وحيد يناجي صادحات الحدائق بأشعاره الغرّ الرقاق الروائقِ نأى غير راضٍ فاستطاب بعاده وقد يجد السلوى فؤادُ المفارق على وجهه سيماء لهثان ضائع وفي مقلتيه سهد ولهانَ خافق وفي يده عود يئن وتينهُ أنين مشُوقٍ خاسر البث عاشق تخلت بلاد عنه عاش يحبها وأهل أصابوه بقطع العلائق وأنكر أخدانٌ صلاتٍ عزيزة كأنْ لم تكن أحلى الشباب الغرانق ومن يَخْبَرِ الدنيا يجد أن خيرها إذا كان خيرٌ ما لشر الخلائق أقول لهم ماذا أتى من جناية فما مثل هذا من رجال السوابق فمن قائلٍ... آثامه فوق سارق وقاطع طُرْقٍ في البلاد ومارق فعدت إليه سائلاً كيف حالُه فقال: أنا يا صاح غير منافق فكل ذنوبي عندهم أنني فتى أجيء إليهم دائمًا بالحقائق