استشهد فلسطيني وجرح ثلاثة آخرون بغارة جوية إسرائيلية شرق رفح جنوب قطاع غزة مساء أمس في وقت استمر فيه إطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب إسرائيل. وقالت مصادر طبية فلسطينية: إن القصف أدى إلى استشهاد ناشط من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما أكد متحدث عسكري إسرائيلي أن القصف استهدف مجموعة من النشطاء أطلقوا قذائف هاون على إسرائيل.. وأطلقت الفصائل الفلسطينية وعلى الأخص كتائب الشهيد عزالدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أكثر من 60 صاروخاً محلي الصنع وقذائف هاون من بينها صاروخان من نوع غراد سوفياتية الصنع أصابت مدينة عسقلان على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وقالت كتائب شهداء الأقصى (جيش البراق) التابعة لحركة التحرير الوطني (فتح): إنها أطلقت صاروخاً من نوع براق على بلدة سديروت جنوب إسرائيل. كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان وسديروت بسبعة صواريخ محلية من طراز قدس.. جاء ذلك بعد أن أعلنت حماس استشهاد خمسة من مقاتليها، ثلاثة منهم استشهدوا ليل الثلاثاء بعملية فدائية في غزة, واثنان أثناء مهمة وصفتها بالداخلية. وهددت كتائب عزالدين القسّام أمس بإدخال آلاف جديدة من الإسرائيليين في دائرة النار إذا استمر تصعيد الاحتلال ضد قطاع غزة. وجاء في بيان للقسام، نشر على أحد مواقع الإنترنت المحسوبة على حماس: إن تصاعد حماقات الاحتلال ستدفعنا لتوسيع «بقعة الزيت» وإدخال آلاف جديدة من الصهاينة في دائرة النار.. وأكدت القسام أن قصفها اليوم للمغتصبات والمواقع هو رد طبيعي على الاستباحة الصهيونية لأرضنا وشعبنا، والمتمثلة في إغلاق المعابر وتشديد الحصار وتصعيد الجرائم العدوانية.. وفي إطار ما يوصف باستعدادات إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، انعقد الأربعاء اجتماع للمجلس الوزاري المصغر لم تتضح طبيعة القرارات التي صدرت عنه.. وأفاد مراسل (الجزيرة) بأن التكتم هيمن على نتائج الاجتماع، غير أن الوزراء المشاركين أيدوا موقف الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي بشأن تحديد موعد وحجم عملية عسكرية ضد غزة، بصرف النظر عن تطورات الموقف الميداني.. ومن ناحيته قال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف: إن التدهور الذي حل في الجنوب هو مسؤولية حماس التي نسفت الهدوء. مضيفا أن موقفنا واضح، سترد إسرائيل على الهدوء بالهدوء وعلى الهجمات بإجراءات تكفل حماية شعبنا.. ولكن النائب عن حماس في المجلس التشريعي مشير المصري قال: إن موقف حماس هو أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن إنهاء التهدئة.. وفي سياق آخر تراجعت إسرائيل عن قرار سابق لها بفتح بعض معابر قطاع غزة للسماح بدخول معونات للقطاع.. وقال منسق الإمدادات في قطاع غزة رائد فتوح: إن الجانب الإسرائيلي أبلغنا صباح أمس (الأربعاء) بإلغاء قرار فتح معابر كرم أبو سالم والمنطار وناحال عوز ، وقرر إبقاء المعابر مغلقة.. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر قوله: إن المعابر ستظل مغلقة بسبب إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون الفلسطينية.. وكان فتوح قد قال في وقت سابق : إن السلطات الإسرائيلية أبلغته بأنها ستفتح معبرين يوم الأربعاء للسماح بدخول شحنات المعونات الإنسانية والسلع التجارية إلى القطاع.. وأشار فتوح إلى أنه كان من المقرر السماح بدخول نحو 80 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأعلاف والقمح، إلى جانب كميات من السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة وغاز الطهي.. وتواجه غزة حصاراً مشدداً منذ عام ونصف عام، وتعيش ظروفاً إنسانية صعبة، بعد إغلاق معظم المخابز وانقطاع الكهرباء على نطاق واسع.