قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    عناصر الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا وتختطف موظفا في العاصمة الموقتة عدن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



..معالم تتوارى في ظل غفلة
الصلو
نشر في الجمهورية يوم 12 - 11 - 2008

العديد من مشاريعها الخدمية مؤجلة حتى عام 2009م.. ومسئولوها يديرونها من مدينة أخرى.. وبسبب تضاريسها الوعرة...
.. أصابتنا الدهشة ونحن نصغي إلى مرشدينا وهم يقصون علينا في طريق مقصدنا إلى أودية الصلو حكاية منطقة تاريخية تضم بين جنباتها المترامية تركة تراثية وأثرية لا تقل قيمة عما تزخر به مدن مناطق اليمن الأخرى.
كانت الكلمات تنسكب من مرافقي رحلتنا تنقلنا من معلم إلى آخر ومن طلل إلى نظيره، ولسان حالهم المضمر مليء بغصص تحمل على شواهد الإهمال والنسيان لمنطقة كانت ذات مرة حاضرة دول أذعنت لها معظم ذرات أراضي جزيرة العرب.
لم تكن غاية قصدنا التنقيب عن تلك الدروس الطاعنة في السن، أو تتبع أثر من قد مضوا من قبلنا، إنما كان الهدف هو حال وواقع مديرية الصلو الآن.. في لحظاتها المعاشة بين ظهرانينا، وكيف يعيش الناس هناك.. إلا أن هذا الحال الأخير لم يتفوق على حال التاريخ المنسي في الصلو.. فالنسيان هناك لا يفرق بين ماض تليد وحاضر وليد.. يسعى الجميع لجعله أفضل وتبنيه بشيء من العطف ونظرة العطاء التي تفتقدها المديرية.
تاريخ مضمر
قادة المديرية الذين التقينا بهم في مركز مديرية خدير كانوا رفقاءنا نحو المراد، نحو المكان الذي أعطاهم حق القيادة في هذه المديرية.. ومن خلاله أمسوا مسئولين يتحملون مسئولية أبناء تلك الأصقاع، كانت كلماتهم المنساقة ترشدنا إلى معالم سياحية وتاريخية بامتياز، امتازت بها الصلو.. منها قلعة المنصورة، أو كما يسميها الكثيرون قلعة الدملئة أو كما يطلق عليها آخرون قلعة بني المغلس.
دروس بقت بعد عين.. شكلت مع حصن شبان المنيع «حامي القلعة» أحد أهم الشواهد على أن الرسوليين كانوا هنا، تماماً كما كانوا على بقاع كثيرة من الأرض العربية.
فخر مهيب لا يمكن لنا أن نخفيه من على محيا مرافقينا وهم يسردون لنا كيف كانت الساقية الأثرية للقلعة تورد الماء إلى أعلى القلعة من أقصى قاع في وديان المنطقة.. وللأسف فإننا عندما طلبنا منهم رغبة الزيارة لتلك الأطلال الباقية كان الرد بعدم الاستطاعة لوعورة الطرق وعدم توفر طرق معبدة، وبعد المكان السحيق في قمم الجبال.. الرد هذا طرح الأمر للمناقشة وكان محور الحديث حول إمكانية إتاحة فتح المجال أمام السياح الأجانب لزيارة أماكن ثمينة كهذه بما يعود نفعه على المنطقة وازدهار حركتها السياحية ثم الاقتصادية تباعاً.
مع الإشارة إلى أنه رغم كل هذه العوائق في الطريق نحو التاريخ المضمر لمديرية الصلو إلا أن عدداً من الزوار السياح يتكبدون عناء المشقة ويصلون إلى حواضر بني رسول العتيقة.
وأمر كهذا مطروح أمام قيادة المحافظة ومكتب السياحة بتعز وعدم حصر الاهتمام بالمناطق الأثرية والسياحية في المدن، بل يجب البحث عن مواطن الأجداد ومنبع حضاراتنا العريقة.
