نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يفتتح رسمياً جامع وكلية الصالح
نشر في الجمهورية يوم 21 - 11 - 2008

تم اليوم الجمعة ال23 من ذي القعدة 1429 هجرية الموافق 21 من نوفمبر 2008م الافتتاح الرسمي للصرح الديني و العلمي الإسلامي البارز جامع الصالح و كلية الصالح للقرآن الكريم و العلوم الإسلامية.
حيث افتتح فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رسميا اليوم بصنعاء جامع الصالح و كلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية بحضور الأخوة عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية و يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب و الدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء
وعبد العزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى و القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى - رئيس المحكمة العليا و مستشارو رئيس الجمهورية و الأخوة الوزراء و أعضاء مجلسي النواب و الشورى و قيادات الأحزاب و المنظمات الجماهيرية و القيادات العسكرية و الإمنية و رؤساء و أعضاء الوفود العربية و الإسلامية المشاركة في حفل الافتتاح وفي مقدمتهم إحسان الدين أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي و سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر ووزراء الأوقاف و الإرشاد و المفتيين و كوكبة من كبار العلماء و المفكرين المسلمين في العالمين العربي و الإسلامي.
وفور وصول فخامة رئيس الجمهورية، إلى باحة الجامع قام بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح الجامع والكلية رسمياً .
واستقبل فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم الاخوة رؤساء و اعضاء الوفود العربية الاسلامية المشاركة في حفل الافتتاح الرسمي لجامع الصالح و كلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية و التي تضم كوكبة من الشخصيات و وزراء الاوقاف والارشاد ورجال الافتاء وكبار العلماء والمفكرين الاسلاميين في العالمين العربي والاسلامي والعالم الذين هنأوا فخامة الاخ الرئيس بتدشين هذا الصرح الاسلامي الكبير والمعلم التاريخي البارز الذي تحتضنه مدينة الايمان صنعاء التاريخ والحضارة وما يقترن بوجودهما من دور تنويري كمؤسسة دينية وعلمية وثقافية وتربوية وحضارية تسهم في تربية الاجيال بما فيه خدمة الدين الاسلامي الحنيف ورسالته السامية سائلين العلي القدير ان يجعل من هذا الصرح الديني معلما للهدى والتقوى و ان يطرح فيه الخير والبركة ويجزي من كان وراء بنائه و اخراجه الى حيز الوجود خير الجزاء.
معبرين عن اعجابهم بما احتواه الجامع من فنون العمارة الاسلامية و الابداع الهندسي الفريد الذي جمع بين الاصالة والتفرد و اخرجه تحفة معمارية تسر الافئدة و تفعمها بالايمان والبهاء .
و يمثل جامع وكلية الصالح للقرآن والعلوم الإسلامية تحفة معمارية و منبر إشعاع فكري و ديني على مستوى اليمن و العالمين العربي والإسلامي ويعول عليهما النهوض بدور كبير في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ، و رسالته السامية القائمة على الوسطية و الاعتدال و نبذ التطرف و الغلو و التعصب بكافة أشكاله.
وخلال حفل الافتتاح تم عرض فيلم تسجيلي عن هذا الصرح الإسلامي البارز, استعرض كافة مكوناته و الجوانب الفنية و الهندسية و الابداعية التي روعيت في بنائه .
وتبلغ المساحة الكلية للجامع والكلية والمرافق التابعة لهما 224 ألفا و 831 مترا مربعا شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات, فيما يصل ارتفاع مبنى الجامع الى 24 مترا ويتسع لأكثر من خمسه و أربعين ألف مصل بالإضافة إلى مصلى خاص بالنساء يتسع ل2000إمرأة , فضلا عن الباحات الجانبية .
و يتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة بمسطح 13,596متر مربع ولها ارتفاعين، ويوجد لها 10 أبواب رئيسة من الصوحين الشرقي و الغربي ،
وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي الى الرواق الخلفي للجامع وصحن الكلية الشرعية و منطقة المواضيء .ويغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع
خمس قباب، أربع قباب بقطر 15.60متر وارتفاع 20.35 م من سقف الجامع ، والقبة الوسطية وهي الأكبر بقطر 40ر 27 متر وارتفاع 39.60 م من سقف الجامع ، كما ان هناك أربع قباب صغيرة في الاركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 8.90 م و ارتفاع 12.89 م من سقف الجامع, بالاضافة الى ست مآذن أربع مآذن على جانبي الجامع بارتفاع 100 م و مأذنتين على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80 م .
