جريشكو رغبة في بناء وحدة عسكرية قوية تتمثل في الحرس الجمهوري لمجابهة القوى الأخرى ممثلة بالاحتياطي العام، كما وعد السوفييت الإرياني بالدعم السياسي والمادي.
ألا تجد هذا الموقف للاتحاد السوفيتي متناقضاً خاصة وأنه كان حليفاً للجنوب؟
السوفييت بدأوا ينشطون مع الإخوان في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حينها، وحثوا الجنوب على ضرورة التعاون مع القاضي الإرياني بحيث لايتيحوا فرصة لأي انقلاب أو أية حركة لتغييره، وكان موقف الجنوب فيما بعد جيداً ومسانداً للإرياني.
كيف نجد هذا الموقف؟
لم تنشب المعارك فيما بعد بين الشمال والجنوب إلا بعد غياب القاضي الإرياني، وقد كان الوحيد الذي وافق من القيادة السياسية على اتفاقية القاهرة المبرمة بين محسن العيني وعلي ناصر محمد بعد حرب 27، وعمل بموجبها، فيما كان الكل رافضاً لذلك، وطالبوا بإقالة العيني وأقيل فعلاً من رئاسة الحكومة، كما دعم الإرياني اتفاقية القاهرة وبيان طرابلس بينه وبين الرئيس سالم ربيع علي«سالمين» بواسطة العقيد معمر القذافي.
لكن كانت قيادة الجنوب تعتبر حركة 5 نوفمبر حركة رجعية، ماالذي تغير في فكر هذه القيادة حتى وصلت إلى دعم الإرياني؟
بين حركة 5 نوفمبر 76 وعام 47 سنوات كثيرة، حدثت خلالها تغيرات كبيرة جداً، وأوجدت تقارباً بين الإرياني والقيادة في الجنوب، خاصة بعد حرب 27.
قلت إنه كانت هناك محاولات صامتة لانقلاب داخلي على الرئيس الإرياني، كيف نفهم هذه التحركات ضد الإرياني؟
سبق وأن نبهت عبدالسلام صبرة الذي كان على علاقة جيدة بالقاضي الإرياني بمثل هذه التحركات، وقد نبهه فعلاً بوجود مخطط، كان صبرة يعتقد بوجود لعبة من الخارج من خلال عناصره في صفوف بعض القوى. كان البعض يتصور أنه بإبعاد الإرياني ستهدأ المعركة وينتهي قلق القوى الخارجية التي لاتطمئن للإرياني، بحكم الموقف السيادي والاستقلالي وسياسة حسن الجوار مع الآخرين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
البيانات التي كانت تصدر ضد الإرياني هل كانت تصدر في فترة الحصار؟
لايوجد شيء ضد الإرياني أثناء الحصار، الناس كانوا مترفعين عن البيانات.
الفصل التاسع عشر
القطيعة مع الإرياني
لماذا برأيك حدثت القطيعة بين الإرياني والشيخ الأحمر وسنان أبو لحوم ومناصرتهما الحمدي؟
كان المشايخ يتصورون أن عبدالرحمن الإرياني سيكون شيئاً مفيداً لهم وبالذات بعد التسوية والمصالحة بين اليمنيين واعتراف السعودية بالجمهورية اليمنية؛ فوجدوا في موقف الإرياني مالايحقق لهم أمانيهم وأهدافهم و تطلعاتهم المستقبلية ليمن مابعد التسوية والاعتراف السعودي .
وكانت لديهم أشياء كثيرة، كما كانوا منسقين ماقبل التسوية والاعتراف السعودي ولهم علاقات واتصالات وميزانيات وزيارات سرية ولقاءات في بلدان عربية وغير عربية، أي أن مصالح كبيرة جداً بدأت تبرز في تلك الفترة، وكان الإرياني يمثل عقبة أمام هذه المصالح، ولك أن تندهش إذا ماعرفت أن الرئيس عبدالرحمن الإرياني عندما خرج من السلطة لم يكن معه حتى 001 دولار.
