بشير يحيى المصقري «العيد عيد العافية» مثل شعبي يحمل دلالات واسعة والمتمعن فيه سيجد نعمة عظيمة من نعم الخالق وهي نعمة العافية وياترى ماهي قيمة العيد وهو له فرحة عند من يفتقد هذه النعمة ولو كان ممن لديهم ملك قارون كما يقال، والملاحظ أن مثلاً كهذا لايتردد في مجتمعات الفقر وبيوت المعدمين بل أعتقد أنه نشأ بين ظهر انيهم ونبت في ردهاتهم لكن الرضا بما قسم الله أمر عظيم عظمة العافية نفسها ثم إن الرزق بيد الله وحده يؤتيه من يشاء بلا منّة واحتساب. وبالحديث عن العيد هو مناسبة دينية شُرعت لإفراح الصائم العابد الزاهد من استغل رمضان وعمره بالطاعات واهتم بالعبادات ويتضح ذلك من خلال اسمه «عيد الفطر» أما اللافت فعلاً ذلك التغيير في مفاهيمه كمناسبة إسلامية فتبدل من المقصد الديني إلى فعل دنيوي محض وعلى سبيل المثال صلاة العيد والتطيب ولبس أفضل الملابس وزيارة الأرحام والأقارب وتبادل التهاني وكل المآثر التي تكرس الإحسان من اركان العيد ورغم أن هناك الكثير من الأسر التي تقيم طقوس ومشاعر العيد وفق المحددات الدينية إلا أن هناك من يقيمه على الطريقة الدنيوية وبمنأى عن مشروعيته وسنته من خلال الاهتمام بالهوامش واهمال الأساسيات من أركانه التي ذكرتها آنفاً وهذه الهوامش بمثابة سلوكيات دخيلة ليست من ثقافة العيد ،كما أنها مظاهر سيئة ومنبوذة ومنها هم الشباب باقتناء ملابس تناقض القيم تتبعاً للموضة إضافة إلى استخدام مايخص النساء لتحسين الوجه وكذا طرق حلاقة الشعر وتسخير يوم العيد كله للبحشامة وتخزينة لوما يقتلب واو.. وفي المساء سهر ودردشة وهات يانوم حتى ظهيرة اليوم التالي وهكذا حتى تتعطل الجيوب ويراودهم الحراف وبعدها يعيشون وفق مبدأ العيد عيد العافية ظاهرة عيدية أخرى تحدث في عيد الفطر ،حيث يتسبب البعض بمشاكل صحية لنفسه يمكن تفاديها فما إن يبزغ صبح العيد حتى تسير المعدة مقلباً للأطعمة والمشروبات قرط ودقوق وفي الظهيرة تندع المعدة لصاصة بنت كلب أو في المستوصف أو أقرب عيادة يكون لسان الحال العيد عيد العافية!! أما ثالث هذه الأثافي ظاهرة عيدية أكثر ايلاماً لها انعكاسات خطيرة تمزق الروابط الاجتماعية وتؤدي إلى عواقب وخيمة كالمباهاة ، والمباهاة صفة نسائية خالصة ففي تفرطة العيد تقيم بعض نساء الميسورين مؤتمرات للفشر وندوات للزنط والهنجمة بالمجوهرات والملابس والقات الفاخر ومشروبات الطاقة والشيشة والمداعة ووو..... الخ دون مراعاة لمشاعر النساء المعدمات وزوجات الفقراء وكل دخل رجلها محدود وما إن يعدن إلى بيوتهن يصطحبن الخلافات معهن ولأن المرأة ناقصة عقل ودين «إلا من رحم ربي منهن» تعود من التفرطة ملغومة مفخخة جاهزة وما إن تدخل بيتها حتى تنفجر أمام الزوج والمسكين مش ناقص نخيط زوجته يلقمها ماتيسر وابليس موجود مايقصر فتترك له البيت والأطفال سالكة أقرب طريق إلى منزل والدها وبمرور الوقت تهدأ وتحس أنها ضيف ثقيل على أهلها فتردد بصمتٍ في قرارة نفسها وبندم «العيد عيد العافية» والله انها كلمة. وأخيراً ومن خلال هذه الاطلالة العيدية لا أنسى أن اهدي أسمى التهاني القلبية الحارة لكل من سبق أن بعث لي تهاني عبر ال sms بمناسبة حلول شهر رمضان ولكل من سيبعث لي sms بمناسبة العيد والمعذرة عن عدم الرد برسائل الجوال لأن عيد أخوكم كاتب هذه السطور عيد العافية واللبيب يفهم!.