و توجد بالجامع كلية القرآن الكريم و العلوم الإسلامية وتتكون من ثلاثة أدوار و تحتوي على 20 فصلاً دراسياً و قاعات للمحاضرات ومكتبة
خاصة للرجال و اخرى للنساء و قاعة لحفظ المخطوطات ومرافق صحية ، و يشمل الجامع على مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات تتسع لحوالي الف و900 سيارة كما تحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطحات الخضراء .
وقد روعي في إنشاء هذا الصرح الإسلامي البارز أن تكون معظم مواد البناء و التكوينات الإنشائية للجامع من المواد المتوفرة محليا و روعي
في التصاميم و التنفيذ الطراز المعماري اليمني المتميز و إبداعات الحضارة اليمنية العريقة و فن المعمار الإسلامي البديع, بمافي ذلك
النقوش الفنية البديعة والفريدة التي تعكس فن الزخرفة الاسلامية وكتابة الآيات القرآنية على معظم جوانب الجامع الداخلية و جدارانه الخارجية ما
جعل من هذا الجامع آية فنية فريدة و متميزة في الإبداع الهندسي والجمال المعماري و معلما إسلاميا و حضاريا و معماريا و ثقافيا شامخا على
المستوى العالمي, كما تم تجهيز الجامع فنيا بأحدث تقنيات الصوت والنقل التلفزيوني .
و قضت توجيهات الرئيس في بناء الجامع بوجوب المحافظة على الطابع العمراني اليمني، لاسيما بالنسبة للمنارات و الواجهات الحجرية، فكان
الجامع الكبير في صنعاء الملهم الأساسي للمهندسين في ذلك.
و روعي ان يتخذ المشروع الشكل المستطيل، وقسمت قاعة الصلاة الرئيسية الى جناحين شرقيٍ وغربي، أما الانطلاق من المنطقة الطرفية الى المنطقة
الوسطى فتتأمن بتدرجاتٍ في جسم الجامع من الأسفل إلى الأعلى وبتكوين فراغاتٍ أسفل القباب الرئيسة البالغة ثلاث وعشرين قبةً جاءت تحقيقاً
للفكرة المعمارية و تأكيدها،و روعي فيها تدرج علاقة المصلي بالجامع عن طريق الأروقة حتى الوصول إلى القبة الرئيسية الكبرى.
و يتميز الجامع بست مناراتٍ فريدة ذات تصميمٍ خاصٍ، ارتفاع أربعٍ منها يبلغ مائة وستة أمتار مع الهلال، وقد استخدمت فيها أساسات خاصة
تصل إلى عمق خمسة وثلاثين متراً، وبقطر سبعين سنتيمتراً لكل مئذنة، وهو ما يساعد في تقوية المبنى على مقاومة الزلازل كما يؤكد منفذو الجامع.
و نظراً لأهمية المشروع من الناحية الدينية والتاريخية، فقد تم اختيار المواد المستخدمة فيه بكل دقة و جرى اختبار خواصها ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية، و ذلك للحصول على مواد ذات قدرة عاليةٍ في مواجهة العوامل البيئية و الجوية.
وتعتبر الخرسانة المسلحة هي المكون الأساس للهيكل الحامل للجزء الرئيس و الاهم في المشروع، ولذلك فقد تم إلى ابعد الحدود مراعاة استغلال الميزة الفريدة التي تتحلى بها المواد المكونة للخرسانة في اليمن و التي جعلت منها الخرسانة الأجود عالمياً.
فيما ألقى وكيل هيئة جامع الصالح للشئون الدينية الشيخ حسن عبدالله الشيخ كلمة ترحيبية ، رحب في مستلها بالوفود المشاركين اصحاب الفضيلة
العلماء الاجلاء من الدول العربية والاسلامية الشقيقة والصديقة .
