لم احزن كما حزنت بالأمس على مستوى الكرة اليمنية وتراجع مستواها على مستوى الهرم وعلى مستوى القاعدة معاً. ما شاهدناه من لقاء المنتخب الوطني للناشئين مع نظيره الماليزي كان محزناً للغاية، بل ودليلاً على أننا نحفز في صخر، ونحرث في بحر، وفي الأخير نجد النتائج من سنوات عجاف وجفاف مخيبة للآمال وللأمل اليمني في منتخبه الأمل. عندما أمسك اللاعب الصغير أحمد صادق بالكرة بيده داخل خط 81 دون أن يعلن حكم اللقاء عن خطأ أو وجود أي مبرر لذلك أدركت أن الفارق شاسع بين رياضة الاحتراف التي ينشدها العالم ورياضة الهواة التي يلعب بها لاعبو اليمن، بل حتى الهواة يفرقون كثيراً بين أبجديات الكرة، ويعرفون أخطاءها وقوانين اللعبة. أدركت أن البون شاسع بيننا وبين العالم الآخر في لعب الكرة، وأن ما نقدمه مجرد ضحك على الذقون وإهدار للأموال ولعب بالأوراق الممنوعة. لست ناقماً على لاعبينا الناشئين فهم فعلاً لم يستوعبوا الدرس إذا كان هناك درس بالفعل قدم لهم أو نصيحة تلقوها، ولكني أجد الفرق كبيراً بين لاعبي وناشئي الأمس ولاعبي وناشئي اليوم، لتكشف لنا موقعة ماليزيا أن بعبع منتخب الناشئين بات ممجوجاً ولم يستغله أحد بطريقة صحيحة، فالجميع ظل يعمل في الخفاء دون أن نعلم ماهي النتيجة، ولعلنا عرفنا الآن فقط ماهو سبب ابتعاث منتخب الناشئين إلى أوزباكستان دون أي مرافق إعلامي واحد مع البعثة الرياضية، وتجاهل هؤلاء أن العالم أصبح قرية واحدة وقناة «العراقية» و«الرياضية» السعودية و«سبأ» سينقلون اللقاءات. قالت زميلة لي تشاهد اللقاء في وكالة سبأ عندما أمسك «أحمد» بالكرة بيده فهؤلاء صعايدة، فيما تعالت ضحكات الوفد الإداري والتدريبي للماليزيين وهم يتابعون المشهد المحزن، الذي ينم عن جهل كروي ورياضي فظيع. وقال آخر: ياااااه كم الفرق كبير بين منتخب الأمل ومنتخب اليوم الذي كنا نتمنى أن يبعث الروح الكبيرة لمنتخب الناشئين المشارك بفنلندا 3002م ومنتخب نهائيات آسيا الأول والثاني. المشكلة في الحقيقة هي في التخطيط السليم لكرة القدم باليمن وفي استقدام مدربين وجهاز فني متقدر واختيار مناسب للاعبين وللإمكانيات.