مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يفتتح رسمياً جامع الصالح وكلية العلوم الإسلامية
نشر في الجمهورية يوم 22 - 11 - 2008


حسن الشيخ :
الأمة الإسلامية بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى ما يجمع كلمتها ويوحد صفوفها
سيد طنطاوي :
جامع وكلية الصالح شقيقان في خدمة الإسلام والمسلمين
الوفود العربية والإسلامية :
الجامع منبر إشعاع فكري على مستوى اليمن والعالَمين العربي والإسلامي
خطيب الجمعة (المشهور) :افتتاح المسجد لم يأتِ للفخر بل تدشين لمشروع يهدف إلى إنقاذ الإنسان من طوفان مدمّر
من مهمّات الجامع تذكير العالم أن تاريخ اليمن العريق تاريخُ سلام ووسطية واعتدال
تم أمس الجمعة ال23 من ذي القعدة 1429 هجرية، الموافق ال21 من نوفمبر 2008م، الافتتاح الرسمي للصرح الديني والعلمي، الإسلامي، البارز، جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية.. حيث افتتح فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - رسمياً أمس في صنعاء جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، بحضور الإخوة: عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية، يحيى علي الراعي - رئيس مجلس النواب، الدكتور علي مجور - رئيس مجلس الوزراء، عبدالعزيز عبدالغني- رئيس مجلس الشورى والقاضي عصام السماوي - رئيس مجلس القضاء الأعلى، رئيس المحكمة العليا، ومستشارو رئيس الجمهورية، والإخوة الوزراء، وأعضاء مجلسَي النواب والشورى، وقيادات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية، والقيادات العسكرية والأمنية، ورؤساء وأعضاء الوفود العربية والإسلامية المشاركة في حفل الافتتاح، وفي مقدمتهم إحسان الدين أوغلو - أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وسيد طنطاوي - شيخ جامع الأزهر، ووزراء الأوقاف والإرشاد، والمُفْتُون، وكوكبة من كبار العلماء والمفكرين المسلمين في العالَمين العربي والإسلامي.
وفور وصول فخامة رئيس الجمهورية إلى باحة الجامع قام بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً بافتتاح الجامع والكلية رسمياً.
واستقبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أمس الإخوة رؤساء وأعضاء الوفود العربية الإسلامية المشاركة في حفل الافتتاح الرسمي لجامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، والتي تضم كوكبة من الشخصيات ووزراء الأوقاف والإرشاد، ورجال الإفتاء وكبار العلماء والمفكرين الإسلاميين في العالَمين العربي والإسلامي والعالم، الذين هنأوا فخامة الأخ الرئيس بتدشين هذا الصرح الإسلامي الكبير، والمعلم التاريخي البارز الذي تحتضنه مدينة الإيمان، صنعاء التاريخ والحضارة، وما يقترن بوجودهما من دورٍ تنويري كمؤسسة دينية وعلمية وثقافية وتربوية وحضارية تسهم في تربية الأجيال بما فيه خدمة الدين الإسلامي الحنيف ورسالته السامية... سائلين العلي القدير أن يجعل من هذا الصرح الديني معلماً للهدى والتقوى، وأن يطرح فيه الخير والبركة، ويجزيَ من كان وراء بنائه وإخراجه إلى حيز الوجود، خير الجزاء.
إعجاب بفنون العمارة
معبّرين عن إعجابهم بما احتواه الجامع من فنون العمارة الإسلامية والإبداع الهندسي الفريد الذي جمع بين الأصالة والتفرد، وأخرجه تحفة معمارية تسر الأفئدة وتفعمها بالإيمان والبهاء.
ويمثل جامع وكلية الصالح للقرآن والعلوم الإسلامية تحفة معمارية ومنبر إشعاع فكري وديني على مستوى اليمن والعالمين العربي والإسلامي، ويعوّل عليهما النهوض بدور كبير في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، ورسالته السامية القائمة على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والتعصب بكافة أشكاله.
فيلم تسجيلي
وخلال حفل الافتتاح تم عرض فيلم تسجيلي عن هذا الصرح الإسلامي البارز، استعرض كافة مكوناته والجوانب الفنية والهندسية والإبداعية التي رُوعيت في بنائه.
وتبلغ المساحة الكلية للجامع والكلية والمرافق التابعة لهما 224 ألفاً و831 مترًا مربعاً، شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات، فيما يصل ارتفاع مبنى الجامع إلى 24 متراً، ويتسع لأكثر من خمسة وأربعين ألف مصلٍّ، بالإضافة إلى مُصلَّى خاص بالنساء يتسع ل2000 امرأة، فضلاً عن الباحات الجانبية.
ويتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة، بمسطح 13,596 متراً مربعاً، ولها ارتفاعان، وتوجد لها 10 أبوابٍ رئيسة من الصَّوحين الشرقي والغربي، وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي إلى الرّواق الخلفي للجامع، وصحن الكلية الشرعية، ومنطقة المواضئ.
ويغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع خمس قباب، أربع قباب بقطر 15.60 متراً، وارتفاع 20.35م من سقف الجامع، والقبة الوسطية وهي الأكبر بقطر 40،27 متراً، وارتفاع 39.60م من سقف الجامع، كما أن هناك أربع قباب صغيرة في الأركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 8.90م، وارتفاع 12.89م من سقف الجامع، بالإضافة إلى ست مآذنٍ، أربع مآذنٍ على جانبَي الجامع، بارتفاع 100م، ومأذنتان على جانبَي الكلية الشرعية، بارتفاع 80م.
وتوجد بالجامع كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وتتكون من ثلاثة أدوار، وتحتوي على 20 فصلاً دراسياً، وقاعات للمحاضرات، ومكتبة خاصة للرجال وأخرى للنساء، وقاعة لحفظ المخطوطات، ومرافق صحية.
ويشتمل الجامع على مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات، تتسع لحوالي ألف و900 سيارة، كما تحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطّحات الخضراء.
وقد رُوعي في إنشاء هذا الصرح الإسلامي البارز أن تكون معظم مواد البناء والتكوينات الإنشائية للجامع من المواد المتوافرة محلياً، وروعي في التصاميم والتنفيذ الطراز المعماري اليمني المتميز وإبداعات الحضارة اليمنية العريقة وفن المعمار الإسلامي البديع، بما في ذلك النقوش الفنية البديعة والفريدة التي تعكس فن الزخرفة الإسلامية وكتابة الآيات القرآنية على معظم جوانب الجامع الداخلية وجدرانه الخارجية، ما جعل من هذا الجامع آية فنية فريدة ومتميزة في الإبداع الهندسي والجمال المعماري، ومعلماً إسلامياً وحضارياً ومعمارياً وثقافياً شامخاً على المستوى العالمي، كما تم تجهيز الجامع فنياً بأحدث تقنيات الصوت والنقل التلفزيوني.
الحفاظ على الطابع المعماري
وقضت توجيهات الرئيس في بناء الجامع بوجوب المحافظة على الطابع العمراني اليمني، لاسيما بالنسبة للمنارات والواجهات الحجرية، فكان الجامع الكبير في صنعاء الملهم الأساسي للمهندسين في ذلك.
ورُوعي أن يتخذ المشروع الشكل المستطيل، وقُسِّمت قاعة الصلاة الرئيسة إلى جناحين، شرقيٍ وغربيٍ، أما الانطلاق من المنطقة الطرفية إلى المنطقة الوسطى فتتأمن بتدرجاتٍ في جسم الجامع من الأسفل إلى الأعلى، وبتكوين فراغاتٍ أسفل القباب الرئيسة البالغة ثلاثاً وعشرين قبةً، جاءت تحقيقاً للفكرة المعمارية وتأكيدها، ورُوعي فيها تدرج علاقة المصلِّي بالجامع عن طريق الأروقة حتى الوصول إلى القبة الرئيسة الكبرى.
منارات ست
ويتميز الجامع بست مناراتٍ فريدة ذات تصميمٍ خاصٍ، ارتفاع أربعٍ منها يبلغ مائة وستة أمتار مع الهلال، وقد استخدمت فيها أساسات خاصة تصل إلى عمق خمسة وثلاثين متراً، وبقطر سبعين سنتيمتراً لكل مئذنة، وهو ما يساعد في تقوية المبنى على مقاومة الزلازل، كما يؤكد منفذو الجامع.
ونظراً لأهمية المشروع من الناحية الدينية والتاريخية، فقد تم اختيار المواد المستخدمة فيه بكل دقة، وجرى اختبار خواصها ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية، وذلك للحصول على موادٍ ذات قدرة عاليةٍ في مواجهة العوامل البيئية والجوية.
وتعتبر الخرسانة المسلحة هي المكون الأساس للهيكل الحامل للجزء الرئيس والأهم في المشروع، ولذلك فقد تم إلى أبعد الحدود مراعاة استغلال الميزة الفريدة التي تتحلَّى بها المواد المكونة للخرسانة في اليمن، والتي جعلت منها الخرسانة الأجود عالمياً.
كلمة وكيل هيئة جامع الصالح
فيما ألقى وكيل هيئة جامع الصالح للشئون الدينية الشيخ حسن عبدالله الشيخ كلمة ترحيبية، رحّب في مستهلها بالوفود المشاركين أصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء من الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة.
وقال: يطيب لى بداية أن أُرحب بكم وبضيوف اليمن الأعزّاء في اليمن، مهد العروبة والحضارة والتاريخ، وبلد الإيمان والحكمة... شاكراً لكم تشريفكم لأهلكم وإخوانكم في تبجيل هذا الصرح الديني العلمي الإسلامي في يمن الإيمان والحكمة، التي قال عنها الرسول الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية».
وأشار الشيخ إلى ما يمثله هذا الصرح من رمزية إيمانية عظيمة، تستدعي الاحتفاء به امتثالاً لقوله تعالى: «في بيوتٍ أَذِنَ الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه يسبِّح له فيها بالغدوِّ والآصالِ، رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكرِ اللهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ يخافون يوماً تتقلّبُ فيه القلوبُ والأبصارُ».
