خيبت المشاركة الهزيلة لمنتخب الشباب الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس اسيا في دورتها ال 24 المقامة حالياً بمدينتي الدمام والخبر بالسعودية آمال الجماهير العريضة بالمستوى الهزيل الذي قدمه منتخب الشباب خلال هذه النهائيات .. فالخروج السريع لمنتخب الشباب بهزائم ثقيلة وحرمان اليمنيين من حلم الوصول إلى العالمية للمرة الثانية في تاريخ الكرة اليمنية افقد الجميع الثقة باتحاد كرة القدم وأجهزته الفنية والتدريبية .. كما ان الشارع الرياضي الجماهيري والإعلامي اليمني كان يعول كثيراً على مشاركة منتخب الشباب بالسعودية لمسح آثار الصورة السيئة والمتواضعة التي ظهر بها منتخب الشباب في أول مشاركة يمنية لهذه الفئة في نهائيات آسيا عام 2004 التي أقيمت بماليزيا، وخرج منها من الدور الأول بعد تجرعه ثلاث هزائم متتالية أمام تايلاند 1/ 2 وكوريا الجنوبية 0 / 4 والعراق 0 / 2. لكن الهزائم الثقيلة التي تلقاها منتخب الشباب في النهائيات الآسيوية بالسعودية جاءت لتزيد الطين بله حيث مني شباك المنتخب الوطني ب 11 هدفاً بزيادة 3 أهداف عن نهائيات آسيا بماليزيا، إذ خسر في الافتتاح من المنتخب الياباني بخماسية نظيفة، والمنتخب السعودي المستضيف بأربعة أهداف مقابل هدف، وأنهى مشواره ضمن المجموعة الحديدية الأولى بهزيمة ثالثة من نظيره الإيراني بهدفين نظيفين .. وكانت التوقعات قبل النهائيات بأن المنتخب سيحقق نتائج جيدة وسيقدم تعويضا طيباً للكرة اليمنية بعد إقصاء منتخب الناشئين من استكمال نهائيات آسيا باوزباكستان، وبنيت هذه التوقعات على فترة الإعداد الطويلة للمنتخب وما حصل عليه من معسكرات إعدادية داخلية وخارجية بصورة غير مسبوقة وعلى تصريحات الجهاز الفني بأن المنتخب سيكون الحصان الأسود وسيتأهل إلى كأس العالم للشباب في مصر العام القادم 2009 .. المشاركة الأخيرة لمنتخب الشباب أوجدت إحباطاً واستياءً كبيرين وردة فعل قوية في الشارع والأوساط الرياضية ببلادنا واعتبرت هذه النتائج بمثابة فاجعة على المستوى الرسمي والشعبي في اليمن، إضافة إلى أنها زعزعت الثقة والآمال الكبيرة التي كانت معقودة على هذا المنتخب بمواصلة انتصارات الكرة اليمنية لفئتي الناشئين والشباب بعد ان أوجدت لها مكاناً في البطولات الإقليمية القارية وتحقيق الإنجازات الفريدة للبلد، كما أنها شوشت على السمعة الكروية الجيدة على مستوى المنتخبات السنية اليمنية لهذا المنتخب في التصفيات وفي نهائيات الناشئين بسنغافورة. وعزا نقاد ومحللون رياضيون تلك الحالة المخجلة إلى الشحن الزائد للاعبي المنتخب الذي فاق الحد المعقول وكأن لليمن منتخباً ليس كمثله منتخب وتم تناسي وتجاهل منتخبات الدول المنافسة الأكثر من اليمن استعداداً وتجهيزاً إلى جانب انعدام المسئولية والحرص على سمعة الكرة اليمنية من لاعبي المنتخب رغم ان المجموعة التي وضع فيها المنتخب تعتبر الأقوى بالبطولة، وسبق للسعودية ان أحرزت كأس آسيا مرتين ، فيما اليابان لديه منتخب قوي له صولات وجولات ونجاحات عديدة على مستوى القارة الصفراء، مما عاد بالسلب على المنتخب وخرج بتلك الهزائم المخزية ، ووصفها النقاد بالكارثة التي ستكون أبعادها عنيفة على الكرة اليمنية إذا لم يتدارك اتحاد الكرة على معالجتها بسرعة .. الإدارة الرياضية في وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) طرحت نتائج هذه المشاركة ولماذا انهارت كل هذه التوقعات وظهر المنتخب بمظهر هزيل، حيث يقول الكاتب الصحفي المعروف مدير عام الإعلام بوزارة الشباب والرياضة محمد سعيد سالم: إن هذه المشاركة كشفت عن استمرار تراجع الكرة اليمنية فيما يبدو أن ليس هناك مؤشرات على توافق بين الدعم الكبير الذي تحصل عليه لعبة كرة القدم وهو دعم غير مسبوق وبين ما تقدمه الفرق الوطنية