أيام معدودة تفصلنا عن عيد الأضحى وحمى الأسعار تطارد الجميع من كل جانب وقائمة طويلة من الطلبات لم تنجز بعد والميزانية ماتزال تعاني الشح وباعة لايرحمون المشتري بقائمة الأسعار المرتفعة. هذا ماتواجهه أم سعيد المقطري حيث قالت: هذا العام الأسعار مرتفعة والراتب والميزانية لاتحتمل شراء ملابس لخمسة أطفال وشراء كبش العيد ومستلزمات المنزل ولم يتبق على العيد إلا أيام قليلة ونحن نعاني من عدم اكمال شراء ملابس العيد للأطفال في ظل استمرار سلسلة من الاسعار العالية التي لم نعد نحتملها. كبش أم فستان ليس ببعيد عن أم سعيد سنجد أم حسين والتي ارتفع صوتها وهي تتحدث مع البائع الذي لم يرض بالمبلغ الذي عرضته عليه لكي تشتري فستاناً لصغيرتها حيث قالت بتبرم: هؤلاء الباعة جشعون يرفعون الاسعار باتفاق بينهم لكي يضيقوا علينا فماذا أعمل وأنا لدي ثلاثة أطفال لم استطع أن اشتري لهم ملابس العيد ولم نفكر حتى في شراء كبش العيد لأنه صار من الكماليات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والتي لم نعد نستطيع أن نلحق على شراء «بدلة» واحدة لطفلتي الصغيرة. وتنهي كلامها قائلة: لاحولة ولاقوة إلا بالله. لسنا السبب أحمد خالد كان البائع الذي تشاجرت أم حسين معه قال: أنا مجرد بائع في هذا الدكان وعليّ أن اتقيد بقائمة الأسعار التي لابد أن أبيع للزبائن حسب ماقيل لي وأعتقد بأننا لسنا السبب في هذا الارتفاع كما يعرف الجميع بل الظروف الاقتصادية التي نعيشها هذه الأيام ولو قلت لكم بأنني إلى الآن لم أشتر لاطفالي ملابس العيد رغم كوني عاملاً هنا في المحل. 0051 0003 ريال سعيد القباطي والذي لديه بسطة في شارع الذهب في الشيخ عثمان يقول: في الأعياد السابقة كنا نواجه مشكلة البلدية وأما هذا العيد فقد تم الاتفاق مع البلدية على تأجير الشارع الرئيسي في منطقة الشيخ عثمان وهذا ساعدنا كثيراً على البيع دون أي مشاكل وأما عن الأسعار فإنها مناسبة خاصة وأن ملابس الأولاد «الأطفال» مناسبة جداً تصل من ألف وخمسمائة ريال إلى ثلاثة آلاف. خالد صالح: والذي دخل محلاً لبيع ألعاب الأطفال سألناه فأجاب: العيد لايكون إلا باللعبة واللعبة سعرها غال فلم يكف غلاء الأسعار التي فاجأتنا فيها بعض محلات الملابس لنجد مفاجأة أخرى في محلات بيع الألعاب رغم أن اللعبة تهم الاطفال كثيراً في اقتنائها في العيد وهذا مالابد أن نقدمه لأطفالنا بجانب ملابس العيد وكبش العيد وكلها احتياجات ومتطلبات لابد منها. لكل شيء سعر هكذا لابد أن تقابلنا كلمات البائع للملابس في سوق السيلة في عدن الأخ صالح عبده والذي تابع: الزبائن هذه الأيام يأتون إلينا بشكل كثيف لأنه موسم عيد ونحن نستغل هذه الأيام الموسمية ونحاول الاستفادة منها ولا أكذب عليكم أبداً في هذا الكلام كانت في العام الماضي ملابس الأولاد جميلة وكذلك سعرها رخيص هذا العام أرى بأن فساتين البنات جميلة وسعرها مرتفع بعض الشيء وفي