خدمة الإسلام
مشيداً بافتتاح جامع الصالح، المؤسسة الإيمانية التربوية الثقافية، التي تضم جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، التي ستضطلع بدورها في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ونشر مفاهيمه الصحيحة، القائمة على الاعتدال والوسطية والتسامح، ونبذ الغلو والتطرف والتعصب بكافة أشكاله وألوانه... منوهاً بأن الجامع سيكون منارة وملتقى للباحثين وطالبِي العلم، سواء من خلال كلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وما ستحتويه مكتبته من المخطوطات والكتب القيمة النفيسة التي تُعنى بشؤون الدين الحنيف والفكر والتراث الإسلامي في مختلف الجوانب والمراحل التاريخية من مسيرة الإسلام المشرقة.
توحيد كلمة الأمة
وأكد الشيخ أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة أكثر من أيِّ وقتٍ مضى إلى ما يجمع كلمتها،، ويوحِّد صفها على أساس التمسك بكتاب الله عزّ وجل وسنَّة رسوله الكريم، وهذا ما يجمعنا اليوم كأمة واحدة عرباً وعجماً، ومهما تعددت المذاهب أو الاجتهادات، وهي تفاصيل لاينبغى أن تثير الخلاف أو تؤدي إلى الفرقة ولا انقسام.
وشدد على علماء الأمة بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم وكل رجال الفكر والثقافة والإعلام وكل المستنيرين، للاضطلاع بدروهم وتحمّل مسؤولياتهم في تحصين أبناء الأمة الإسلامية بقيم الدين الصحيحة، وغرس قيم الاعتدال والوسطية والتسامح في صفوفهم، ومواجهة تلك الأفكار المتطرِّفة والهدَّامة التي تروِّج لها العناصر الظلامية الظالة، التي لا برنامج لها ولا رؤية لها أو ثقافة سوى ثقافة الموت والفناء والانتقام والأحقاد، حيث تسعى للإيقاع بالشباب في حبائلها الشيطانية والتغرير بهم لارتكاب أعمال العنف والإرهاب.
مؤكداً أن كل هذا الدأب والعمل الذي بُذل من أجل بناء هذا الصرح الديني العلمي الذي تشاركوننا في افتتاحه إنما يُحتسب جملة وتفصيلاً في خدمة دين الله الحنيف وتعاليم الإسلام السمحاء التي تحضُّ على مكارم الأخلاق وحب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونشر قيم الحق والخير والعدل، ونبذ الغلو، وبناء مجتمع إسلامي قائم على الاعتدال والمحبة والسلام.
مشيراً إلى أن هذا الجامع، وكما هي نيّة وتوجّه مؤسسه وصاحب فكرته، سوف يؤدي دوره إن شاء الله كأمثاله من بيوت الله، ومنها جامع الأزهر الشريف وغيره من المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والتعليمية في عالمنا العربي والإسلامي من أجل نشر المعرفة الحقيقية في علوم القرآن واللغة العربية، والمساهمة في بناء تنمية شاملة ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية وشرعية محسّنة بالعقيدة الصحيحة وفهم الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل.
وقال الشيخ: إن من الواجب علينا جميعاً غرس قيم التآخي والمحبة والسلام فيما بيننا، في بناء وتشجيع روح الحوار والتفاهم ولما فيه خير الجميع وخدمة الدين الحنيف.
كلمة شيخ الأزهر
وقد ألقى شيخ الأزهر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي كلمة عن الوفود العربية والإسلامية المشاركة في حفل الافتتاح، هنأ في مستهلها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، والشعب اليمني، بافتتاح جامع الصالح وكلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وقناة الإيمان الفضائية.. حيث قال:
«باسم هؤلاء الصفوة من العلماء الأتقياء الأنقياء، الذين جاؤوا من مشارق الأرض ومن مغاربها لكي يشاركوا في هذا الافتتاح لهذين الصرحين الكريمين، نقدم خالص الشكر والتقدير والتهنئة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية اليمنية، وللشعب اليمني الكريم صاحب الحضارة الباسقة الرشيدة الحكيمة، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
نشر قيم التسامح
وقال: هذان الصّرحان جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم شقيقان في خدمة الإسلام وفي خدمة المسلمين... لافتاً إلى الدور الذي يعوّل على الجامع والكلية والقناة القيام به في نشر القيم السمحاء لديننا الإسلامي الحنيف وإبراز دلالات ومعاني وسطية الإسلام واعتدال منهجه الفكري.
وحمد الله عزّ وجل على هذه النعمة العظيمة التي منَّ بها على الشعب اليمني وعلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها.. وقال: نقف هذا الموقف ونحن نشارك في افتتاح بيتٍ من بيوت الله يسع عشرات الآلاف للمؤمنين الصادقين الذين يراقبون الله سبحانه وتعالى في السر وفي العلن، وكذلك لافتتاح صرحٍ آخر لحفظ القرآن الكريم ولغراسه العلوم الإسلامية... ونقول ما قاله الصالحون من قبلنا: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله.
