مع حلول عيد الأضحى تتغير ملامح وفسيفساء مدينة تعز بإطار مختلف، لتبدو بشكل ولون وطعم وحتى صوت مختلف.. الاستطلاع التالي رصد وتابع تغييرات ماقبل العيد: أضاحٍ أسواق بيع الأضاحي تتصدر أماكن الازدحام في تعز، حيث يعلو رغاء الماعز ومأمأة التيوس لتتداخل مع أصوات البائعين والسماسرة “القماطين” المجادلة في الأسعار مع المشترين ارتفاعاً وانخفاضاً . سُنّة في أحد أسواق المواشي التقيت أحد المواطنين والذي شرح معاناته مع الأضحية بالقول: إحنا نطبق سنة النبي “ص” في الأضحية ورغم أنني أتيت للمرباع قبل ثلاثة أيام إلا أن بائع أحد التيوس رفض بيعه بالعشرين الألف التي كانت معي؛ لأنه كان يريد بيعه بخمسة وعشرين ألفا والحمدلله دبرت بقية المبلغ والآن نروحه؛ لأجل نفرح الأولاد . 30ألف ريال “30،25،22” ألف ريال هي أسعار متوسط أسعار الأضاحي التي شهدت أسواقها ازدحاماً رغم أسعارها المرتفعة؛ ربما يعود سبب ذلك للرغبة بتطبيق الهدي النبوي، وربما لأفراح الأطفال الذين يصدعون رؤوس آبائهم بشرائها، وربما للرغبة الملحة لتذوق لحم هو خلال أيام العيد، وربما للأسباب السابقة جميعها. زحمة يا دنيا زحمة خلال تنقلك سواءً ما بين المحلات الموجودة على جانبي شوارع التحرير، جمال، 26سبتمبر، أو العربيات المستخدمة لبيع الملابس المتنوعة ستلاحظ الازدحام الكبير للشراء، خاصة من قبل النساء بإمكانك أيضاً ملاحظة الإقبال بشكل أكبر على الملابس المعروضة في العربيات؛ وذلك لأسعارها الملائمة لذوي الدخل المحدود وتقول ياسمين العريقي طالبة جامعية: أخذت كسوة العيد خلال العيد السابق “عيد الفطر” وكانت الملابس أرخص؛ لذا فإنني أشترى الآن بقية الملابس فقط . أما زميلتها نجلاء المقطري فقالت: الأسعار نار وكل شيء غال جداً فالقطعة التي كنا نشتريها بألفين يريدون يبيعونها بأربعة آلاف، ثلاثة آلاف وخمسمائة والمفروض أنه يضبط أصحاب المحلات علشان ما يرفعوش الأسعار على كيفهم. عطور وروائح الزحام ليس مقتصراً على ملابس العيد وخاصة ملابس الأطفال، والذين لا يرون للعيد بهجة بدون ملابس جديدة يفرحون ويتباهون بها أمام أقرانهم، بل يمتد إلى سلع عديدة كالعطور بأنواعها وأسعارها الثمينة والأقل قيمة وذات الأسعار الرخيصة جداً، سواء الموجودة في معارض العطور، والمعروضة فوق العربيات بالشوارع.حسن مقبل بائع عطور في جاري عربية متنقلة قال: الحمدلله في طلبة الله وأبيع باليوم “2025”مضرب عطر وأكثر المشترين من النساء. زبيب الزبيب كذلك يفرض حضوره في كل عيد، ولا يتم العيد إلا به كما يقول ناجي الخولاني بائع زبيب والذي يضيف: الأمور ماشية وفي بيع وشراء ورغم ارتفاع سعر الزبيب ومنافسة الزبيب الصيني إلا أن الزبائن وخاصة في الأعياد ما يشترون إلا الزبيب البلدي . حلويات إلى جانب الزبيب فإن الحلويات المحلية والمكسرات تجذب زبائن العيد لشرائها من محلات المكسرات أو من المفترشين لقارعة الشارع . روضة عبدالواحد ربة منزل تحدثت قائلة: العيد عيد العافية والمليم والشكليت لأهل البيت وللجهال اللي يشتوا عواده. حناء بائعون لسلع أخرى هم الذين تمتلىء الأسواق والشوارع بهم مع قرب كل عيد ليوجدوا ازدحاماً إضافياً جميلاً وليلبوا احتياجات العيد ومستلزماته. من هؤلاء بائعي الحناء ونقشاته المتنوعة الأشكال كمحمد علي غالب حسان الذي يحظى حناؤه بإقبال واسع يبيع “النفر” منه