بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    صدام وشيك في رأس العارة بين العمالقة ودرع الوطن اليمنية الموالية لولي الأمر رشاد العليمي    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



..معالم تتوارى في ظل غفلة
الصلو
نشر في الجمهورية يوم 12 - 11 - 2008

العديد من مشاريعها الخدمية مؤجلة حتى عام 2009م.. ومسئولوها يديرونها من مدينة أخرى.. وبسبب تضاريسها الوعرة...
.. أصابتنا الدهشة ونحن نصغي إلى مرشدينا وهم يقصون علينا في طريق مقصدنا إلى أودية الصلو حكاية منطقة تاريخية تضم بين جنباتها المترامية تركة تراثية وأثرية لا تقل قيمة عما تزخر به مدن مناطق اليمن الأخرى.
كانت الكلمات تنسكب من مرافقي رحلتنا تنقلنا من معلم إلى آخر ومن طلل إلى نظيره، ولسان حالهم المضمر مليء بغصص تحمل على شواهد الإهمال والنسيان لمنطقة كانت ذات مرة حاضرة دول أذعنت لها معظم ذرات أراضي جزيرة العرب.
لم تكن غاية قصدنا التنقيب عن تلك الدروس الطاعنة في السن، أو تتبع أثر من قد مضوا من قبلنا، إنما كان الهدف هو حال وواقع مديرية الصلو الآن.. في لحظاتها المعاشة بين ظهرانينا، وكيف يعيش الناس هناك.. إلا أن هذا الحال الأخير لم يتفوق على حال التاريخ المنسي في الصلو.. فالنسيان هناك لا يفرق بين ماض تليد وحاضر وليد.. يسعى الجميع لجعله أفضل وتبنيه بشيء من العطف ونظرة العطاء التي تفتقدها المديرية.
تاريخ مضمر
قادة المديرية الذين التقينا بهم في مركز مديرية خدير كانوا رفقاءنا نحو المراد، نحو المكان الذي أعطاهم حق القيادة في هذه المديرية.. ومن خلاله أمسوا مسئولين يتحملون مسئولية أبناء تلك الأصقاع، كانت كلماتهم المنساقة ترشدنا إلى معالم سياحية وتاريخية بامتياز، امتازت بها الصلو.. منها قلعة المنصورة، أو كما يسميها الكثيرون قلعة الدملئة أو كما يطلق عليها آخرون قلعة بني المغلس.
دروس بقت بعد عين.. شكلت مع حصن شبان المنيع «حامي القلعة» أحد أهم الشواهد على أن الرسوليين كانوا هنا، تماماً كما كانوا على بقاع كثيرة من الأرض العربية.
فخر مهيب لا يمكن لنا أن نخفيه من على محيا مرافقينا وهم يسردون لنا كيف كانت الساقية الأثرية للقلعة تورد الماء إلى أعلى القلعة من أقصى قاع في وديان المنطقة.. وللأسف فإننا عندما طلبنا منهم رغبة الزيارة لتلك الأطلال الباقية كان الرد بعدم الاستطاعة لوعورة الطرق وعدم توفر طرق معبدة، وبعد المكان السحيق في قمم الجبال.. الرد هذا طرح الأمر للمناقشة وكان محور الحديث حول إمكانية إتاحة فتح المجال أمام السياح الأجانب لزيارة أماكن ثمينة كهذه بما يعود نفعه على المنطقة وازدهار حركتها السياحية ثم الاقتصادية تباعاً.
مع الإشارة إلى أنه رغم كل هذه العوائق في الطريق نحو التاريخ المضمر لمديرية الصلو إلا أن عدداً من الزوار السياح يتكبدون عناء المشقة ويصلون إلى حواضر بني رسول العتيقة.
وأمر كهذا مطروح أمام قيادة المحافظة ومكتب السياحة بتعز وعدم حصر الاهتمام بالمناطق الأثرية والسياحية في المدن، بل يجب البحث عن مواطن الأجداد ومنبع حضاراتنا العريقة.