تنشئة الأجيال
وتطرّق الشيخ طنطاوي إلى رسالة المسجد العظيمة ودوره في تنشئة الأجيال وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال... منوهاً بأن كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ستسهم في بناء الأجيال وتربيتهم على مائدة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
منوهاً بأن هذه المنابر الدينية تمثل مركز إشعاع لإصلاح النفوس وتزكيتها، وقلاعاً تنويرية لإصلاح الأفراد ودفعهم للمشاركة في منفعة المجتمع والدفع بعجلته التنموية ونشر الأمان والاستقرار والاطمئنان في المجتمع.
وقال: إن العلم الذي نقصده هو العلم الذي يجعل صاحبه إنساناً قويماً، مستقيماً، متعاوناً على الخير، بعيداً عن الشر، وهذا هو الفهم السليم لكلمة العلم.
وتطرق الشيخ طنطاوي إلى خطورة ظاهرة الإرهاب وآثارها السلبية على المجتمعات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات.
الإرهاب نكبة دينية
وقال: الإرهاب نكبة دينية ونكبة دنيوية، والإرهاب يعني الاعتداء على الآمنين، وتخريب مقومات الأمة ونهب ثرواتها.
وأشار إلى أن المنتسبين لهذه الفئات الإرهابية بعيدون عن فهم العلم والقيم القويمة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء... مشيراً إلى ما تخلِّفه هذه الأفكار الهدامة من تشوية للإسلام وعكس صورة سلبية عن معانيه السامية.
وقال إمام الجامع الأزهر: إن الإسلام بريءٌ من هذه الأفكار، وإن العلم الذي يريده الإسلام هو الذي يؤدي إلى سعادة الأمة... منوهاً بأن الأمن والاستقرار في المجتمع من أهم وأبرز العوامل المساعدة على نموه وازدهاره وتقدمه.
خطبة الجمعة
بعد ذلك أدّى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح صلاة الجمعة مع رؤساء وأعضاء الوفود العربية والإسلامية وعشرات الآلاف من المواطنين في جامع الصالح.
وألقى فضيلة الشيخ أبوبكر المشهور خطبتَي الجمعة، أشار فيهما إلى المعاني العظيمة التي يجسّدها جامع الصالح، باعتباره منبراً تنويرياً للعلم والمعرفة وتعريف الناس بأمور دينهم وديناهم... منوهاً بأهمية هذا اليوم الجامع في مسجدٍ جامعٍ، جمع الله تعالى فيه معنى عظيماً من معاني إقامة المباني على ما يناسب وإعادة ترتيب المعاني، كما يحبه الله ويرضاه في الأمر الواجب.
معتبراً الجامع مشروعاً عظيماً، استضاف فيه رئيس الدولة وفوداً وضيوفاً كثيرين، جاؤوا من شتّى أقطار العالم الإنساني والإسلامي والعربي.
الإنسان الصالح
وقال: إنها لمناسبة تدخل في مناسبة الإسلام، وتربط بين هذه اللحظة التي يُفتتح فيها هذا الجامع الصالح على يد هذا الإنسان الصالح، وفي مجتمعٍ، نسأل الله أن يجعله أنموذجاً للمجتمع الصالح، وبحضور كوكبة من العلماء والمفكرين وحملة الأقلام ورجال الصحافة الإسلامية والإعلامية والرسمية والشعبية وبقية أفراد هذه المجتمعات المباركة.
ولفت خطيب الجمعة إلى أهمية الاجتماع في هذا اليوم المبارك، الذي يرتبط مباشرة بالأشهر التي تعيشها الأمة الآن من أشهر الحج، وهو مقصد عالمي وافتتاح يندرج في المعنى العالمي لتلك الأيام العظمى، التي أسس فيها إبراهيم - عليه السلام - قواعد البيت الحرام، كما ورد في كتاب الله عزّ وجل: «وإذْ يرفع إبراهيم القواعدَ من البيت وإسماعيل ربّنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم».
واعتبر الشيخ المشهور أن حضور هذا الجمع الكبير والكوكبة من العلماء والمسؤولين ورجال الفكر، والذين يعتنون بالفكر الإسلامي وبالبناء الإنساني، فرصة مباركة لنلتفت من خلالها إلى المرحلة بكاملها وربطها بقضايانا الإسلامية وقضايانا الإقليمية العربية والمحلية لأن الإسلام في أساسه دين المعالجة و التسامح.
منوهاً بأهمية المساجد التي يتم افتتاحها كل يوم في الكثير من المواطن، والتي تأتي بالجديد ودورها في تثبيت الشعوب ووضع العلماء في الموقع السديد من البناء وإعادة ترتيب الأجيال.
موطن مبارك
وقال: هذا موطنٌ مباركٌ يفتتح فيه الجامع الصالح وكذلك كلية القرآن والعلوم الإسلامية على مبدأ من مبادئ الإعادة والترتيب، بعيداً عن الغلو والتطرف، وبعيداً عن قفزات التطرف والإرهاب، وهو أملٌ عظيمٌ يراود العالم كله ولا يراود فرداً في أرض اليمن وحدها.