ب«350» ريالاً، أما الطفل رمزي مرشد فكان يجوب شارع التحرير لبيع النقشات. إكسسوارات أما بائعو الإكسسوارات فعلى نواحي الشوارع، يحملون الإكسسوارات المتنوعة بأيديهم، عارضين لها على كل من يمر بجانبهم واثقين من تصريفها بأسرع وقت لإقبال النساء والفتيات الكبيرات وصغيرات السن على شرائها. أما في محلات بيع الإكسسوارات الموجودة بقرب الباب الكبير في الشارع المتفرع من شارع 26 سبتمبر، فالاكتظاظ في أوجه حيث تتزاحم الشراشف بجوار البالطوهات السوداء لشراء شتى أنواع الإكسسوارات المستخدمة في الرؤوس والمعاصم والأعناق ويقول صدام المحويتي: النساء دائماً ماتتردد علينا لشراء الإكسسوارات المختلفة في الأيام العادية، ولكن في العيد يزداد الإقبال على الشراء سواءً من قبل الفتيات أو الأمهات اللاتي يحرصن على شراء الإكسسوارات لبناتهن الصغار. كيك خلال جولتي الاستطلاعية توجهت لشراء بعض من قطع البقلاوي والكيك المحلي، إلا أن تزاحماً نسائياً كان معيقاً لسرعة الشراء والانتظار حتى تلبية طلبات هذا الحشد لأصل في النهاية إلى البائع وسيم الذي أجابني بعد سؤالي له: الطلب كثير زي كل عيد من قبل النساء وربات المنازل لشراء الكيك والبيتي فور والكعك، وخاصة وقت العصر في الأيام السابقة للعيد بأسبوع - خمسة أيام. مشروبات وعصائر تزاحماً آخر هو الذي يتوزع كذلك على أماكن بيع المشروبات “الفيمتو الريبينا ماء الورد،...”، وأكياس العصائر المعلبة بالنكهات المتنوعة، وعلى محلات بيع الإكسسوارات النسائية. محلات الخياطة بانتقال قدميك إلى شارع التحرير وانعطافك للشارع الجانبي المتراصة على جانبه محلات الخياطة فإن زحاماً آخر سيكون ماثلاً أمام ناظريك سواء في الشارع نفسه أو داخل هذه المحلات، فهذا أحدهم يحمل بيده كيساً محتوياً على بذلته وآخر على بنطاله بعد أن أتم دفع تكلفة خياطته فيما ثالثهم لايزال واقفاً بثبات لأخذ القياسات لتفصيل بنطلون يحرص على استلامه قبل العيد بيومٍ واحد لايزيد . ح ل ا ق ه محلات الحلاقة هي كذلك أحد الأماكن التي تشهد ازدحاماً قبل ويوم العيد “للذين يحرصون على ذباحة أضاحيهم بأنفسهم” وحيث تصل مدة انتظار الدور لما يقارب النصف والساعة إلا ربع، مع ارتفاع أسعار الحلاقة إلى “700” و”1000” ريال. بهارات بالتوجه إلى داخل باب الكبير، زحام آخر هو الملاحظ، والذي يتوزع في محلات بيع البهارات وعربيات الخضار وذلك لارتباط هذه السلع بأضحية العيد وتجهيزها وتشير أم ابتسام ربة منزل بالقول: ضروري قبل كل عيد وخصوصاً عيد الأضحى نعمل زيارة نشتري بهارات وحوائج وقرفة وثومة وكل البهارات لأجل طباخة الكبش. خضار لاترتبط أضحية العيد فقط بشراء البهارات، فهذا حسن الطاهري أصر على شراء “40” سلة من الطماطم بسعر مائة ألف ريال واثقاً من قدرته على بيعها وتصريفها للمشترين الذين توافدوا على شرائها كمتطلب إلى جانب أضحية العيد. ازدحام ميكروباص بالخروج من باب الكبير للمدينة القديمة سيكون بإمكانك رؤية صفين بالغي الطول من سيارات الميكروباص التي تتحرك كسلحفاة واهنة بسبب الازدحام الحاصل وإصرار المتبضعين على المروق بينها من جانب للانتقال إلى الجانب الآخر، متسببين لسائقي هذه الميكروباصات بإطلاق وابل من الشتائم واللعنات بعد أن يكونوا قد كظموا غيضهم لما يقارب الربع ساعة، وكأنهم في ساعة ما قبل الإفطار الرمضانية.