زد على ماوصفه لنا مرافقونا أن الأمر لايتعدى إقامة مشروع طريق يربط تلك المناطق في أعالي الجبال بالطريق العام المعبد قبيل الولوج إلى مديرية الصلو غير المعبدة بعد.. ولا ننسى أن نذكر أننا اجتزنا بالسيارة منبع وادي ورزان الشهير الذي تتدفق عيونه الأصلية من وادٍ في قلب الصلو كميزة أخرى تعطي المديرية ألقاً ومكانة بين نظيراتها في تعز.
الصلو .. كما هي الآن
كما قلنا سلفاً إن مقصدنا لم يكن هو ما مضى من حقائق صادفناها في طريق رحلتنا وهدفنا المتمثل في ملامسة أوضاع مديرية الصلو من الخدمات والمشاريع التي تعود بالنفع أولاً وأخيراً على الإنسان العادي من أبناء المديرية.. فكان مرادنا هو الصلو.. كما هي الآن، وإلى أين تريد أن تصل من خلال احتياجاتها ومتطلباتها الخدمية والتنموية.. فتم التركيز على ثلاثة قطاعات خدمية رئيسية إن صلحت صلح حال المديرية، وإن بقت على حالها، فلا مجال عندها للرنو نحو أي جديد.. فكانت الصحة والتعليم والطرق مجالاتنا الثلاثة بالإضافة إلى افتقار المديرية لمبنى ومجمع حكومي يلم شتات قيادات المجلس المحلي الذين يديرون شئون مديرياتهم من داخل مديرية خدير!!
مركز صحي مع وقف التنفيذ
اثنا عشر ألف نسمة من (المتوقع) أن يستفيدوا من مركز الضبة الصحي بمديرية الصلو.. المركز عبارة عن مبنى متكامل شيدته منظمة الإغاثة الإسلامية وتم الانتهاء منه قبل خمسة أشهر تقريباً، بالإضافة إلى مساهمة فاعلة من المجتمع في إنشائه.
المركز جاهز للعمل إلا أن الأمر متوقف والوضع فيه مشلول تماماً.. يعلل ذلك أحد مرافقينا في رحلتنا ومدير المركز الصحي فضل محمد ثابت الذي يشغل كذلك رئيساً للجنة الخدمات بمحلي الصلو بقوله: كان الاتفاق بين منظمة الإغاثة الإسلامية والحكومة بأن تشيد الأولى المبنى على أن تقوم الثانية ممثلة بوزارة الصحة العامة وبالمجلس المحلي للمديرية بعملية تأثيثه وتجهيزه.
ويضيف: إن الجهة الأولى نفذت ما عليها إلا أننا لم نلمس شيئاً يذكر من قبل المجلس المحلي أو الوزارة في جانب التأثيث.. وحتى اللحظة لا يمكن للاثني عشر ألف نسمة غالبيتهم من الفقراء أن يستفيدوا من خدمات المركز الصحي الوحيد في المنطقة.
وفي الوقت نفسه يعاني مركز مديرية الصلو من انتشار أمراض عديدة منها البلهارسيا بحكم وجود الوديان وانتشار الملاريا وسوء التغذية والطفيليات مما يبرز مدى أهمية وجود مركز صحي فاعل في المنطقة بالرغم من مجالات عمله البسيطة التي لا تتجاوز اللقاحات وخدمات الأمومة والطفولة والمشورة في الصحة الإنجابية والإسعافات الأولية، إلا أن أهميته في منطقة كتلك تبدو أولوية.
نقص .. ووعود
بألم قاتل كان مدير المركز الصحي يصف لنا الحال «الواقف» لمركزه والنقص الحاد في كل شيء تقريباً، الأمر الذي أحال المركز إلى مجرد مبنى من الحجر وردهات وغرف تجول في أركانها الرياح، فبدءاً من الكادر المتخصص العامل في المجال الصحي مروراً بالطبيبة في المجال النسائي ومساعدي الأطباء من الجنسين والممرضين والممرضات كذلك.. وليس انتهاء باللقاحات والعقاقير المطلوبة في مركز يتمركز في منطقة تحاصرها الأمراض والأوبئة من كل صوب.. وكذا التيار الكهربائي الغائب الذي يعد بنية تحتية لعمل المركز، خاصة قسم الأشعة.. ويزيد فضل ثابت على ما سبق أن سكن الطبيب الخاص المقيم غير متوفر، خاصة وأنه الطبيب إذا ما توفر فسيكون بالضرورة من خارج المنطقة وبالتالي سيتعذر عليه الذهاب والإياب من وإلى المديرية لمزاولة عمله.