زد على ماوصفه لنا مرافقونا أن الأمر لايتعدى إقامة مشروع طريق يربط تلك المناطق في أعالي الجبال بالطريق العام المعبد قبيل الولوج إلى مديرية الصلو غير المعبدة بعد.. ولا ننسى أن نذكر أننا اجتزنا بالسيارة منبع وادي ورزان الشهير الذي تتدفق عيونه الأصلية من وادٍ في قلب الصلو كميزة أخرى تعطي المديرية ألقاً ومكانة بين نظيراتها في تعز.
الصلو .. كما هي الآن
كما قلنا سلفاً إن مقصدنا لم يكن هو ما مضى من حقائق صادفناها في طريق رحلتنا وهدفنا المتمثل في ملامسة أوضاع مديرية الصلو من الخدمات والمشاريع التي تعود بالنفع أولاً وأخيراً على الإنسان العادي من أبناء المديرية.. فكان مرادنا هو الصلو.. كما هي الآن، وإلى أين تريد أن تصل من خلال احتياجاتها ومتطلباتها الخدمية والتنموية.. فتم التركيز على ثلاثة قطاعات خدمية رئيسية إن صلحت صلح حال المديرية، وإن بقت على حالها، فلا مجال عندها للرنو نحو أي جديد.. فكانت الصحة والتعليم والطرق مجالاتنا الثلاثة بالإضافة إلى افتقار المديرية لمبنى ومجمع حكومي يلم شتات قيادات المجلس المحلي الذين يديرون شئون مديرياتهم من داخل مديرية خدير!!
مركز صحي مع وقف التنفيذ
اثنا عشر ألف نسمة من (المتوقع) أن يستفيدوا من مركز الضبة الصحي بمديرية الصلو.. المركز عبارة عن مبنى متكامل شيدته منظمة الإغاثة الإسلامية وتم الانتهاء منه قبل خمسة أشهر تقريباً، بالإضافة إلى مساهمة فاعلة من المجتمع في إنشائه.
المركز جاهز للعمل إلا أن الأمر متوقف والوضع فيه مشلول تماماً.. يعلل ذلك أحد مرافقينا في رحلتنا ومدير المركز الصحي فضل محمد ثابت الذي يشغل كذلك رئيساً للجنة الخدمات بمحلي الصلو بقوله: كان الاتفاق بين منظمة الإغاثة الإسلامية والحكومة بأن تشيد الأولى المبنى على أن تقوم الثانية ممثلة بوزارة الصحة العامة وبالمجلس المحلي للمديرية بعملية تأثيثه وتجهيزه.
ويضيف: إن الجهة الأولى نفذت ما عليها إلا أننا لم نلمس شيئاً يذكر من قبل المجلس المحلي أو الوزارة في جانب التأثيث.. وحتى اللحظة لا يمكن للاثني عشر ألف نسمة غالبيتهم من الفقراء أن يستفيدوا من خدمات المركز الصحي الوحيد في المنطقة.
وفي الوقت نفسه يعاني مركز مديرية الصلو من انتشار أمراض عديدة منها البلهارسيا بحكم وجود الوديان وانتشار الملاريا وسوء التغذية والطفيليات مما يبرز مدى أهمية وجود مركز صحي فاعل في المنطقة بالرغم من مجالات عمله البسيطة التي لا تتجاوز اللقاحات وخدمات الأمومة والطفولة والمشورة في الصحة الإنجابية والإسعافات الأولية، إلا أن أهميته في منطقة كتلك تبدو أولوية.
نقص .. ووعود
بألم قاتل كان مدير المركز الصحي يصف لنا الحال «الواقف» لمركزه والنقص الحاد في كل شيء تقريباً، الأمر الذي أحال المركز إلى مجرد مبنى من الحجر وردهات وغرف تجول في أركانها الرياح، فبدءاً من الكادر المتخصص العامل في المجال الصحي مروراً بالطبيبة في المجال النسائي ومساعدي الأطباء من الجنسين والممرضين والممرضات كذلك.. وليس انتهاء باللقاحات والعقاقير المطلوبة في مركز يتمركز في منطقة تحاصرها الأمراض والأوبئة من كل صوب.. وكذا التيار الكهربائي الغائب الذي يعد بنية تحتية لعمل المركز، خاصة قسم الأشعة.. ويزيد فضل ثابت على ما سبق أن سكن الطبيب الخاص المقيم غير متوفر، خاصة وأنه الطبيب إذا ما توفر فسيكون بالضرورة من خارج المنطقة وبالتالي سيتعذر عليه الذهاب والإياب من وإلى المديرية لمزاولة عمله.