لافتاً إلى أهمية الرسالة التي يؤديها هذا الصرح الديني في تنوير الإنسان بالعلوم والمعارف وأمور دينه وحمايته من نزغات الشياطين والانحرافات والأفكار المضللة والغلو، خاصة وأن العالم الإسلامي والعربي يعيش حالة من الاشتعال ومن النزاع والصراع.
ونوّه فضيلة الشيخ المشهور بأسباب وجودنا في هذا العالم، والمتمثلة في أن نحسن الخلافة في الإعمار، وفي البناء، وفي الإعادة والتعايش السلمي بين بني الإنسان مهما اختلفت المفاهيم، ومهما تحوّلت الحياة من حالٍ إلى حال.
وأشار إلى أن القرآن تحدث عن بعض الأمم السابقة ممن أصابهم عذاب الله وابتلوا بالطوفان والنار وبرميهم بالحجارة من السماء وغير ذلك من أشكال العذاب، لأنهم لم يتحملوا مسؤولياتهم في الخلافة كما أوجبها الله.
استثمار الحياة
وقال: إن الدين الإسلامي الحنيف يدعونا إلى استثمار الحياة استثماراً سليماً، حكيماً، وواعياً، وحذرنا من مشروع شيطاني يفسد هذا الاستثمار ويدمر هذا الإعمار من خلال دفع بعض من بني الإنسان نحو الإرهاب والتطرف.
متمنياً أن يجعل الله سبحانه وتعالى افتتاح هذا الجامع والكلية بداية عهدٍ جديدٍ يربطنا بجذور التاريخ ويذكرنا بدور اليمنيين في نشر الإسلام ورفع رايته.
الوسطية والاعتدال
وأضاف: إن من مهمّات الجامع والكلية، بل ومن مهمّاتنا جميعاً أن نذكّر العالم أن تاريخ اليمن العريق هو تاريخ سلام ووسطية واعتدال واعٍ... منوهاً بأهمية إعادة دراسة هذه الجذور التاريخية حتى يتعرف العالم كيف ظهر الإرهاب، وكيف ظهر التطرف العالمي كله، وأين هي جذوره؟! وكيف نستطيع أن نجفف منابعه بالحكمة والعلم وبالتكاتف وبوقوف القادة والعلماء ورجال المؤسسات والشعوب على حقائق مسؤولياتهم.
و تابع قائلاً: كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، إذا فسد مجتمعٌ فلكل منَّا نصيبٌ من الفساد والإفساد، وعليه إثمه إلا إذا أعدنا ترتيب أنفسنا ووعينا لوظيفتنا في الحياة وواجبنا نحو بناء الإنسانية بعمومها، والحياة الإسلامية بخصوصها.
وبيّن الشيخ المشهور أن الإسلام لايعادي العنصر الكافر كإنسانٍ، لكنه يعادي الكفر كعقيدة، لأن الكفر عقيدة الشيطان، وأما الكافر فإنسانٌ مستغفلُ مخدوعٌ، يجب أن يُعلَّم وأن يُدعى ويُنادى.
نشر الحقائق
وأكد أن الإسلام يدعو إلى الإيمان وإلى نشر الحقائق في الشعوب، كما يدعو إلى إعادة ترتيب الذات المسلمة لتتجاوز ثقافة الكراهية في الدين وفي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لأنها كلها إذا كانت على هذه الصفة فهي ثقافة الشيطان، وهي مشروع الشيطان في العالم.
وقال: إن مهمتنا جميعاً النظر في الأمر، فإن الأمة تعيش حالة حرج شديد، كلنا نطرح الأفكار، ونتحدث عن الإعمار، لكن لانجد البذرة التي من خلالها نبدأ في العلاج ونعالج القضية.
ونوّه المشهور بحكمة الدين الإسلامي في تنظيم سلوك البشر ومعالجة النفاق ومحاربة الشرك... كما أن الإسلام اعتنى بالرجل والمرأة، واعتنى بالحاكم والعالِم، ووضع كلاً منهم في موقعه المناسب، وهو ما يتطلّب منا تجسيد هذه الرؤية وتجاوز هذا الركام الذي بناه الشيطان.
وأشار إلى أن افتتاح هذا المسجد وتدشين قناة تلفزيونية تحمل اسم الإيمان من أرض الإيمان لم يأتِ للفخر أو للتعالي والدعاية الإعلامية؛ بل تدشيناً لمشروع حقيقي نأمل أن يسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الطوفان العارم الهادف إلى دمار الإنسان في خضم هذه المعركة الأبدية بين الأبوية الشرعية النبوية، وبين الأبوية الأبليسية.
مؤكداً أهمية إدراك أبناء الأمة الإسلامية إلى وحدتها الصحيحة التي تساعد المجتمعات على إعادة ترتيب الإنسان وعلاقته بالعلم والمعرفة، قادراً على استغلال الثروات في مواجهة الأزمات.