ماذا تتذكر عن ليلة الانقلاب على القاضي الإرياني، كيف بدت صنعاء في تلك الليلة؟
لم أكن هنا، كنت في موسكو.
ألم تصلك أية أنباء عن كيفية وقوع الانقلاب؟
الذي علمته فيما بعد أنه حدث توتر عسكري شديد، والله أعلم لاأدري، كانت ثمة نية للتخلص جسدياً من القاضي الإرياني، كما تم التخلص من رئيس بنجلاديش مجيب الرحمن، كان هناك تفكير بأن يتم التخلص من القاضي الإرياني كونه من أهم الشخصيات في العائلة. وكان المكلف بالتخلص من الإرياني هو أحمد الغشمي، إلا أنه، وكماقال هو شخصياً اعذروني لا أقدر على تحمل هذا الشيء لأني لم التق الإرياني، كان هو دائماً في ظل المقدم محمدأبو لحوم وفي «كتيبته الثانية مدرع» ولايعرف بيت الإرياني، إلا أن عبدالله بن حسين الأحمر كان الوحيد الذي رفض تصفية الإرياني كما يقال، وكانت حجة الأحمر أن الإرياني شخص مسن، وهو والد الجميع وقد وقف مع الثورة والجمهورية ومع المشايخ، وأن مايهم هو خروجه لكن من دون أن يقتل، كما رفض مس أي فرد من أفراد أسرته بشيء، فقد كان يعلم أن هناك طرفاً آخر متحاملً كثيراً على بيت الإرياني.
من كان الطرف الآخر؟
كان يمثله بيت أبو لحوم كما يقال والله أعلم؛ فلست مشاركاً ولاموجوداً، وهذه معلومات سمعت بعضها من أحمد الغشمي وبعضها من المقدم يحيى المتوكل الذي حمى القاضي علي بن يحيى الإرياني من محاولة الإعدام.
دور القوى السياسية
كيف تعاملت القوى السياسية مع الحركة؟
رحبت كل القوى الوطنية والثورية بالرئيس الجديد وتعاونت معه، بخاصة بعد أن تمكن من التخلص من مراكز قوى الحركة الذين غادروا صنعاء إلى قبائلهم واشتدت الحملات الإعلامية ضدهم وتمكن من محاصرتهم ومضايقتهم داخل قبائلهم كما أقال بقية أعضاء مجلس القيادة ، فأعفي الأستاذ محسن العيني من عضوية المجلس ورئاسة الحكومة وكلف الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني بتشكيلها، والذي كان يعمل محافظاً للبنك المركزي، وأوصى به خلفاً للأستاذ محسن العيني المقدم يحيى المتوكل الذي أقيل فيما بعد من جميع مناصبه أيضاً، كما أقيل العقيد مجاهد أبو شوارب من منصب نائب القائد العام، وكذلك المقدم علي أبو لحوم والمقدم محمد أبو لحوم والمقدم درهم أبو لحوم، ولم يبق بجانب الرئيس إبراهيم الحمدي سوى المقدم أحمد الغشمي الذي حظي بثقة الرئيس إلى أبعد حد، والرائد علي قناف زهرة والرائد عبدالله عبدالعالم، وجميعهم على رأس وحدات قوية وفعالة.
وخلت المساحة للرئيس إبراهيم الحمدي وتمكن من الوصول إلى العمق الجماهيري وحشده للمضي في طريق الثورة، وكان في مقدمة ماتحقق تحريك وتنشيط الحركة التعاونية التي حققت الكثير من الإنجازات؛ فأصبحت تجربة فريدة في الوطن العربي، كما أنشئت لجنة للتصحيح المالي والإداري وأشياء كثيرة في مجالات مختلفة، إلا أن الصراعات لم تقف بينه وبين القوى التي تخلص منها، ففوجئ الشعب وجميع القوى بنبأ مقتله الذي يعتبر صفحة سوداء في تاريخ اليمن المعاصر.