مضيفاً: إنه تم طرح الأمر على قيادة المجلس المحلي والمحافظة الذين لم يكن لديهم أي حديث سوى أن الأمر سينتظر حتى عام 2009م !!
وفي منطقة كتلك لم نصل إليها الا بشق الأنفس برفقة أعضاء مجلس المديرية ومدراء الإدارات التنفيذية فيها لا تملك إلاّ مركزاً صحياً واحداً وهو عاطل عن العمل، بينما هناك قرابة اثني عشر ألف نفس في غياهب النسيان لا ملجأ لهم إن هم مرضوا أو اشتكوا من أبسط داء سوى ضرب الأرض وتحمل عناء الوصول إلى مركز مديرية خدير أو مدينة تعز!!
الصلو .. طاردة لأهلها
في وضع وحال لا يختلف كثيراً عن الوضع الصحي يعاني الواقع التربوي في المديرية من العديد من المآسي.. «مديرية الصلو طاردة لأهلها» هكذا وصف مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية مرتضى مكرد زيد الذي وضف طبيعة الأرض وقسوة العيش في المديرية يحتم على أهاليها هجرانها والانتقال إلى مناطق تتمتع بحال معيشي أفضل.
كان ما سبق تعليل مدير تربية الصلو حول واقع التربية في المديرية والتي تعاني من قلة الملتحقين بالعملية التعليمية، بل وتسرب الملتحقين منهم في سنوات معينة من الدراسة.. بالإضافة إلى ذلك يشير مرتضى زيد إلى أن مكتب التربية يفتقر إلى الكادر التربوي الذي لايتجاوز على مستوى المديرية (567) معلماً ومعلمة بينما تقابل ضآلة هذا العدد كثافة طلابية طاغية تقدر ب(15) ألف طالب وطالبة يمثلون مختلف قرى ومناطق المديرية وليس فقط المركز.. زد على ما مضى العجز الشديد في مدرسي التخصصات النوعية والمواد الدراسية العلمية التي يضطر طلاب السنوات النهائية (التاسع والثالث ثانوي) إلى البقاء دون مدرس بسبب العجز!!
29 مدرسة ما بين أساسية وثانوية على مستوى المديرية تعاني من تسرب حاد في تعليم الفتاة أسبابه تتفاوت ما بين الزواج المبكر وغياب التغذية المدرسية وكبر سن الفتيات في مقابل بُعد المدارس عن منازلهن.. وكذا عدم وجود كادر تدريس نسائي متخصص.. كل تلك الأسباب والعوامل مجتمعة أدت إلى تراجع تعليم الفتاة في الصلو، ولم تساهم الاجراءات الهادفة إلى تقليص هذه الإشكالية ومنها الاجتماع الذي دعي إليه مدراء المدارس في المديرية وحثهم على ضرورة تطبيق التعميم الوزاري بإعفاء الطلاب والطالبات من الرسوم المدرسية.. غير أن ما يغفل عنه القائمون على المجال التربوي على المستوى اليمني هو أن الإشكالية لا تكمن في الرسوم أو الأسباب المادية فحسب، بل يضاف إلى ذلك أسباب متعلقة بغياب بنية تحتية جيدة ومساعدة على الدفع أو على الأقل بقاء الفتيات وحتى الفتية بين فناءات المدارس.
زيارة إلى مدرسة
ضمن رحلتنا مهمتنا إلى الصلو كانت لنا زيارة إلى إحدى المدارس وكان الاختيار قد وقع على مدرسة الفرقان.. ومن المصادفة أن تكون حاضنة لأيام سالفة في حياة أحد الزملاء الصحفيين المرافقين لنا، درس بين جدرانها، ومرح في فنائها.
