قال رئيس الوزراء الماليزي السابق الدكتور مهاتير محمد: إن الاستثمار في الأعمال التجارية العادية يجنِّب المستثمرين الوقوع في الكوارث المالية التي نراها اليوم. وأكد مهاتير ضرورة تغيير الأنظمة البنكية والمصرفية القائمة أو إعادة تنظيمها بشكل أفضل وأن لا يعطى للبنوك حق صنع الأموال من لا شيء. وتطرق الدكتور مهاتير محمد، في محاضرته التي ألقاها أمس بجامعة عدن، بحضور محافظ عدن الدكتور عدنان عمر الجفري، للأزمة المالية العالمية والدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في تجاوز هذه الأزمة وتداعياتها وكيفية مواجهتها والحد من آثارها. وقال: الدرس الذي سنتعلمه من هذه الازمة أن الطمع سيء، وأنه سيؤدي إلى انهيار الأعمال التجارية، وأنه يجب أن لا نسمح لأنفسنا أن نكون طامعين، وأن نجني أرباحاً طائلة، ولا يجب أن نسرق من الفقراء لكي نصبح أغنياء حتى ولو كنا نرغب صرف تلك النقود في أعمال خيرية. وأشار إلى أهمية المصارف الإسلامية وما ستحققه من أرباح إذا ما تم الاستثمار فيها.. داعياً المسلمين إلى عدم استثمار أموالهم في المنتجات المالية الصادرة عن المصارف الأمريكية والأوروبية، وخلق استقلالية لأنفسهم كي لا يتأثروا بالكوارث المالية التي قد تسببها هذه البنوك. ودعا رئيس الوزراء الماليزي السابق إلى تعزيز العلاقات الاستثمارية والاقتصادية بين اليمنوماليزيا.. مستعرضاً مختلف جوانب التجربة الماليزية الاقتصادية، وما حققته من نجاح مكنها إلى الوصل لمصاف الدول الصناعية الكبرى وضمن مجموعة النمور الآسيوية. وعقب المحاضرة كرمت جامعة عدن رئيس وزراء ماليزيا السابق بمنحه درع الجامعة. وفي الحفل، الذي أقيم بالمناسبة أشار رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، إلى اعتزاز الشعب اليمني بشخصية مهاتير محمد باعتباره شخصية إسلامية أثبتت للعالم أن هذه الأمة قادرة على إنجاب قائد مرموق وعالم ومفكر بمكانته. مستعرضاً نشأة جامعة عدن وتطورها ومكوناتها ومشاريعها التطويرية. حضر هذه الفعالية وكيلا محافظة عدن وحيد علي رشيد وأحمد سالم ربيع علي والوكيل المساعد أحمد الضلاعي وعدد من مديري عموم المكاتب التنفيذية ووسائل الإعلام المختلفة في المحافظة وجمع من المهتمين.. وكانت جامعة عدن قد منحت رئيس الوزراء الماليزي السابق الدكتور مهاتير محمد شهادة الدكتوراه الفخرية بناءً على قرار مجلس الجامعة في اجتماعه الاستثنائي، وذلك تقديراً لإسهاماته في العديد من المجالات الإدارية والاقتصادية والسياسية. إلى ذلك بحث رئيس الوزراء الماليزي السابق الدكتور مهاتير محمد والوفد المرافق له أمس مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين في محافظة عدن آفاق التعاون المشترك في المجال الاستثماري. وفي اللقاء، الذي حضره محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري وقيادة السلطة المحلية وأعضاء الغرفة التجارية، قدم دولة رئيس الوزراء الماليزي السابق لمحة عن الاقتصاد الماليزي الحالي والتطور الذي تشهده بلاده في المجالات الاستثمارية والاقتصادية. مشيراً إلى أن اليمنوماليزيا لهما وجهات نظر متقاربة نظراً لما تمتلكه اليمن من موقع استراتيجي وثروات تؤهله إلى النهوض بالاقتصاد الوطني. من جانبه أكد المحافظ عدنان الجفري ورئيس الغرفة التجارية في المحافظة محمد عمر بامشموس، أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.. مقدمين الدعوة للمستثمرين ورجال الأعمال الماليزيين إلى لاستثمار في اليمن بشكل عام وعدن على وجه الخصوص. هذا وقد غادر مدينة عدن مساء أمس رئيس الوزراءالماليزي السابق الدكتور مهاتير محمد، في ختام زيارته لليمن التي استغرقت أربعة أيام.. وشارك رئيس وزراء ماليزيا السابق خلال الزيارة في أعمال «مؤتمر الصناعة .. مستقبل اليمن»، الذي عقد في المكلا يومي 22 - 23 من الشهر الجاري، من خلال إلقائه محاضرة حول «عوامل نجاح التنمية الصناعية». وزار الدكتور مهاتير محافظة عدن للتعرف على معالم النهوض الحضاري الشامل التي تشهدها عدن حالياً وفرص ومزايا الاستثمار في المحافظة ومنطقتها الحرة، وألقى محاضرة في جامعة عدن حول «الأزمة المالية العالمية ووسائل مواجهتها والحد من آثارها».. كان في وداعه في مطار عدن الدولي محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري، ورئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، وعدد من المسؤولين في