الفنانة الكبيرة فتحية الصغيرة - صاحبة الصوت الشجي الذي يدخل إلى شغاف القلب دون استئذان، فنانة مرهفة الاحساس، رقيقة المشاعر - غزيرة العطاء دون اسفاف أو ابتذال، أغانيها يترنم بها الناس من شتى الفئات العمرية، لأنها فنانة ناجحة وبليغة في الأداء وتعطي الأغنية مكانتها الفنية، كما هي قدمت أجمل وأكبر الأعمال الفنية بثقة واقتدار فني، كما وجده فيها الفنان والموسيقار الكبير أحمد بن أحمد قاسم، كما أيضاً هي وصلت إلى مستوى عال في الفن الذي أنصت له جمهور الفن، وكانت كل أغانيها لها وضعها في كثير من التعبيرات عند مستمعها من خلال أدائها الرائع والممتع بجمله الموسيقية، وقد اعطت مدلولاً واضحاً على مستوى فنها الذي يرهف له الوجدان ويشجي الآذان وانها فنانة مبدعة تألقت في دنيا الفن والطرب وخرجت بعذوبة صوتها إلى مستوى عال من الفن الذي تضاهي به كثيراً من الأصوات العربية إذا جاز لنا هذا التعبير، وهي تشدو بهذا الصوت طوال حياتها الفنية التي واكبت فيها كبار الفنانين الذين أمدوها وملكوها أجمل الكلمات والألحان في عصر العمالقة - عمالقة الفن اليمني، أمثال الفنان الكبير محمد عبده زيدي والفنان محمد سعد عبدالله والفنان محمد مرشد ناجي والعطروش.. وغيرهم. بدأت الصغيرة وهي صغيرة الفن «كما قال عنها الفنان عوض أحمد في كلمته التي قالها في السهرة» وتربعت عرش الطرب في سن نضوجها الفني وملأت فراغ مكتبات الفن الإذاعي والتلفزيوني بعشرات الأغاني الجميلة التي بلغ صداها على مر الأجيال والتي تتردد بين الحين والآخر من الإذاعة والتلفزيون. حقيقة هذه السهرة قد امتعت الكثير من جمهور الفن حيث جمعت فتحية الصغيرة بكبار المبدعين من الفنانين وهي سهرة معادة في القناة «يمانية» الفضائية وكان الاختيار والوقت موفقاً في هذه الإعادة من الليلة الثانية لعيد الفطر المبارك - وكانت هذه السهرة تذكاراً لزمن المبدعين وفن زمان - زمان العطاء الفني والحقيقي، الذي تميز بالكلمة الجميلة والأصالة في التعبير والألحان النادرة والصوت البليغ الذي يجعل مستمعها في حالة هدوء واسترخاء يعايش فيه زمن العمالقة - زمن أحمد قاسم وفتحية الصغيرة ومحمد عبده زيدي الذي غادرنا إلى رحاب الله.. ومن فقرات هذه السهرة كانت أغنية للزيدي نثر كلماتها وأبياتها، كاتبها وشاعرها الكبير والمتألق دوماً في عطاءاته الفنية والأدبية، الشاعر الكبير مصطفى خضر. هذه السهرة الجميلة والممتعة التي كان مقدمها المبدع عبدالله باكداده - مدير عام مكتب الثقافة بعدن، وكما أشرنا جمعت العديد من كبار الفنانين منهم الفنان عبدالكريم توفيق والفنان عوض أحمد والفنانة فتحية الصغيرة والفنانة أمل كعدل والشاعر مصطفى خضر.. وغيرهم من المبدعين. نأمل من قنواتنا الفضائية ان تقدم أعمالاً نموذجية يستمتع من خلالها الجمهور المشاهد، من مثل هذه السهرة التي خلدت كثيراً من المبدعين وذوي الأعمال الخالدة فيها أحلى الكلام وأرقاه وأرفعه مستوى بجمله الموسيقية والإبداع لحناً التي خلقها وصنعها كبار فنانينا. والأجمل في السهرة ظهور النجمتين الموهوبتين اللامعتين اللتين قدمتا أجمل وأروع مافي الغناء اليمني.