لفت انتباهي تقييم الاتحاد الوطني للقوى الثورية الذي قال إن حركة 31 يونيو عبارة عن انقلاب مستورد من الخارج، كيف تفسر ذلك، لماذا حكمتم على الحركة بأنها عبارة عن انقلاب مستورد من الخارج؟
جاء الحكم على الحركة بهذا الوصف من خلال الممارسات التي لمسناها قبل قيام الحركة والتعرف والاطلاع على خفايا الأمور ومايجري في الكواليس، ومايتم من تحركات ونشاطات وزيارات سرية للخارج وحوارات مع بعض القوى المهمة على الساحة سواءً أكانت قبلية ومشيخية أو مدنية أو عسكرية، حيث تبين أن هذه الحركة ليست يمنية خالصة ولاتقصد الإصلاح، وإنما كانت تقصد التخلص من الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني ليسهل تحقيق الأجندة التي كانت مرسومة.
وماأفزع هذه القوى المعدة لحركة 31 يونيو هو موقف الإرياني من تجديد اتفاقية 4391 الذي وقعه القاضي عبدالله الحجري رئيس الوزراء حينها والأستاذ محمد أحمد نعمان وزير الخارجية والعقيد حسين المسوري، ورفضه لهذا التجديد لمدة 02 عاماً وتجميده ولم يرفع اتفاقية التجديد للتصديق في مجلس الشورى، وكانت سبب الخلاف بينه وبين الحجري، هذا عامل من العوامل التي دفعت بالقوى المعدة للحركة إلى ضرورة الاستغناء عن القاضي الإرياني وأنه لن يتحقق أي شيء مما تريده هذه القوى في علاقتها مع السعودية؛ في ظل وجود الإرياني على رأس السلطة.
الخصوم والأصدقاء
كيف توزع الأصدقاء والخصوم في ليلة حركة 31 يونيو 47، أين كان يقف كل طرف؟، كيف بدأت التحالفات، من كان مع الحمدي ومن كان ضده؟
في البداية كان الكل يداً واحدة مع الحمدي، كل المشايخ أيدوا حركته، لأن القوى السياسية التي التفت حول الحمدي عرفت اللعبة، والحمدي كان متفاهماً مع الإرياني حتى قبل مغادرة الأخير لصنعاء، إذ اختلى بالحمدي لمدة 4 ساعات وأسمعه الكثير من النصائح، وكان الحمدي يعطف على القاضي الإرياني ويحترمه إلى أبعد الحدود ويزوره كلما يصل دمشق وعلى اتصال مستمر معه ويلجأ إليه في الكثير من القضايا.
إبراهيم الحمدي لم يكن معادياً للقاضي الإرياني قط، كما قال هو«لبسوني قميصاً لن أخلعه، غيروا اسم مجلس القيادة ثم قالوا،لا، كن وزير دفاع ليجلس محسن العيني بدلاً عنك رئيساً لمجلس القيادة».
يعني أن الحمدي تمسك بالسلطة؟
كان ذلك من حقه.
عندماوضع إبراهيم الحمدي على سدة الحكم، هل كان تكتيكاً مؤقتاً من بعض المشايخ أم ماذا؟
كانوا يطلبون منه أن يظل رئيساً لمجلس القيادة فقط ويترك وزارة الدفاع والقيادة العامة لمجاهد أبو شوارب أو علي أبو لحوم، ليبقوا ممسكين بالجيش، حينها قال«قميص ألبسوني إياه ولن أخلعه».
من كان في القيادة عندما اختير الحمدي رئيساً؟
عبدالله عبدالعالم ويحيى المتوكل، وكان المتوكل من أبرز أعضاء مجلس القيادة، كان الشخص الثاني أو الثالث، وله دور كبير في الحركة داخلياً وخارجياً، وكان في القيادة أيضاً مجاهد أبو شوارب ، علي قناف زهرة، حمود بيدر، علي النعامي وآخرون، كان مجلس القيادة يتكون من 51 عضواً تقريباً.
