أدهشني أن أقرأ للزميل مطر الفتيح في عموده «رسائل» المنشور في ملحق «ملاعب» أنه يتفق مع الزميل زيد النهاري على أن فريق الصقر يفتقر إلى الإدارة، وبحسب علمي أنه يقصد إدارة الفريق وليس إدارة النادي لهذا حشرت أنفي في تفاصيل «الرسائل» وهاتفت الأخ زيد «الذي كان قد قدم استقالته من الصقر وطلق الرياضة إلى غير رجعة» لأساله عن دواعي عودته للحديث عن الصقر ثم وهو الأهم لأطمئن على أن الصقر بخير!! زيد الذي قال في بادىء الأمر أنه لم يكن قد قرأ ملحق «ملاعب» ثم وبعد قراءاته أوضح لي أنه بالفعل دار بينه وبين مطر حوار حول الصقر قبل تقديمه الاستقالة وبالتحديد يوم كان الجميع يتهمونه بجملة اتهامات، منها على سبيل المثال وليس الحصر أن زيد وراء اخفاقات الصقر!! قال زيد أنه التقى مطر قبل فترة طويلة ليصحح له بعض المعلومات على اعتبار أن مطر كان واحداً ممن هاجموه وأنه في ذات الوقت تمنى أن يكون لفريق الصقر إدارة محترفة ترعى شئونه بمنهجية خاصة وأن الفريق كان يومها يمر بظروف نفسية قاسية من جراء ضغط جماهيره واعلام تعز عليه.. وأضاف أنه لم يقدم استقالته من الصقر إلا لأنه لم يعد متفرغاً للرياضة درجة أنه لم يعد يتابع تفاصيل الكرة محلياً أو عربياً أو حتى عالمياً، وهذا شأنه، أما ما يخص مطب مطر فقد أوضح زيد أيضاً أن علاقته بالقائمين على نادي الصقر لم تتأثر والسبب أنها علاقة مبنية على الاحترام والتقدير ووصف جهود الأخ رياض الحروي نائب رئيس مجلس الإدارة بأنها جهود من نوع فريد فالرجل على الرغم من مشاغله مازال يشرف على الفريق الأصفر وكأنه لصيق بكل لاعب وهذا قلما نجده في إداري يحب ناديه ويكفي أن فريق كرة القدم حقق في عهده بطولة دوري ووصافة بطل واثنى في السياق ذاته على جهود الإدارة كاملة وقال بالفم المليان: مازال الجميع اصدقائي وأي «قلم» سيحاول عكس الحقيقة فهذا سيظل شأن صاحبه أما مايخص علاقتي بالأخ رياض، فإنها علاقة ترقى إلى مستوى الأخوة وأن الصقر مع رياض سيظل في أمان يرعاهما بعد ذلك الأخ شوقي أحمد هائل رئيس مجلس إدارة النادي. انتهى صديقي زيد وبقى امامي متسع لأن اشبع فضولي الصحفي باتصال للأخ رياض الحروي الذي كان قد قرأ عمود مطر ولم يستفزه تعليق زيد على إدارة الفريق وحال معرفته بأنه مضى وقت طويل على حديث زيد ومطر، علق يقول (قرأت العمود وبالتحديد الفقرة التي تناولت أن زيد يتفق معه على أن إدارة الفريق مازالت تشكل عيباً في الصقر، «والحديث لرياض»). لم يراودني شعور تجاه زيد سوى أنه وأن قدم استقالته سيظل صقراوياً من العيار الثقيل وأخاً عزيزاً، ويحق له في أي وقت أن يبدي رأيه كصديق وكصقراوي، ويكفي أنه خدم النادي في احلك الظروف وكان مثالاً للإداري المخلص ومن ينكر ذلك سيكون بالفعل جاحداً لبصماته في الصقر. ويضيف رياض قد تعلمنا من العمل في الوسط الرياضي أن يرقى المرء بتفكيره إلى أعلى المستويات، وأن يجند نفسه لخدمة قضية الرياضة بشكل عام، وهذا هو ماجمعني بالأخ زيد ويكفي أن اختلافنا في بعض وجهات النظر كانت تصب في الأخير باتجاه مصلحة النادي، أما على مستوى الصداقة فهو صديق أكن له كل الاحترام والتقدير. انتهى رياض.. ولم يعد بوسعي سوى القول أن دواعي كتابتي لهذه الاطلالة هي أني وجدت في «زيد ورياض» مالم أجده في كثير من العاملين في حقل الرياضة حيث كنا قد اعتدنا على مشاهدة سلسلة مواقف غريبة من رجال ظهروا كباراً ثم سرعان ماشهدناهم على حقيقتهم اقزاماً. الصقر الذي قال عنه الزميل مطر أنه الابرز والأمتع وأن شعور ينتابه بأنه سيكتسي بالذهب من جديد، هو صقر تعز الذي لا يتأثر أبداً بالمؤامرات لأن تكوينه منذ اللحظة الأولى قام على أساس أنه مدرسة تربوية، تغذي في الرياضيين الأخلاق وهذا يكفي.