مضيفاً: إنه تم طرح الأمر على قيادة المجلس المحلي والمحافظة الذين لم يكن لديهم أي حديث سوى أن الأمر سينتظر حتى عام 2009م !!
وفي منطقة كتلك لم نصل إليها الا بشق الأنفس برفقة أعضاء مجلس المديرية ومدراء الإدارات التنفيذية فيها لا تملك إلاّ مركزاً صحياً واحداً وهو عاطل عن العمل، بينما هناك قرابة اثني عشر ألف نفس في غياهب النسيان لا ملجأ لهم إن هم مرضوا أو اشتكوا من أبسط داء سوى ضرب الأرض وتحمل عناء الوصول إلى مركز مديرية خدير أو مدينة تعز!!
الصلو .. طاردة لأهلها
في وضع وحال لا يختلف كثيراً عن الوضع الصحي يعاني الواقع التربوي في المديرية من العديد من المآسي.. «مديرية الصلو طاردة لأهلها» هكذا وصف مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية مرتضى مكرد زيد الذي وضف طبيعة الأرض وقسوة العيش في المديرية يحتم على أهاليها هجرانها والانتقال إلى مناطق تتمتع بحال معيشي أفضل.
كان ما سبق تعليل مدير تربية الصلو حول واقع التربية في المديرية والتي تعاني من قلة الملتحقين بالعملية التعليمية، بل وتسرب الملتحقين منهم في سنوات معينة من الدراسة.. بالإضافة إلى ذلك يشير مرتضى زيد إلى أن مكتب التربية يفتقر إلى الكادر التربوي الذي لايتجاوز على مستوى المديرية (567) معلماً ومعلمة بينما تقابل ضآلة هذا العدد كثافة طلابية طاغية تقدر ب(15) ألف طالب وطالبة يمثلون مختلف قرى ومناطق المديرية وليس فقط المركز.. زد على ما مضى العجز الشديد في مدرسي التخصصات النوعية والمواد الدراسية العلمية التي يضطر طلاب السنوات النهائية (التاسع والثالث ثانوي) إلى البقاء دون مدرس بسبب العجز!!
29 مدرسة ما بين أساسية وثانوية على مستوى المديرية تعاني من تسرب حاد في تعليم الفتاة أسبابه تتفاوت ما بين الزواج المبكر وغياب التغذية المدرسية وكبر سن الفتيات في مقابل بُعد المدارس عن منازلهن.. وكذا عدم وجود كادر تدريس نسائي متخصص.. كل تلك الأسباب والعوامل مجتمعة أدت إلى تراجع تعليم الفتاة في الصلو، ولم تساهم الاجراءات الهادفة إلى تقليص هذه الإشكالية ومنها الاجتماع الذي دعي إليه مدراء المدارس في المديرية وحثهم على ضرورة تطبيق التعميم الوزاري بإعفاء الطلاب والطالبات من الرسوم المدرسية.. غير أن ما يغفل عنه القائمون على المجال التربوي على المستوى اليمني هو أن الإشكالية لا تكمن في الرسوم أو الأسباب المادية فحسب، بل يضاف إلى ذلك أسباب متعلقة بغياب بنية تحتية جيدة ومساعدة على الدفع أو على الأقل بقاء الفتيات وحتى الفتية بين فناءات المدارس.
زيارة إلى مدرسة
ضمن رحلتنا مهمتنا إلى الصلو كانت لنا زيارة إلى إحدى المدارس وكان الاختيار قد وقع على مدرسة الفرقان.. ومن المصادفة أن تكون حاضنة لأيام سالفة في حياة أحد الزملاء الصحفيين المرافقين لنا، درس بين جدرانها، ومرح في فنائها.
