قبل نحو 32 عاما دشنت جمعية رعاية الأسرة اليمنية كمنظمة غير حكومية طوعية غير ربحية .. الجمعية تعتبر الأكثر توسعا واهتماما بين منظمات المجتمع المدني العاملة في اليمن بمجال تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وخدمات الأمومة المأمونة وقضايا السكان وقد عرفت من ذلك الحين بدورها الريادي النوعي في هذا المجال. تسعى جمعية رعاية الأسرة اليمنية ومن خلال كادر طبي وفني وإداري متخصص يتجاوز عدده 150 موظفا و أكثر من 300 متطوع ومتطوعة لتحسين وضع الصحة الإنجابية والأمومة والطفولة في اليمن ونشر الوعي الصحي بأهمية تنظيم الأسرة والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا. وبرغم الصعوبات والمعوقات الكبيرة التي رافقت الجمعية وخاصة عند إنشائها ، الا أنها لعبت و ما تزال دوراً رئيسياً في تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وتوعية المجتمع في مختلف المحافظات بأهمية هذا الدور وانعكاسه ايجابيا على صحة الأم والطفل وسعادة الأسرة والمجتمع.. ولتسليط الضوء على ما تقوم به الجمعية من برامج وأنشطة وما تقدمه من خدمات جليلة غايتها الاهتمام بصحة الأسرة وسعادتها التقينا بالمدير التنفيذي للجمعية الأخ نبيل محمد العماري الذي أطلعنا باستفاضة على مجمل الأنشطة التي تنفذها الجمعية ونوجزها بالتالي : طبيعة الأنشطة بداية هل لكم أن تطلعو نا على طبيعة الأنشطة والخدمات التي تقدمها الجمعية ؟ حقيقة نحن نعمل في جمعية رعاية الأسرة اليمنية في مجال تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتأمين وسائل تنظيم الأسرة وتبني برامج الاتصال والتثقيف والإعلام التي تستهدف الرجال والنساء والشباب على حدٍ سواء من خلال سبعة مراكز تابعة للجمعية منتشرة في عدد من المحافظات أو من خلال بعض المراكز الخاصة ومنظمات المجتمع المدني التي تتعاون معنا، بالإضافة إلى تقديم خدمات الأمومة الآمنة عبر المستشفى التخصصي التابع للجمعية والكائن في منطقة سعوان ، كما نعمل على إعداد البرامج الهادفة لرفع مستوى أداء العاملين في مجال الأمومة والطفولة والشباب بغية الوصول إلى أمومة مأمونة وطفولة سليمة وأسرة سعيدة ، كما نسعى لاستقطاب متطوعين جدد متحمسين لمناصرة أهداف الجمعية وإيجاد مشاركة فاعلة لتحقيق الاستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة. ثقة كبيرة وما نوع العلاقة التي تربطكم بوزارة الصحة والسكان والجهات الأخرى ذات العلاقة ؟ لا أبالغ اذا قلت لكم إن جمعية رعاية الأسرة اليمنية تحظى بثقة كبيرة لدى الجانب الحكومي ووزارة الصحة العامة والسكان على اعتبار أن جهودنا مكملة لجهود الدولة في تقديم خدمات الصحة الإنجابية وخاصة في المناطق الريفية البعيدة والنائية ، وتترجم تلك العلاقة من خلال تنفيذنا للعديد من المشاريع المتعلقة بتدريب وتأهيل كوادر صحية قادرة على تقديم خدمات الصحة الإنجابية بشكل سليم وآخرها مشروع التسويق الاجتماعي لخدمات الصحة الإنجابية الذي دشن مطلع العام الجاري ويستهدف تدريب 650 من مقدمي الخدمات الصحية في ثلاث عشرة محافظة في مجال المشورة بقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وكذا تدريب 180 قابلة مجتمع في تسع محافظات في مجال المشورة وتركيب وإزالة اللوالب. صحة الأم والطفل الملاحظ أن اهتمامكم ينصب تقريباً على صحة الأم والطفل .. ماهو سر هذا الاهتمام بالمرأة ؟ نحن نعمل وفق رؤية محددة وهي أن جميع النساء في اليمن بإمكانهن الحصول على معلومات وخدمات الصحة الإنجابية المتكاملة وكل الأطفال من حقهم الحصول على العناية التي يحتاجونها للوصول لحياة صحيحة وسليمة ومهمتنا تتركز على ضرورة تحسين وضع الصحة الإنجابية والطفولة والشباب في اليمن من خلال نظام صحي اجتماعي قوي ومرن ، ومع ذلك فنحن لم نهمل فئة الشباب وقد تبنت الجمعية تنفيذ مشروع مركز تنمية الشباب متعددة الاختصاصات بتمويل مشترك من الحكومة الألمانية والجمعية ويقدم المركز المعلومات التثقيفية والتوعوية المتعلقة بالثقافة الصحية وخاصة القضايا السكانية وقضايا الصحة الإنجابية وبالرغم من أن فترة عمل المشروع كانت سنة واحدة من 