عقد مجلس الشورى أمس الأحد أولى جلسات اجتماعه الخامس من دورة انعقاده السنوية الثانية والمكرس لمناقشة موضوع الثروة السمكية، وذلك برئاسة نائب رئيس مجلس الشورى محسن محمد العلفي. وفي مستهل جلسة أمس قدمت لجنة الزراعة والأسماك والموارد المائية بمجلس الشورى تقريرها الخاص بالموضوع، والذي قام بقراءته رئيس اللجنة الدكتور عبدالله المجاهد، ونائب رئيس اللجنة علي محمد الواحدي، وعضو المجلس الدكتور حسين الجلال. وقد نوه التقرير بالأهمية التي يمثلها قطاع الأسماك باعتباره قطاعاً اقتصادياً واعداً يمتلك إمكانات كبيرة وفرصاً استثمارية متنوعة في الاصطياد والتصنيع والتصدير، في ضوء مؤشرات مشجعة تتعلق بهذا القطاع حيث تؤكد أن مخزون البلاد من الثروة السمكية يصل إلى 850 ألف طن من شأنه أن يسمح باصطياد ما بين 350 - 400 ألف طن سنوياً من الأسماك. ولفت التقرير إلى النمو السنوي المتحقق في الإنتاج السمكي خلال الخمس السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين، والذي قال: إنه يصل إلى 20.4 بالمائة، وهو ما يتجاوز المعدل المستهدف والبالغ 13 بالمائة. وأشار التقرير إلى الإسهام المتوقع لقطاع الثروة السمكية في ضوء تلك المؤشرات، في تحقيق الأمن الغذائي ودعم جهود مكافحة الفقر، حيث تضمن التقرير الجزء الخاص بالثروة السمكية في استراتيجية مكافحة الفقر. ورصد التقرير ما اعتبره تنامياً ملحوظاً في استثمارات القطاع الخاص في قطاع الأسماك، والذي قال إنه أسهم في توفير خدمات التسويق والتخزين، هذا فضلاً عن التوسع الذي سجلته أنشطة الاتحاد التعاوني السمكي لجهة رفع كفاءة الإنتاج والتصدير والتسويق داخلياً وخارجياً. ونوه التقرير كذلك بالتطور في الصناعات السمكية خلال السنوات الماضية، مع وجود ثلاثة مصانع كبيرة لتعليب الأسماك بطاقة إنتاجية تبلغ 30 مليون عبوة سنوياً، يخصص لتغطية الطلب المحلي، ويتم تصدير جزء مهم منها إلى الخارج. وتطرق التقرير إلى جملة من التحديات التي مازالت تقف أمام تطور قطاع الأسماك في البلاد، ومن أبرزها محدودية تواضع نشاط الصيد الحديث مقابل هيمنة النمط ا لتقليدي في الاصطياد، ووجود ضعف في مستوى خدمات البنية التحتية والتجهيزات والمستلزمات الأساسية التي يحتاجها هذا القطاع. وحث التقرير على تبني سياسات وإجراءات تهدف تحقيق الاستغلال الأمثل والنمو المستدام للموارد السمكية، وتعزيز القدرات والبناء المؤسسي للقطاع من خلال تحديث التشريعات والقوانين واللوائح المنظمة لاستغلال الموارد السمكية. وأوصى التقرير بتقييم المخزون السمكي وبإنشاء قاعدة بيانات دقيقة وشاملة، وبحماية المخزون السمكي من الاستنزاف.. كما أوصى بتشجيع الاستثمارات الخاصة المحلية والعربية والأجنبية، وبإنشاء شركات مساهمة للاصطياد والتصنيع والتسويق وتطوير أنشطة الاصطياد التقليدي والتعاوني. كما أوصى بإعادة تأهيل وتفعيل مراكز أبحاث البحار وإجراء الدراسات والبحوث حول تنمية الموارد السمكية في مجالات الإنتاج والتسويق، وربط موانئ الاصطياد بشبكة الطرق الرئيسة في البلاد. كما دعا التقرير إلى توجيه الاهتمام بالبنية التحتية لأنشطة الأصطياد السمكي وفي المقدمة منها الموانئ، والاهتمام بالاستزراع السمكي، والاهتمام بالكادر الوطني المؤهل في هذا المجال.. هذا وسيواصل مجلس الشورى مناقشاته للموضوع في الجلسة التي يعقدها اليوم الاثنين بمشيئة الله تعالى. وكان المجلس قد استعرض محضر جلسته السابقة وأقره. حضر جلسة أمس وكيل وزارة الثروة السمكية عبدالله عوض سنبل، والوكيل المساعد لقطاع الخدمات وإنتاج الصيد التقليدي ناصر عبدالله العنسي، ورئيس الاتحاد التعاوني السمكي علي أحمد بن شباء، وعدد من المسئولين وممثلي الجمعيات السمكية.