وحمد الخطيب المولى عزّ وجل أن فتح أبواب السعادة للأمة الإسلامية بما أورثها من كتاب الحكمة والأخلاق والهدى الذي جاء به نبينا «عليه الصلاة والسلام» بما يمكن عبر الأزمنة والمراحل من تحرير الشعوب والعقول والأفكار من مفاهيم الاستعمار والاستهدار والاستثمار المجردة عن الحقائق الشرعية، ووضعها في موقعها الصحيح من حاجتنا للأفكار التي تناسب المرحلة.. سائلاً المولى سبحانه أن يوفق المسلمين لمعرفة حقائق الدين ومعرفة ما أودعه الله تعالى بواسطة العلم الشرعي ومعرفة ما أودعه الله فيه من فضائل تحث على صلاح الدنيا والدين.
تنوير المجتمع
وحث في ختام خطبته العلماء على تحمل مسؤولياتهم في تنوير الناس، عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذٍ ككاتم ما أنزل على محمد.
منوهاً بفكرة بناء مسجد الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وقال: أهمية الفكرة تكمن فيما سيكون لها من مخرجات تستنير بهدي كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وتسهم بفاعلية في صناعة نهضة الأمة وتطوره.. اوأكد أهمية اعتماد الدراسات والبحوث العلمية في معالجة الظواهر السلبية بموضوعية وبعيداً عن الذاتية... مشيراً إلى أن العلاج لا يتأتَّى من خلال فتح الباب على مصراعيه لكل من يدعي القدرة على العلاج، لأن هذا الأمر يحتاج إلى الأمناء.
واعتبر الدور المناط بهذا الجامع والكلية هو جزء من مشروع العلاج الذي تحتاجه الأمة في تجاوز مشكلاتها.
الوسطي المعتدل.
وقال الشيخ: إن من الواجب علينا جميعاً غرس قيم التآخي والمحبة والسلام فيما بيننا، في بناء وتشجيع روح الحوار والتفاهم ولما فيه خير الجميع وخدمة الدين الحنيف.
كلمة شيخ الأزهر
وقد ألقى شيخ الأزهر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي كلمة عن الوفود العربية والإسلامية المشاركة في حفل الافتتاح، هنأ في مستهلها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، والشعب اليمني، بافتتاح جامع الصالح وكلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وقناة الإيمان الفضائية.. حيث قال:
«باسم هؤلاء الصفوة من العلماء الأتقياء الأنقياء، الذين جاؤوا من مشارق الأرض ومن مغاربها لكي يشاركوا في هذا الافتتاح لهذين الصرحين الكريمين، نقدم خالص الشكر والتقدير والتهنئة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية اليمنية، وللشعب اليمني الكريم صاحب الحضارة الباسقة الرشيدة الحكيمة، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
نشر قيم التسامح
وقال: هذان الصّرحان جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم شقيقان في خدمة الإسلام وفي خدمة المسلمين... لافتاً إلى الدور الذي يعوّل على الجامع والكلية والقناة القيام به في نشر القيم السمحاء لديننا الإسلامي الحنيف وإبراز دلالات ومعاني وسطية الإسلام واعتدال منهجه الفكري.
وحمد الله عزّ وجل على هذه النعمة العظيمة التي منَّ بها على الشعب اليمني وعلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها.. وقال: نقف هذا الموقف ونحن نشارك في افتتاح بيتٍ من بيوت الله يسع عشرات الآلاف للمؤمنين الصادقين الذين يراقبون الله سبحانه وتعالى في السر وفي العلن، وكذلك لافتتاح صرحٍ آخر لحفظ القرآن الكريم ولغراسه العلوم الإسلامية... ونقول ما قاله الصالحون من قبلنا: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله.
تنشئة الأجيال
وتطرّق الشيخ طنطاوي إلى رسالة المسجد العظيمة ودوره في تنشئة الأجيال وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال... منوهاً بأن كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ستسهم في بناء الأجيال وتربيتهم على مائدة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
منوهاً بأن هذه المنابر الدينية تمثل مركز إشعاع لإصلاح النفوس وتزكيتها، وقلاعاً تنويرية لإصلاح الأفراد ودفعهم للمشاركة في منفعة المجتمع والدفع بعجلته التنموية ونشر الأمان والاستقرار والاطمئنان في المجتمع.
وقال: إن العلم الذي نقصده هو العلم الذي يجعل صاحبه إنساناً قويماً، مستقيماً، متعاوناً على الخير، بعيداً عن الشر، وهذا هو الفهم السليم لكلمة العلم.
وتطرق الشيخ طنطاوي إلى خطورة ظاهرة الإرهاب وآثارها السلبية على المجتمعات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات.
الإرهاب نكبة دينية
وقال: الإرهاب نكبة دينية ونكبة دنيوية، والإرهاب يعني الاعتداء على الآمنين، وتخريب مقومات الأمة ونهب ثرواتها.
وأشار إلى أن المنتسبين لهذه الفئات الإرهابية بعيدون عن فهم العلم والقيم القويمة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء... مشيراً إلى ما تخلِّفه هذه الأفكار الهدامة من تشوية للإسلام وعكس صورة سلبية عن معانيه السامية.