في المشاركات الخارجية وهو عطاء يتراجع بصورة غير مسبوقة أيضاً في تاريخ اللعبة في اليمن.. وأضاف ": كما أظهرت مشاركة منتخب الشباب المشكلة التي تواجه الكرة اليمنية وعملية بناء المنتخبات الوطنية المختلفة ومنها سوء اختيار بعض اللاعبين وعدم وجود رقابة حقيقية على إعداد المنتخبات وعدم وجود تقييم صحيح لنتائج المعسكرات الاعدادية والمباريات التجريبية التي تخوضها المنتخبات اثناء مراحل اعدادها للمشاركات الخارجية، ولذلك جاءت حصيلة منتخب الشباب في نهائيات اسيا بالسعودية سيئة جداً ". فيما اعتبر مدرب المنتخب الوطني للشباب عبدالله فضيل ان النتائج التي خرج بها منتخبنا الوطني طبيعية وليست إخفاقاً بفارق المستوى والخبرة والعمر، إضافة إلى وقوع المنتخب في أقوى المجموعات في النهائيات الآسيوية.. وقال فضيل ": إذا كان هناك شخص يتحمل المسئولية فهو أنا وأعتذر نيابة عن الجميع عن النتائج غير المرضية التي ظهر بها المنتخب " .. وأضاف: ان ضعف الاستعداد ساهم في عدم حصول الفريق على أي نقطة حيث ان الاستعداد لم يكن جيداً للبطولة لأننا لعبنا مباريات ودية مع أندية من تركيا والمجر ولكن هذه المباريات لم تكن كافية، مباراتنا الدولية الوحيدة كانت أمام سوريا.وأكد الفضيل أنه سيطلب من الاتحاد اليمني الاستغناء عن خدماته .. وقال: يجب الاعتناء جيداً بهذا الفريق لأنه يمتلك الكثير من المواهب الجيدة.. التدريب لا يعتبر مهنة جيدة لأن فيه الكثير من المسؤوليات، وأنا أوصي بعدم استمراري مع الفريق لأنني أريد أن أتحمل المسؤولية بدلاً من هؤلاء اللاعبين الشباب.. في الجهة المقابلة حمل رئيس بعثة المنتخب للنهائيات وعضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم رئيس لجنة شئون اللاعبين سالم عزان مسئولية النتائج التي مني بها منتخبنا الوطني الأمانة العامة في اتحاد الكرة لإخفاقها في ترتيب مباريات تجريبية قوية للمنتخب قبل خوض النهائيات، إضافة إلى قصور اللاعبين في تأدية مهامهم على أكمل وجه في أرض الملعب وعدم تنفيذهم للوعود التي قطعوها على أنفسهم في تقديم صورة مشرفة للكرة اليمنية، خاصة ان قيادة الاتحاد لم تبخل عليهم وعملت على توفير كل متطلبات ومستلزمات إنجاح المشاركة اليمنية في كأس آسيا بالسعودية، لكن جاءت الظروف بما لا تشتهي السفن .. مشيراً إلى انه سيتم الاستفادة من بعض لاعبي منتخب الشباب الذين قدموا مستويات جيدة في النهائيات الآسيوية في تدعيم صفوف المنتخبين الأولمبي والأول .. وكشف عزان ل "سبأ" عن ان قيادة اتحاد الكرة ستعالج بعض التصرفات والأخطاء التي جرت في البعثة من خلال التقرير المتكامل الذي أعدته قيادة البعثة لمجلس إدارة الاتحاد وفيه كل صغيرة وكبيرة رافقت مشوار المنتخب في البطولة الآسيوية، وستجلس مع الجهاز الفني لمعرفة أسباب الإخفاق وأين الخطأ ومن المخطئ.. لاعب المنتخب الوطني للشباب المدافع باسم العاقل عزا من جهته أسباب اخفاق المنتخب إلى افتقاره إلى المباريات التجريبية القوية والتي كانت غير كافية على حد قوله .. وقال:" المباريات جميعها التي خاضها المنتخب كانت مع أندية رديئة ولهذا لم نختبر قدراتنا الفنية والبدنية الصحيحة أمام منتخبات قوية والتعرف على كيفية السيطرة على الخصم، كما تفاجأنا بالنهائيات الآسيوية بوجود منتخبات قوية وغير ما كنا نتوقع " .. وأضاف ": هذه الأمور تضع القائمين على الرياضة في بلادنا ممثلة بوزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة إزاء مسئولية مواصلة اهتمامهما بلاعبي المنتخبات وتحسين أوضاعهم المعيشية والمحافظة على لاعبي هذا المنتخب الشباب ، ولا يأخذوا نظرة سيئة عن اللاعبين لأنهم أخفقوا ، سيما ان هؤلاء اللاعبين يعدون من أفضل اللاعبين في بلادنا، ولكن لم يحالفهم الحظ وهذه هي كرة القدم مرة لك ومرة عليك.