التقينا هناك بوكيل المدرسة عبدالله ثابت حزام الذي استعرض عدداً من المعوقات التي حصرها في غياب دورات مياه للفتيات بعد أن تم تحويلها كمدرسة خاصة للفتيات فقط، ونقص المدرسين خصوصاً في المراحل النهائية الأساسية والثانوية وكذا الكادر الإداري، وفي هذا الخصوص فقد أدلى وكيل المدرسة بمعلومة غاية في الخطورة تمثلت في أن هناك عدداً من المواد الدراسية لاتدرس في المدرسة منذ عامين كاملين!!!
وتجاه تلك الإشكالية فإن إدارة المدرسة تضطر إلى تكليف أحد المدرسين غير المتخصصين بإحدى المواد البعيدة عن تخصصه وعندها تكون النتيجة سيئة لأنه لن يكون بمستوى المدرس المتخصص.
وتعاني المدرسة الوحيدة في عزلة الضبة مركز المديرية بالإضافة إلى كل ما قد مر من نقص الكتاب المدرسي الذي يكاد يكون مشكلة تتشارك فيها المدرسة مع مثيلاتها من مدارس الجمهورية، غير أنها تتميز عنها بأن الكتاب لايعرف طريقه إلى أيدي طالبات المدرسة إلا في الرمق الأخير من العام الدراسي...معضلة كبرى تتواجد في المدرسة وتتكدس بالتوازي إلى جانب أخواتها الباقيات هي مشكلة احتياجات ومتطلبات المدرسة من مياه وكهرباء وأنشطة أخرى والتي قال لنا الوكيل إن مصدرها إسهامات أولياء الأمور التي بالكاد تكفي بما هو ضرورة وحسب.
إلا أن هناك وفي الموضوع ذاته أمراً شائكاً ربما يحتاج لتدخل قيادة التربية بالمحافظة وهو وبحسب الوكيل عبدالله حزام فإن التربية تتسلم ايجارات على مخازن الكتب والمستودعات وتكاليف النقل والتحميل من المدرسة التي لاتجد بداً من «تدفيع» الطلاب تلك التكاليف مجتمعة ومن عشرة ريالات من كل طالب.. يتسلمها مدير المخازن على مستوى المديرية دون سند استلام أو أي شيء آخر يثبت استلامه!!
الأمر ليس بحاجة لأدنى تعليق...
مأساة بئر الشريف
خمسة آلاف شخص أمسوا بين ليلة وضحاها عطشى.. تلك مأساة أخرى لا علاقة لها بما سبق.. بئر الشريف بئر مياه شرب وحيدة في عزلة الضبة بمركز المديرية تغذي أربع قرى كبيرة دهمتها سيول جارفة طمست معالمها ومياهها، كما لم تنسَ السيول أن تتسبب في تكسير أنابيب مشروع المياه المركزي الحكومي قيد الانشاء، وكما يقولون إن المصائب تأتي تترا.. فلم تدع السيول لابناء الضبة متنفساً أو «مشرباً».. الأهالي يرمون باللائمة على المجلس المحلي بالمديرية والذي كان يتعامل مع تحذيراتهم بكثير من الاهمال، خاصة أن الأهالي أدركوا الخطورة تلك منذ وقت مبكر وعملوا على تنبيه القيادات المسؤولة إلا أن شيئاً لم يحدث.. زد على كل تلك المآسي أن طمرت السيول أراضي الأهالي وقطعت الطرق الرئيسية لتوصيل الخدمات الأساسية للسكان في أعالي الجبال.
ويشير غير قليل منهم إلى أن هناك توجيهات كانت موجودة لتدارك الوضع مبكراً خصوصاً أن الأمطار كانت تهدد بفعل ما فعلته أكثر من مرة، إلا أن كل تلك الصرخات والتوجيهات أهملت!!
الإدارة عن بعد
قبل أن ندلف الصلو برفقة مسؤوليها كنا قد قابلناهم في مركز مديرية خدير، حيث تربض غرف لهم تعتريها الفوضى من كل جانب، وبالرغم من ذاك يسمونها مقرات للمجلس المحلي لمديرية الصلو.. بالرغم من أن المديرية التي تقع فيها تلك الغرف القليلة ليست في نطاق المديرية التي تدخل في اختصاص إدارتهم.. ومن ذلك المكان القصي تدار شئون الصلو!!