كيف تعامل مشايخ القبائل مع الرئيس الجديد؟
لم يتمكنوا من احتوائه، كان ذكياً في تعامله مع المشايخ، وكان على علاقة جيدة مع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بالذات، وقد جارى مراكز القوى حتى تمكن من إبعادها والقضاء عليها والتحرر منها،وتكونت لديه قوى أكبر على مستوى الجيش والجماهير أيضاً، وخطا خطواته للإمساك بزمام الأمور في تلك الفترة العصيبة من تاريخ البلاد.
ماالذي ساعد الحمدي على البقاء في السلطة، هل هي شعبيته أم ذكاؤه السياسي أم ماذا؟
الحمدي كان فاهماً ومجرباً من عام 26 حتى 31 يونيو 47، كان ذكياً ومثقفاً وسياسياً ماهراً.
لكن الكثير من أصدقائه تخلوا عنه أو هو تخلى عنهم؟
كان إبراهيم الحمدي ناضجاً رغم الحساسية والشك بمن حوله وهذه كانت نقطة ضعفه.
لكنه ينتقد لتخليه عن أقرب أصدقائه مثل أحمد دهمش ويحيى المتوكل؟
لم يتخل عن أصدقائه ولا أحد منهم تخلى عنه، هو وأصدقاؤه أطيح بهم، أما بالنسبة لأحمد دهمش فلا أعرف ماذا كان وراء رسالته التي بعث بها إلى صديقه الرئيس إبراهيم الحمدي والتي قال له فيها:«كنا نعتبرك سيفاً من ذهب فإذا أنت سيف من خشب»، وكان دهمش في موقع قوى ويعتبر الشخصية الثانية في حركة 31 يونيو بعد الحمدي، أما يحيى المتوكل فلم يكن على صداقة استراتيجية ومبدئية مع الحمدي.
الحمدي والقبائل
ماالذي كالب الخصوم على الحمدي في الفترة من 47 حتى 77، وماالذي أدى إلى الانقلاب عليه؟
كانت مواقفه هي وراء تكالب الخصوم عليه، لقد اتخذ الحمدي رحمه الله قرارات غير عادية، فقد خرج عن الخط الذي كانت تسير عليه حركة 31 يونيو، واختط خطاً طبيعياً مكملاً لمسار الثورة.
متى بدأت ملامح عودة الحمدي عن الاتفاق مع القبائل والمشايخ إلى أحضان الثورة؟
بعد فترة وجيزة من قيام الحركة، وهو في حقيقة الأمر لم يطور العلاقة معهم كثيراً.
هل كانت للحمدي ارتباطات حزبية، هل كان ناصرياً؟
تارة كانوا يقولون إنه مع حركة القوميين العرب وتارة مع الناصريين، والناصرية لم تكن تنظيماً في تلك الفترة. كنا أنا والحمدي أصدقاء وزملاء عندما كان هو في المدرسة التحضيرية، وجاء إلى الثانوية وكنا زملاء في كلية الطيران خلال فترة بقائه فيها لمدة 6 أشهر تقريباً، وكنا نتبادل الكتب، ولم أعرف أن إبراهيم الحمدي كان متحزباً، لكن كانت لديه نزعة قومية من خلال تأثره بعبدالناصر وخطاباته، ثم إن الناصريين في اليمن لم ينشئوا تنظيماً لهم إلا بعد الوحدة، إلا إذا كانوا مرتبطين سراً فهذا شيء آخر.
وردت معلومات أنه كان يحضر اجتماعات للتنظيم الناصري؟
هذا ممكن، فهذا عمل حزبي سري لاأحد يستطيع أن يصل إلى خفاياه.
ماالذي يميز الحمدي برأيك من خلال صلتك به وعلاقة الزمالة في المدرسة؟ ماالذي كان يميزه عن غيره؟
ذكاؤه وجرأته، فهو من عائلة دينية؛ فقد كان أبوه حاكم ذمار، وقريباً من الإمام أحمد، كان محمد الحمدي رجلاً ورعاً وحاكماً طيباً.*يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.