وقال إمام الجامع الأزهر: إن الإسلام بريءٌ من هذه الأفكار، وإن العلم الذي يريده الإسلام هو الذي يؤدي إلى سعادة الأمة... منوهاً بأن الأمن والاستقرار في المجتمع من أهم وأبرز العوامل المساعدة على نموه وازدهاره وتقدمه.
خطبة الجمعة
بعد ذلك أدّى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح صلاة الجمعة مع رؤساء وأعضاء الوفود العربية والإسلامية وعشرات الآلاف من المواطنين في جامع الصالح.
وألقى فضيلة الشيخ أبوبكر المشهور خطبتَي الجمعة، أشار فيهما إلى المعاني العظيمة التي يجسّدها جامع الصالح، باعتباره منبراً تنويرياً للعلم والمعرفة وتعريف الناس بأمور دينهم وديناهم... منوهاً بأهمية هذا اليوم الجامع في مسجدٍ جامعٍ، جمع الله تعالى فيه معنى عظيماً من معاني إقامة المباني على ما يناسب وإعادة ترتيب المعاني، كما يحبه الله ويرضاه في الأمر الواجب.
معتبراً الجامع مشروعاً عظيماً، استضاف فيه رئيس الدولة وفوداً وضيوفاً كثيرين، جاؤوا من شتّى أقطار العالم الإنساني والإسلامي والعربي.
الإنسان الصالح
وقال: إنها لمناسبة تدخل في مناسبة الإسلام، وتربط بين هذه اللحظة التي يُفتتح فيها هذا الجامع الصالح على يد هذا الإنسان الصالح، وفي مجتمعٍ، نسأل الله أن يجعله أنموذجاً للمجتمع الصالح، وبحضور كوكبة من العلماء والمفكرين وحملة الأقلام ورجال الصحافة الإسلامية والإعلامية والرسمية والشعبية وبقية أفراد هذه المجتمعات المباركة.
ولفت خطيب الجمعة إلى أهمية الاجتماع في هذا اليوم المبارك، الذي يرتبط مباشرة بالأشهر التي تعيشها الأمة الآن من أشهر الحج، وهو مقصد عالمي وافتتاح يندرج في المعنى العالمي لتلك الأيام العظمى، التي أسس فيها إبراهيم - عليه السلام - قواعد البيت الحرام، كما ورد في كتاب الله عزّ وجل: «وإذْ يرفع إبراهيم القواعدَ من البيت وإسماعيل ربّنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم».
واعتبر الشيخ المشهور أن حضور هذا الجمع الكبير والكوكبة من العلماء والمسؤولين ورجال الفكر، والذين يعتنون بالفكر الإسلامي وبالبناء الإنساني، فرصة مباركة لنلتفت من خلالها إلى المرحلة بكاملها وربطها بقضايانا الإسلامية وقضايانا الإقليمية العربية والمحلية لأن الإسلام في أساسه دين المعالجة و التسامح.
منوهاً بأهمية المساجد التي يتم افتتاحها كل يوم في الكثير من المواطن، والتي تأتي بالجديد ودورها في تثبيت الشعوب ووضع العلماء في الموقع السديد من البناء وإعادة ترتيب الأجيال.
موطن مبارك
وقال: هذا موطنٌ مباركٌ يفتتح فيه الجامع الصالح وكذلك كلية القرآن والعلوم الإسلامية على مبدأ من مبادئ الإعادة والترتيب، بعيداً عن الغلو والتطرف، وبعيداً عن قفزات التطرف والإرهاب، وهو أملٌ عظيمٌ يراود العالم كله ولا يراود فرداً في أرض اليمن وحدها.
لافتاً إلى أهمية الرسالة التي يؤديها هذا الصرح الديني في تنوير الإنسان بالعلوم والمعارف وأمور دينه وحمايته من نزغات الشياطين والانحرافات والأفكار المضللة والغلو، خاصة وأن العالم الإسلامي والعربي يعيش حالة من الاشتعال ومن النزاع والصراع.
ونوّه فضيلة الشيخ المشهور بأسباب وجودنا في هذا العالم، والمتمثلة في أن نحسن الخلافة في الإعمار، وفي البناء، وفي الإعادة والتعايش السلمي بين بني الإنسان مهما اختلفت المفاهيم، ومهما تحوّلت الحياة من حالٍ إلى حال.
وأشار إلى أن القرآن تحدث عن بعض الأمم السابقة ممن أصابهم عذاب الله وابتلوا بالطوفان والنار وبرميهم بالحجارة من السماء وغير ذلك من أشكال العذاب، لأنهم لم يتحملوا مسؤولياتهم في الخلافة كما أوجبها الله.
استثمار الحياة
وقال: إن الدين الإسلامي الحنيف يدعونا إلى استثمار الحياة استثماراً سليماً، حكيماً، وواعياً، وحذرنا من مشروع شيطاني يفسد هذا الاستثمار ويدمر هذا الإعمار من خلال دفع بعض من بني الإنسان نحو الإرهاب والتطرف.
متمنياً أن يجعل الله سبحانه وتعالى افتتاح هذا الجامع والكلية بداية عهدٍ جديدٍ يربطنا بجذور التاريخ ويذكرنا بدور اليمنيين في نشر الإسلام ورفع رايته.