التقينا هناك بوكيل المدرسة عبدالله ثابت حزام الذي استعرض عدداً من المعوقات التي حصرها في غياب دورات مياه للفتيات بعد أن تم تحويلها كمدرسة خاصة للفتيات فقط، ونقص المدرسين خصوصاً في المراحل النهائية الأساسية والثانوية وكذا الكادر الإداري، وفي هذا الخصوص فقد أدلى وكيل المدرسة بمعلومة غاية في الخطورة تمثلت في أن هناك عدداً من المواد الدراسية لاتدرس في المدرسة منذ عامين كاملين!!!
وتجاه تلك الإشكالية فإن إدارة المدرسة تضطر إلى تكليف أحد المدرسين غير المتخصصين بإحدى المواد البعيدة عن تخصصه وعندها تكون النتيجة سيئة لأنه لن يكون بمستوى المدرس المتخصص.
وتعاني المدرسة الوحيدة في عزلة الضبة مركز المديرية بالإضافة إلى كل ما قد مر من نقص الكتاب المدرسي الذي يكاد يكون مشكلة تتشارك فيها المدرسة مع مثيلاتها من مدارس الجمهورية، غير أنها تتميز عنها بأن الكتاب لايعرف طريقه إلى أيدي طالبات المدرسة إلا في الرمق الأخير من العام الدراسي...معضلة كبرى تتواجد في المدرسة وتتكدس بالتوازي إلى جانب أخواتها الباقيات هي مشكلة احتياجات ومتطلبات المدرسة من مياه وكهرباء وأنشطة أخرى والتي قال لنا الوكيل إن مصدرها إسهامات أولياء الأمور التي بالكاد تكفي بما هو ضرورة وحسب.
إلا أن هناك وفي الموضوع ذاته أمراً شائكاً ربما يحتاج لتدخل قيادة التربية بالمحافظة وهو وبحسب الوكيل عبدالله حزام فإن التربية تتسلم ايجارات على مخازن الكتب والمستودعات وتكاليف النقل والتحميل من المدرسة التي لاتجد بداً من «تدفيع» الطلاب تلك التكاليف مجتمعة ومن عشرة ريالات من كل طالب.. يتسلمها مدير المخازن على مستوى المديرية دون سند استلام أو أي شيء آخر يثبت استلامه!!
الأمر ليس بحاجة لأدنى تعليق...
مأساة بئر الشريف
خمسة آلاف شخص أمسوا بين ليلة وضحاها عطشى.. تلك مأساة أخرى لا علاقة لها بما سبق.. بئر الشريف بئر مياه شرب وحيدة في عزلة الضبة بمركز المديرية تغذي أربع قرى كبيرة دهمتها سيول جارفة طمست معالمها ومياهها، كما لم تنسَ السيول أن تتسبب في تكسير أنابيب مشروع المياه المركزي الحكومي قيد الانشاء، وكما يقولون إن المصائب تأتي تترا.. فلم تدع السيول لابناء الضبة متنفساً أو «مشرباً».. الأهالي يرمون باللائمة على المجلس المحلي بالمديرية والذي كان يتعامل مع تحذيراتهم بكثير من الاهمال، خاصة أن الأهالي أدركوا الخطورة تلك منذ وقت مبكر وعملوا على تنبيه القيادات المسؤولة إلا أن شيئاً لم يحدث.. زد على كل تلك المآسي أن طمرت السيول أراضي الأهالي وقطعت الطرق الرئيسية لتوصيل الخدمات الأساسية للسكان في أعالي الجبال.
ويشير غير قليل منهم إلى أن هناك توجيهات كانت موجودة لتدارك الوضع مبكراً خصوصاً أن الأمطار كانت تهدد بفعل ما فعلته أكثر من مرة، إلا أن كل تلك الصرخات والتوجيهات أهملت!!