وقال : يطيب لى بداية ان ارحب بكم وبضيوف اليمن الاعزاء في اليمن مهد العروبة والحضارة والتاريخ و بلد الايمان والحكمة، شاكراً لكم
تشريفكم لاهلكم واخوانكم في تبجيل هذا الصرح الديني العلمي الاسلامي في يمن الايمان والحكمة التي قال عنها الرسول الكريم صلي الله عليه وعلى
اله وصحبه وسلم " الايمان يمني والحكمة يمانية "
وأشار الشيخ إلى ما يمثله هذا الصرح من رمزية ايمانية عظيمة تستدعي الاحتفاء به امتثالا لقوله تعالى "في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة يخافون يوم تتقلب فيه القلوب والابصار "
مشيداً بافتتاح جامع الصالح المؤسسة الايمانية التربوية الثقافية التي تضم جامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية التي ستضطلع بدورها في خدمة الدين الاسلامي الحنيف ونشر مفاهيمه الصحيحة القائمة على الاعتدال و الوسطية و التسامح ونبذ الغلو والتطرف والتعصب بكافة اشكاله والوانه .
منوهاً بأن الجامع سيكون منارة وملتقى للباحثين وطالبي العلم سواء من خلال كلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية وماستحتويه مكتبته
من المخطوطات والكتب القيمة النفيسة التي تعني بشؤون الدين الحنيف والفكر والتراث الاسلامي في مختلف الجوانب والمراحل التاريخية من مسيرة
الاسلام المشرقة .
وأكد الشيخ أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضي الى مايجمع كلمتها ويوحد صفها على اساس التمسك بكتاب الله عزل وجل وسنه
رسوله الكريم ، وهذا ما يجمعنا اليوم كأمة واحدة عربا وعجما ومهما تعددت المذاهب أو الاجتهادات وهي تفاصيل لاينبغى ان تثير الخلاف او
تؤدي الى الفرقة ولاانقسام .
وشدد على علماء الأمة بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم وكل رجال الفكر والثقافة والاعلام وكل المستنيرين بالإضطلاع بدروهم وتحمل مسؤلياتهم
في تحصين ابناء الامة الاسلامية بقيم الدين الصحيحة وغرس قيم الاعتدال والوسطية والتسامح في صفوفهم ومواجهة تلك الافكار المتطرفة والهدامة
التي تروج لها العناصر الظلامية الظالة التي لا برنامج لها ولا رؤية لها او ثقافة سواء ثقافة الموت والفناء والانتقام والاحقاد وحيث تسعى
للايقاع بالشاب في حبائلها الشيطانية والتغرير بهم لارتكاب اعمال العنف والارهاب .
مؤكداً أن كل هذا الدأب و العمل الذي بذل من اجل بناء هذا الصرح الديني العلمي الذي تشاركوننا اليوم في افتتاحه انما يحتسب جملة وتفصيلا في خدمة دين الله الحنيف وتعاليم الاسلام السمحاء التي تحض على مكارم الاخلاق و حب الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ونشر قيم الحق والخير والعدل ونبذ الغلو وبناء مجتمع اسلامي قائم على الاعتدال والمحبة والسلام .
مشيراً إلى أن هذا الجامع و كماهي نية وتوجه مؤسسه وصاحب فكرته سوف يؤدي دوره انشاء الله كأمثاله من بيوت الله و منها جامع الازهر الشريف
وغيره من المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والتعليمية في عالمنا العربي والاسلامي من اجل نشر المعرفة الحقيقة في علوم القران واللغة العربية والمساهمة في بناء تنمية شاملة ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية وشرعية محسنة بالعقيدة الصحيحة وفهم الاسلام الصحيح الوسطي المعتدل .
و قال الشيخ : ان من الواجب علينا جيمعا غرس قيم التآخي والمحبة والسلام فيما بيننا فابناء وتشجيع روح الحوار والتفاهم ولمافيه خير الجميع وخدمة الدين الحنيف .
وقد ألقى شيخ الأزهر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي كلمة عن الوفود العربية و الاسلامية المشاركة في حفل الافتتاح, هنأ في مستهلها فخامة
الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية و الشعب اليمني بإفتتاح جامع الصالح و كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية و قناة الإيمان
الفضائية .
