تشترك الرياضة والجماعات المتطرفة والإرهابية في محاولة استقطاب الشباب ليكونوا وقودا لأنشطتهم المتناقضة. ففيما تسعى الرياضة إلى تنمية وصقل مواهب الشباب وإكسابهم مهارات رياضية تساعدهم في الحصول على أجسام صحيحة وقوية فضلا عن تقدم شعوبهم وهو ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف، تنشر الجماعات المتطرفة والإرهابية الأفكار الهدامة والرعب في أوساط الشباب وأفراد المجتمع. وبعكس الجماعات المتطرفة والإرهابية، تشكل الرياضة وسيلة للتقارب والتعارف بين الشعوب المختلفة. وكانت رياضة كرة القدم وسيلة للهدنة بين مواجهات فرق عسكرية إلى وقت قريب، ولا زالت الوسيلة الوحيدة التي يلتقي فيها بلدان متقاتلان بدون رصاص أو دماء، والجميع يربط الرياضة بالسلام حتى اصبح شعار(اللعب النظيف) ملازما لمعظم الألعاب الرياضية. مؤخرا توسعت المجالات الرياضة ووصلت إلى أماكن كثيرة وانخرط فيها قطاع واسع من الشباب، وبالمقابل تطورت وسائل وأساليب استقطاب المتطرفين للشباب ساعد على ذلك الوضع الاقتصادي المتردي لمعظم دول العالم ومنها اليمن ليؤثر الإرهاب على كافة المجالات ومنها الرياضة. إدارة الأخبار الشبابية والرياضية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بحثت عن تأثير الأعمال الإرهابية على الرياضة في اليمن ودوافع اتجاه قلة من الرياضيين نحو الإرهاب وكيفية حمايتهم من أفكار الجماعات المتطرفة.. ومن أبرز تأثيرات الأعمال الإرهابية على الرياضة في اليمن ما صرح به احد مسئولي اتحاد كرة القدم قبل نحو أربعة أشهر بان العمليات الإرهابية وقفت حجر عثرة أمام جهود الاتحاد للتوصل لاتفاق مع مدرب عالمي من القارة الأوروبية لقيادة المنتخب اليمني الأول. مسؤول اتحاد كرة القدم عزا ذلك إلى تزايد تحذيرات حكومات الدول الأوروبية لمواطنيها ورعاياها بعدم السفر إلى اليمن تحسبا لمخاطر الخطف والهجمات الإرهابية ضد الغربيين بالإضافة إلى سماعهم عنها، الأمر الذي صعب من مهمة التوصل إلى الاتفاق مع أي مدرب عالمي للفرق الرياضية. ويقول نائب رئيس الاتحاد العام للملاكمة والكيك بوكسينج علي داوود أن احد لاعبي المنتخب الوطني للكيك بوكسينج حرم من المشاركة في البطولة العربية للعبة بدمشق خلال العام الحالي نتيجة لتأخر تصريح سفره من الجهات المختصة وذلك بعد إيقافه في وقت سابق بشبهة انتمائه لتنظيم إرهابي ومنعه من السفر ما حرم المنتخب من خدماته .. ويضيف داوود « بعد التحريات اتضح أنه كان رفيقا لشباب ثبت انهم كانوا ينتمون إلى تنظيم إرهابي ما أثر عليه سلبا . وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع الرياضة عبدالحميد السعيدي اعترف بتأثير العمليات الإرهابية على الرياضة، مؤكدا أن الرياضة كغيرها من المجالات تتأثر بالعمليات الإرهابية. ويردف قائلا:» أصبحت الجماهير تخاف من التواجد في التجمعات المصاحبة للفعاليات الرياضية ما يؤثر سلبا على مستوى الرياضة «. ويؤكد الشاب محمد حسان (مشجع رياضي) أن للأعمال الإرهابية تأثيرا سلبيا على الرياضة والرياضيين نفسيا وفنيا وماديا، مستشهدا بتدهور الرياضة في بعض الدول التي شهدت عمليات إرهابية، إلا أنه يرى ان الرياضة في بلادنا شهدت الفترة الماضية تطورا ملحوظا نظرا لبعدها عن الأعمال الإرهابية على حد تعبيره.. وعن ما إذا كانت شحة الأنشطة الرياضية في المناطق النائية عاملا لاتجاه الشباب نحو الإرهاب على حساب الرياضة يرى علي حشوان مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة مأرب التي عانت كثيرا من الإرهاب أن ذلك ليس سببا رئيسيا. ويقول:» التعبئة الخاطئة للشباب من قبل بعض العناصر المتطرفة هي السبب الرئيسي في دفعهم إلى منزلق التطرف والإرهاب، وتأتي شحة الأنشطة الرياضية من الأسباب التالية «. ويتحدث وكيل وزارة الأوقاف لقطاع التوجيه والإرشاد العلامة حسن الهدار عن نظرة الدين إلى الرياضة بالقول:» الإسلام شجع على ممارسة الرياضة وحث عليها لفوائدها المتعددة ولقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم « المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير». مؤكدا بأن أي فعل يراد به القتل والتخريب وإرهاب الناس وزعزعة الاستقرار مرفوض ومحرم في شريعة الدين الإسلامي الحنيف وهذا ينطبق على الرياضة فالإسلام دين سماحة ويسر واعتدال. ويوافقه في ذلك مدير عام التوجيه والإرشاد بمديرية التحرير الشيخ ناصر ناصر منصور الذي يرى أن الاعتداءات على الرياضيين والمنشآت الرياضية، وهي ممتلكات عامة، يعد إفسادا في الأرض آثم فاعلها، كون تلك المنشآت تعود بنفع وفائدة للشباب والمجتمع على حد قوله. وردا على ادعاء متطرفين بان ممارسة المرأة للرياضة مخالف للشريعة الإسلامية يقول العلامة الهدار:» هناك أنواع من الرياضة تتناسب مع طبيعة تكوين المرأة لا مانع من ممارستها شريطة أن تكون بعيدة عن الاختلاط بالرجال وان تقوي المرأة بدنيا وعقليا وروحيا دون خدش لحيائها وحشمتها وحجابها الإسلامي». إلى ذلك تؤكد مديرة عام إدارة المرأة بوزارة الشباب والرياضة نورا الجروي فرض ارتداء الحجاب والثياب المحتشمة على كل اللاعبات، لافتة إلى أن الرياضة النسوية خطت خطوات حذرة متقيدة بتعاليم الشريعة الإسلامية أوصلتها إلى مستوى متطور. وتستدرك « رغم ارتفاع مستوى وعي المجتمع تجاه الرياضة النسوية ومعرفة أغلبهم بتقيدها بتعاليم الدين الإسلامي إلا أن النظرة مازالت قاصرة من قبل البعض وتشكل عائقا أمام تطور رياضة المرأة « . وحول دور الأندية الرياضية ومراكز الشباب في حماية الشباب والرياضيين من الإرهاب والتطرف يرى عضو الهيئة الإدارية بالنادي الأهلي بصنعاء لاعب المنتخبات الوطنية لكرة القدم سابقا جمال حمدي أن الأندية تمثل قاعدة كافية إلى حد كبير في حماية الشباب من التطرف والإرهاب. إلا أن حمدي يرى أن الجوانب المالية التي تعاني منها جميع الأندية تمثل عائقا رئيسيا لاستقطاب الشباب بالرغم من وجود صندوق النشء والرياضة، معتبرا مشاكل الأندية مالية وليست إدارية ما يفسر القصور المستمر في عملها.. وخلص عضو الهيئة الادارية في الأهلي إلى أن اللاعب الذي لا يجد من يعتني ويهتم به سيترك النادي لتحتضنه جهات أخرى قد تكون متطرفة أو ارهابية. من جانبه يرى وليد الملاحي رئيس فرع اتحاد الكونغ فو بأمانة العاصمة أن الرياضة اليمنية كانت ولا تزال في مأمن وتطور كبيرين خالية من أي إرهاب أو اعتداء، مستثنيا التعصب الجماهيري ونظرة المجتمع لرياضة المرأة. وعن رأيه اسعد الزارعي (رياضي بجامعة صنعاء) قال: الأنشطة والفعاليات الرياضية تسهم في توحيد الرياضيين وتوعية المجتمع بأهمية الرياضة وخطورة التعصب والطائفية والتطرف على تنمية الوطن. بدوره يشير محمد نعمان«حكم كرة القدم» إلى أهمية اخذ الاحتياطات اللازمة في الملاعب والمنافسات الرياضية تحسبا للأعمال الإرهابية التي ينفذها متطرفون أو حتى جمهور متعصب. ويضيف « كثير من الدول حينما تستضيف نشاطا رياضيا على مستوى كبير تحرص على اتخاذ إجراءات احترازية تحسبا لأي اعتداء إرهابي، مستشهدا بما حصل في اولمبياد بكين لتأمين كافة فعالياته . وحول دور وزارة الشباب والرياضة في مكافحة الإرهاب ينوه الوكيل المساعد لقطاع الرياضة بدور الأنشطة الرياضية في التوعية بخطورة التطرف والإرهاب . مشيرا إلى أن الاتحادات الرياضية تقيم عدد من بطولاتها وأنشطتها بالإضافة إلى إقامة مباريات وفعاليات كبرى تحت شعارات مناهضة للإرهاب بهدف توعية الرياضيين والشباب والمجتمع عموما بخطورة الإرهاب. وينفي السعيدي وجود أي رياضي قام بعملية إرهابية ، مؤكدا أن الرياضيين يحملون رسالة نبيلة وسامية تخدم الإنسان بدرجة أساسية. واذا كان الإرهاب ليس له دين ولا اخلاق، ولا حدود، واذا كان المتطرفون يعملون على استقطاب الرياضيين والشباب الى صفوفهم فأنه يقتلهم ايضا، حيث قتل العمل الارهابي على السفارة الامريكيةبصنعاء وراح ضحيته 17 شخصا احدهم شاب يمني يلعب كرة القدم في احد الاندية وزوجته الامريكيةاليمنية الاصل، حاول هذا الشاب ان يبدأ مرحلة جديدة في حياته، ليكون الارهاب بالمرصاد له فيقتله قبل ان يغادر البلاد.