بالمجلس المحلي للمديرية لا يملك مجمعاً حكومياً أو مقرات خاصة به، ولا بالمكاتب والإدارات التنفيدية في المديرية، بل هو يتخذ من الدمنة «مركز مديرية خدير» مقراً لتسيير شئون واحياجات سكان الصلو الذين يقطعون الكيلو مترات روحة وإياباً لتخليص مصالحهم، وكم تزداد في عيوننا معاناتهم إن عرفنا أنهم يتكبدون مشقة الطرقات الصعبة التي تربط الصلو بخدير من أجل حاجة لهم قد لا تزيد عن جرة قلم وتوقيع بسيط من مختص إداري.
وكأني بمديرية الصلو قد نالت سبقاً إدارياً جديداً في عالم إدارة شئون المواطنين يمكننا تسميته بالإدارة عن بعد..!! فمتى سمعنا عن مديرية تدار شئونها من مديرية أخرى لا تمت لها بأية صلة، بل إن خدير تستفيد من سابقة كهذه كثيراً، كما قال ذلك أحد أعضاء المجلس المحلي فيها، فهي تستقبل مواطني الصلو الذين ينفقون أموالهم في أسواقها ومنافع سكانها، وعليه فإن الصلو تعاني من شحة موارد فلا تملك أسواقاً ولا تجني أي ضرائب والسبب هو غياب مجمع حكومي خاص بالمديرية يقنع ساكنيها بعدم «السفر» إلى إي مكان لتخليص أعمالهم وشئونهم، وعدم تبذير أموالهم وصبها في منفعة غيرهم.. بل إن الأمر أدهى من ذلك وأسوأ كما يقول ذلك رئيس المجلس المحلي لمديرية الصلو عبداللطيف عبده أحمد الشغدري فحتى الأسر القليلة في المديرية بدأت بالانتقال إما إلى مدينة الدمنة أو إلى تعز بسبب صعوبة العيش في الصلو ووعورة الطرق والاستقرار غير الموجود في المديرية، وكذا حتى يكونوا قريبين من احتياجاتهم المباشرة.
ويضيف مدير المديرية إن أهم صعوبة تواجهنا في المديرية هي عدم توفر مجمع حكومي، بالإضافة إلى وعورة الطرقات.. مؤكداً أن المجمع كاد يشرع في بنائه في العام الحالي 2008م إلا أن مجلس النواب لم يوافق على القروض التي كانت ستمول بناء المجمع فتأجل البناء.
إلا أننا مازلنا نتابع الأمر مع قيادة محافظة تعز وتم إشعارنا أن مخصص تمويل المجمع سيكون ضمن موازنة الإدارة المحلية للعام القادم 2009م.
ويستطرد الشغدري في حديثه قائلاً:
فالمجمع من أكبر الصعوبات التي تواجهنا في المديرية، حيث إن المكاتب الحكومية التنفيذية مشتتة، ومن مهام المجمع الحكومي واختصاصاته لم شمل تلك المكاتب وتنظيم عملها، وعدم وجوده يسبب صعوبة لدى المجلس المحلي والهيئة الإدارية والمجلس التنفيذي والمواطنين في متابعة أمورهم بسبب المسافة بين المديريتين، ويتبع ذلك صعوبة أخرى نواجهها هي الطرق الوعرة في المديرية لأن التعبيد والسفلتة لم تتم إلى الآن إلا لمسافة بسيطة جداً في حدود المديرية مع مديرية خدير.
وكما هو مستقبل المجمع الحكومي المتلهف لميزانية العام 209م، كذلك هو حال الطرق التي سيتم تخصيص مبلغ 13 مليون ريال لتعبيدها وربط المديرية بغيرها من المديريات وربط عزلها، بالإضافة إلى نصف المبلغ الماضي تقريباً لأعمال الصيانة والإصلاج ولبناء الحواجز والسدود وإنشاءات زراعية أخرى جديدة.
