وكأننا سنذهب إلى مسقط لخطف اللقب.. والعودة إلى صنعاء بالكأس الثمين من بين أنياب الأسود. وكأن الدوري اليمني سيشغل العالم، وبالتالي فان ايقافه أمر حتمي، رأفة ب«مسقط 19» وخوفاً من سحب البساط عليه. وكأن دورينا، لايحركه إلا نجوم منتخبات وطنية أولى، ذات ثقل، ولاوجود فيه لأي محترف أسمر البشرة.. أو فاقع البياض. ماالذي يجري.. ولماذا؟! من نصدق؟! الحبر الذي كتب كلمات تصريح حميد شيباني وغيره، بان«دورينا لن يتأثر» لم يجف بعد.. حتى جاء قرار التأجيل.. لم يكن شيباني مطالباً بتصريح كهذا، فالدوري اليمني ليس«مشتقات نفطية» وخليجي 19ليس«الأزمة العمالية» حتى نتأثر، ونعلن اننا أشداء لاتهزنا الرياح. تاريخ الرياضة اليمنية، ليس حافلاً بالانجازات، نحن مقتنعون بذلك، لكن الفرمان الأخير يستحق ان يكون أجمل طرفة في العام 2008، وآخر مسمار في نعشها الهش. ماالذي سنقوله هناك للأشقاء في مسقط عندما نسأل عن سبب التأجيل؟! هل سنصارحهم بان ماأتينا به إليكم هو«كل بضاعتنا».. إجمالي الرياضة اليمنية. أم اننا سنوهمهم بان قرار ايقاف الدوري جاء تضامناً علنياً وشجاعاً مع اخواننا من أندية غزة. قول هذا أو ذاك، لن يقدم شيئاً أو يؤخر.. نحن في الذيل تلقائياًَ، والتبريرات لن تطلب منا. يدركون جيداً، ونحن أيضاً، اننا هكذا دائماً رياضتنا فخرية، ودورينا يتأثر بالرياح، وملاعبنا في الطريق إلى مقابر جماعية، ولاعبينا مصابون بشلل الرعاش. لذا لاغرابة من هذا القرار.. لاعجب ان يتحول اتحاد كرة إلى محكمة، ويجعل من أسابيع الدوري أشبه بقضية:«تؤجل حتى اكتمال الشهود». أو حتى يتمكن مدربو الأندية من تصوير ملف القضية. ختاماً، إذا كانت الأيام الماضية قد حملت لنا تأجيلات بسبب رمضان المبارك والأعياد المباركة والمسئولين ومسقط«رأس» 91، الأمطار الغزيرة، فان قادم الأيام بلا شك ستجعلنا نشاهد قرارات بتأجيل نتائج المباريات إلى اليوم الثاني على غرار الكلمات المتقاطعة، أو تأجيل الدوري بسبب سفر اللاعبين لأداء مناسك الحج، أو زفاف أحد اللاعبين.. انتظرونا فقط!!