الوسطية والاعتدال
وأضاف: إن من مهمّات الجامع والكلية، بل ومن مهمّاتنا جميعاً أن نذكّر العالم أن تاريخ اليمن العريق هو تاريخ سلام ووسطية واعتدال واعٍ... منوهاً بأهمية إعادة دراسة هذه الجذور التاريخية حتى يتعرف العالم كيف ظهر الإرهاب، وكيف ظهر التطرف العالمي كله، وأين هي جذوره؟! وكيف نستطيع أن نجفف منابعه بالحكمة والعلم وبالتكاتف وبوقوف القادة والعلماء ورجال المؤسسات والشعوب على حقائق مسؤولياتهم.
و تابع قائلاً: كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، إذا فسد مجتمعٌ فلكل منَّا نصيبٌ من الفساد والإفساد، وعليه إثمه إلا إذا أعدنا ترتيب أنفسنا ووعينا لوظيفتنا في الحياة وواجبنا نحو بناء الإنسانية بعمومها، والحياة الإسلامية بخصوصها.
وبيّن الشيخ المشهور أن الإسلام لايعادي العنصر الكافر كإنسانٍ، لكنه يعادي الكفر كعقيدة، لأن الكفر عقيدة الشيطان، وأما الكافر فإنسانٌ مستغفلُ مخدوعٌ، يجب أن يُعلَّم وأن يُدعى ويُنادى.
نشر الحقائق
وأكد أن الإسلام يدعو إلى الإيمان وإلى نشر الحقائق في الشعوب، كما يدعو إلى إعادة ترتيب الذات المسلمة لتتجاوز ثقافة الكراهية في الدين وفي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لأنها كلها إذا كانت على هذه الصفة فهي ثقافة الشيطان، وهي مشروع الشيطان في العالم.
وقال: إن مهمتنا جميعاً النظر في الأمر، فإن الأمة تعيش حالة حرج شديد، كلنا نطرح الأفكار، ونتحدث عن الإعمار، لكن لانجد البذرة التي من خلالها نبدأ في العلاج ونعالج القضية.
ونوّه المشهور بحكمة الدين الإسلامي في تنظيم سلوك البشر ومعالجة النفاق ومحاربة الشرك... كما أن الإسلام اعتنى بالرجل والمرأة، واعتنى بالحاكم والعالِم، ووضع كلاً منهم في موقعه المناسب، وهو ما يتطلّب منا تجسيد هذه الرؤية وتجاوز هذا الركام الذي بناه الشيطان.
وأشار إلى أن افتتاح هذا المسجد وتدشين قناة تلفزيونية تحمل اسم الإيمان من أرض الإيمان لم يأتِ للفخر أو للتعالي والدعاية الإعلامية؛ بل تدشيناً لمشروع حقيقي نأمل أن يسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الطوفان العارم الهادف إلى دمار الإنسان في خضم هذه المعركة الأبدية بين الأبوية الشرعية النبوية، وبين الأبوية الأبليسية.
مؤكداً أهمية إدراك أبناء الأمة الإسلامية إلى وحدتها الصحيحة التي تساعد المجتمعات على إعادة ترتيب الإنسان وعلاقته بالعلم والمعرفة، قادراً على استغلال الثروات في مواجهة الأزمات.
وحمد الخطيب المولى عزّ وجل أن فتح أبواب السعادة للأمة الإسلامية بما أورثها من كتاب الحكمة والأخلاق والهدى الذي جاء به نبينا «عليه الصلاة والسلام» بما يمكن عبر الأزمنة والمراحل من تحرير الشعوب والعقول والأفكار من مفاهيم الاستعمار والاستهدار والاستثمار المجردة عن الحقائق الشرعية، ووضعها في موقعها الصحيح من حاجتنا للأفكار التي تناسب المرحلة.. سائلاً المولى سبحانه أن يوفق المسلمين لمعرفة حقائق الدين ومعرفة ما أودعه الله تعالى بواسطة العلم الشرعي ومعرفة ما أودعه الله فيه من فضائل تحث على صلاح الدنيا والدين.
تنوير المجتمع
وحث في ختام خطبته العلماء على تحمل مسؤولياتهم في تنوير الناس، عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذٍ ككاتم ما أنزل على محمد.
منوهاً بفكرة بناء مسجد الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وقال: أهمية الفكرة تكمن فيما سيكون لها من مخرجات تستنير بهدي كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وتسهم بفاعلية في صناعة نهضة الأمة وتطوره.. اوأكد أهمية اعتماد الدراسات والبحوث العلمية في معالجة الظواهر السلبية بموضوعية وبعيداً عن الذاتية... مشيراً إلى أن العلاج لا يتأتَّى من خلال فتح الباب على مصراعيه لكل من يدعي القدرة على العلاج، لأن هذا الأمر يحتاج إلى الأمناء.
واعتبر الدور المناط بهذا الجامع والكلية هو جزء من مشروع العلاج الذي تحتاجه الأمة في تجاوز مشكلاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.