الإدارة عن بعد
قبل أن ندلف الصلو برفقة مسؤوليها كنا قد قابلناهم في مركز مديرية خدير، حيث تربض غرف لهم تعتريها الفوضى من كل جانب، وبالرغم من ذاك يسمونها مقرات للمجلس المحلي لمديرية الصلو.. بالرغم من أن المديرية التي تقع فيها تلك الغرف القليلة ليست في نطاق المديرية التي تدخل في اختصاص إدارتهم.. ومن ذلك المكان القصي تدار شئون الصلو!!
بالمجلس المحلي للمديرية لا يملك مجمعاً حكومياً أو مقرات خاصة به، ولا بالمكاتب والإدارات التنفيدية في المديرية، بل هو يتخذ من الدمنة «مركز مديرية خدير» مقراً لتسيير شئون واحياجات سكان الصلو الذين يقطعون الكيلو مترات روحة وإياباً لتخليص مصالحهم، وكم تزداد في عيوننا معاناتهم إن عرفنا أنهم يتكبدون مشقة الطرقات الصعبة التي تربط الصلو بخدير من أجل حاجة لهم قد لا تزيد عن جرة قلم وتوقيع بسيط من مختص إداري.
وكأني بمديرية الصلو قد نالت سبقاً إدارياً جديداً في عالم إدارة شئون المواطنين يمكننا تسميته بالإدارة عن بعد..!! فمتى سمعنا عن مديرية تدار شئونها من مديرية أخرى لا تمت لها بأية صلة، بل إن خدير تستفيد من سابقة كهذه كثيراً، كما قال ذلك أحد أعضاء المجلس المحلي فيها، فهي تستقبل مواطني الصلو الذين ينفقون أموالهم في أسواقها ومنافع سكانها، وعليه فإن الصلو تعاني من شحة موارد فلا تملك أسواقاً ولا تجني أي ضرائب والسبب هو غياب مجمع حكومي خاص بالمديرية يقنع ساكنيها بعدم «السفر» إلى إي مكان لتخليص أعمالهم وشئونهم، وعدم تبذير أموالهم وصبها في منفعة غيرهم.. بل إن الأمر أدهى من ذلك وأسوأ كما يقول ذلك رئيس المجلس المحلي لمديرية الصلو عبداللطيف عبده أحمد الشغدري فحتى الأسر القليلة في المديرية بدأت بالانتقال إما إلى مدينة الدمنة أو إلى تعز بسبب صعوبة العيش في الصلو ووعورة الطرق والاستقرار غير الموجود في المديرية، وكذا حتى يكونوا قريبين من احتياجاتهم المباشرة.
ويضيف مدير المديرية إن أهم صعوبة تواجهنا في المديرية هي عدم توفر مجمع حكومي، بالإضافة إلى وعورة الطرقات.. مؤكداً أن المجمع كاد يشرع في بنائه في العام الحالي 2008م إلا أن مجلس النواب لم يوافق على القروض التي كانت ستمول بناء المجمع فتأجل البناء.
إلا أننا مازلنا نتابع الأمر مع قيادة محافظة تعز وتم إشعارنا أن مخصص تمويل المجمع سيكون ضمن موازنة الإدارة المحلية للعام القادم 2009م.
ويستطرد الشغدري في حديثه قائلاً:
فالمجمع من أكبر الصعوبات التي تواجهنا في المديرية، حيث إن المكاتب الحكومية التنفيذية مشتتة، ومن مهام المجمع الحكومي واختصاصاته لم شمل تلك المكاتب وتنظيم عملها، وعدم وجوده يسبب صعوبة لدى المجلس المحلي والهيئة الإدارية والمجلس التنفيذي والمواطنين في متابعة أمورهم بسبب المسافة بين المديريتين، ويتبع ذلك صعوبة أخرى نواجهها هي الطرق الوعرة في المديرية لأن التعبيد والسفلتة لم تتم إلى الآن إلا لمسافة بسيطة جداً في حدود المديرية مع مديرية خدير.
وكما هو مستقبل المجمع الحكومي المتلهف لميزانية العام 209م، كذلك هو حال الطرق التي سيتم تخصيص مبلغ 13 مليون ريال لتعبيدها وربط المديرية بغيرها من المديريات وربط عزلها، بالإضافة إلى نصف المبلغ الماضي تقريباً لأعمال الصيانة والإصلاج ولبناء الحواجز والسدود وإنشاءات زراعية أخرى جديدة.
