٭ يستحق الشاب المبدع عمرو جمال بأن نصفه بمجدد الحركة المسرحية في عدن فهو بالفعل استطاع أن يفعل ما لم تستطع فعله وزارة بأكملها حيث وقفت عاجزة عن تقديم عمل فني ينال رضا الجمهور ويتزاحم عليه الناس كما تزاحموا على مسرحيات عمرو جمال خلال السنوات الثلاث الماضية. فعمرو جمال المتخرج من كلية الهندسة البعيدة كل البعد عن الفن والمسرح استطاع أن يجبر الجميع هنا في عدن على أن يعترفوا له بدور غير عادي في إنعاش المسرح في المحافظة وأن يكون هو المبشر بإمكانية عودة الحياة إلى شرايين هذا الفن العريق في عدن التي يحتفي هذا العام فيها بذكرى ظهوره الرابعه بعد المائة، وهو ما يدفع للتساؤل كيف لو أن هذا الشاب الهادئ والمثقف الرصين كان متخصصاً في هذا المجال؟ وكيف لو أن الإمكانات الهائلة التي تنفقها وزارة الثقافة على هذا المجال وضعت تحت تصرفه؟ ثم كيف لو أن اهتماماً رسمياً وجه صوب تجربة هذا المبدع؟؟ لاشك أننا كنا سنشهد حالة إبداع غير مسبوق يعيد لعدن وجهها الحضاري المشرق كحاضنة للثقافة وللإبداع منذ أكثر من مائة عام. عمرو جمال ليس مخرجاً مبدعاً فحسب أو مؤلفاً متمكناً فحسب بل هو أيضاً مكتشف نجوم ومواهب متميز يحسب له أنه قدم للحركة المسرحية في عدن والوطن عموماً مواهب ذات مستوى عال من الإبداع والتمكن من أداء أدوارها على خشبة المسرح بعد أن ظننا أن النساء هنا قد أصبن بالعقم عن المبدعين. ما أتمناه هو أن تحظى محاولات المبدع عمرو جمال لايجاد نشاط مسرحي فاعل ومؤثر بدعم وإسناد الجهات المعنية وأن تسخر له الإمكانات المساعدة لإبراز نشاطه، لأن ذلك بحسب ظني سيمنحه زخماً لتقديم عطاء أكثر تألقاً وكثافة.. وسيكفيه جهود المتابعة للبحث عن داعمين وممولين لأنشطته وأعماله. وما أرجو هو أن تبادر القنوات الفضائية اليمنية إلى إعادة تسجيل وبث الأعمال المسرحية السابقة للشاب عمرو جمال ومنها عائلة دوت كوم، وحلا لا يستاهل وسيدتي الجميلة وبثها حتى لأكبر قدر من الجمهور الإصلاع على هذه الأعمال الإبداعية حتى لا تظل حبيسة جدران سينما الحرية أو مسرح صيرة في كريتر حيث يتمحور نشاط عمرو جمال وفرقته فرقة خليج عدن. في ذكرى الراحل فهيم في مثل يوم أمس من العام الفائت رحل عن دنيانا العزيزة الراحل فهيم هاشم العبسي ذلك الشاب الذي احببناه وبكيناه ميتاً تاركاً في القلب وجعاً لا يهدأ وفي النفس جرحاً لا يشفى. إننا نستذكره اليوم بحزن مقيم في الفؤاد وأي ذكرى كهذه لا نملك سوى أن نقول له رغم مرور عام على الرحيل مازال وجهك يافهيم عصي على النسيان ومازلنا نمني النفس لأن نراك بوجهك تنير صباحاتنا. رحم الله الراحل العزيز.. والعزاء مرة أخرى لعصفوريه الصغيرين همام وهديل وكل من أحب فهيماً؟