" باسم هؤلاء الصفوة من العلماء الاتقياء الانقياء الذين جاءوا من مشارق الارض و من مغاربها لكي يشاركوا في هذا الافتتاح لهذين الصرحين
الكريمين نقدم خالص الشكر والتقدير والتهنئة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وللشعب اليمني الكريم صاحب الحضارة
الباسقة الرشيدة الحكيمة و ندعو الله سبحانة و تعالي ان يوفقنا جميعا لمايحبة ويرضاة ".
وقال " هذان الصرحان جامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم شقيقان في خدمة الاسلام و في خدمة المسلمين".
لافتا إلى الدور الذي يعول على الجامع و الكلية و القناة القيام به في نشر القيم السمحاء لديننا الإسلامي الحنيف و إبراز دلالات و معاني وسطية الإسلام و اعتدال منهجه الفكري.
و حمد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة التي من بها على الشعب اليمني وعلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها .. وقال " نقف هذا الموقف ونحن نشارك في افتتاح بيت من بيوت الله يسع عشرات الالاف للمومنين الصادقين الذين يراقبون الله سبحانة وتعالي في السر وفي العلن، وكذلك لافتتاح صرح اخر لحفظ القران الكريم ولغراسه العلوم الاسلامية، ونقول ماقاله الصالحون من قبلنا الحمدلله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله".
وتطرق الشيخ طنطاوي إلى رسالة المسجد العظيمة ودوره في تنشئة الأجيال وترسيخ مفاهيم الوسطية والإعتدال .. منوها بأن كلية القران الكريم
والعلوم الإسلامية ستسهم في بناء الأجيال وتربيتهم على مائدة القران الكريم والسنة النبوية المطهرة.
منوها بأن هذه المنابر الدينية تمثل مركز إشعاع لإصلاح النفوس وتزكيتها ، و قلاع تنويرية لإصلاح الأفراد و دفعهم للمشاركة في منفعة
المجتمع والدفع بعجلته التنموية ونشر الامان والاستقرار والإطمئنان في المجتمع.
وقال " إن العلم الذي نقصده هو العلم الذي يجعل صاحبه انسان قويما مستقيما متعاونا على الخير بعيدا عن الشر وهذا هو الفهم السليم لكلمة العلم ".
وتطرق الشيخ طنطاوي إلى خطورة ظاهرة الإرهاب وآثارها السلبية على المجتمعات في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها من
المجالات .
وقال " الارهاب نكبة دينية ونكبة دنيوية والارهاب يعنى الاعتداء على الامنين، وتخريب مقومات الامة ونهب ثرواتها".
وأشار إلى أن المنتسبين لهذه الفئات الإرهابية بعيدون عن فهم العلم والقيم القويمة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء. مشيرا الى ما تخلفه هذه الأفكار الهدامة من تشوية للإسلام و عكس صورة سلبية عن معانيه السامية ..
وقال امام الجامع الازهر إن الإسلام بريء من هذه الأفكار، و إن العلم الذي يريده الإسلام هو الذي يؤدي الى سعادة الامة. منوها بأن الأمن و الإستقرار في المجتمع من أهم و أبرز العوامل المساعدة على نموه و ازدهاره و تقدمه.
بعد ذلك أدى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح صلاة الجمعة مع رؤساء و اعضاء الوفود العربية والاسلامية وعشرات الآلاف من المواطنين
في جامع الصالح. و القى فضيلة الشيخ ابوبكر المشهور خطبتي الجمعة, أشار فيهما الى المعاني العظيمة التي يجسدها جامع الصالح بإعتباره منبراً تنويرياً للعلم والمعرفة وتعريف الناس بأمور دينهم وديناهم .. منوها بأهمية هذا اليوم الجامع في مسجد جامع جمع الله تعالى فيه معنى عظيم من معاني
إقامة المباني على مايناسب واعادة ترتيب المعاني كمايحبه الله ويرضاه في الامر الواجب.
معتبرا الجامع مشروعا عظيما استضاف فيه رئيس الدولة وفودا وضيوفا كثيرون جاؤوا من شتى أقطار العالم الانساني والاسلامي والعربي.