وبما أننا في مقابلة مع مدير المديرية فقد تطرقنا معه إلى واقع الوضع الصحي في المديرية والذي وصفه ب: مجال الصحة في المديرية انتقل نقلة نوعية بوجود من 5-6 مراكز صحية على مستوى المديرية وأصبحت مجهزة بالكادر الطبي وبالتجهيزات.. وبالنسبة لمركز الضبة في مركز المديرية فقال عنه: افتتح قبل بضعة أشهر وتم تسليمه من قبل الإغاثة الإسلامية التي أنشأته وجهزته، والمجلس المحلي قام بتوفير الكادر الطبي المتمثل في الطبيب وفني أشعة وقابلتين، لكن التأثيث لم يتم وأدرجناه في موازنة عام 2009م، بالإضافة إلى تأثيث جميع المراكز والوحدات الصحية بالمديرية.
البئر .. قمنا بالواجب
وعن مأساة مياه الشرب المتمثلة في بئر الشريف بالضبة قال الشغدري إن المجلس المحلي يسير وفق خطة استثمارية محددة لا يستطيع الحياد عنها، وسبق وأن عملنا أشياء كثيرة تحسباً لكوارث السيول، والمجلس المحلي قام بواجبه تجاه البئر رغم ادعاء الأهالي بأن المحلي لم يحرك ساكناً وبالنسبة لأنبوب مشروع المياه الذي أضرته السيول ألقى رئيس محلي الصلو باللائمة على مواطنيه الذين عجزوا حد قوله عن تصليح أنبوب واحد.. بالرغم من أن المجلس المحلي والحديث للشغدري ترك معدات المشروع لدى الأهالي مدة أسبوع!! وسبق أن وجهنا مدير المشروع بإصلاح الأنبوب بأسرع وقت!!
السياحة
الصلو بطبيعتها منطقة سياحية، كما أسلفنا الذكر، وفي ذلك يؤكد مدير المديرية أن الصيف يجعل من الصلو منطقة سياحية بامتياز، وعن المعالجات الإجرائية لإبراز الوجه السياحي للمديرية قال:
لدينا خطة ترويجية للمواقع الأثرية والسياحية التي تزخر بها الصلو كقلعة المنصورة والمدرسة العلمية بالأشعوب، ومدينة النور بجعيشان، كلها تمتلك مقومات السياحة، والخطة الترويجية جاهزة لكنها مقيدة بتعبيد الطرق والتي تبدأ عمليتها بداية 2009م.
2009م .. كم سيكون؟
وكأني بعام 2009م مكبل بالعديد من المشاريع المؤجلة التي أثقلت كاهله وحملته إخفاقات 2008م، إلا أنه كما يبدو عام التنمية في الصلو، تلك المديرية صعبة التضاريس.. والمحرومة من تاريخها الذي لم يبرز بعد، التاريخ الذي يحكي عراقتها مازال مضمراً، كما هي الآن، في الحاضر.. مضمرة أيضاً.
قد ترضى بأن يكون تاريخ أية منطقة مبهماً، لكن كيف لنا بالخنوع ونحن نرى مديرية بأكملها تتوارى مع تاريخها في عصر أصبحت المعمورة فيه مجرد قرية صغيرة، بينما نحن لا نقدر على الوصول إلى قمم وآثار الصلو بسبب وعورة طريق لم تعبد بعد.
قد تكون الطريق هي الحل السحري بإلغاء حالة التواري والاختفاء للتاريخ والحاضر معاً في الصلو.. لكن هل يقدر العام 2009م على ذلك، وهو الذي ألقيت على عاتقه مهام جسيمة بدءاً بالصحة ومروراً بالمجمع الحكومي وليس انتهاءً بالطرق والتعليم والمياه وخلافه.. لمن سيكون عام 2009م وميزانيته التي لا تزيد عن 80 مليون ريال والتي عجز مدير المديرية عن توزيع مثلها عام 2008م ،وقال إنها لا تكفي لأكثر من ثلاثة مشاريع..؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.