2003-2003 م ونظراً لأهميته فقد حرصت الجمعية على استمرار تشغيله والإشراف عليه بصورة تضمن استمرار تقديم خدمات متميزة ومفيدة تلبي احتياجات الشباب وتنمي مهاراتهم وقدراتهم ويهدف المركز إلى تعميق وعي الشباب بمفاهيم الصحة الإنجابية وتوفير المعلومات المتعلقة بقضايا الصحة الإنجابية والتعريف بطرق ووسائل الوقاية من الايدز والأمراض المنقولة جنسيا ، ونحن في الجمعية نؤمن أن الاهتمام بفئة الشباب سينعكس إيجابا على حاضر ومستقبل اليمن اذا ما أحسنا الاستثمار فيه وإسهامنا في هذا الجانب يتم من خلال برامج موجهة للشباب تهدف أساسا إلى حمايتهم ورعايتهم والتعرف على مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم. توسع في تقديم الخدمات ماهي الخدمات التي تقدمها الجمعية سواء في مجال الصحة الانجابية أو الأمومة الآمنة؟ نحن في الجمعية ومنذ إنشائها في العام 1976م حرصنا على التوسع في تقديم خدمات الصحة الإنجابية وعملنا على افتتاح عدد من المراكز الثابتة في بعض المحافظات ، وإدخال خدمات جديدة أو من خلال العيادات المتنقلة فنحن نعمل في سبعة مراكز منتشرة في محافظات صنعاء وعدن والحديدة وتعز واب وحضرموت بالإضافة إلى مركز في محافظة حجة تم افتتاحه خلال العام الجاري ، وإجمالا فالخدمات التي تقدمها مراكز الجمعية تشمل رعاية الحوامل وتقديم خدمات المشورة وتنظيم الأسرة وتحصين الحوامل والأطفال وتقديم المشورة فيما يتعلق بالأمراض المنقولة جنسيا ، وكذا المشورة والفحص الطوعي لفيروس نقص المناعة ( الايدز) والفحص المبكر لسرطان عنق الرحم والفحوصات الطبية المخبرية والفحص بالموجات فوق الصوتية ، بالإضافة إلى عيادة خاصة بأمراض النساء والولادة ، واستقبال حالات الولادة ومعالجة الأطفال دون سن الخامسة ونحن دائما نحرص على تطوير وتحسين جودة خدماتنا المقدمة للمواطنين والارتقاء بها لتضاهي الخدمات المقدمة في أفضل المستشفيات. وماذا عن العيادات المتنقلة؟ فكرة العيادات المتنقلة أو ما نسميها بخدمات الصحة المجتمعية جاءت نظرا لخصوصية الواقع السكاني في اليمن ومن هذا المنطلق عملت جمعية رعاية الأسرة اليمنية على تبني آلية يمكن من خلالها الإسهام في تسهيل إيصال خدمات الصحة الإنجابية إلى مناطق نائية ، وتم تدشين أول عيادة متنقلة في العام 1997م واستطاعت الجمعية عبر تجربتها الفريدة و الناجحة أن تصل بخدماتها إلى المناطق البعيدة و المحتاجة والمحرومة وحاليا للجمعية سبع عيادات متنقلة مجهزة بأحدث الأجهزة والإمكانيات الطبية تجوب إحدى عشر محافظة يمنية لتقديم خدماتها للمواطنين وهي خدمات مشابه للخدمات التي تقدمها مراكز الجمعية الثابتة. خطط تطويرية هل لديكم خطط للتوسع وإنشاء مراكز جديدة خلال الفترة القادمة ؟ بالطبع نحن في الجمعية نخطط دائما لتطوير خدماتنا وتوسيع نطاق عملنا وخلال العام القادم إن شاء الله سيتم افتتاح مراكز جديدة للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في محافظة شبوة ومدينة حرض بمحافظة حجة ومدينة يريم بمحافظة إب وتشغيل ثلاث عيادات متنقلة في تلك المناطق بالإضافة إلى إعادة تأهيل وتشغيل مركز الصحة الإنجابية في محافظة البيضاء. * قبل أن نختتم هذا اللقاء القصير هل من كلمة أو رسالة توجهونها لأحد سواء المستهدفون من خدماتكم أو غيرهم؟ ** الكلمة التي أرغب في إيصالها للفئات المستهدفة هي أننا في الجمعية نحرص كل الحرص على تقديم خدمات ذات جودة عالية ونجوب المحافظات لنبحث عن كل محتاج لخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وخاصة النساء فالأسرة السعيدة غايتنا واليمن السعيد هدفنا ، وأما الرسالة فهي توجيه الشكر لشركائنا الذين يتعاونون مع الجمعية في سبيل تحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها وخاصة وزارة الصحة العامة والسكان والشئون الاجتماعية والعمل والمجلس الوطني للسكان وصندوق الأممالمتحدة للسكان والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة والصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا و اليونيسيف والصندوق الاجتماعي للتنمية وغيرهم من الشركاء المحليين والأجانب المتعاونين معنا.