وقال " إنها لمناسبة تدخل في مناسبة الاسلام وتربط بين هذة اللحظة التي يفتتح فيها هذا الجامع الصالح على يد هذا الانسان الصالح وفي مجتمع نسال الله ان يجعله انموذجا للمجتمع الصالح وبحضور كوكبة من العلماء والمفكرين وحملة الاقلام ورجال الصحافة الاسلامية والاعلامية والرسمية والشعبية وبقية افراد هذة المجتمعات المباركة " .
ولفت خطيب الجمعة الى أهمية الإجتماع في هذا اليوم المبارك والذي يربط مباشرة بالاشهر التي تعيشها الامة الآن من أشهر الحج، وهو مقصد عالمي وافتتاح يندرج في المعني العالمي لتلك الايام العظمى التي أسس فيها ابراهيم عليه السلام قواعد البيت الحرام.. كما ورد في كتاب الله عز وجل :" واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ".
واأعتبر الشيخ المشهور ان حضور هذا الجمع الكبير والكوكبة من العلماء والمسؤولين ورجال الفكر والذين يعتنون بالفكر الإسلامي وبالبناء الانساني، فرصة مباركة لنلتفت من خلالها الى المرحلة بكاملها و ربطها بقضايانا الاسلامية و قضايانا الاقليمية العربية والمحلية لأن الإسلام في أساسه دين المعالجة و التسامح .
منوها بأهمية المساجد التي يتم افتتاحها كل يوم في الكثير من المواطن و التى تأتي بالجديد ودورها في تثبيت الشعوب ووضع العلماء في الموقع السديد من البناء و إعادة ترتبيب الأجيال .
و قال " هذا موطن مبارك يفتتح فيه الجامع الصالح وكذلك كلية القران والعلوم الاسلامية على مبدأ من مبادىء الإعادة والترتيب بعيدا عن الغلو والتطرف وبعيدا عن قفزات التطرف و الإرهاب، و هو أمل عظيم يراود العالم كله و لا يراود فرداً في أرض اليمن وحدها" .
لافتا الى أهمية الرسالة التي يؤديها هذا الصرح الديني في تنوير الإنسان بالعلوم والمعارف و أمور دينه و حمايته من نزغات الشياطين والإنحرافات و الأفكار المضللة و الغلو خاصة و أن العالم الإسلامي والعربي يعيش حالة من الاشتعال و من النزاع و الصراع .
ونوه فضيلة الشيخ المشهور بأسباب وجودنا في هذا العالم والمتمثلة في ان نحسن الخلافة في الإعمار و في البناء و في الإعادة والتعايش السلمي بين بنى الإنسان مهما اختلفت المفاهيم و مهما تحولت الحياة من حال الى حال .
و أشار الى أن القرآن تحدث عن بعض الأمم السابقة ممن أصابهم عذاب الله و ابتلوا بالطوفان و النار و برميهم بالحجارة من السماء و غيرذلك
من اشكال العذاب لأنهم لم يتحملوا مسؤولياتهم في الخلافة كما اوجبها الله .
و قال " ان الدين الاسلامي الحنيف يدعونا الى استثمار الحياة استثمارا سليما ،حكيما ،و واعيا، و حذرنا من مشروع شيطاني يفسد هذا الاستثمار و يدمر هذا الاعمار من خلال دفع بعض من بني الانسان نحو الارهاب والتطرف " .. متمنيا أن يجعل الله سبحانه وتعالى افتتاح هذا الجامع و الكلية بداية عهد جديد يربطنا بجذور التاريخ و يذكرنا بدور اليمنيين في نشر الاسلام و رفع رايته.
و أضاف " ان من مهمات الجامع و الكلية بل ومن مهماتنا جميعا ان نذكر العالم ان تاريخ اليمن العريق هو تاريخ سلام و وسطية و اعتدال واع منوها باهمية اعادة دراسة هذة الجذور التاريخية حتي يتعرف العالم كيف ظهر الارهاب و كيف ظهرالتطرف العالمي كله و اين هي جذوره ؟!
و كيف نستطيع ان نجفف منابعه بالحكمة و العلم و بالتكاتف و بوقوف القادة و العلماء و رجال المؤسسات و الشعوب على حقائق مسؤولياتهم .