وبما أننا في مقابلة مع مدير المديرية فقد تطرقنا معه إلى واقع الوضع الصحي في المديرية والذي وصفه ب: مجال الصحة في المديرية انتقل نقلة نوعية بوجود من 5-6 مراكز صحية على مستوى المديرية وأصبحت مجهزة بالكادر الطبي وبالتجهيزات.. وبالنسبة لمركز الضبة في مركز المديرية فقال عنه: افتتح قبل بضعة أشهر وتم تسليمه من قبل الإغاثة الإسلامية التي أنشأته وجهزته، والمجلس المحلي قام بتوفير الكادر الطبي المتمثل في الطبيب وفني أشعة وقابلتين، لكن التأثيث لم يتم وأدرجناه في موازنة عام 2009م، بالإضافة إلى تأثيث جميع المراكز والوحدات الصحية بالمديرية.
البئر .. قمنا بالواجب
وعن مأساة مياه الشرب المتمثلة في بئر الشريف بالضبة قال الشغدري إن المجلس المحلي يسير وفق خطة استثمارية محددة لا يستطيع الحياد عنها، وسبق وأن عملنا أشياء كثيرة تحسباً لكوارث السيول، والمجلس المحلي قام بواجبه تجاه البئر رغم ادعاء الأهالي بأن المحلي لم يحرك ساكناً وبالنسبة لأنبوب مشروع المياه الذي أضرته السيول ألقى رئيس محلي الصلو باللائمة على مواطنيه الذين عجزوا حد قوله عن تصليح أنبوب واحد.. بالرغم من أن المجلس المحلي والحديث للشغدري ترك معدات المشروع لدى الأهالي مدة أسبوع!! وسبق أن وجهنا مدير المشروع بإصلاح الأنبوب بأسرع وقت!!
السياحة
الصلو بطبيعتها منطقة سياحية، كما أسلفنا الذكر، وفي ذلك يؤكد مدير المديرية أن الصيف يجعل من الصلو منطقة سياحية بامتياز، وعن المعالجات الإجرائية لإبراز الوجه السياحي للمديرية قال:
لدينا خطة ترويجية للمواقع الأثرية والسياحية التي تزخر بها الصلو كقلعة المنصورة والمدرسة العلمية بالأشعوب، ومدينة النور بجعيشان، كلها تمتلك مقومات السياحة، والخطة الترويجية جاهزة لكنها مقيدة بتعبيد الطرق والتي تبدأ عمليتها بداية 2009م.
2009م .. كم سيكون؟
وكأني بعام 2009م مكبل بالعديد من المشاريع المؤجلة التي أثقلت كاهله وحملته إخفاقات 2008م، إلا أنه كما يبدو عام التنمية في الصلو، تلك المديرية صعبة التضاريس.. والمحرومة من تاريخها الذي لم يبرز بعد، التاريخ الذي يحكي عراقتها مازال مضمراً، كما هي الآن، في الحاضر.. مضمرة أيضاً.
قد ترضى بأن يكون تاريخ أية منطقة مبهماً، لكن كيف لنا بالخنوع ونحن نرى مديرية بأكملها تتوارى مع تاريخها في عصر أصبحت المعمورة فيه مجرد قرية صغيرة، بينما نحن لا نقدر على الوصول إلى قمم وآثار الصلو بسبب وعورة طريق لم تعبد بعد.
قد تكون الطريق هي الحل السحري بإلغاء حالة التواري والاختفاء للتاريخ والحاضر معاً في الصلو.. لكن هل يقدر العام 2009م على ذلك، وهو الذي ألقيت على عاتقه مهام جسيمة بدءاً بالصحة ومروراً بالمجمع الحكومي وليس انتهاءً بالطرق والتعليم والمياه وخلافه.. لمن سيكون عام 2009م وميزانيته التي لا تزيد عن 80 مليون ريال والتي عجز مدير المديرية عن توزيع مثلها عام 2008م ،وقال إنها لا تكفي لأكثر من ثلاثة مشاريع..؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.