وفي البقعة الخضراء من أرض يحصبٍ ثلاثون سداً تقذف الماء سائلاً. مشروع مياه يريم مولود جديد للمدينة، جاء منحة من الحكومة الألمانية، وتم تنفيذه في إطار حاجة المدينة لمشروع المياه والصرف الصحي، وتعتبر مدينة يريم نقطة هامة للهجرة إليها من الريف، كان لعددٍ من شباب يريم رؤية تستحق الإشادة والاحترام، فقط لأنهم أطلقوا صفارة التحذير في خضم ما تشهده المدينة من نضوب للآبار وارتفاع لسعر (الوايت) الماء. كانت الحملة التوعوية بمخاطر استنزاف المياه هي المحطة الأولى في إطار سلسلة من الفعاليات والأنشطة المختلفة الذي يعزم تحالف شباب يريم على المضي للعمل بكل ما بوسعه من أجل رفع مستوى الوعي لدى الناس في المدينة... وضمن هذا المشروع الذي قام به الشباب بالتعاون مع المدرسة الديمقراطية المنفذة وبالشراكة مع المنظمة الدولية للنظم الانتخابية (ايفس) وبتمويل منUNDF تم في الأيام القليلة الماضية تدريب 28 شاباً وشابة من مديرية يريم محافظة / إب حول المشاركة المجتمعية والعمل الطوعي وغيرها وتكون من أولئك الشباب تحالف شبابي يعقد أولى نشاطاته في سبيل الحفاظ على أهم الثروات الطبيعية (الماء).. ولما أشاهده في يريم من عبث واضح وجهل في إستخدام المياه بشكل عشوائي لا يتفق مع أخلاقيات الدين الإسلامي الذي حثنا على الحفاظ على الماء ولو كنا على نهرٍ جارٍ، كذلك قولة تعالى: «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين» صدق الله العظيم. والقيام بهدر الماء يعود لأسباب كثيرة ومتعددة، منها قلة الوعي وعدم معرفة مخاطر إهدار المياه وكذا عدم تفقد أنابيب المياه وغيرها. مشاكل بالجملة ليست مشكلة على اليمن فحسب فهدر المياه نضوب المصادر المائية وهي مشكلة عالمية ولكن بلادنا أكثر البلدان عرضةً لمخاطر تهدد الأجيال القادمة، فالكير من أخصب السهول في اليمن تعاني من نضوب المياه وبتلك المشكلة تظل الآمال معلقة بجهود الشباب ودورهم في الحد من استنزاف المياه. جهود مبذولة من الشباب جمال الشامي - مدير المدرسة الديمقراطية - أكد أن هذه الحملة جاءت من وعي شباب وشابات كان لابد لهم أن يعملوا شيئاً كونهم من يعيشوا ويلامسوا واقعهم، وجهدهم هو من قادنا إلى دعم مثل هذه النشاطات والحملات المهمة في صعيد رفع مستوى الوعي المدني في كافة المجالات السياسية والاجتماعية التي ستصبح كفيلة بتحسين الوضع العام. وأضاف الشامي: إن تحالف شباب يريم للتنمية قد تم تدريبهم في الآونة الأخيرة في مجالات متعددة في (حقوق الإنسان-التوعية الانتخابية) وغيرها مما أثمر بتكوين تحالف قائم على حب العمل الطوعي الخلاق. ويذكر الشامي أنه على استعداد لدعم أي أنشطة يقوم بها الشباب ويعول عليهم بالكثير. وقال أيضاً: إننا نعمل جاهدين للأخذ بيد الشباب فقد تم تكوين (تحالف شباب) في الضالع وحضرموت وغيرها من المناطق، والذي تدربوا أيضاً على كل ما يتعلق بالمشاركة المجتمعية والمجالس المحلية والحقوق السياسية والمدنية، وغيرها. أهمية الحملة هشام هادي - منسق الحملة، المسئول الإعلامي بتحالف شباب يريم - أكد أن هذه الحملة لم تأتِ بمحض الصدفة بل لما لها من أهمية كبيرة وهو ما جعلنا نقوم بالإعداد والتحضير لها - حيث تم تدشين النشاط بتعليق اللافتات في المداخل العامة والأسواق تتضمن عبارات كثيرة تنبئ إلى حجم المشكلة (فباستنزاف المياه - هدر للحياة). ويضيف هادي قائلاً: إن الحملة التي يقودها الشباب استهدفت العامة إلى جانب عقد ندوة حضرها مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي في يريم ومشائخ ممثلي الأحزاب والمنظمات والمكاتب التنفيذية. وقال أيضاً: إنه تم التركيز على القطاع النسائي كونهن هن الأكثر استخداماً للمياه، وتحدث عن الاستراتيجية