قال وزير التعليم العالي و البحث العلمي الدكتور صالح باصرة : إن التعليم العام والجامعي بشكل خاص حظى باهتمام بالغ منذ بزوغ فجر الثورة في ال26 من سبتمبر 1962م، باعتباره مفتاح التنمية لتطور أي مجتمع كان، حيث وصل عدد الملتحقين بالجامعات الحكومية إلى ما يقارب 200 ألف طالب وطالبة . و أوضح باصرة في حديثه لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الحكومات المتعاقبة اهتمت بالتعليم للقضاء على التخلف والأمية التي كان يعيشها اليمن آنذاك، فقد تم في عام 1970م ميلاد أول جامعة في صنعاء فيما كان يسمى بالشطر الشمالي، تضم في ذاك الوقت كليتي التربية والشريعة والقانون، وفي نفس ميلاد جامعة صنعاء أنشئت كلية التربية العليا كنواة أولى لجامعة عدن فيما كان يسمى بالشطر الجنوبي آنذاك . مضيفاً انه منذ تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عام 1978م زمام الحكم شهدت جامعة صنعاء توسعاً مضطرداً في عدد الكليات فضلاً عن التوسع الجغرافي لها وإعداد الملتحقين بها . وأكد الوزير أنه تم في عام 1985م انشاء كلية التربية بتعز كأول فرع لجامعة صنعاء وإنشاء كلية التربية بالحديدة عام 1987م وكلية التربية بمحافظة إب عام 1988م وكلية التربية بحجة عام 1989م..وقد جاء التوسع في إنشاء كليات التربية في تلك المحافظات حسب الدكتور باصرة لتغطية احتياجات البلاد من الكوادر المؤهلة للعمل في الحقل التربوي الذي يعاني في ذاك الوقت من عجز كبير في إعداد معلمي التعليم الأساسي والثانوي . على نفس المستوى أشار وزير التعليم العالي الى أن جامعة عدن توسعت هى الأخرى لتضم في مكوناتها عدداً من الكليات الأخرى فضلاً عن افتتاح فروع لها في عدد من المحافظات الأخرى لافتاً الى ان التعليم الجامعي على مدى عشرين عاماً (1970-1990) قبل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، ظل مقصوراً على هاتين الجامعتين وكلياتهما في عدد من المحافظات ، والتي بلغت 19 فرعاً، حيث بلغ عدد الطلاب الملتحقين في عام 90م بكليات الجامعتين 39 ألفاً و 990 طالباً وطالبة، الى جانب ألف و73 يمنياً من أعضاء هيئة التدريس والذي وصل عددهم في عام 2007م الى خمسة آلاف و 34 عضواً بنسبة زيادة 369 بالمائة عما كان عليه العدد في 90م . و أرجع الوزير باصرة ذلك الى انشاء مؤسسات تعليمية اخرى تمثلت في تأسيس جامعات حكومية هى ( تعز , إب , الحديدة , ذمار , حضرموت للعلوم والتكنولوجيا , وعمران) والتي صاحبها افتتاح 76 كلية فضلاً عن جامعتي صنعاء وعدن وفروعهما . ورغم ذلك فإن التعليم الجامعي خلال السنوات الماضية من عمر الوحدة المباركة كما يفيد الدكتور باصرة لم يقتصر على الجانب الحكومي، بل فتح المجال للقطاع الخاص وفق ضوابط تشريعية وأنظمة وقوانين للمشاركة في تخفيف أعباء الدولة في هذا الجانب، حيث تم منح 15ترخيصاً منذ عام 93م تم بموجبها افتتاح 15 جامعة على مستوى الجمهورية تضم 55 كلية، مما أسهم في تخفيف الضغط على الجامعات الحكومية وأتاح الفرصة أمام عدد كبير من حاملي الثانوية لمواصلة الدراسة في مناطقهم وبين أهليهم وذويهم وخصوصاً الفتيات . وفي مجال البعثات والمنح الدراسية الجامعية والماجستير والدكتوراه فقد قامت اللجنة العليا للبعثات والمنح الدراسية، حسب باصرة بابتعاث حوالي خمسة آلاف و 867 طالباً وطالبة موزعين على 39 دولة شقيقة وصديقة و 350 طالباً وطالبة منح داخلية للطلاب الذين حولوا من منح خارجية إلى منح داخلية كما تم تخصيص 200منحة لأبناء المغتربين حيث أعطت الوزارة الأولوية للدول التي تتواجد بها جاليات يمنية كبيرة تصل الى مئات الآلاف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الشقيقة . وفي ختام حديثه أكد وزير التعليم العالي أن وزارته قد أنجزت 45 بالمائة من المصفوفة الحكومية والبرنامج الانتخابي لفخامة الاخ الرئيس للفترة ( اكتوبر 2006م- يوليو 2008م) فيما يخص تحديث وتطوير التعليم العالي بنيوياً وتشريعياً فضلاً عن اصدار لوائح تنفيذية منها لائحة قانون الجامعات الحكومية والأهلية والنظام الموحد للتعليم وغيرها ، الى جانب انشاء مركزي البحوث وتقنية معلومات التعليم العالي وربط الجامعات الحكومية بشبكة موحدة مع بعضها .