سوق السيلة أعتقد بأن الزبائن يفدون علينا من كل مناطق محافظة عدن لأن سوق السيلة يعتبر من الأسواق الشعبية والتي تتميز برخص المعروضات فيها فكثير من الزبائن يلاحظون الفرق بيننا وبين المحلات الأخرى فنحن نبيع بأسعار تناسب المواطن اليمني البسيط. من الأسواق الشعبية وتشاركه الحديث الأخت أم هاجر قائلة: بصراحة نحن لا نحبذ التسوق من المحلات التي في الأسواق الفخمة لأننا نفضل أن نشتري من سوق السيلة لأن الأسعار مناسبة للمواطن فأنا اشتريت لبناتي الصغار ملابس العيد وقد خرجت القيمة إلى خمسة آلاف ولا أكذب إن قلت بأنها نفس الملابس التي كانت معروضة في أحد المحلات الفخمة والتي لاتراعي الحالة الاقتصادية للمواطن فكيف سنشتري ملابس غالية ونحن مثلاً لدينا أطفال كثيرون. نار.. نار الاسعار نار على نار هكذا كانت بداية حديثنا مع الأخت سناء أحمد والتي كانت تشتري ملابس لبنات أخيها وتابعت قائلة: لا أخفي عليكم هذا العيد الاسعار جنونية والميزانية صفر على صفر لقد كلفت بالنزول وشراء الملابس لبنات أخي وعندما أسأل عن السعر تذهلني حقاً فالأحذية غالية والفساتين حتى الأشياء الصغيرة التي تحبها البنات الصغار غالية جداً يعني خمسة عشر ألفاً لاتكفي لثلاث بنات فما بال بالذين معهم سبعة أطفال أو اكثر. أسعار مجنونة أم محسن لديها خمسة أطفال قالت بعد تبرم: والله الاسعار أصابتني بالجنون عندما اشتري ملابس العيد وللأسف راتب زوجي قليل وعلينا ديون لقد قررت أن أشتري ملابس من الحراج لانها الارخص مع انها لاتصلح ولكن على قدر فراشك مد رجليك، هكذا ماشية حياتنا لانفكر إلا اين نجد ملابس أرخص هنا وهناك المهم ملابس جديدة والسلام. أسعار مضاعفة مع أن الامهات والآباء في صراع مع الباعة لكي يصل الطرفان إلى الحل الانسب ولكي يتفادوا هذه الارتفاعات والتي صارت تفاجئ الجميع كل يوم فإن للنسوة مكاناً في دخول محلات الأدوات التجميلة ومحلات العبايات كما أنها تكون مزدحمة حيث تتهافت النساء على شراء العبايات الجديدة وهذا مايقوله سعيد عوض بائع في أحد محلات العبايات حيث قال: نحن نستفيد خلال هذه المواسم العيدية في بيع كمية كبيرة من العبايات والحجابات لأن النساء يأتين بشكل ملفت للانتباه ولهذا فإن سعر العباية يصل إلى خمسة آلاف في الموسم العيدي أي أن السعر يتضاعف بسبب الطلب المتزايد على الشراء من قبل النساء. غالٍ هنا وهناك والجميع في انشغال في تجهيز اطفالهم وتجهيز المنزل من الفرش الجديدة والستائر كما تحدثت الأخت ليلى نور والتي كانت في محل للمفروشات والستائر قائلة: هذا العيد قررت ان اشتري ستائر وطلاء للمنزل وبصراحة كل شيء مع قدوم العيد غالٍ جداً لانستطيع أن نلحق على شيء. ربما هذه الآراء التي قيلت من قبل المواطنين هي الحقيقة التي يعيشها المواطن اليمني خاصة وأن الراتب لم يعد يكفي لإتمام الطلبات الأخرى. لهذا تظل حمى الاسعار مشتعلة والميزانية مصيرها الشح الدائم.