الوطنية للمياه، والتي عرض من خلالها القانون المياه لسنة 2002م، وكذا استراتيجية العام 98م ، وتط رق فيها إلى المواد والبنود الخاصة بالمحافظة على المياه. وذكر هادي أن حجم المشكلة ومصادرها على مستوى اليمن بشكل عام ويريم على وجه الخصوص ولعل أهمها نضوب العديد من الآبار خاصة خلال الأشهر الستة الماضية وارتفاع سعر (وايت) الماء إلى (2200) ريال، أي إلى ضعف ثمن سعر الخزانات المنقولة بالسيارات. ضرورة الالتزام ويقول هادي: إن حماية المياه لا تتأتَّى إلا بسن تشريعات ملزمة تضبط السلوك الفردي وتجريم العبث والإهدار بالمياه.. آملاً أن تكون هذه الحملة بداية للتخفيف من معاناة الناس في حاجتهم للمياه وكذا تحقيق من الإهدار فيه. مسئولية الجميع الأخت أفراح الهمداني، قالت: إن على مؤسسة المياه القيام بدورها في ترشيد المياه وحمايتها من كل جوانب الخلل وتعمل مسئولية إهدار المياه على الجميع. وقالت الهمداني: إن على الجهات المختصة دور كبير لحماية المياه من جانب الإدارة الفنية التي لابد أن تقوم بمتابعة وصيانة أنابيب المياه وتوعوية دورية لترشيد استخدام المياه. مستوى الوعي ومهارات جديدة الأخت زمزم الحمامي، من جانبها تثمن تثميناً عالياً لمنظمة (ايفس) والمدرسة الديمقراطية على الدعم لمثل هذه الحملات التوعوية والتي من خلالها يتم رفع مستوى الوعي بجميع الحقوق المدنية والمجتمعية وكذا الاستفادة منها. وتذكر الحمامي أن العمل الطوعي ممتع يزيد من قدرات وكفاءة الشباب ويثبت دورهم الفعال في المجتمع، إضافة إلى معرفة بعض التفاصيل عن حقوق الإنسان والمواطنة والمجالس المحلية وغيرها. حلول ومعالجات تقع مسئولية المحافظة على المياه والبيئة ومواردها الطبيعية على السلطات الرسمية والمؤسسات المختصة والأفراد وكذا العمل على حماية المياه السطحية والجوفية وتنمية مصادر مواردها والحد من إصدار ترخيص حفر آبار المياه الجوفية ووضع ضوابط لذلك وهذا ما تلزمه الجهات المعنية إضافة إلى رسم خطط لازمه لإنشاء السدود والقنوات وحواجز الأمطار وتخزينها وتطوير المصادر والعمل على دعم وتشجيع المبادرات المحلية تجاه هذه المشاريع، وكذا تكليف فرق توعية للمستهلك خاصة المهابر من الريف إلى المدينة. شراكة الحملة التي ستستأنف أعمالها بعد عيد الأضحى المبارك بعد أن حققت نجاحاً مثمراً وصلت إلى كل منزل والتي استهدفت أكثر من 50 خطيب ومسجد، و60 عاقل حارة، وكذا 12 مدرسة (أساسية وثانوية) بنين وبنات وعمال صندوق النظافة وحارات المدينة، والتي شارك فيها وتجاوب الجميع بعد أن كانت حملة حافلة بكل التعاون والشعور بالمسؤولية... فشكراً لكل من تعاون مع إنجاح المرحلة الأولى، وللذين حضروا، المهندس معين ذمران - مدير المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بالمديرية، والعميد عبدالواسع الفرح - رئيس المجلس المحلي، مدير المديرية، ومدرسة الخنساء وخديجة للبنات، ومدراء المدارس، ومكتب جامعة العلوم والتكنولوجيا، وجمعية مستخدمي المياة وجمعية أصدقاء الحياة. الجدير بالذكر أن تحالف شباب يريم سينظم في المراحل القادمة العديد من الدورات التدريبية في مختلف المستويات في فن الاتصال وإدارة التنمية البشرية وفنون الصحافة التلفزيونية والمقروءة وغيرها بما تعزز روح الوعي والمعرفة بكافة العلوم والمعارف وتوسيع مدارك وفهم الشباب والمشاركة المجتمعية وغيرها، ولأول مرة يقوم شباب طوعيون في مدينة يريم بتنظيم مثل هذه الحملات والدورات في ظل ركود مستوى الوعي والثقافة بشكل عام نظراً للظروف المجتمعية للكثير من الأسر التي حالتها الاقتصادية شغلها الشاغل. (شباب) ينتظر تلك الوعود ويطمح فيها، فهل تتحقق؟ هذا ما ستجيبه الأيام القليلة القادمة.