اشتركت ريشة أكثر من 25 تشكيلياً من مختلف محافظات الجمهورية في رسم جداريات الصمود التضامنية مع ابناء الشعب الفلسطيني المرابط في وجه آلة الحرب الصهيونية بقطاع غزة ضمن تظاهرة اللون في المرسم المفتوح المقام بصرح باب اليمن في مدينة صنعاء التاريخية.. ففي فعاليات اليوم الثاني للتظاهرة التي تنظمها وزارة الثقافة خلال الفترة (36) يناير 2008م، وبحضور وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي، وجّه المشاركون رسائل مختلفة إلى ابناء الشعب الفلسطيني في غزة، على نحو (النصر والشهادة ) و (الون في وجه آلة الحرب الصهيونية) ،معبرين عبر خمس لوحات جدارية عن تضامنهم مع اخوانهم في غزة وتأييدهم لهم في قضيتهم العادلة. وعبر المشاركون كل بطريقته وبما ألهمته تجربته الفنية من لغة تعبيرية لإدانة العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة في فلسطين واستنكار الصمت المخزي للقيادات العربية كأقل واجب يقدمونه تجاه ما يجري على ارض غزة من اعتداءات وحشية تنتهك كل المواثيق الشرعية لحقوق الإنسان.. وتناولت الجدارية الأولى التي اشترك في خط ملامحها التشكيلي عدنان جمن، وزكي اليافعي وسميرة مقبل وسامح يوسف وعمر العماري فكرة وئد السلام المنشود عالمياً وذبح حمامة السلام وقطع غصن الزيتون بمختلف أنواع الأسلاحة الفتاكة، على ايدي القوى الصهيونية الظالمة. واعتبر التشكيلي عدنان جمن لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن اللون هو أقل الجدارية تأتي كأقل تعبير بالموقف الرافض لهذا العدوان وهذه الانتهاكات الكبرى لحقوق الشعب الأعزل .. وقال جمن “ اللون هو الوسيلة التي يستطيع الفنان التعبير به عن حالته النفسية وهذه الألوان هي تعبير عن حالة الفنانين وشعورهم تجاه المجازر في غزة.. فيما جدارية أخرى انفردت بها ريشة التشكيلي أكرم الخولاني دارت فكرتها حول القضية ذاتها لكنها أخذت بنمط المدرسة التكعيبية التجريدية تناولت “ غزة الصمود “ وهي عبارة عن اشلاء أطفال وصرخات نساء وهرم من جماجم الأطفال واسلاك شائكة بغصن الزيتون وهو أسلوب بيكاسو على حد قوله.. وعن مدى قدرة لغة اللون في إيصال رسالة قوية كرد فعل تجاه المجازر في غزة اشار الخولاني إلى ان الفن التشكيلي لغة فنية تعبيرية يعيها المجتمع الدولي والأوروبي كثيراً، ولذا فهو يؤمن بأنها رسالة قوية وناجحة سترى طريقها. كما تناولت جدارية أخرى حملت عنوان «العدوان الغاشم» اشترك فيها كل من وليد البحري، وهناء الحسيني، ووليد الزبيدي وناصر مرحب، وبلقيس جلعوم، ومحمد مبارز التواطؤ الدولي والنية المبيتة لارتكاب المجازر في ارض وشعب غزة العزل .. وبحسب وليد البحري فإن فريقه تعمد استخدام الألوان الحارة وأخذ تعرجاتها على هالة دائرية ترمز للقدس وقبة الصخرة يقابلها صواريخ العدو الصهيوني التي تنهال أمام شخوص المقاومة الفلسطينية من فاجعة العدو الغاشم.. بينما جاءت جدارية فريق التشكيلي محمد عبدالوهاب أكثر تفاؤلاً بالصمود وعدم الانكسار والتي تناولت فكرتها ميلاد شجرة جديدة من دم الأخوين اليمنية تنبثق من شجرة يابسة عثى عليها الدهر وتهالكت أوراقها .. وأشار التشكيلي محمد عبدالوهاب إلى أن الشجرة المورقة تعني ظهور مرحلة جديدة أكثر حيوية وفاعلية في الوطن العربي كشفت عنها التظاهرات في مختلف الأقطار العربية والإسلامية.. منوهاً إلى أنه استطاع وفريقه التعبير بهذا المعنى لخلق التفاؤل في الأقطار العربية والأجيال التي خذلها قاداتها في كثير من الأقطار العربية بمواقفهم الركيكة والمخزية والتي نعتتها الألوان بالشجرة اليابسة والرثة. ودللت جدارية رئيس بيت الفن بصنعاء القديمة وليد دلة على حد قوله على الصمود الفلسطيني المتمثل برمز قبة الصخرة رغم الدماء التي تكاد تغرق معالمها .. وشاركت فيها أعداد من السياح الأوروبيين والأسيويين ببصماتهم وتوقيعاتهم التضامنية في عدد من اللوحات المشار اليها سلفاً .. واعتبر دلة التظاهرة اللونية فريدة من نوعها كونها تعبيرات ورسوماً آنية تنسجها ريشة الفنانين أمام أكبر تجمع شعبي في باب اليمنبصنعاء الذين يتضامنون ايضاً مع شعب غزة .. واعتبر مستشار الثقافة للفنون التشكيلية حكيم العاقل رسالة اللون من الرسائل المتطورة في العالم والتي تعد قاموساً يترجم الرسالة إلى جميع اللغات.. منوهاً أنه كلما كانت الفكرة واضحة وجيدة كانت الرسالة أكثر فاعلية، فالصورة بألف كلمة، ولغة التعبير العالمي ثقافة لونية تملك القدرة على التأثير.. وكان التشكيليون قد رسموا امس أكثر من 25 لوحة تشكيلية بمقاسات مختلفة تناولت جميعها العدوان الصهيوني على قطاع غزة.