جلال الأحمدي للطفلة الكبيرة هناك ....... الريح قاتمة يا صغيرتي الريح غاضبة هذا المساء اصعدي إلى صدري واختبئي خلف صدفاتي احتمي بابتسامتي من شتاء الذكرى وبرائحة قميصي من غدر المساء القطار قاب أنا ويدك الناعمة كفراشة تتشبث بوجهي لتحترق انصتي لعينيك واغسليني بدعائك آه لو تعلمين ما يدور فوق الرصيف وما تقوله الحجارة للطريق جدك العجوز ونظارته السميكة وشمسية كانت تنفح أنساً وعصا طالما طعن بها السماء كلنا تقاسم الآن ذات اللفافة البيضاء سيكون لزاماً عليك أن تهجري النوافذ لم يعد بإمكان الأغصان أن تتدلى لتستحم بأنفاسك ثمة ربيع قادم ليقطف وجنتيك القليل من الانتظار ورغوة العيد وكل يوم تسرقني من راحتيك الأيام تخترع عطراً جديداً وفستاناً من الوجوه الباهتة صغيرتي لا تجزعي لن يصيب جدك بعد الآن مكروه لن يصبح عجوزاً أكثر لن ينتظر من يقدم له الدواء جدك سيعود لأمه ليصبح شجرة كبيرة يعلق عليها الأطفال حكاياهم ويسترقون تحتها أحلامهم النجوم اليتيمة تتطلع إليك احمليها بين أكمامك وزّعيها على الفقراء لن يرافقك العجوز لوجع كثير سيكون البرد قارساً وأغنياتي ليست قريبة سيتساقط الحزن من كل غيمة ولن يحملك اللحن المرتعش الله وحده يرعاك وقبلة غرستها في مفرق عينيك الله وحده يرعاك 1/8/2008م