و تابع قائلا " كلكم راع و كلمكم مسؤول عن رعيته اذا فسد مجتمع فلكل منا نصيب من الفساد و الإفساد و عليه اثمه الا اذا أعدنا ترتيب
انفسنا و وعينا وظيفتنا في الحياة و واجبنا نحو بناء الانسانية بعمومها و الحياة الاسلامية بخصوصها ".
وبين الشيخ المشهور ان الاسلام لايعادي العنصر الكافر كإنسان لكنه يعادي الكفر كعقيدة لأن الكفر عقيدة الشيطان ، و أما الكافر فإنسان
مستغفل مخدوع يجب أن يعلم و أن يُدعا و ينادى .
و أكد ان الاسلام يدعو الى الايمان و الى نشر الحقائق في الشعوب كما يدعو الى إعادة ترتيب الذات المسملة لتتجاوز ثقافة الكراهية في الدين و في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لانها كلها اذا كانت على هذة الصفة فهي ثقافة الشيطان و هي مشروع الشيطان في العالم .
وقال " ان مهمتنا جميعا النظر في الأمر فان الامة تعيش حالة حرج شديد، كلنا نطرح الافكار و نتحدث عن الاعمار لكن لانجد البذرة التي من
خلالها نبدأ في العلاج و نعالج القضية ".
و نوه المشهور بحكمة الدين الإسلامي في تنظيم سلوك البشر ومعالجة النفاق ومحاربة الشرك .. كما أن الاسلام اعتنى بالرجل والمرأة وأعتنى
بالحاكم والعالم و وضع كل منهم في موقعه المناسب وهو ما يتطلب منا تجسيد هذه الرؤية و تجاوز هذا الركام الذي بناه الشيطان.
و اشار الى ان افتتاح هذا المسجد و تدشين قناة تلفزيونية تحمل اسم الايمان من ارض الايمان لم يأت للفخر او للتعالي و الدعاية الاعلامية؛ بل تدشينا لمشروع حقيقي نأمل ان يسهم في انقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الطوفان العارم الهادف الى دمار الانسان في خضم هذه المعركة الابدية بين الابوية الشرعية النبوية وبين الأبوية الابليسية .
مؤكدا أهمية ادراك ابناء الامة الاسلامية الى وحدتها الصحيحة التي تساعد المجتمعات على اعادة ترتيب الانسان وعلاقته بالعلم والمعرفة. قادرا على استغلال الثروات في مواجهة الأزمات.
وحمد الخطيب المولى عز و جل أن فتح أبواب السعادة للأمة الإسلامية بما أورثها من كتاب الحكمة و الاخلاق و الهدى الذي جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام بما يمكن عبر الازمنة و المراحل من تحرير الشعوب والعقول والافكار من مفاهيم الإستعمار والاستهدار والاستثمار المجردة عن الحقائق الشرعية و وضعها في موقعها الصحيح من حاجتنا للافكار التي تناسب المرحلة .
سائلاً المولى سبحانه أن يوفق المسلمين لمعرفة حقائق الدين و معرفة ما أودعه الله تعالي بواسطة العلم الشرعي ومعرفة ما اودعه الله فيه من
فضائل تحث على صلاح الدنيا والدين .
و حث في ختام خطبته العلماء على تحمل مسؤولياتهم في تنوير الناس عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " اذا لعن اخر هذه الامة اولها فمن كان عنده علم فليظهره فأن كاتم العلم يوم اذن ككاتم ماانزل على محمد".
منوهاً بفكرة بناء مسجد الصالح وكلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية وقال : اهمية الفكرة تكمن فيما سيكون لها من مخرجات تستنير بهدي كتاب الله و سنة رسوله الكريم و تسهم بفاعلية في صناعة نهضة الامة وتطورها .
واكد على اهمية اعتماد الدراسات والبحوث العلمية في معالجة الظواهر السلبية بموضوعية وبعيدا عن الذاتية،مشيراً الى ان العلاج لا يتأتى من خلال فتح الباب على مصراعيه لكل من يدعي القدرة على العلاج لان هذا الامر يحتاج الى الامناء .
و اعتبر الدور المناط بهذا الجامع والكلية الجامع هو جزء من مشروع العلاج الذي تحتاجه الامة في تجاوز مشكلاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.